إلى متى يا أمّة العرب سيبقى الإنسان فيكِ رخيصاً إلى هذا الحد؟إلى متى ستبقى الطّفولة البريئة وعفّة العذارى عرضةٌ لنيرانٍ الظالمين، تحوّل ليلهم إلى نهارٍ مضاءٍ بنار جهنّم،وتلبّدت سماء نهارهم بغيومٍ سوداء تمطر عليهم حمماً من براكين الجحيم؟
كيف يسكت أصحاب الضّمائر والحقوقيون على المجازر الّتي ترتكب بحقّ الشّيوخ والنّساء والأطفال في سوريا عموماً والغوطة بشكلٍ خاص كلّ يوم ؟ حتى الملاجئ ضاقت بمن تبقّى من بقايا العائلات .
أيّ شرعٍ يرضى بالإبادة الجماعيّة للبشر؟ من لم يمت بالقصف مات من الجوع والعطش والمرض والرعب.
تحت أيِّ قانونٍ يندرج بند تدمير المدن والقرى على رؤوس ساكنيها ؟هل يساهم ذلك في تطبيق الدّيمقراطيّة والحرّيّة والعدالة الإجتماعيّة؟
هل أصبحت الغوطة بيضة القبّان في المفاوضات والمساومات على مستقبل سوريا ليحلّ بها كما حلّ بحلب وحمص ودير الزّور من قبل؟
ولو أنّ النّظام كسب الجولة وكان له نصيب الأسد في حكم سوريا،كيف يرضى لنفسه أن يكون حاكماً على أشلاء بني جلدته ورئيساً على بيوتٍ مهدّمة وأراضٍ محروقة؟ مثله كمثل قابيل الّذي قتل أخاه هابيل ليستأثر بالعالم وعندما وجد نفسه وحيداً بدأ بالصّراخ....
قاسم فرحات
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام