ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻷﻣﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﺧﺎﺹ ﻭﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ . بحكم ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒته ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﻮﺟﺰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ :
- ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ
- ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻭﺑﺤﻜﻢ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻣﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﺪِ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺫﻱ ﻧﻤﻂ ﺧﺎﺹ ﻭﺗﺤﺪﻱ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺫﻱ ﻃﺎﺑﻊ ﺧﺎﺹ ﺃﻳﻀﺎً .. ﺍﻣﺎ ﺍﻳﻦ ﺗﻜﻤﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﺒﺤﺜﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ .
- ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ -:
ﺃ . ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ .
ﺏ . ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻲ .
ﺝ . ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ .
◾ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ التوسعي
ﻟﻢ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻤﺠﻤﻠﻪ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺎ ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺣﻞ ﺑﺎﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺤﺮﺩ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻟﻸﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ . ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﺍﻗﻮﺍﻡ
ﺍﻏراب ( ﻻ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ) ﺍﻗﺘﻠﻌﻮﺍ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﻭﺷﺮﺩﻭﻩ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻪ . ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﻟﻘﻄﺮ ﻣﻌﻴﻦ . ﻭﻻﺳﺒﺎﺏ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺤﺪﻭﺩ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻘﻂ، ﺍﻧﻪ ﺗﺤﺪِ ﻗﻮﻣﻲ ﺑﺎﻻﺳﺎﺱ ﻭﺗﺤﺪِ ﻋﺼﺮﻱ ﺿﺨﻢ ، ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻟﻺﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ . ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻌﻼً ﻣﺨﻠﺐ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﺪ ﻭﺍﻟﻀﻢ ﻭﺍﻻﻟﺤﺎﻕ ﻟﻼﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻃﻤﺲ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ .
ﻛﻤﺎ ﺇﻗﺘﺮﻑ ﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﺑﺤﻖ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ .. ﺍﻟﺦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻄﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﻋﻤﻼﻗﺎً ﺗﺠﻴﺮ ﻟﻪ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﺇﺑﺘﻜﺮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ .
◾ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﺘﻮسعي
ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺻﺮﺍﻉ ﻗﻮﻣﻲ ﻭﺣﻀﺎﺭﻱ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ . ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻪ ﺗﺤﺪِ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑﺪﺀ ﺇﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﺼﺎﻋﺪ ﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ . ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً . ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺿﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﺪﺍً ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ . ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺇﺗﺨﺬ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻱ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ .
ﻟﺬﺍ ﻓﺈ٫ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺑﺼﻴﻐﺘﻪ ﺍﻟﻤﻼﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﺍﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺗﺤﺪﻱ ﺧﺎﺹ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺒﻌﺪﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺒﺪﻳﺪﻩ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻻﻣﺔ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﺎ .
◾ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻲ
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺟﺮﺑﺖ ﻋﺬﺍﺑﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻷﻣﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻮﻥ . ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻦ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺻﻮﻻﺕ ﻭﺻﻮﻻﺕ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ . ﻭﻣﻊ ﺍﻓﻮﻝ ﻧﺠﻢ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ( ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ) ﻓﻲ ﺍﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ، ﺑﺪﺃ ﻧﺠﻢ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﻉ . ﻓﺎﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﺣﺪﻯ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻭﺍﻟقاﺋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻪ ﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﺍﻧﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﺣﺪث ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻳﺴﺨﺮ ﺍﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .. ﺍﻟﺦ . ﻟﻺﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻭﺗﻬﻴﺒﺎ ﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺗﺪﺭﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻛﻌﻠﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻻﺟﻬﺎﺽ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻭﺗﻔﺠﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ . ﻭﺭﺏ ﻗﺎﺋﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺫﻥ ﺍﻳﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﺎلمية؟ ﺍﻥ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻮﺑﻮﻟﻮﺗﻴﻜﻴﺔ . ﺍﺿﺎﻓﺔ ﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﻮﻁ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺇﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﺗﻜﻠﻔﺘﻪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﺴﺒﺔ ٦٠٪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺇﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻫﻮ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﻪ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ ﻫﻮ ﻏﺬﺍﺀ ﺍﻻﻟﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﻥ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ . ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ . ﺍﻻ ﻋﺪﺓ ﺷﻬﻮﺭ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﻣﺤﻂ ﺍﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻣﺘﺼﺎﺹ ﺧﻴﺮﺍﺗﻪ ﺑﺄﻗﻞ ﺛﻤﻦ ﻭﺃﻗﻞ ﺟﻬﺪ.
رامي عابدون-القطر السوداني
لجنة نبض العربة للثقافة والاعلام