سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

د.خضير المرشدي: أضواء على اللقاء الصحفي المهم الذي أجرته صحيفة القدس العربي مع الرفيق القائد عزة ابراهيم أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي وقائد جبهة الجهاد والتحرير .من الاضاءة الاولى الى الثانية عشر




الضوء الاول :
الموقف من ( داعش ) وكيف ينظر البعث والمقاومة الى هذا التنظيم الارهابي ؟؟
بكلمات واضحة لاتقبل التأويل اجاب الرفيق الامين العام للحزب على هذا الموضوع الهام ، نافياً وبشدة ومستهجناً الاتهامات الموجهة للحزب والمقاومة في هذا الخصوص ، حيث جاء الجواب المعبر عن موقف الحزب المبدئي على السؤال الثامن كما يلي :
السؤال ٨ ـ هناك اتهامات لكم شخصيا ولحزب البعث بالتحالف مع تنظيم"الدولة" في العراق خاصة وان ضباط بعثييين انضموا للتنظيم ومن إنكم تمدوهم بالسلاح ؟؟؟
كيف تردون على هذه الاتهامات ؟

الجواب :
هذه أصوات نشاز وتأتي في سياق محاصرة البعث واجتثاثه انها تحاول خلط الأوراق وتشويش صورة الموقف الوطني والقومي والانساني الذي يتصف به حزب البعث ولمصادرة حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الامريكي والايراني ومشاريعه الاستعمارية ،،، من خلال هذه الحملة الإعلامية المعادية للحزب والمقاومة بوصفها بالارهاب تارة ، واتهامها بالطائفية تارة اخرى او لصق به ما يجري في العراق من مجازر وتفجيرات وقتل يومي تقوم بها قوات المحتلين الامريكان والفرس وعملاؤهما من احزاب السلطة وميليشياتها .
هذه محاولات مليئة بالكذب والتشويش وباتت مكشوفة لجميع الأحرار في العراق والامة والعالم بإن من يقف مع الاٍرهاب ومن صنع الاٍرهاب ودعمه ولا زال يدعمه ومسؤولا عن ادارته هي ايران واميركا واسرائيل ، وما عدا ذلك فإن جميع شعوب المنطقة والعالم ومنها شعبنا العربي وامتنا ونحن في حزب البعث ضحية هذا الاٍرهاب الأعمى وضحية الاحتلال الذي يمثل اعلى درجات الاٍرهاب ، ولا زلنا نقاوم وتقاتل على ٣٦٠ درجة ضد المحتلين ومخلفاتهم الطائفية الارهابية ، ان حزب البعث يرفض ويقاتل ويقاوم كافة انواع الاحتلال والارهاب الطائفية والتكفيرية وما يرتبط بهاوعلى رأس تلك القوى ايران وعملائها وداعش وذيولها. نحن نعلم ان هذه الحملات هي جزء من استراتيجية اجتثاث البعث والعروبة والفكر والعقيدة الوطنية العربية الثورية التحررية الانسانية ، لصالح افكار فئوية ضيقة منبوذة من الشعب والامة لانها غريبة عن تاريخها وعقيدتها ودينها وأخلاقها . وهي محاولات لإيجاد المبررات لضرب وإجهاض المقاومة الوطنية والثورة الشعبية في العراق وسوريا وغيرها، من خلال القول بأنها مرتبطة بالاٍرهاب التي يجب مقاتلته وهذا مايحصل الان .
فهذه الاتهامات مرفوضة وباطلة والمقصود منها التشويه والتزوير والتشويش ومزيد من الاجتثاث كما قلنا ، ونحن نتعارض مع داعش عقائدياً ومبدئياً، لأن من يتابع الأحداث وهي ليست بعيدة ، يجد ان ( داعش ) عند ظهورها قد وضعت في حسبانها بأن حزب البعث ومقاومته الوطنية يمثل العدو رقم واحد ، ولهذا اول ماقامت به هو اختطاف عدد من اعضاء قيادة الحزب والعشرات من قادة المقاومة ورجالها العسكريين والمدنيين ، واستمرت في استهداف وقتل من تصادفه من كوادر البعث ... فعن اي تحالف يتكلم هؤلاء ... ؟؟؟ وهم الذين متورطون في صنع هذا الاٍرهاب وتصديره ودعمه .
أما موضوع تسليح داعش فإن مصدر أسلحة هذا التنظيم كما هو معروف هو ماتركه ( الجيش العراقي ) بعد هروبه من الموصل وبقية المخافظات الثائرة ومثله ماحصل في سوريا ايضا.
ولا بد من الاشارة الى إن هذا التنظيم يضم عناصر من مختلف دول العالم ، وعليه فإن الاتهامات الموجهة لحزب البعث العربي الاشتراكي ، من قبل الحكومة العراقية وإيران والميليشيات العميلة المرتبطة بهما ، إنما المقصود من وراءها هو الإمعان في ملاحقة واعتقال وقتل وتصفية كوادر الحزب وإيجاد المبررات للاستمرار في إجتثاثه وتجريمه وحظره ، مما يهييء الارضيّة لتنفيذ مشروعهم في التقسيم والتدمير والذي يقاومه البعث والشعب كحالة واحدة بصبر وبسالة وقوة .

الإضاءة الثانية : الموقف من التدخل الاجنبي في العراق ، أوضح الرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وقائد جبهة الجهاد والتحرير بأن البعث يرفض ويقاوم كافة انواع التدخل الاجنبي في العراق وبمختلف مصادره ، في ذات الوقت فإنه يرحب بالدعم والإسناد الإيجابي للمقاومة الوطنية العراقية من قبل الدول الشقيقة والصديقة للحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله وتحريره من الاحتلال والهيمنة الإيرانية ، وقد ورد في الجواب مايلي :

إن العدوان على العراق واحتلاله نتجت عنه إرتدادات عنيفة وخطيرة ، وكانت هي السبب الرئيسي وراء الازمات الأمنية والاقتصادية والسياسية في الدول العربية والإقليمية والاجنبية ، وتهديد الأمن وعدم الاستقرار في دول العالم ، وشملت ارتداداته أيضاً كل من شارك فيه وشجّعه ودعمه من الدول العربية وغيرها ، ويكاد لن يسلم من هذه التداعيات أحد . فإذا لم يتم تصحيح مسارالاحداث ، والاعتراف من قبل المجتمع الدولي وخاصة اميريكا بالخطيئة الكبرى التي ارتكبت بحق العراق وشعبه واعادة الحقوق الى أهلها وأصحابها وإعادة النظر بالسياسات المتبعة العراقية والعربية والدولية لإنقاذ مايمكن انقاذه من خلال الحوار مع قوى المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي لوضع استراتيجية حل شامل للوضع في العراق يفضي الى تغيير جذري في العملية السياسية الطائفية الإرهابية الفاسدة ، فعليهم أن يتوقعوا المزيد من الدمار والارهاب والتدهور واستنزاف الثروات وانتشار الرعب والخوف والفقر والجهل والتخلف .
إن موقف حزب البعث العربي الاشتراكي ثابت في رفض ومقاومة كافة انواع التدخل الأجنبي في شؤون العراق والدول العربية الاخرى ، سواءاً كان هذا التدخل أمريكياً أم روسياً أم غربياً أم إيرانياً أم تركياً ، ولكننا في ذات الوقت نرحب بالدعم والإسناد الإيجابي التي يأتينا من الاشقاء العرب او الدول الصديقة ، ليس من اجل مصالحنا فقط ولكنه سيصب في مصلحة هذه الدول أولاً ، وتحافظ من خلاله على أمنها واستقرارها ثانياً ، ومنها الجارة تركيا على وجه الخصوص .

الاضاءة الثالثة : الكويت ...
أكد الرفيق القائد أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في لقاءه مع جريدة القدس العربي على الموقف المبدئي والاخلاقي لحزب البعث في موضوع احتلال الكويت عام ١٩٩٠ ، وأشار بصراحة وثقة بالنفس وبالبعث والامة ، ان احتلال الكويت كان كارثة على العراق والامة ، وخطيئة مبدئية واخلاقية ، موضحاً ابعاد المؤامرة التي اشتركت فيها حكومة الكويت وحسني مبارك وحافظ الاسد وايران واسرائيل بإشراف وقيادة أمريكية مباشرة ، وقدم الرفيق الامين العام لحزب البعثاعتذار قيادة البعث الى شعب الكويت العربي عن ماأصابه من ضرر بسبب هذا الاحتلال ، محملاً حكومة الكويت ومن معها من المتآمرين العرب المسؤولية الكبرى عن ماجرى ، مع عدم اعفاء الحكومة العراقية عن الخطأ الذي أُرتكب ، وجاء في نص المقابلة مايلي :
اقول لك باختصار وبصراحة البعث وبوضوح عقيدته ومبادئه ان دخول الكويت يمثل جوهر المؤامرة على العراق والامة اشتركت في صناعته كل القوى المعادية للامة وعلى رأسها اسرائيل وامريكا وايران الصفوية والنظام العربي برمته وفي مقدمة العرب المتآمرين ( حسني مبارك وحكومة الكويت وحافظ اسد ) ، أستدرجت قيادة العراق اليها استدراجاً وانها تمثل بالنسبة لقيادتنا وانا منهم ، خطيئة كبيرة ومبدئية واستراتيجية واخلاقية سوف لن تمحى من تاريخ الامة الا بقيام وحدتها الكبرى ، واما تفاصيل هذه الخطئة والخطيئة ستظهر ان شاء الله قريبا في دراسة وتقييم التجربة لمسيرة الخمس والثلاثون عام بعد المصادقة عليها في أول مؤتمر قطري وأسأل الله ان يكون قريباً ، واعلم أننا في القيادة وفي كادر الحزب المتقدم وأنا في مقدمتهم نكنُ كل الحب والتقدير لشعبنا العربي الكويتي وأننا نعتذر لهذا الشعب العربي الاصيل ألف مرة عن ماأصابه من ضرر ، واقول هذا رغم ان الامور وخاصة الكبيرة والتاريخية يتم تقييمها وفق ظروفها ومرحلتها وليس خارجها ، ولكن التقييم سيظهر، ويظهر معه حجم المسؤولية التي تتحملها الاطراف الاخرى التي اشرنا لها وهم الحكومات العربية المتآمرة ، وستجد ان القيادة العراقية أُجبرت ودُفعت دفعاً لدخول الكويت ولكن هذا لا يعفيها من المسؤولية اطلاقاً .

الإضاءة الرابعة : موقف البعث من العملية السياسية والحكومة العراقية الحالية ؟ وهل توجد مبادرات للتواصل معهم ؟؟
وقد أكد الرفيق المجاهد الامين العام للحزب على موقف الحزب والمقاومة الاستراتيجي تجاه هذه العملية بالقول :
العملية السياسية برمتها وبكافة عناوينها ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية هي وليدة الاحتلال وتمثل مشروع الاحتلال الامريكي الصهيوني الذي تقوده وتديره ايران وتيارهاالفارسي الصفوي ، وإنها قائمة على ثلاثة أسس لولاها لما استمرت هذه العملية والحكومة الناتجة عنها يوم واحدوهي :
أ- السياسات القائمة على الفساد والطائفية والمحاصصة والاجتثاث والاقصاء والملاحقة والمطاردة والقتل والاعتقالات لكل من هو وطني ومخلص من العراقيين ، وما نتج عن ذلك من بروز قوى ارهابية مسلحة تهيمن على المشهد في العراق .
ب- الاحتلال الايراني الفارسي الصفوي المباشر للعراق وسيطرته على كافة مرافق الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية وتغلغله في صفوف المجتمع ، وكذلك الميلشيات الصفوية المرتبطة بالولي الفقيه في ايران وتستلم اوامرها منه مباشرة وهي تمثل اليوم في العراق الوجه الاخر للارهاب والفتنة والجريمة . وقد تجاوز عدد هذه الميليشيات اكثر من مئة ميليشيا مسلحة تستلم اوامرها من مكتب خامنئي مباشرة .
ج- الدعم الدولي وخاصة الامريكي - والغربي والعربي للاسف لهذه العملية رغم فسادها وانهيارها وفشلها وعدم شرعيتها ... ورغم إن الشعب رفضها من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه عندما خرج بمظاهرات صاخبة تدعو الى إسقاط هذه العملية وإسقاط دستورها المسخ ، الذي كان السبب في ماوصل اليه الوضع في العراق من تشرذم وصراعات طائفية وإثنية ومناطقية وهيمنة ايرانية مطلقة.
د- إن المحتلين جاءوا بهذه العملية كما ذكرنا على اساس المحاصصة الطائفية والعرقية والدينية بهدف تقسيم العراق على هذه الاسٌس وقد قطعت العملية السياسية البغيضة وحكومتها العميلة شوطاً بعيدا بإتجاه هدف تقسيم العراق بل إن العراق يقف اليوم على حافة التقسيم ، ان لم يتصدى احرار العراق وثواره وقواه الوطنية والقومية والاسلامية بقوة وبشجاعة لدعاة هذا التقسيم من العملاء والخونة وخاصة في اوساط التيارات الاسلامية الطائفية .
وبذلك فإنها عملية باطلة ومُدانة وكل ما ينتج عنها باطل ومدان ، وإن كل مؤسساتها باطلة ومُدانة حكومتها وبرلمانها ودستورها وما يُسمى بجيشها وشرطتها وميليشياتها لأن ( كل ما أُسس على باطل فهو باطل ) ، اما العاملين في مؤسساتها فنقول فيهم الكثير من الخيّرين وخاصةً في اجهزتها التنفيذية مثل الجيش والشرطة ودوائر الدولة المدنية وفيهم الكثير وهم الأغلبية ممن اضطرتهم ظروف الحياة للانخراط في هذه المؤسسات والدوائر ، لكن الهيمنة والسيطرة والقيادة في كل هذه المؤسسات والدوائر بدءاً من مجلس الوزراء والبرلمان والقضاء والجيش والشرطة والتعليم والثقافة والاعلام والاقتصاد هي بيد عملاء ايران واذنابها ، وإن ايران كما ذكرنا تقود هذه المؤسسات من خلالهم ومن خلال الميليشيات المسلحة .

الإضاءة الخامسة : مايسمى الربيع العربي والثورة السورية ... حيث جاء في حديث الرفيق الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي مع جريدة القدس مايلي :
بإختصار شديد فإن الثورات والانتفاضات التي حصلت في الاقطار العربية ضد الأنظمة الاستبدادية الفاسدة العميلة الخانعة المستسلمة والمفرطة بحقوق الامة لصالح اعدائها بل والمتحالفة مع هؤلاء الأعداء ، جاءت كتعبير عن حاجة الجماهير العربية وتطلعاتها برفض التبعية والهيمنة الابتزاز والاستغلال الداخلي والخارجي ، ورفض الظلم والقهر والحرمان ، والمطالبة بالحرية والعيش الكريم وغيرها من الحقوق الانسانية ، وقد حققت هذه الثورات أهدافها الأولية باسقاط الانظمة الهزيلة وكشفت عورات هؤلاء الحكام وهزالتهم وضعفهم امام إرادة الشعب ، الذي اذا أراد الحياة يوما ، فلا بد ان يستجيب له القدر ، وهكذا كان ... ولكن للاسف ان هذه الثورات لم تكمل تلك الاهداف التحررية الكبرى التي تصب في مجرى الاستقلال الوطني والقومي والمصلحة العربية العليا للأمة ، وتقزمت نتائجها بمجردعملية التغيير للحكام ، واقتصرت على بعض الامور المطلبية ، وذلك لاسباب عديدة من أهمها عدم وجود قيادات واعية ورصينة ولديها نظرة بعيدة للتغير المطلوب منها ، والالتفاف على هذه الثورات من قبل قوى الثورة المضادة الخارجية منها والداخلية ، وكان من نتيجة ذلك أن تمت مصادرة هذه الثورات ، فبدلا من أن تحقق نهضة عربية على طريق وحدة الامة واستقلالها وسيادتها ، فإنها تراجعت بسبب هيمنة وتغلغل فئات واحزاب وجماعات مرتبطة بالاستعمار والامبريالية ومشاريعهما .
لكن تبقى أرادة الشعب هي الاقوى والأقدر على تصحيح مسار هذه الثورات ، وما نراه الان ونلمسه من حراك جماهيري شعبي ثوري تحرري الا دليل على ان لحظة الحقيقة في تصحيح هذا المسار ستأتي ولو بعد حين سواءا في المغرب العربي او في مشرقه من الاقطار العربية .
أما في سورية الحبيبة ، سورية العزة والعروبة ، سورية الثورة ... فإنني مؤمن تمام الايمان بإن ثورة الشعب السوري المباركة سوف تنتصر على نظام الطاغية السفّاح ، نظام الخيانة والرِّدة والتآمر على الامة وفكرها وعقيدتها منذ ان تسلط على رقاب الشعب السوري ، والذي باع سورية للفارسية الصفوية وللصهيونية من قبل بتحالفه مع قوى العدوان ضد كل ماهو عربي ، ان الشعب السوري المكافح ومقاومته الوطنية وفصائلها المسلحة والسياسية مدعوان للوحدة والتحالف والتكاتف للسير بالثورة السورية وتحقيق أهدافها الوطنية والقومية التحررية بعيداً عن الصراعات والارتباطات مع هذا الطرف الدولي او ذاك ، الا بما يحقق الدعم الإيجابي لانتصار الثورة ، خاصة في ظل الصراع الدولي الخطير الذي تدور رحاه على الارض السورية والذي يهدد أمن الشرق الأوسط والعالم برمته ، طالما استمر هذاالنظام العميل بارتكاب جرائمه بحق الشعب السوري ، وطالما انه قد سلم مقدرات سورية لايران الصفوية ، وجعلها ميداناً لصراع الدول الكبرى التي لايهمها الا مصالحها فقط .

الإضاءة السادسة : قضية الاحواز العربية
جاء الموقف معبراً عن مأساة هذا الشعب العربي الأصيل حين قال الرفيق الامين العام للحزب :
قضية الاحواز تمثل مأساة شعب عربي وبلد عربي تم احتلاله بتواطيء غربي وبريطاني تحديدا مع شاه ايران آنذاك عام ١٩٢٥ للهيمنة على الساحل الشرقي للخليج العربي ، لزرع كيان في شرق الوطن العربي يمثل تهديداً مستمراً للامن القومي العربي برمته وللعراق بشكل خاص ، مثلما تم زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي لتفتيته ومنع قيام وحدة العرب .
هكذا هي المؤامرة على الامة كما قلنا إمبريالية صهيونية وفارسية صفوية شكلوا الثنائي في استهداف الامة وتدميرها ، عبر التحالف والتنسيق المستمر بينهما منذ فترات تاريخية طويلة وفي العصرالحديث .
العراق ونظام البعث التزم وتمسك بقضية الاحواز كبلد عربي محتل وكان يدعم نضال الشعب الاحوازي العربي البطل ، انطلاقا من مبدأ ان هذا الشعب يجب ان ينال استقلاله الكامل وتأسيس دولته المستقلة كجزء من الامة العربية .
والان نحن ندعم ونؤيد نضال وكفاح الشعب العربي الاحوازي وقواه الوطنية من اجل نيل استقلاله وحريته ، وندعو كافة هذه القوى للتوحد تحت لواء جبهة عريضة تقود نضال هذا الشعب الباسل نحو التحرير والاستقلال ، والذي يتعرض يومياً الى التهجير والقتل والإعدامات العشوائية من قبل النظام الصفوي في قم وطهران ، نحن والاحوازيون حالة واحدة متحدة متماسكة وممتزجة وارض الاحواز العربي لا تقل معزة عن ارض العراق ولا عن أي شبر في وطن العروبة الكبير ونحن وهم على موعد مع التحرير بأذن الله .

الإضاءة السابعة : مستقبل العراق ...
أوضح الرفيق الامين العام للحزب المستقبل الذي سيؤول اليه العراق ودول المنطقة اذا لم يتم التوصل لحل شامل ونهائي لقضية العراق قائلاً :
العراق تعرض لعدوان مستمر من قبل أميركا والغرب بدفع وتشجيع من الصهيونية العالمية واستخدموا كافة أدواتهم وحلفائهم في المنطقة لضرب العراق وإسقاط ثورته ومشروعه الوطني القومي الاشتراكي الانساني الثوري التحرري ، والان بعد الاحتلال وما نتج عنه من فساد وارهاب ونهب وتدمير وقتل وتهجير وملاحقة واغتيالات لقياداته وكوادره الوطنية ، واحتلال ايراني وهيمنة ميليشيات مسلحة مجرمة على السلطة وإدارة البلاد وتطبيق شريعة الغاب وفي جميع محافظات العراق ، وفي ظل الصراع الدائر بين القوى الكبرى ، ووجود الحشد الدولي الذي يضم اكثر من ٦٠ دولة تحت حجة محاربة الاٍرهاب ، هذا الاٍرهاب الذي صنعته امريكا وايران ، والمدعوم من قبلهما ، فالعراق في ظل هذه الظروف المعقدة التي أدت الى تشريد وتهجير الملايين من العراقيين في العراء بعد تهديم مدنهم وبيوتهم ، وتجريف قراهم ومزارعهم وبساتينهم ، وجلب الملايين من الفرس والاقوام الاخرى وإسكانهم بدلاً عنهم في اكبر عملية تغيير ديمغرافي وسكاني في التاريخ ، وتحت مسمع ومرأى امريكا ودول العالم والمجتمع الدولي والجامعة العربية والنظام الرسمي العربي .. حتى اصبح العراق مصدر وبؤرة لتصدير الاٍرهاب والفوضى والفتنة للعالم .
فإذا لم يتم الحوار مباشرة مع قيادة المقاومة والثورة في العراق لوضع حل شامل ونهائي وجذري ، فعلى الدول العربية والعالم ان يعلم أن التدهور سيستمر والفتنة ستنتشر والارهاب الذي تصدره وتدعمه ايران سيطول الجميع ، وما التهديدات الإيرانية الوقحة ضد الدول العربية ودول الخليج العربي وخاصة المملكة العربيةالسعودية الا دليل على مانقول .
أما سؤالك عن الخطيئة وليس الخطأ الذي ارتكبته امريكا وبريطانيا ومن ساندهما من دول الغرب باحتلال العراق وتدميره ، فانه هو من فتح أبواب جهنم ليس في العراق فقط وانما في كل الدول
العربية وامتدت ناره لتحرق دول اخرى مجاورة للعراق واُخرى بعيدة عنه .
انا لا اعتقد بأن امريكا والغرب سيعيدون تجربة العراق في الاحتلال والتدخل المباشر بسبب الخسائر البشرية والمادية وفي الأرواح والمعدات والفضائح السياسية التي ألحقتها بهم المقاومة العراقية الباسلة وسببت لهم أزمات لن يشفون من اثارها لسنوات طويلة .
ولكن للإمبريالية والاستعمار تجربة طويلة في كيفية تدمير الشعوب والاوطان والامم ونهب ثرواتها والهيمنة على قرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري وغير ذلك ... من خلال وكلائها وعملاءها وحلفاءها الذين يقاتلون عنها بالنيابة وبأشرافها وتوجيه اجهزتها المباشر ، وان الذي يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن يثبت ذلك ، انها أوكلت المهمة للفرس الصفويين وميليشياتهم المجرمة لاحتلال الاقطار العربية بعد تدميرها وتقسيمها وشرذمتها ، وكذلك صنعت الاٍرهاب وصدرته لدول الامة العربية وخاصة في سوريا والعراق ، وقدمت له الدعم والإسناد ولا زالت تناور بمجموعاته من مكان لآخر .. وحشدت عشرات الدول تحت اسم الحشد الدولي للسيطرة على الامة وأركاعها وتفتيتها تحت حجة مكافحة الاٍرهاب .
الذي اريد أقوله انهم لم يعودوا قادرين على القتال وجها لوجه بعد هزيمتهم في العراق، ولكنهم بطائراتهم وصواريخهم يدمرون البلدان انتقاما لهزيمتهم .
نحن في حزب البعث وفي المقاومة في الوقت الذي ندعو فيه لحل سياسي شامل لحقن دماء العراقيين وهي الاهم بالنسبة لنا من جهة ، وتنفيذ الحقوق الوطنية من جهة اخرى ، لكننا نعلن في ذات الوقت ، إنه في حال إن إستمر الوضع على ماهو عليه ، وعدم الاستجابة من الأطراف الدولية للحل السياسي القائم على تنفيذ مبادرات الحل الشامل والنهائي التي أطلقها الحزب والمقاومة والتي تنص على التغيير الجذري لهذه العملية واعادة كتابة دستور جديد ، وتشكيل حكومة انتقالية لفترة زمنية ، والغاء الاجتثاث والحظر ، والغاء الملاحقات وقوائم المطلوبين من رجال المقاومة ، ومذكرات الإعتقال وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وفي مقدمتهم اعضاء القيادة العراقية وكوادر الدولة الوطنية ، وبناء المؤسسات العسكرية والمدنية وفق قوانينها وانظمتها وسياقات عملها الوطنية التي قامت عليها منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الاحتلال ، وغيرها من الإجراءات ، يتبعها اعادة بناء الدولة على وفق نظام وطني ديمقراطي تعددي لايستثني احدا ولا يلغي احد ولا يجتث احد ، ولا مكان فيه للانفراد او الاستئثار او الاقصاء او الاجتثاث ... جميع هذه المبادرات بائت بالفشل بسبب رفض ايران وميليشياتها الصفوية وعملاءها ، وبسبب الدعم الامريكي والغربي لهذه العملية الفاسدة ، فإننا مستمرون بعون الله مهما طال الزمن وغلت التضحيات في المقاومة والثورة وحرب التحرير الشعبية التي ستحرر العراق من قبضة ايران واعوانها وعملاءها ومن كل انواع الاحتلال والهيمنة الأجنبية ، وتحقق وحدة العراق وسيادته واستقلاله وانتزاع حقوقه واعادته دولة عربية مهابة ليؤدي دوره المعروف في أمته والانسانية .

الاضاءة الثامنة : دور ايران في المنطقة ...
تناول الرفيق قائد البعث والامين العام أبعاد وخطورة الدور الايراني في البلدان العربية كما يلي :
إيران كانت منذ زمن طويل ، ومنذ مجيء الخميني تحديداً ، سبباً في المشاكل التي يتعرض لها العراق وعاملاً أساسياً في تهديد أمنه وعدم إستقراره . والحديث عن الدور والتمدد الايراني ، فإن له أبعاد واهداف ترتبط بمفهوم ( تصدير الثورة ) الذي رفع شعاره الخميني منذ مجيئه للسلطة واراد بذلك احتلال العراق في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، وشن العدوان وبدأ الحرب على العراق والتي استمرت كما تعلمون ثمان سنوات ، فرضها النظام الايراني على العراق فرضاً بسبب تعنته وأصرّاره على إستمرارها رغم موافقة العراق على جميع الوساطات والمبادرات العربية والاسلامية والقرارات الدولية ، الى أن تجرع هذاالنظام السم بانتصار جيش العراق جيش الامة عام ١٩٨٨ على قواته المعتدية ، والحق به هزيمة كبيرة .
بعد إحتلال العراق الذي كان لإيران دور مباشر فيه من خلال تعاونها مع الأمريكان في تسهيل الاحتلال للعراق ومن قبله أفغانستان ، فقد بدأت صفحة جديدة من العدوان الايراني بإحتلال صريح للعراق مع هيمنة كاملة على إدارة وقيادة العملية السياسية وبالتنسيق والاتفاق مع الأمريكان .. وتشكيل ميليشيات مسلحة ومدربة مرتبطة بفيلق القدس الايراني لإدارة شؤون الأمن والدفاع والاقتصاد وغير ذلك وهي المنفذة لسياسة ايران في العراق كما هي في بقية الاقطار العربية ، ولا بد من التأكيد إن خطورة الدور الإيراني ليس بالحرس الثوري او فيلق القدس أو الأجهزة الأمنية أو الجيش الايراني وأسلحته وجواسيسه فحسب ، لأن جميع الدول العربية المستهدفة تستطيع مواجهة ذلك وفضحه والتحشد ضده وردعه . لكن الخطورة الحقيقية للتدخل والنفوذ والوجود الإيراني في البلاد العربية هو بتكوينها ميليشيات عميلة تابعة لها من أبناء تلك البلدان العربية يدينون لها بالولاء والطاعة والقتال بالنيابة عنها كما يفعل حزب الله في لبنان ، والحوثيين في اليمن ، والميليشيات والاحزاب الطائفية في العراق ، ومايسمى حركة الوفاق في البحرين ، وغيرها من الخلايا النائمة والعملاء في عدد من الاقطارالعربية في المشرق والمغرب .
واذا سمحت لي ايها الاخ لازيدك علماً وتوضيحاً لجماهير أمتنا العربية ولاحرار العالم
ان الامبريالية الامريكية بعد اندحار جيوشها وهروبها من العراق قد سلمت العراق لايران الفارسية الصفوية للمزيد من الانتقام من هذاالشعب العظيم ونظامه الوطني الذي ركعها وحجمها وقزمها وانهى قطبيتها الواحدة المتفردة المنفلتة لان امريكا تعرف مدى عمق وحقد وحنق وكراهية الفرس المجوس للعراق وقيادته وشعبه وامته ووضعت لها مضلة دولية شرعية تقتل وتدمر وتشرد وتهجر العراقيين تحتها حتى استفحلت ايران وطمعت بأكبر مما كانت تريده لها امريكا فأحتلت العراق احتلال عسكرياً مباشراً وبنفس الغطاء الامريكي وتحت نفس الخيمة الامريكية ولتعلم جماهير أمتنا ان الاحتلال الايراني المباشروالخطير والذي يهدد الامة مباشرةً يجب علينا ان لا نسميه تدخلاً اواطماعاً او ما شابه ذلك وهو يتمثل بالاتي :
١- يتواجد اليوم على ارض العراق اكثر من اثني عشر الف جندي ايراني من الحرس الثوري وفيلق القدس ولدينا خارطة تواجدهم ومركزهم في محافظة ديالى ويتوزعون في محيط بغداد الى صلاح الدين اي الى تكريت وبيجي، ومن محيط بغداد الى الانبار الى النخيب والحدود العراقية السعودية ويتواجدون بشكل مكثف في كربلاء والنجف والبصرة.
٢- الائتلاف الصفوي الحاكم الذي يُدين بالولاء المطلق والطاعة والتبعية للولي الفقيه الايراني ولا تتصرف ولا تعمل ولا تُقرر الحكومة الصفوية في المسائل المهمة والاساسية الا بأذن وبموافقة من الولي الفقيه او ممن يمثله، وان كل ما يظهر في الاعلام من تقاطعات واختلافات وسجالات سواء داخل الائتلاف الصفوي الحاكم او داخل الحكومة واجهزتها او بين عناوين العملية السياسية فهو مبرمج ومُمنهج من قبل ايران وعملائها للتغطية وللتخفيف من وطأة المشروع الصفوي الاستعماري البغيض ولتسهيل هيمنته وسيطرته على العراق .
٣- تسيطر ايران من خلال الاحزاب الصفوية على كل مفاصل المؤسسات الرسمية المهمة في حكومة العملاء مثل الجيش والأمن والمخابرات والاستخبارات والتربية والتعليم العالي والثقافة والاعلام ثم التعبئة الدينية الطائفية الصفوية .
٤- تحكم ايران وتشدد قبضتها على العراق وعمليته السياسية ومؤسساتها بأذرع مسلحة وضاربة وهي اكثر من مئة ميليشيا ترتبط مباشرة بايران وتستلم اوامرها مباشرةً من ولي الفقيه او ممن يمثله وهي المسؤولة عن التهجير والتشريد والقتل والحرق والسلب والنهب وهي المسؤولة عن التغير الديمغرافي الخطير في مناطق معينة ومحدده في العراق وقد حققت اهداف خطيرة للغاية في هذا الميدان .
٥- ايران قد اعلنت رسمياً احتلالها للعراق بقولها ان بغداد قد اصبحت عاصمة امبراطوريتها الجديدة واعلنت رسمياً ان حدودها الرسمية حيث تتواجد اضرحة الأمة من ال البيت ، وليعلم احرار الامة لئن استقر الحكم والهيمنة والسيطرة لأيران وعملائها وادواتها في العراق سيعلن الاتحاد الاندماجي بين العراق وايران تلبيةً لمنهج تصدير الثورة واهدافها ولبناء دولة المذهب الكبرى او بناء الدولة الاسلامية الكبرى كما يزعمون .

الاضاءة التاسعة : الدور المطلوب من الدول العربية في التصدي للمخطط الايراني ... حدد الرفيق المجاهد أبو أحمد أمين عام البعث العناصر الاساسية لإستراتجية التصدي والمواجهة لإنهاء الاحتلال والنفوذ الايراني بالقول :
المطلوب اتخاذ المبادرة ووضع استراتيجية عربية شاملة لمواجهة ايران وردعها وإنهاء احتلالها للعراق بالقوة أو بالسياسة أوبالاثنين معاً ، وتصفية ميليشياتها ، ونرى ان الحكام العرب اذا ماأحسنوا الظن بشعبهم وقواه الوطنية والعروبية واستنهضوا هممهم واستثمروا إمكاناتهم العسكرية والمادية الهائلة وقرروا بإرادتهم حماية أمنهم وأوطانهم وامتهم وأنفسهم دون الاعتماد او التعويل على القوى الأجنبية في حمايتهم ، وهي كما نرى بدأت في التخلي عن التزاماتها تجاه حلفاءها من الدول العربية بل وانكشفت اللعبة والمؤامرة على الامة التي تقودها الصهيونية العالمية المتحالفة مع الفارسية الصفوية ضد الامة العربية ، وبدأت امريكا الضغط والتحريض ضد المملكة وبقية الاقطار العربية لابتزازها وإسقاطها وتفتيتها لصالح حليفتها الصفوية الفارسية ، وما إصدار قانون أمريكي مثل ( جاستا ) الا لتنفيذ هذه الحلقة من حلقات المؤامرة الكونية ضد الامة التي بدأت باحتلال فلسطين ووصلت الى اقصاها باحتلال العراق وتدميره وتسليمه لايران ، فأن عزموا العرب على الدفاع عن أمتهم وأقطارها معتمدين على الله وعلى قوى الامة الحية المجاهدة وفي مقدمتها البعث وقوى المقاومة في الامة فهم قادرون على طرد ايران ، وليس أمام العرب الا دعم واسناد وتجهيز وتدريب فصائل المقاومة في العراق وسوريا واليمن واقطار الخليج العربي وبقية أقطار الامة الاخرى وفق استراتيجية عربية بقرار عربي مستقل لمقاومة وهزيمة وإسقاط هذه المؤامرة .. بغير ذلك فإن النتائج ستكون خطيرة ووخيمة على مستوى الامة ووجودها وهويتها وحاضرها ومستقبلها .

الاضاءة العاشرة : الموقف من المؤتمرات والندوات والمشاريع والمبادرات التي تقوم بها شخصيات وتجمعات عراقية مختلفة ،،، أشار الرفيق القائد
حول هذا الموضوع بمايلي :
نحن نشجع ونؤيد وندعم كافة المؤتمرات والندوات والتجمعات والمبادرات والمشاريع ذات الاهداف الوطنية والتي تصب في خندق استراتيجية البعث والمقاومة في التحرير والاستقلال ، وتساهم في تحشيد وتعبئة قوى الشعب الوطنية في مواجهة مشروع الاحتلال الامريكي والايراني للعراق والامة ، سواء عقدت في داخل العراق أو خارجه .
اما المشاريع والتجمعات والمؤتمرات والندوات وغيرها ذات التوجهات الفئوية او الطائفية او التقسيمية او التي تخدم العملية السياسية الاستخبارية التجسيسية الفاسدة اوالتنسيق معها او تلك التي تدعم وتتناغم في خطاباتها وبرامجها مع الاحتلالين الامريكي او الايراني الصفوي ،،، فإننا نقف ضدهاونعمل على إفشالها مهما كانت القوى التي تقف وراءها وتدعمها .
هذا هو المقياس في التعامل مع هذه النشاطات
إن البعث هو الحاضنة الرئيسية لكل جهد وطني ، ويدعم ويساند كل فعل مخلص من اجل العراق والامة سواء قام به شخص او مجموعة أشخاص او كتلة او هيئة او تجمع .

الاضاءة الحادية عشرة : دور حزب البعث عقب ما الت اليه الامور في العراق الان ... أستعرض الرفيق أمين عام الحزب الدور التاريخي للبعث وسماته الاصيلة التي رسمت دوره النضالي والجهادي بعد الاحتلال وعبر تاريخه المجيد قائلاً :
البعث ليس مجرد حزب سياسي ، بل انه حامل لرسالة العرب الثانية للانسانية ، ولهذا فان دوره لا ينحصر في الجانب السياسي أوالعسكري أوالتعبوي او في السلطة او بدونها فحسب ، إنه حزب الثورة ضد كل انواع الابتزاز والفساد والاستغلال والهيمنة والتسلط والاحتلال وضد المشاريع الاستعمارية ، وقبل ذلك هو ثورة وانقلاب على الذات وعلى الواقع الفاسد المريض ، وسيبقى الحزب يقاوم الظلم والقهر والفقر والمرض والجهل والتخلف والاستبداد والحرمان .
من هذه الحقائق يتحدد دور حزب البعث العربي الاشتراكي ، ولذلك تراه منذ اليوم الاول لانطلاق المقاومة ضد الاحتلال عام ٢٠٠٣ ، لم ينحصر في دوره في المقاومة المسلحة فقط بل إمتد الدور ليهييء مقاومة شاملة سياسية واعلامية واقتصادية واجتماعية واخلاقية وتعبئة شعبية وعلى كافة الاصعدة وفق استراتيجية واضحة الأهداف والوسائل . وإن الحزب بحكم انتشاره الواسع في صفوف الشعب ، ومكانته المتميزة في نفوس العراقيين ، ومن كونه يمثل فكرهم وعقيدتهم ومبادئهم وحاملاً لأهدافهم ومعبراً عن تطلعاتهم في الوحدة والتوحد والحريّة والتحرر وفي الحياة الحرة الكريمة والبناء والتقدم ، ومن كونه يضم خيرة أبناء هذا البلد وطنية وأصالة وانتماءاً وعلماً وثقافة وكفاءة ، أصبح حاضنة المقاومة بكافة فصائلها ومعينها الذي لا ينصب ، حتى تكلل هذا الجهاد الملحمي للبعث وفصائل المقاومة كافة بالنصر المبين في هزيمة المحتلين وانسحابهم من العراق ،،، ولازال البعث وسيبقى بعون الله عنواناً للثورة ضد مخلفات الاحتلال وعمليته السياسية الفاسدة وتيارها الإيراني الصفوي الإرهابي الذي عاث في الارض فساداً وفتنة ودماراً .
ليس جديداً على البعث دوره في المقاومة ضد الاحتلال في العراق ، بل أن نظام البعث وجيش العراق الباسل قد وقفا بوجه الموجة الخمينية السوداء ، وفي مقاومة مشروع الفتنة لثماني سنوات تحطمت بسواعدهما موجات الشر القادمة من قم وطهران والمدعومة من اسرائيل واميركا ، ليحمي بذلك دول العروبة وخاصة الخليجية منها من الشر والخطر الإيراني الذي استهدفهم جميعاً وليس العراق فقط ... مثلما كان دوره في مواجهة قوى العدوان ، والتصدي لأي اعتداء يتعرض له الاشقاء في أقطار العروبة ، في فلسطين وغيرها من الساحات العربية .
كما وإن حزب البعث والعراقيون بمختلف انتماءاتهم يعلمون جيداً بأن العملية السياسية التي أنشأها ورعاها الاحتلال ، وعمل طيلة هذه السنوات على دعمها وحمايتها واستمرارها ، كانت ولازالت هي السبب الرئيسي في المأساة التي يعاني منها العراق وشعبه ، وأنها والمسؤولين فيها من الفاسدين والسراق وورؤساء العصابات والميليشيات الطائفية الإرهابية ، يقفون وراء الكارثة التي تعصف بالعراق الان .
وقد رأى العراقيون حجم وضخامة الاحتلال والتدخل الإيراني وتياره الصفوي داخل هذه العملية التي باتت تحت سيطرته بالكامل وعلى جميع الاصعدة العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية ، وفي عملية اتخاذ القرارات بكل مايتعلق بإدارة شؤون السلطة في العراق ، حتى وصلت وقاحة المسؤولين الإيرانيين الى التصريح علناً وبدون أي خجل أو اعتبار أو إحترام لمشاعر العراقيين أو حتى لأصدقائهم من العرب ، من أن العراق جزء من الامبراطورية الفارسية ؟؟؟
ولكن شعب العراق العربي وفي مقدمته البعثيون في جنوب العراق وشماله لم يسكت على هذه اللعبة - المؤامرة ، وكان الجواب والرد من عمق جنوب العراق ، من البصرة الفيحاء وذي قار البطولة والمثنى الثورة ، ومن رحاب الفرات الأوسط ودرّته بابل التاريخ وكربلاء والنجف لتهتف النفوس الابية ( إيران برة برة .. بغداد تبقى حرة ) ويُحرق العلم الإيراني ويُداس بالأحذية ، وتنطلق التظاهرات الشعبية بوجه هذا التغول والاستهتار والوقاحة والفساد والعدوان ، لتمثّل امتداد لثورة العراقيين ومقاومتهم الباسلة ضدالاحتلال ومشروعه الفاسد ومخلفاته ، وطالبت الجماهير الثائر ةبأسقاط العملية السياسية وإسقاط دستورها المسخ ، ومحاكمة المفسدين والفاسدين ، وإعادة الأموال المنهوبة ، ورفض السياسات القائمة عليها ، ورفض الاحتلال الايراني والمطالبة بطرده من العراق وحل ميليشياته ، وإقامة نظام سياسي وطني ديمقراطي جديد لبناء دولة المؤسسات التي يسودها العدل والانصاف والمساواة والمواطنة ، لا انفراد فيها ولااستئثار ولا اقصاء ولا اجتثاث .


الاضاءة الثانية عشرة : وجه فيها الرفيق المناضل أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي وقائد جبهة الجهاد والتحرير رسالة للعراقيين وللحكام العرب ودول العالم جاء فيها :
أقول وحسب اهمية الذين اقول لهم وحسب تأثيرهم في صراعنا الدامي مع الغزاة المعتدون امريكا والصهيونية العالمية والاستعمار الغربي وايران الصفوية وكل قوى الارهاب والتكفير، اقول لاصحاب القضية اصحاب الحق العراقيون وقواهم الوطنية والقومية والاسلامية ومقاومتهم الباسلة البطلة ، اقول لشعب العراق العظيم شعب التاريخ وشعب الحضارات الشعب الذي رسم وبدأ الخطوات الاولى للحضارة الانسانية الشعب الذي علم الانسانية الكتابة حتى وصلت اليوم الى أرقى وأوسع العلوم في مختلف مجالات الحياة على الارض وأخترع لهم العجلة لينطلقوا منها خطوة خطوة حتى وصلوا الى القمر والمريخ ، الذي وضع لهم أسس وقواعد العلوم في الحساب والجبر والكيمياء والفيزياء والطب وعلوم الفلك ، هذا الشعب الذي لقن الطغاة البغاة المعتدين وعلى رأسهم امريكا دروساً في الثبات والصبر والشجاعة والتضحية ما يغني شعوب الارض المستعبدة وينير لها طريق النضال والكفاح للتحرر والاستقلال اولاً ثم ما قصم به ظهر التجبر والتكبر والتعسف والعدوان الامريكي على الشعوب ومما جعل القطب الاوحد المنفرد المتمرد الى اليوم يرتجف حتى من التفكير بتكرار ما فعله في العراق ، في مكان اخر من العالم ، حتى تنمّر عليها الكبير والصغير وتنمّر عليها القوي والضعيف ، قتل من الامريكان ( ٧٣ ) الف غازي وخرج من المعركة نصف مليون غازي معوق جسمياً او نفسياً ومعنوياً، ووصل الاقتصاد الامريكي الى حافة الانهيار بل وصل الكيان الامريكي الى حافة الانهيار لولا هروبهم من ارض المعركة .
اقول لهذا الشعب البطل وقواه المجاهدة هنيئاً لكم الانتصار التاريخي واقول لهم اثبتوا على ما أنتم عليه من صمود وتحدي حتى النصر الشامل والكامل لوطننا الحبيب ولا تلقوا السلاح قبل ذلك اليوم المجيد حتى لو طال الزمن لاجيال قادمة .
اقول لحكام العرب لازالت الفرصة قائمة امامكم لاحتضان المقاومة العراقية وقوى الشعب المعارضة للاحتلالين الامريكي والايراني الصفوي ودعمهم بالمال والسلاح والسياسة والاعلام لانجاز هدف التحرير بوقت مبكر والا فالحرائق ستصلكم وتحرق الاخضر واليابس في بلدانكم ، وسوف لن تستثني ايران احداً منكم ليضع العقال على رأسه ويقول انا عربي ، أملنا لا زال قائماً بانتفاضة كبرى بقيادة المملكة العربية السعودية ونخوتها وبقية الدول وكل اعضاء التحالف العربي ، بالرغم من التراجع الكبير والتردد الخطير لهم تجاه العراق وشعبه ومقاومته الباسلة !!!
اما ماأريد أن اقوله للعالم ، إن العالم كله وبدون استثناء محكوم ومكبل بسطوة الاقطاب الكبار وعلى رأسهم امريكا دولة البغي والعدوان ، فأني أستصرخ ضمير احرار العالم ان يعبروا عن ضميرهم وعن انسانيتهم ولو بكلمة حق للدفاع عن شعب العراق واحراره وحرماته ومقدساته التي تنتهكها حكوماتهم ليل نهار ، اقول لهذه الدول الا يكفيكم سقوط مليوني شهيد سفكت دمائهم بسبب العدوان والاحتلال الامريكي والايراني الصفوي ، لكي يتحرك ضمير العالم المغيب والمهمش ؟؟؟
أنا مؤمن واعلم بأنه ليس للعراق الا شعبنا العظيم وحزبنا المجيد وامتنا المتحفزة الى ثورتها الكبرى التي بها ستنتصر ارادتها ، وستزيل الباطل بعون الله ، ويؤمئذ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .



التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018