سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الهجرة النبوية الشريفة علمت كل مجاهد لأنها رحلة غيرت وجه العالم . كاظم عبد الحسين عباس لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام


الهجرة النبوية الشريفة علمت كل مجاهد لأنها رحلة غيرت وجه العالم 
  
بهذه الأيام  يحتفل المسلمون كافة بحلول عام هجري جديد جعله الله فتحا مبينا. بعد مرور ١٤٣٧ عاما،  ومع بداية كل عام هجرى تتجدد ذكرى الهجرة
النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعدما ضاقت مكة بالإسلام ، ذلك الحدث التاريخي المبارك الذي توهجت أنواره وعم خيره وجاءت لترسى حجر الأساس في الدولة الإسلامية، وتؤسس لمرحلة جديدة في حياة العرب و الإسلام والمسلمين .
 الهجرة النبوية علمت كل المجاهدين ضد الظلم والساعين لإعلاء كلمة الحق وتحقيق العدل والأمن والأمان دروسا تنير الطريق أمامهم من أجل تحقيق أهدافهم وما عليهم إلا أن  يطبقوها فى حياتهم الخاصة والعامة، حيث جاءت الهجرة ختاما لفصول محزنة تصارع فيها الحق والباطل، وهجرة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لها مدلولات فى حياة الفرد  والمجتمع  ولا بد من أخذ العبر والدروس منها للاستفادة فى الواقع الذى لن يصلح إلا بما صلح به شأن المسلمين الأول الذين أسسوا دولة يسودها العدل والمساواة وإنصاف المظلوم ومعاقبة الظالم .
وحلول العام الهجري الجديد مناسبة متجددة للوقوف مع النفس واستخلاص الدروس والإستفاده منها عمليا وتطبيقها على واقعنا، فعندما تهلّ علينا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة نتذكر رياح التغيير العظيمة التي غيرت وجه التاريخ عبر هذا الحدث العظيم الذي يجب أن تكون لنا معه وقفات مهمة لنعيد قراءة واقعنا على أضواء دروسه المهمة وليكون لنا محطة جديدة للانطلاق  لتغيير أحوال أمتنا نحو الأفضل وهذا هو سر توفيق الله تعالى لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن اختار ذكرى الهجرة النبوية عنوانًا للتاريخ الإسلامي .
من الهجرة النبوية يتعلم كل مجاهد أن من  مقومات التغيير الذي يسعى لتحقيقه لصالح الفرد والمجتمع والأمة :
١- أن يكون هناك هدف عظيم يسعى الجميع من أجل تحقيقه.
 ٢-  الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة: وكسب الأنصار الجدد.
٣- التضحية وتقديم الغالي والنفيس من أجل الفكرة وترك التثاقل إلى الأرض: وتمثل هذا في ترك الأموال والبيوت والديار في مكة المكرمة والذهاب إلى المدينة المنورة، فكان الإسلام هو أغلى شيء في حياة المسلمين، وكانت النتيجة النصر والتمكين.
٤- الاعتصام بالله تعالى: فالاعتصام بالله هو الفرج والمخرج، فرسول الله  يخرج من بيته المحاصر بأربعين رجلا لقتله وهو يقرأ القرآن: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس: ٩].  وهذا شأن المعتصم بالله الآوي إلى ركنه الركين.
٥- تأمين الدعم الاقتصادي وتسهيل وصول الدعم اللوجستي: فأبو بكر الصديق رضي الله عنه وفّر المال  لتأمين كل مستلزمات الرحلة ، وأسماء بنت أبى بكر كانت توصِّل الطعام 
٦- التخطيط الجيد والعمل المنظم والمخادعة .فخروج الرسول  في وقت غير معهودٍ الخروج فيه، وهو وقت الظهيرة واشتداد الحر في رمضاء مكة، ومبيت سيدنا عليّ عليه السلام مكان الرسول حتى يظلوا ينتظرون خروجه، وذلك في المرحلة الأولى حتى يتمكن من الخروج من مكة. والبقاء في الغار ثلاثة أيام في الوقت الذي تنتشر فيه قوى الشر في كل مكان للبحث عنه.
وتغيير اتجاه المسير؛ فبدلاً من الانطلاق في اتجاه الشمال وهو التفكير المنطقي لمن يريد الملاحقة، يتجهون إلى الجنوب أولاً حيث لا يخطر ذلك ببال أحد.
٧- الشجاعة والقوة في الحق وتحدي الباطل وعدم الاستكانة إليه: وتمثل ذلك في موقف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبطولته العظيمة حين صعد على الجبل وأعلن هجرته؛ حتى يعلم الظالمين درسًا في قوة الحق، وأن المسلمين لم يهاجروا خوفًا ولا جبنًا، ولكن هاجروا من أجل بناء دولة الإسلام .
٨- الفدائية: يحتاج التغيير إلى شباب  فدائي على استعداد لتقديم روحه فداء لتحقيق الهدف، وتمثل هذا في مبيت سيدنا علي عليه السلام ّ في فراش رسول الله  في موقف يعرضه للقتل على  يد أربعين رجلا يحيطون بالدار التي هو فيها .
هذه بعض الدروس التي يجب أن يضعها كل مجاهد أمامه وهو يسعى لمواجهة الباطل لتخليص الأمة من الهوان والظلم الذي أصابها ويصيبها الآن. ويدرك أنه بغير المهاجرين لن يكون هناك أنصار . وبغير الإيمان ، والأخلاق الحسنة، والصبر على البلاء لن تكون هناك أمة ودولة وسيادة وتمكين.
وعلينا أن نتعلم من دروس الهجرة النبوية الشريفة لكي نسير على هدى تلك المسيرة التي غيرت مجرى التاريخ .
كاظم عبد الحسين عباس.
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018