سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أنيس الهمامي: مناورات السعودية تكشف عن مدى ارتباك إدارة الشر الإيرانية


باشرت القوات البحرية السعودية يوم 04-10-2016 مناوراتها العسكرية في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان، وزجت
القوات المسلحة السعودية بكل ثقلها في هذه المناورات الشاملة والتي تعتبر من أضخم المناورات البحرية التي تشهدها مياه الخليج، كما تتسم هذه المناورات بشموليتها وذلك بالنظر لتنوع الوحدات والقطعات العسكرية المشاركة فيها بالإضافة للأهداف المنتظرة منها والتي تسعى من خلالها السعودية لتطوير أداء جيشها خصوصا بعد تنامي التهديدات الإقليمية والدولية ضدها وهو ما لا يخفى على أحد.
إن من حق كل الدول في العالم أن تجري مناورات عسكرية إن بصفة فردية أو بصفة مشتركة مع مجموعة من الحلفاء والأصدقاء، وهذا عرف جاري به العمل منذ عقود طويلة، ما لم تشكل تلك المناورات والاستعدادات تحرشا بجهة معينة ويكون ذلك عادة متزامنا مع توتر في العلاقات وتحرش بهذا الجانب أو ذاك.
ولكن، وبمجرد أن أعلنت السعودية عن اعتزامها بدء مناورتها، تواترت ردود الفعل الإيرانية الفارسية وعبرت مختلف المؤسسات الفاعلة في دولة العدو الفارسي من ملالي وعسكريين وسياسيين عن رفضها لهذه المناورات واعتبرتها تهديدا مباشرا لإيران ومن شأنها أن تهدد أمن المنطقة برمتها كما توعدت الأجهزة العسكرية بالرد عن أي اختراق أو تجاوز للمياه الإقليمية الإيرانية.
ومن المسلم به، أن السعودية كانت تنتظر حتما مثل هذه الردود الإيرانية وذلك بالنظر لتكرر التصريحات والتهديدات الفارسية المعادية للسعودية منذ سنوات بموجب وبدون موجب، فكيف سيكون الحال والسعودية تزج بكل ثقلها العسكري لمياه الخليج ومضيق هرمز على تماس شبه كلي مع الحدود الإيرانية.؟
ولسائل أن يسأل، إلى أي مدى سيتواصل هذا التعاطي الفج والمتغطرس للفرس الإيرانيين مع المنطقة ومع الفاعلين الرئيسيين فيها ومنهم السعودية طبعا؟؟
فالمعروف أن إيران تتبجح بقدراتها العسكرية وتتفاخر بما بلغته جيوشها من خبرة ومن تسليح وجهوزية قادرة على احتلال السعودية في أيام حسبما أفد به مسؤولون فرس كثر في مختلف المؤسسات الفارسية، وبما أن الواقع كذلك، فما الذي يدفع إيران وهي القادرة على بلوغ مكة قلب السعودية دون عناء، لإحداث مثل هذه الجلبة ولإدانة القرار السعودي من جهة والتهديد والوعيد ثانيا؟؟
إن العارف بالعقيدة الفارسية وبتاريخ الفرس، يمكنه أن يلج لحقيقة ما اضطر إيران لمثل هذا الهيجان. فالفرس طيلة تاريخهم وعلى عكس ما يروجونه، لا يتجرؤون على مهاجمة أي خصم أو عدو أو جار إلا متى كان ذلك الطرف في حالة جزر وضعف ووهن، ويتحاشون دائما الاصطدام مع أي كان متى تيقنوا من قدرته على الثبت ومقارعتهم وتحديهم بحزم.
وعليه، فإن التهديدات الفارسية والتصريحات المتتابعة لمسؤولي طهران، إنما تؤكد بما لا يدع للشك مجالا ما تعانيه إدارة الشر والإرهاب الفارسية من ارتباك بل وعدم طمأنينة، حيث يعلم الفرس قبل غيرهم أن تجرّؤ السعودية على الإقدام على مثل هذه الخطوة في هذه الظروف تحديدا  لاسيما أثناء تردي العلاقات السعودية الأمريكية وما يلفها من برود شديد على خلفية قانون جاستا، ليس حماقة أو مغامرة أو استعراضا عرضيا، إنما هو في الحقيقة سليل إيقان السلطات السعودية ووعي بما يشهده العالم من متغيرات وأنها بذلك تستعد من خلال هذه المناورات لأي طارئ.
كما يدرك الفرس قبل غيرهم أن السعودية لها أيضا من القوة - وهنا لا يجب تأويل القوة على أن مصدرها عسكري تسليحي فقط - القادرة على لجم إيران والتصدي لأحلامها التوسعية على حساب العرب ومن بينهم السعودية.
لقد أجرت إيران عشرات المناورات العسكرية الضخمة في مياه الخليج وفي غيره، وجربت كل مبتكراتها في مجال الأسلحة وخصوصا صواريخها العابرة للقارات التي تتحدث عن قدراتها الخارقة، ناهيك عن تلك الأسلحة التي تستوردها من روسيا والصين خصوصا.. وكانت في كل مرة تستنكر الشجب الدولي وتتمسك بحقها في الاستعداد وفي تطوير مقدرة جيوشها بل وتتذرع بضمان القانون وسماحه لها ولغيرها بذلك.. فكيف إذن تستكثر على السعودية أن تمارس حقها المكفول وفق كل الأعراف والمواثيق في تطوير جيشها بدورها؟
على العرب والسعوديين أن يدركوا أن إيران ليست بمثل تلك القدرات الخارقة التي تسعى جاهدة لتثبيتها، واستغلالها فيما بعد في إطار الحرب النفسية على العرب والسعودية لابتزازهم ولمحاولة انتزاع صمتهم عن جرائمها الإرهابية في الأحواز العربية وسورية واليمن وخاصة العراق. وعليهم أيضا ان يستعدوا ليوم الحسم الذي لا مهرب منه، حسم هذا الصداع الذي طال أمده وتأديب علوج الفرس وإرجاعهم لحجمهم الحقيقي وثنيهم عن انتهاك سيادة العرب وامتهان كرامتهم واستباحة أراضيهم ولهف ثرواتهم..

أنيس الهمامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام.
تونس في 07-10-2016

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018