توهم الواهمون أن مقاومتنا المسلحة الباسلة قد خرجت من المشهد العراقي خروجاً نهائياً ساعة كان تقديرنا أن لا نجعل رجالها وسلاحها واستراتيجها وقوداً للحرب مع داعش، ساعة قدرنا والله المستعان أن المعركة مع داعش ليست معركتنا. حين قررنا برؤية عراقية وطنية صميمية وباستحضار ملهم لأفق الصراع القومي مع قوى الإرهاب
المختلفة والتي نعرف أين صنعت ولم صنعت وبيد من صنعت، أن لا نكون طرفاً في الحرب لا على داعش ولا على من صنع داعش ليحاربها ليس لأنها تنظيم إرهابي بل لأهداف صارت الآن أوضح من الوضوح من حيث هي شماعة لغزو مدن العراق المقاومة الثائرة بمساعدة عسكرية وإعلامية يقدمها الاحتلال الأمريكي والإيراني وإحداث التغيير الديموغرافي لصالح المخطط الاحتلالي الإيراني الصفوي. كان تقييمنا أن نترك الفخار يكسر بعضه وأن نقلب مخططهم الشيطاني ضد البعث والمقاومة البطلة وشعبنا العراقي الأبي فنتركهم يستنزفون بعضهم بعضا حيث لا مناص من اقتتالهم مع بعضهم البعض حين خلت الساحة من الهدف الذي خلقت داعش لتقاتله ألا وهو رجالنا وجيوشهم وفصائلهم الجسورة التي غابت فوق الأرض وتحت الأرض لتترك الخيار المر العلقم يغمر كيدهم ومكرهم ويفرض عليهم خيار المواجهات الشرسة ببعضهم (داعش وتشكيلات الصفوية وأميركا المتأرجحة في الجو بين إسناد هذا للتمويه وبين إسناد ذاك عن طريق الخطأ الذي يتكرر ببلادة!!!).
في الموصل سيجدون تضاريس مختلفة عصية.
في الموصل سيجد هادي العامري والمهندس وقاسمي والخزعلي وقائع القادسية الثانية من الفاو إلى نهر جاسم إلى الشلامجة إلى توكلنا على الله إلى الأنفال إلخ…
في الموصل صار الخروج من تحت الأرض ومن فوق الأرض فرض عين لتلقين داعش المجرمة بعض حقنا الذي تجاسرت عليه ونأخذ منها بعض دماءنا الطاهرة التي هدرتها وبعض استهتارها بنا وخيلاءها الذي تطاول على الصبر والحكمة والسياسة وتقديرات موجبات ووقائع وحيثيات التقابل في حينها. وصار فرض عين ليدرك الفرس وعبيدهم وحشدهم أن غياب المقاومة كان مدروساً ومخططاً له وأن ضرباتها التي يعرفون وقعها ويعرفون خططها البارعة ويعرفون انتقاءها لأهدافها في الخضراء واليرموك والبياع وبغداد الجديدة وفي مثلث الموت والفلوجة والأنبار وديالى وفي بابل وذي قار والنجف وكربلاء قد عادت لشوارع نينوى وسطوح بيوتها وأزقتها.. بل عادت كما وعدت لتكون الموصل شرارة الثورة الشعبية العراقية في مشهد قد يعيد إلى صفحات الحاضر بعضاً مما جرى في الرميثة عام ١٩٢٠.
في الموصل سيكون الجبور غير
وسيكون عبيد غير
وسيكون دليم غير
وسيكون العزة غير
وكل عشائر العراق الكريمة سيكون لها في الموصل موقف غير الذي سجل خطأ وبغفلة من عناية العراق العظيم تحت ضغط وأهوال الكوارث. ستكون كل عشائر العراق كما عرفناها أبداً عربية وطنية عابرة لعبودية الكهنوت وديوثية أحزاب الكهنوت بكل مسمياتها.
في الموصل سيكون الحسم.. وسترتفع راية الله أكبر يزينها نجوم ثلاث ولفظ الجلالة كما خطه الخالد القائد الصنديد الشهيد صدام حسين، أي سيعود عراق العروبة والوحدة والعز ومسالك التطور والنماء.
في الموصل.. ستجتمع جغرافية العراق مجدداً من ممالح الفاو إلى غابات القصب والبردي لأهوار ميسان إلى قباب النجف وكربلاء وأهازيج الديوانية والمثنى ومستنصرية بغداد وضفتيها العاليتين شموخا وإباءاً إلى رمال الأنبار المغسولة بالفرات والنابتة بالخضرة البكر إلى حقول التأميم وعاليات السليمانية ودهوك.
في الموصل.. وجهنا رصاص حقنا العراقي المغدور إلى صدور ومقرات داعش وأدخلنا في جسدها الخوار قبل أن يصلها من تحشدوا لطردها بعد أن وطنوها بأيديهم وأعطوها السلاح وآبار النفط..
وحين يصل حشد الصفوية الإرهابي وتطوى صفحة الغدر الداعشية.. ستبدأ قادسيتنا الجديدة..
اللهم ربي عونك ونصرك الذي وعدت
وسلاماً قائد الشعب والمقاومة بكل فصائلها البعثية وغير البعثية شيخ الجهاد والمجاهدين الرفيق البطل عزة إبراهيم الذي أصدر قرار المواجهة وانطلاق المارد المقاوم من جديد رغم أن الغيبة لم تكن غيبة كاملة والجهاد لم ينقطع..
وسلاماً لعشائرنا التي ستمد المقاومة بالرجال ومقتضيات سوق المعارك.
سلاما لشعب العراق الذي.. سيدوس الطائفية والتقسيم ودستور بريمر وعملية إيران السياسية بسنابك خيل المؤمنين المنتصرين بعون الله.
والله أكبر
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام