سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التفسير الاخر لما يحدث في الوطن العربي في مقابلة الرفيق صلاح المختار 2 (حوار مع الرفيق صلاح المختار على قناة المستقله التي اجريت يوم 21-10-2016 )


د.عباس الجنابي: استاذ صلاح لنعد الى الموصل حقيقة هذا الايضاح كان مهم جدا لان هناك تساؤلات كثيرة حوله.اود أن اسئلك ، هل اخراج داعش من الموصل نهاية القصة ام انه فصل جديد تولد فيه داعش جديدة ربما هذه المرة باسم اخر ، ولماذا اعلنت امريكا رسميا بان القضاء على داعش يحتاج الى ٢٠عام مع أن هذه المجموعات هي مجموعات ارهابية مكشوفه يمكن سحقها خلال ايام اخذين بنظر الاعتبار ان امريكا بقوتها تستطيع تحطيم دول قوية اصلا خلال ايام او خلال اسابيع ما القصة هل اخراج داعش هي النهاية ام سنرى داعش جديدة ؟

الرفيق صلاح المختار: كما قلت تعبير مصطلح كتيبة متنقلة او فيلق متنقل او قوات طوارئ او تدخل سريع تعني أن عليك أن تحتفظ وتحافظ على هذه النخبة المدربة تدريبا عاليا على القتال بكافة اشكاله وعدم سحقها مرة واحدة وحينما تقول الولايات المتحدة على لسان رئيسها بالذات باننا نحتاج الى مايقارب ال ٢٠ عاما للقضاء على داعش علما أن امريكا قد دخلت العراق في ٢١يوما من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والاسلحة المتطورة فحيدت الجيش العراقي والذي كان بامكانه وفعلا قام بذلك سحق ومنع نشوء اي منظمة ارهابية مثل القاعدة اوداعش في العراق سحق العراق بجيشه المليوني بفصائله المقاتلة خلال ٢١ يوما فانتقل الجيش العراقي والدولة العراقية بكاملها الى الصراع بصفحته الثانية وهي المقاومة المسلحة فداعش بهذا المعنى كتيبة امريكية مدربة تدريبا عاليا على القتال بكافه اشكاله في الصحراء وفي المدن وفي كل مكان من اجل تدمير الأمة وتفتيتها على اسس طائفية وعنصرية.وربما لايعرف حتى بعض قادة داعش بإن الهدف من دعم الاميركان لهم والذي تجلى بوضوح كامل في التساهل معهم بإطلاق سراحهم في عام ٢٠١٠ من سجون ابوغريب والموصل ثم بالسماح بعد ذلك بخروجهم من الفلوجة ارتال من السيارات ، الناقلات خرجت من الفلوجة واتجهت الى سوريا وقبلها من صلاح الدين وديالى كانت تخرج قوافل داعش بلا هجوم مع العلم انهم كانوا يخرجون نهارا وعلنا وتستطيع طائرة واحدة سحق العشرات منهم ولكن اميركا لم تفعل ذلك لانها لاتريد حقيقة أن تقضي على داعش ، داعش بالنسبة لاميركا وبالنسبة لايران ذخيرة ستراتيجية ، وهذا امر يبدو متناقضا ظاهريا اذ أن داعش تستخدم من قبل طرفين واطراف اخرى ايضا ،داعش ليست منظمة متماسكة كما نرى ،وظيفة داعش هي نشر الفوضى ونشر التقسيم ونشر الشرذمة واستنزاف القوى الحقيقية التي تستطيع حماية العراق وسوريا والمنطقة من التفتيت وزوال الهوية القومية العربية للاقطار العربية ، اذن هي ذخيرة ستراتيجية حقيقية تستخدمها الولايات المتحدة  وتخفيها وهنا النقطة الجوهريه التي من الضروري الانتباه اليها :
تعفي داعش الولايات المتحدة من التدخل العسكري الذي ادى الى هزيمتها وكشف عيوب الجيش الامريكي البنوية مثل سقوط المعنويات نتيجة لضعفها وكذلك الثغرة المالية او الاقتصادية التي ظهرت والتي ادت الى خسارة اميركا مابين ترليوني دولار و٣ترليون دولار حسب اقتصادي أمريكي حائز على جائزة نوبل ، هذه المبالغ الاسطورية وقتل  ٧٥ الف جندي امريكي وليس حوالي ٤٠٠٠ جندي – كما تدعي امريكا - على يد المقاومة واصابه مليون جندي امريكي بامراض نفسية او عوق جسدي نتيجة عمليات المقاومة ،داعش تعفي الولايات المتحدة الأمريكية من دفع هذا الثمن وتقوم هي نيابه عن الولايات المتحدة الأمريكية وايران والصهيونية بتدمير الاقطار العربية ،تدمير القوى الوطنية ،انهاء اللحمة الوطنية واحلال الدافع الطائفي والسعي الطائفي للتقسيم محل العلاقة الوطنية التي كانت تسود قبل ظهور خميني في المنطقه في عام ١٩٧٩م .
اذن نحن امام كتيبة متنقله تستخدمها الولايات المتحدة وهي ذخيرة ستراتيجية لاتفرط فيها لانها تقوم بالدور الذي تريد امريكا القيام به وتريد اسرائيل الغربية القيام به وتريد اسرائيل الشرقية اي ايران القيام به لكن هؤلاء يتجنبون تقديم الثمن المادي والبشري فتستخدم داعش للقيام بالمهمة بدلا عنهم وهو تدمير الاقطار العربية واعداد المسارح لدخول قوات امريكية جديدة الى العراق بعد أن هزمت امريكا من الباب دخلت من الشباك بواسطه داعش ودخلت القوات الايرانية الى العراق ودخل اكثر من مليون ونصف المليون ايراني ومنحو الجنسية ،في العامين الماضيين فقط ماعدى من منحو الجنسية في عام ٢٠٠٥ في عهد ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا للوزراء ،داعش تحقق كل ذلك : تخلي الساحات لامريكا وايران من المقاومة الحقيقية لهما فتدخلا وتسيطرا بدون مقاومة والا ،انا اسئل جميع الناس خصوصا اولئك الذين اعتبروا الفلوجة رمزا للشرف والكرامة والبطولة في عام ٢٠٠٤م كيف هزمت الفلوجة الولايات المتحدة الأمريكية لكن الحشد الشعبي دخلها ودمرها واخرج اهلها بالكامل؟
الجواب واضح ،الفلوجة استنزفت ،الفلوجة دمرت ،اهل الفلوجة هجروا ،القصف في خلال السنوات التي سبقت دخول الحشد الى الفلوجة لم يبق حجرا فوق حجر ودمر حياة الناس لهذا حينما جاء الحشد وجد الساحة خالية ومن اخلى الساحة بالدرجة الاولى بالاضافة لجرائم القصف الجوي داعش وقبلها القاعدة ، القاعدة هي ذخيرة ستراتيجية بكل ما تعنيه الكلمة وداعش ذخيرة ستراتيجية امريكية صهيونية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.
د.عباس الجنابي : استاذ صلاح انا سئلتك في البداية بالنسبة للموقف التركي الا ترى انه من العجيب أن يكون هناك الكثير من ابناء الشعب العراقي خاصة من ابناء الموصل ،سياسيين ،مثقفين ،لايتحسسون من وجود الاتراك او من التدخل التركي ،انت كيف تقرا حقيقة الموقف التركي هل الاتراك حريصون على الموصل حريصون على التركمان في تلعفر ام أن هناك دوافع اخرى تنوي تركيا او تريد تركيا من خلال وجودها هناك تحقيقها؟
الرفيق صلاح المختار: قبل اي جواب علينا ان نتذكر أمران جوهريان : الامر الاول : هو اننا ضد اي تدخل اجنبي في العراق ولكن العراق الآن ليس فيه سيادة وهناك ستين او اكثر من ستين دولة تتدخل وتعمل عسكريا في العراق بإعتراف الحكومة في بغداد .
د.عباس الجنابي : في معركة الموصل فقط ،هذه المعركة كان معاي الاستاذ قصي المعتصم ومثلما تعرف خبير عسكري حوالي ٢٢ او٢٣ علم اجنبي في هذه المعركة فقط .
الرفيق صلاح المختار : نعم صحيح ،اما النقطة الثانية المهمة فهي أن تركيا قبل الانقلاب الفاشل غير تركيا بعد الانقلاب الفاشل، تركيا قبل الانقلاب الفاشل كانت جزء من النيتو الذي ينفذ مخططا شاملا في الوطن العربي من اجل تفتيته وايصاله الى الكوارث وهذا الدور التركي رأيناه في ليبيا مثلا ولكن بعد الانقلاب تيقنت تركيا والقيادة التركية بانها مشمولة بخطة التقسيم والشرذمة والانقلاب كان بحد ذاته محاولة لاشعال فتيل الصراع الداخلي في تركيا من اجل تقسيمها خصوصا وان ذلك إقترن بزيادة الدعم الامريكي للحزب الديمقراطي الكردي التركي المسلح والموجود في العراق والذي كثف من هجماته على تركيا ودعمه منظمات مسلحة في سوريا من اجل السيطرة على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا وتركيا من قبل المنظمات المسلحة الكردية ، وكان ذلك بالنسبة لتركيا مؤشرا خطيرا اذا ربط بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي دعمتها الولايات المتحدة والغرب مما جعل تركيا و الحكومة التركية تقتنع بان الهدف التالي هو تقسيم تركيا على اسس عنصرية وطائفية ،هذه المرحلة الجديدة التي دخلت اليها تركيا اصبحت تدافع عن وجودها الكياني عن وحدتها الوطنية وليس لتحقيق الاهداف الاخرى التي كانت القيادات التركية خلال القرن الماضي تطالب بها وهي ضم الموصل وكركوك اليها كما قال بعض القادة الاتراك في القرن الماضي وهذا القرن ايضا لكن عندما وصلت تركيا الى هذه المرحله وعندما اصبح الدفاع عن الكيان الوطني التركي هو الهدف رأت انها يجب أن تمنع نشوء  كيان على امتداد الحدود بينها وبين سوريا والعراق ،التدخل التركي بهذا المعنى خطوة دفاعية وليست هجومية وهذه الخطوة الدفاعية تنسجم مع مواقف القوى الوطنية و المقاومة العراقية التي تريد المحافظة على الهوية العربية لمحافظة نينوى بكاملها.
من هنا جاء موقف القوى الوطنية وفصائل المقاومة الموجودة على الارض في نينوى بعدم الاعتراض على الوجود التركي على اعتبار انه لاسيادة عراقية و هناك اكثر من ستين دولة تتدخل فعليا عسكريا في العراق وان تركيا تتدخل للدفاع عن مصالحها القومية والوطنية ولكن بالمقابل المقاومة العراقية بحاجة لاي قوة تقف الى جانبها حتى في هدف مرحلي والهدف المرحلي المشترك بين تركيا و المقاومة العراقية والحركة الوطنية العراقية هو حماية عروبه نينوى ومنع تقسيمها ومنع دخول الحشد الشعبي اليها لان دخول الحشد الشعبي يعني اطلاق الخطة الأمريكية الايرانية الاسرائيلي بانهاء عروبة نينوى وتقسيمها وتشريد مليونين ونصف المليون من اهالي نينوى وهذا هو العدد الحقيقي لسكان نينوى وليس مليون ونصف كما يقال.اذن هناك ضرورة ، نحن لسنا في حالة اختيار مفتوح، نحن في حالة اضطرار نتطلع لكل من يدعم حماية عروبة الموصل ويدعم او يتفاهم او يتبنى موقفا مشتركا مع القوى الوطنية وفصائل المقاومة التي تدافع عن هويه نينوى وتركيا تقف هذا الموقف في هذه المرحله ،لهذا فإن الموقف التركي يخدم هدف استبعاد دخول الحشد الشعبي الى نينوى وهذا اهم الاهداف في المرحلة الراهنة. يتبع  Almukhtar44@gmail.com

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018