سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

( موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام ) الاستخدام الروسي المزدوج للنظام الإيراني


  البروفيسور كاظم عبد الحسين عباس


     عندما احتاجت إيران  ونظام بشار السفاح المجرم للفيتو الروسي في مجلس الأمن فإنها على ما يبدو قد فتحت شهية روسيا المتطلعة للعودة الى موقع تأثير القوة العظمى للتفكير الملي والاجتهاد الخلاق وهي تدقق من جديد في خارطة ( الشرق الأوسط) .

   ظهر جليا أمام العين الروسية المدققة أن إيران تحتل العراق فعليا تحت طوفان الزبد الأمريكي بل وبحمايته . وان إيران تمسك الارض في سوريا بمليشيات يمكن أن تغنيها عن المجازفة بجنودها في البر وهي قادرة بالتالي من امتلاك السيادة في السماء على كامل المشهد السوري لتمركز وتكرس قاعدتها البحرية الوحيدة في المنطقة وتضع يدها على منابع الغاز السوري واللبناني المتفجرة من سواحل الأبيض المتوسط والأرض في سوريا ولبنان وتجعل من إيران في ذات الوقت مطية وحمالة حطب . 


  الفيتو الروسي الذي تشتريه ايران ونظام الاسد بغالي الأرواح يمكن ان يعيد روسيا أذن بقوة الى الشرق الاوسط بكل مقدراته وثرواته التي يسيل لها لعاب الدب الأبيض … وفي نفس الوقت .. فان ساحة الحرب المؤثثة الجاهزة للطيران الروسي ستمنح روسيا سطوة الدولة العظمى والقرين الند للولايات المتحدة ان لم نقل القرين الاقوى بعد ما تعرضت له أمريكا من هزائم وخسائر مروعة وفقدان الهيبة وولوج في دروب الخسران المؤكد سياسيا وعسكريا تحت إدارة أوباما الغارق في خيال واهم وفشل وتخبط لم يقع به من قبله رئيس أميركي .

  إذن .. فيتو روسي في مجلس الأمن يعيد روسيا لعصر الندية السياسية ويفتح أمامها كل ما خسرته في الحرب الباردة في العراق وعموم الشرق الأوسط تزامنت الحاجة له مع نهوض روسي أحد أهم مسبباته نتائج الهزيمة الأمريكية وخسائرها على يد المقاومة العراقية الباسلة .

  وهكذا أبرقت الألمعية الروسية الفاتحة فمها بشهية إمبريالية تعانق الماديات وتجحد وتتنكر لأخلاقيات الاتحاد السوفيتي التي كانت ومنها التبجح بالتقدمية وإسناد حركات التحرر في العالم والارتباط بمعاهدات ( صداقة ) واطلقت العنان لسياسة الفيتو لتمنح نظام الملالي ونظام بشار فرصة تنفس الصعداء سياسيا على الأقل ومن ثم أطلقت العنان لماردها الخارج من قمقم الانكسار لتثبيت ماديات ربحها في سوق النووي الفارسي ومن خلاله للعودة الى السوق العراقية بعد أن لبس الروس نظارات سوداء تبعد عن عيونهم حرج رؤية مواقع التوقيع على المصالح السوفيتية الضخمة عبر معاهدات الصداقة مع العراق التي وضع الدب الروسي رأسه في الثلج عندما قررت الولايات المتحدة تمزيقها وتمزيق كل ما أنتجه العراق من بناء وعمران وقوة بماله المدفوع للصديق السوفيتي الذي نفض يديه من تلك الصداقة وعز عليه ولو حتى كلمة دفاع عنها . 

  هذه بعض دوافع روسيا في إيران والعراق وسوريا والتي تقف خلف استخدامها للفيتو في مجلس الأمن ومنه انتقالا إلى أول حرب كونية تخوضها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ضد العرب التي كانت صديقتهم الروح بالروح. 

 لقد استخدمت روسيا نظام الملالي استخداما مزدوجا للاستفادة سياسيا واقتصاديا من إيران ومن الأرض التي منحتها امريكا لايران احتلاليا في العراق وسوريا ولبنان وطبعا الى الوطن العربي كله . ومؤكد أن روسيا الامبريالية لا تستحضر الأخلاق عندما تكون مصالحها المادية مصحوبة بانتشار وتمكين للطائفية الإرهابية وسيول الدم العربي فما يهمها فعلا هي مصالحها .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018