سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) الموصل: احتلال وليس تحرير لا دولة داعش عراق ولا دولة حشد السيستاني عراق....



 أ. د. كاظم عبد الحسين عباس



لا خلاف على أن داعش تنظيم طائفي مجرم متطرف. ومؤكد أنه يضم عناصر أجنبية لوجودها وأدوار بعضها القيادية في وطننا كغرباء سمات غزو واحتلال. واليقين أن طائفية داعش وتطرفها وغلوها وتطبيقاتها التسلطية الغريبة على أهل العراق عموماً هي أيضاً تعبير من تعبيرات الاستعمار والاحتلال.
غير أن من يظن أن الطريقة التي تُطرد بها داعش الآن من الموصل هي طريقة (تُحرر) الموصل مخطئ أيما خطأ طالما أن الرايات والشعارات والإجرام والتطبيقات الميدانية ليست عراقية بل طائفية وغريبة على أهل الموصل وتفرض عليهم قهراً وبالقوة الغاشمة. 

القوات التي تدخل الموصل تمارس الإرهاب بالقتل والترويع ونهب الممتلكات بطرائق وأنواع أبشع بكثير مما مارست داعش وتمارس حتى ما لم تمارسه داعش وهو التهجير الطائفي. والقوات التي تدخل مناطق الموصل تعامل الأهالي كلهم كأعداء وتفرض افتراضاً مدمراً أنهم كلهم دواعش ولا تكتب لا بيعة ولا جزية لتعتق الرقاب... ومن يفترض أن السكان كلهم عدو له كما يفعل الحشد السيستاني فهو محتل وليس محرر وغريب وليس ابن بلد.
ولو افترضنا أن أهل الموصل مسلمين على طريقتهم وطبقاً لقناعاتهم في الإعلان عن إسلامهم فإن قوات الجيش والحشد إنما تمارس احتلالاً مذهبياً صريحاً عندما تعتدي على إسلام أهل الموصل وشعائرهم. بل إن هذه الحالة بالذات هي تعبير صارخ عن عقيدة مذهبية للجيش والحشد جاءت لتستبدل مذهب بمذهب وتطرد إرهاب بإرهاب آخر وهذا يكرس تماماً دلالات الاحتلال التي نحن بصدد توضيحه هنا.
إن ما يجري في الموصل من جرائم ضد الإنسانية من قتل وتهجير للأهالي واعتبار معظم الأهالي دواعش لأغراض التصفية الجسدية والطرد هو احتلال فعلي استيطاني وليس تغيير ديموغرافي فقط. 
نحن لا نتحدث عن تطرف مذهبي وإجرام فارسي لحشد السيستاني وقوات حزب الدعوة من جيش دمج وقوات أمنية طائفية العقيدة والتسليح والأهداف وهذا يمنحها صفة الغزاة والمحتلين تماماً كما حصل في غزو العراق واحتلاله عام 2003 بل أن وقائع ما يجري في نينوى وهو أعظم خسة وشراسة طائفية حتى مما سبقه في مدن العراق الأخرى... إنه احتلال إيراني صريح وبإرهاب وإجرام تدرب جيداً في الرمادي وصلاح الدين.
الموصل وأهلها بين داعشين إرهابيين كلاهما من صنع المحتل الأمريكي والإيراني. وكلاهما ليس له علاقة بالإسلام. وكلاهما ليس له علاقة بمصلحة العراق والعراقيين. لأنهما يتبعان الأسلوب نفسه بالقتل والتهجير والتخريب. ومن يؤيد أي من الطرفين فهو خادم لإيران والأمريكان.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018