سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

صلاح المختار -ملاحظات حول ما نسبه الاخ زهير الدوري لي



صلاح المختار

الاخ زهير صديق ورفيق لي  منذ زمن بعيد ولهذا شعرت بالدهشة عندما ذهب بدل القاء الضوء على ذكريات ذلك اليوم المجيد يوم ثورة 14 رمضان عام 1963 الى تقويلي شيء لم اقله ولا اعرف من اين جاء به ؟!  اذ قال حرفيا ما يلي : (لكن مع اﻻسف ينسب الى شخصه كونه مسؤول عن الجانب الغربي في بغداد صباح يوم الثوره غير صحيح ) !!! وتزداد الغرابة عندما يعود مرة ثانية ليكرر ما قولني اياه فيقول : (وليس صحيح ما ذكره اﻻخ صلاح كونه مسؤول غير دقيق مع اﻻسف وهذا ينافي الحقيقه والتاريخ ) !!! واقف عاجزا عن فهم او تفسير اصرار الاخ زهير  على لصق تهمة بي للمرة الثالثة عندما يقول (عند قيام ثورة رمضان كان نصير او مؤيد في الحزب ويوجد في تنظيم الكرخ قاده معروفين ومستويات متقدمه في الحزب على اي اساس يكون صلاح مسؤول وهناك قاده في الحزب هم الذين يوجهون الجهاز الحزبي) !!!

هل ما قاله يمثل الحقيقة ؟ لحسن الحظ اجوبتي المنشورة على اسئلة جريدة العرب مازالت موجودة ولم تختفي والذي اتمناه ان يقدم لي النص الذي ادعى انني قلته وعندها سيعجز وسيجد انه وقع في عملية توهم غريبة ناشئة كما ارجح عن تسرع ، فالذي قلته  ، والنص موجود ويستطيع من يريد التأكد العودة اليه ، هو التالي حرفيا ((وكنت انا من بين الذين كلفوا بالسيطرة على المدخل الغربي لجسر الشهداء في الكرخ) في هذا النص قلت فيه وللمزيد من التوضيح لمن لم يركز وتوهم : كنت (من بين الذين كلفوا بالسيطرة) ولم اقل (انني مسؤول عن الجانب الغربي من بغداد ) كما ادعى ! وطبعا هو صحفي قديم ويعرف الفرق بين النصين وهو فرق كبير جدا ، فمن اين جاء بالنص الذي نسبه لي ولم اقله ولا يوجد في نص مقابلتي ؟ ولم نسبه لي بهذه الطريقة التي ليس اسهل من اكتشافها لان النص امامنا ؟ ارجو منه ان يقرأ النص مرة ثانية  ليعرف انه اساء لي بدون قصد كما اقدر سيجد انه نسب لي ما لم اقله ابدا ن كما اود الاشارة الى انني كتبت عن الموضوع قبل الغزو ونشرته في اعلامنا  وكررت نشره  وكان اغلب الشهود احياء  .
وسوف اعود لسرد قصة تجمعنا في ساحة الشهداء ولكن بعد تناول موضوع اخر تطرق اليه بلا داع او مبرر وهو قفزه لمرحلة الانشقاق بعد عام تقريبا بقوله ما يلي : (صلاح لم يكون عضو فرع عند مايسمى انذاك بالمنشقين ومعلوماتي كان عضو وبعدها اصبح عضو شعبه ) ! وهنا اتوقف عند هذه النقطة فكما انه نسب لي كلاما لم اقله فانه يذكر معلومات لم اقلها انا ولم يكن هو فيها طرفا مباشرا وانما سمع معلومات تحتمل الخطأ مثلما تحتمل الصواب وتلك الفترة كانت فترة اشاعات اكثر مما كانت فترة اطلاق حقائق ، وهذا واضح من كلامه ولا ادري لم يعتبر نفسه المرجع الوحيد لما حدث وقتها مع انه لم يكن في مستوى حزبي يمكنه من معرفة كافة التفاصيل الدقيقة !؟ ما فاته هو ان  عملي مع المنشقين استمر من عام 1963 الى ايلول عام 1969 تغيرت مسؤولياتي فيه فمن (لجنة تنظيم القطر)  الى ما سمي ب( البعث اليساري ) ثم الانضمام لجماعة ردة 23 شباط ، في كل تلك التبدلات لم اكن في موقع واحد بل تغير مستواي الحزبي ضمن المنشقين ، فمن اين جاء بقصة انني كنت عضوا ثم عضو شعبة ؟  انها يقينا اشاعة وليست حقيقة  وهي تشبه ما نسبه لي من انني قلت انني (كنت مسؤولا عن الجانب الغربي من الكرخ ) اثناء الثورة !
نعود الان الى قصة ذلك اليوم : نعم لقد كنت نصيرا متقدما عندما قامت ثورة رمضان وكنت مطلوبا من امن قاسم وكنا نقوم بالاضراب الطلابي في ثانوية الكرخ ولهذا كنت متخفيا بقدر الامكان ،  والنصير وقتها يعادل اكثر من عضو قيادة فرقة في مرحلة ما بعد استلام الحكم فقد كنت عضوا في قيادة التنظيم الطلابي لثانويات الكرخ كلها وكان مسؤولنا وقتها في المكتب الطلابي الاستاذ فوزي الاسود من سكنة حي المأمون ، اطال الله عمره ان كان حيا ورحمه الله ان كان ميتا ، وكان معنا الشهيد قحطان السامرائي الذي كان اول شهداء ثورة رمضان المجيدة ونزار اوجي ، بينما كان مسؤولي في التنظيم الفرقي المرحوم ابو رفعت  خليل العاني وابلغني في الليلة السابقة للثورة بان الانذار الحزبي مستمر وعليك ان تأتي الى داري في الخامسة فجرا ، وكان طلبه غريبا من حيث الوقت فقلت له لم في الخامسة فابتسم وقال كي نناقش كيفية تصعيد الاضراب الطلابي .
وعندما ذهبت الى داره في الكرخ في الخامسة فجرا بالضبط وجدت غرفة الضيوف مملوءة بالرفاق من تنظيمات سوق حمادة فعرفت ان هناك امرا ما غير تطوير الاضراب ومع ذلك طلب منا مناقشة كيفية تصعيده وادامته وكان يتركنا كل فترة ويخرج تاركا شقيقه المرحوم طارق العاني ليدير النقاش وكنا نسمع لغطا في الدار وفي الساعة التاسعة صباحا سمعنا دويا قويا فصرخ الرفيق ابو رفعت افتحوا الراديو وفتح الراديو واذ به يبث البيان رقم واحد ، والذي عرفنا فيما بعد انه كان بصوت الاستاذ عبدالستار الدوري اطال الله عمره وهو شقيق الاخ زهير وكان صوته مؤثرا جدا ،وعندها دخل الرفيق خليل وقال : رفاق هذه ثورتنا اخرجوا في تظاهرات وجمعوا الناس واتجهوا لساحة الشهداء وخرجنا نهتف ضد قاسم وكنا نطلق النار لجمع الناس وكانت تظاهرة تزداد ضخامة كلما سرنا حتى وصلنا ساحة الشهداء .
هناك رأيت المرحومان احمد طه العزوز الذي شارك في محاول اغتيال قاسم ومعه المرحوم محمد محجوب وكنت اعرفهما ، فقال لي المرحوم احمد طه : صلاح اقفز من فوق سياج الجامع وافتح الباب كي نستخدم جهاز تكبير الصوت فيه لاعادة بث البيانات ، وكنت وقتها نحيفا جدا فتسلقت السور وفتحت باب المسجد ودخل المرحومان احمد ومحمد واخذا يستخدمان مكبرات الصوت لايصال بيانات الثورة  وكنت اساعدهما تارة بامساك الميكروفون وتارة بامساك الراديو . وطبعا دخل كثيرون المسجد ، وعندما استلقى المرحوم محمد محجوب ارضا نتيجة التعب ساعده اخرون . ثم كلفنا انا ومجموعة من الرفاق من قبل مسؤولي بمسك راس الجسر وابلغنا بان الدبابات ستاتي للعبور الى وزارة الدفاع وكر الديكتاتور قاسم وعلينا عدم السماح بعبور الدبابات الا بعد ان يقول من فيها كلمة السر وهي (رمضان مبارك) .
وفيما كنا نقف عند رأس الجسر رأينا مدرعة تأتي من الجهة الشرقية وتطلق النار علينا فاصيب عدد من شبابنا منهم محمد الشيخ جاسم بذراعيه كما اصيب اخرون ، وكان ذلك قبل وصول الدبابات فرد رفاقنا الذين كانت لديهم رشاشات عليها وقتلوا من فيها وهرب من نجا . وبالفعل بدأت الدبابات تأتي وفوقها ضباط شباب وتعبر الجسر متجهة الى وزارة الدفاع بعد قول كلمة السر لنا .
وجاءت سيارة صغيرة واوقفناها واذا بها مسؤولي الاول الذي نظمني في الحزب في عام 1958 الشهيد خالد ناصر ومعه الشهيد عبالقادر النعيمي والشهيد عبود الكرخي وقال لي نحن ذاهبون الى الفضل لان هناك مقاومة للثورة من الشيوعيين ، وعبروا الى الجانب الشرقي من الجسر وهناك استشهد  ثلاثتهم ولم نعرف بذلك الا في اليوم الثاني وكنا بلا نوم لمدة تزيد على24 ساعة ، وانتقلنا الى مركز شرطة سوق الجديد في الكرخ اثناء القصف الجوي وتبادل اطلاق النار بين دبابات الثورة التي تمركزت في محلة ست نفيسة مقابل وزارة الدفاع عبر نهر دجلة ومدافع قاسم وكانت الكرخ هادئة لانها كانت قومية التوجه وكانت تدور اشتباكات  في الكاظمية وقرب الاذاعة في الصالحية .
في الختام اشكر اخي زهير على استفزازي لانه وفر لي فرصة تذكر ما جرى في تلك الساعات الخالدة  .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018