سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) العراق ... أولاً.. بتحريره تنقلب كل الموازين..

  أ. د. كاظم عبد الحسين عباس 

القناعة التي توحد العرب اليوم في كل مكان والتي يعيشها من تتاح له فرصة اللقاء بهم في شوارع الوطن الكبير وحاراته هي أن ما حل بالأمة من انهيارات وخسائر وضياع وقضم إقليمي وهوان له سبب واحد هو ما حل بالعراق من غزو واحتلال. 
لم يبق من العرب من يكابر في هذه القناعة العامة غير العرب الذين خرجوا من حضن العراق القومي السخي الباذخ ليلقوا بأرواحهم في حضن دولة الولي الفقيه أو الحضن الأمريكي الصهيوني لأن هؤلاء البعض لا يهمهم غير دفئ الأحضان ومقدار ما توفره من مصاريف الضيافة ومكملاتها الضرورية. 
العرب المخلصين لوطنهم وأمتهم والذين يقع عليهم عدوان الدول المجاورة والبعيدة يدركون أن خلاصهم والسبيل لإنقاذ بلادهم يتطلب إعادة العراق إلى سابق عهده سداً منيعاً للأمة وسياجاً عالياً لأمنها القومي.
يبقى أمر لا يقل أهمية عن التشخص والفهم والإدراك ووعي مسببات المحنة القومية الراهنة.... هو... كيف ومتى يترجم العرب هذا الوعي والفهم الواقعي إلى فعل ميداني:
أولاً: على العرب في كل أقطارهم تغيير اتجاهات السياسة بضغط شعبي سلمي يضع الحكومات أمام واجبها في مغادرة أحقاد وضغائن ومخاوف وسوء ظن الأمس القريب الذي سبق غزو العراق واحتلاله وكان له دور مفصلي في حصول ما قد حصل.
ثانياً: على جميع العرب الأحرار أن يفضحوا تواطؤ وأفعاوية عرب الأحضان الدافئة الدافعة الذين يسوغون المسالك ويؤثثون الساحة والمبررات للاحتلال الإيراني للعراق عبر تلميع الدور والنفوذ الإيراني في العديد من أقطارنا وتزييف المقاصد الإيرانية الحقيقية وسعيها الحميم لقضم بلادنا باحتلال استيطاني يماهي بل وأكبر بكثير من الاحتلال الصهيوني.

ثالثاً: فضح الفكر والسلوك والمنهج الموالي لإيران تحت ستار وغطاء المذهب الذي تختبئ خلفه خطط إيران الغازية وتستقوي به وتنخر الجسد العربي من خلاله.
رابعاً: العمل على تشكيل رأي عام عربي وعالمي يسقط تهم الإرهاب عن العرب الساعين إلى مساعدة أشقاءهم العراقيين. إن هذه النقطة هي من أخطر المطبات التي نجح الاحتلال الأمريكي وحلفاءه ومنهم وأخطرهم إيران أمام أي مسعى شعبي عربي. ففي الوقت الذي احتل العراق وسلمت السلطة فيه إلى أعتى عتاة المجرمين والسراق والتابعين للخارج والإرهابيين، تم ترسيخ فكرة نقيضة للحق والحقيقة هي أن كل من يقاتل الوضع الذي أنتجه الغزو هو إرهابي. إن مداً شعبياً عربياً عارماً بوسعه أن يسقط هذا الزيف والتناقض الغريب العجيب.
خيار تحرير العراق ليس خيار العراقيين الشرفاء لوحدهم بل يجب أن يصير خيار الخليج وكل عرب المشرق والمغرب لأنه المسلك والطريق الأوحد لحماية أنفسهم من غول إيران الزاحف ليبتلع الجميع. الأخوة الفلسطينيون والأحوازيون أول من عليهم إدراك هذه الحقائق وعليها يبنون مواقفهم كلها فتحرير فلسطين والأحواز لن يتم إلا بالعراق الذي كان إما علاوي وشركاءه من عبيد إيران وسلطتهم في الخضراء فهم ليسوا بديلاً للبعث وقيادته العروبية التي جعلت من التحرير هدفا منظوراً. 
على أمتنا أن تعود إلى الصدق مع ذاتها ومغادرة المناورة والنفاق السياسي وأحلام منتصف النهار التي سقط فيها اليائسون وليس من رحمة الله واقتدار أمتنا يأس.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018