وجدان أمة وتعاطف إزاء ما يحدث لا يكفي.
دور الأحزاب والمثقفين والإعلام المقاوم في الاستنهاض والمواجهة...
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
درجت العادة في
معظم أقطارنا العربية أن يتفاعل عامة الناس ازاء اي حدث مؤلم يقع في منطقة عربية ما بالقول ؛ (يا ساتر او يا لطيف ) .أو أي من تلك العبارات التي تعبر عن تضامن وجداني قومي مع من طالهم هذا الحدث .
عظيم هذا التفاعل الشعبي الإيجابي و المتضامن إزاء ما يحدث من حالة تشظي وانشطار عامودي وحتى أفقي في أقطارنا العربية وأمام سكوت الأنظمة وغض الطرف أو انخراطها سلبا او ايجابا في سياق مجريات سيناريو مخطط الشرق الاوسط الجديد المكنى (بسايكس بيكو 2) وتحت عنوان منتج يسمى( الربيع العربي).
لذا وأمام هذا المنعطف التاريخي الذي تشهده الأمة في استهداف هويتها وتاريخها وحضارتها ونسيجها الاجتماعي المتنوع عرقيا ودينيا بالتزامن مع الاهمال الواضح المتعمد والملحوظ من قبل أنظمة اعتراها الصدأ .
هل يعقل أن يقف المثقفون والأحزاب الثورية الوطنية مكتوفي الأيدي وشهود ممنوعين من التعبير أمام مرحلة مصيرية في تاريخ الأمة تطال بشرها ولا توفر حجرها!!
أم ان مهمتهم السامية في التوعية والتجييش والاستنهاض والتثوير لشعبنا (المتأسف والمتضامن) لما يجري!!
والانتقال بالارتقاء لهذه الحالة الوجدانية إلى حالة ثورة عارمة على الواقع المتردي والحض على مواجهة ومقاومة أي عدو طامع غاشم شرقي أو غربي السحنة !!!
فلا فرق بين أي معتد اعجمي اللغة
شرقي كان أو غربي يحاول أن يحتل ويهيمن على مقدرات الأمة وثرواتها وتحت أي ذريعة أو حجة؟؟؟
لذا فإن تأثير ودور الأحزاب الثورية والمثقفين والمقاومين في عملية الاستنهاض والتصدي لها ، واجب وطني وقومي ، وهي بحاجة الى دعم لوجستي ان صح التعبير !!
الدعم اللوجستي المقصود هنا هي آلية يستند إليها المقاومون في عبور الطرقات المسدودة والوصول إلى الجهة المحددة .
إذا فلا بد من رافعة تستند إليها المقاومة تشد من أزرها وتوثق تحركها وتنقل الصورة الحقيقية محليا وعالميا عما يجري حقيقة في وطننا العربي من اقصاه الى اقصاه أو نبقى أسرى التعمية الإعلامية المقصودة والمفروضة في تشويه صورة ما يجري بغطاء إعلامي معادي تفرضه ارادات العدو الأعجمي اللغة والسحنة ؟!
ان تسارع الاحداث المؤلمة التي تتعرض لها أقطارنا العربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والبحرين و و و) من فضاعات تشيب لها الولدان و ارتكابات أقل ما يقال عنها همجية وبربرية تهز المشاعر الوجدانية والإنسانية، وعلى سبيل المثال القطر العراقي بعد احتلاله من قبل تحالف يضم أكثر من ثلاثين دولة بقيادة الشيطان الأكبر (شيطان بزرك) الذي أتاح لعدوته (اللدودة) إيران (المسلمة) احتلال العراق والتصرف به كما يحلو لملاليها تمزيقا وعربدة وزرع بذور الفتن والخلافات والانقسامات الحادة في النسيج المكون للشعب العراقي، كما تقتضيها آليات تصدير الثورة الخمينية ونهج الولي الفقيه !! انتقاما من العراق العربي وثأرا تاريخيا لأمة العرب وقادسيتها الأولى والثانية.
الفرس يعتبرون (العراق) جزءا من فارس الذي أعاق مشروع امبراطورية ايران الصفوية منذ مجيء الخميني الى طهران
وسطوه على (الثورة الإيرانية الشعبية) التي طردت الشاه ليحل محله شيطان ولكنه هذه المرة شيطان معمم ، فمن الطبيعي أن العراق العربي حينها استشعر بخطر هذا الشيطان فوقف سدا منيعا في وجهه في محاولتة تصدير (ثورته ولمشروع ولاية الفقيه) .
أن احتلال إيران العراق العربي سنة ٢٠٠٣ بتسهيل أميركي واعتماده كمنصة لانطلاق التوغل والتغول الصفوي في أرجاء الأقطار العربية تدخلا وهيمنة مبرمجتان في مخطط طويل الأمد يتماهى مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين، مشكلا عامل احتلال وقهر وهيمنة وسرقة ثرواتنا وضرب السلم الأهلي مستعينين بعوامل الدين والطائفة والمذهب كغطاء بتخريب الأقطار التي يتدخلون فيها ووضعها على سكة التخلف والتقهقر في هذه المرحلة المصيرية الفاصلة من تاريخ الأمة ووجودها .
أمام هذا الوضع الخطير والمهمة الشاقة لهذه الأحزاب والمثقفين الثوريين يبرز الإعلام المقاوم كرافعة تواكب العمل الثوري ونافذة تطل منها المقاومة العربية الوطنية عموما والعراقية خصوصا الى الرأي العام العربي والعالمي فاضحة لكل الأعمال التي ترتكبها الجهات المعادية كافة ودون استثناء، من احتلال وهيمنة و تدخل في الشؤون الداخلية والتحريض على العنف والاقتتال وزرع خلايا إرهابية تحت مسميات شتى .
اذا فمهمة الاعلام المقاوم مواكبة المقاومين في تصديهم للعداء المتعدد الجنسيات وفضح دور القوى الإقليمية والعظمى وتدخلاتهم وإبراز حقيقة ما يجري على أرض الواقع ودحض لما يروجه الاعلام المعادي من اخبار ضبابية تشويهية صاغرين لقانون الحاكم العسكري أثناء احتلال العراق "بريمر" الخاص والمتعلق بالتعتيم الإعلامي (وخصوصا اذا كان صادرا عن إعلام حزب البعث) لكل تحرك مقاوم للاحتلال في العراق وما زال القرار ساريا حتى اليوم!!!!
فمن منطلق الإيمان بحق العرب في مقاومة محتليهم بكافة الأشكال وعلى مختلف الصعد وجب على احرار الأمة من أصحاب الرأي الوطني والعروبي التضامن فيما بينهم ويؤسسوا لنواة إعلام عربي مقاوم جدي وقادر على النفاذ إلى مختلف منابر الرأي العام المحلي والدولي بل وحتى أمام الجمعيات غير الحكومية الدولية التي تعنى بالشؤون الإنسانية وصولا الى المنظمات الحكومية التابعة للأمم المتحدة حتى تصل الكلمة وربما يكون لها صدى إيجابي على الصعيد الإنساني العالمي تخدم قضايا الأمة وتجعل أصحاب القرار الرضوخ
لمطالب الجمعيات وصدور قرارات أممية تصب في صالح الأمة العربية وأقطارها أو على الأقل يكون الاعلام المقاوم قد أوجد حالة من التعاطف والاهتمام الشعبي في العالم تخدم قضايانا العادلة والمحقة.
وأخطر مرحلة تاريخية تمر بها الأمة العربية الآن يتمثل باستيقاظ الشرير الفارسي من سباته بعد غيبوبة قسرية تلقاها من متلازمة القادسية التي صرعته وأدت إلى حالة الانكفاء عن التدخل في شؤون العرب وأقطاره .
ففي وثيقــة ايرانية سريــة ذات بعـد (((إعلامي))) ومن أجل تبصير الأمة العربية بما يحاك ضدها في الخفاء وما يجري فوق أرضها في السر والعلن ومن بعض أبناء جلدتها وتبيين العواقب والمآلات.
تفصح الوثيقة عن خطة إيرانية ورؤية مستقبلية للأطماع الإيرانية التوسعية،لما بعد ((احتلال العراق)) والمحاولات المتكررة لاجتثاث البعث و مناضليه الذين ضحوا بأرواحهم حتى فاق عدد الشهداء المائة وستون ألف بعثي وفي مقدمتهم شهيد الاضحى المناضل صدام حسين رئيس جمهورية العراق العربي رحمه الله.
وعلى كل مشكك بصحة الخطة أو رأى البعض فيها ، فإن أحداث الواقع تشهد لهذه الوثيقة بالمصداقية.
ومن بنود هذه الخطة:
*مواجهة الحملة الإعلامية التي تشن ضد إيران بسبب مساعدتها لأمريكا علـى غزو العراق.
*جعل العراق نقطة انطلاق بعد السيطرة عليه من قبل أصدقاء إيران في العراق.
*نشر التشيع الصفوي في بقية البلدان العربية.
إن الشهيد صدام حسين وحزب البعث كانا هما العقبة أمام التوسع الإيراني الصفوي، ولهذا ساعدت إيران أميركا في احتلال للعراق.
وجاء أيضا في الوثيقة الطلب مـن أصـدقاء إيـران الإعلاميين من عرب الجنسية تبريـر سياسـة إيـران في قضـية
مساعدة أمريكا لإسقاط العراق.
كما أن الوثيقة تحث أصدقاء إيران عـلى تشويه صورة المقاومـة العراقيـة.
وركزت إيــران عــلى الإعلاميين، والكتاب، والصحفيين مـن أصـحـاب التوجه القومي؛ أن يجعلوا من إيران عمـق للأمة العربية، وهذا تدليس وتزوير واضح مناقض لما تعتبره القوميـة العربيـة أن الــدور الإيـراني تاريخيا هو داعم الفكــر
الشعوبي المعادي للعرب.
بعد كل هذا الاستعراض أليس حريا أن نحث الخطى نحو إعلام عربي مقاوم يواكب كل التطورات و راصدا وفاضحا لكل المخططات المشبوهة التي تحاك ضد الأمة العربية ومستقبلها !!