سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام) عروبة فلسطين لا تسقطها قوانين الصّهيونيّة العالميّة وكيانها الإرهابيّ



  أنيس الهمامي 
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام

تتواصل معاناة شعبنا الصّابر الثّائر في فلسطين السّليبة ويتواصل مع ذلك صموده وتحديه لمختلف الجرائم المخزية التي دأبت العصابات الصّهيونيّة على ارتكابها باستمرار منذ عام 1948. 
وها هي سلسلة الجرائم الصّهيونيّة المخزية تتصاعد بحقّ شعب الجبّارين هذه السّنوات في ظلّ الجزر القوميّ العربيّ وانشغال جماهير الأمّة بما ترزح تحته من صروف شتّى من البلاء والمؤامرات والمحن في أغلب الأقطار العربيّة ما أثّر سلبا على محوريّة الصّراع العربيّ الصّهيونيّ وتراجعت أسبقيّته. ولقد استغلّ العدوّ الصّهيونيّ هذه الظّروف ليسرع من وتيرة تهويد فلسطين والسّير قدما في طمس عروبتها وتغيير ديموغرافيّتها بأساليب ناعمة ومموّهة حينا ومكشوفة أحيانا أخرى، وتمثّل هذا فيما أقدمت عليه عصابات الصّهيونيّة مؤخّرا في تمرير قانون يبيح الاستيلاء على الأراضي المملوكة للفلسطينيّين وإقامة مغتصبات صهيونيّة عليها دونما الخشية من إمكانيّة إقدام السّلطات على إزالة بعضها أو مضايقة أصحابها.

لقد نجح الجناح الصّهيونيّ المتطرّف الإرهابيّ - والذي يعرّفه الصّهاينة باليمين المتشدّد - للمرّة الأولى في تاريخ الصّراع العربيّ الصّهيونيّ في تقنين الاغتصاب وهو ما يعرف بالاستيطان.
وبصرف النّظر عن كون هذا القانون تحدّ صارخ للقوانين والمواثيق والأعراف الدّوليّة التي تجرّم هذا الفعل صراحة، وبصرف النّظر أيضا عن نجاح الكيان الصّهيونيّ من الإفلات من تبعات التّمرّد عليه كغيره من القوانين الأخرى وأسباب ذلك، وبغضّ الطّرف عن بعض الإجراءات التي تتّخذها بعض الدول الكبرى كبريطانيا وفرنسا مثلا في منع استيراد منتوجات المغتصبات - المستوطنات -، فإنّ هذه الخطوة التّصعيديّة تشكّل منعطفا مأساويّا وخطيرا جدّا في سياق الصّراع الدّائر رحاه على أرض فلسطين لما سيفتحه من سلسلة جديدة من التّهجير القسريّ للفلسطينيّين ومزيد تشريدهم واغتصاب ممتلكاتهم الأمر الذي سيخلق في النّهاية اختلالا رهيبا على المستوى الدّيموغرافي ويدعّم الأكاذيب الصهيونيّة في المستقبل حول أحقّيتهم المزعومة في فلسطين وطنا قوميّا وأرضا للميعاد.
وبالعودة للاغتصاب - الاستيطان - فإنّه أعلى مراتب الجرائم الممكن تنفيذها بحقّ فلسطين وشعبها، وهو النّوع من الاستعمار الذي انتهى في العالم ولم يبق له من نظير سوى الاحتلال الإيرانيّ الفارسيّ للأحواز والعراق.
وحتّى إذا ما عكفنا على دراسة مصطلح الاستيطان / الاغتصاب، لغويّا، فإنّنا سنخلص لبطلانه وعنصريّته. فالاستيطان مصدر للفعل " استوطن " الذي هو على وزن " استفعل " والذي يعني ضرورة طلب القيام بالشيء.. فمعنى استوطن هو طلب الإقامة بوطن غير الوطن، وهو ما يقيم الحجّة على أنّ هؤلاء الصّهاينة إنّما هم غرباء على فلسطين ومجرمون بحقّ سكانها الأصليّين وهم العرب الفلسطينيّون كما تثبّت ذلك التّواريخ والوقائع والحقائق. 
إنّ الاغتصاب - الاستيطان يظلّ جريمة لا يمكن تبريرها مطلقا مهما توفرت على الغطاء القانونيّ والتّبريرات الفقهيّة والسّياسية ومهما استندت لعامل القوّة، وإنّ ما أقدمت عليه العصابات الصّهيونيّة من إجراءات مستهترة لن تهبهم شرعيّة الانتصاب في فلسطين ولن تقيهم مطاردة الفلسطينيين والعرب كلّ العرب مهما طال أمد الصّراع ومهما بدت موازين القوى مختلّة ومهما تنفّل الصّهاينة بغطاء دوليّ إمبريالي جائر وظالم ومهما تقاعست الأنظمة الرّسميّة العربيّة عن تحمّل مسؤوليّتها الأخلاقيّة والقوميّة والقانونية والسّياسيّة.
وسيظلّ حقّ العودة كما حقّ التّحرير ثابتين يحرّكان الضّمير العربيّ الجمعيّ ويطبعان الوعي العربيّ ولن يسقطهما قانون من هنا أو من هناك..
فللباطل صولة وللحقّ صولات..

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018