سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) المطلوب حل جذري وليس ترقيع ولا عودة الجيوش


البروفيسور كاظم عبد الحسين عباس

خلاصة ما يقوله ترامب عن العراق: أنه يعترف بخطأ الغزو والاحتلال ويقر بفشل العملية السياسية الاحتلالية. ويرى بعين مجردة أن إيران قد احتلت العراق تحت العباءة الأمريكية. 
هذا هو بالضبط ما قاله العراقيون النجباء ورددوه دون كلل ولا ملل منذ عام ٢٠٠٣ في كل وسائل الإعلام المتاحة لهم وفي كل لقاء جمعهم بعربي أو أجنبي.
خلاصة ما توصل له الحزب الجمهوري الذي أوصل ترامب للسلطة وما يعبر عنه ترامب هو حاصل ما حصلته وجنته مقاومة العراق للاحتلال ولعمليته السياسة.
حسناً.. كل من يسير مع السياسة الأمريكية ويسايرها ويعمل معها على نفس الخط دولاً كانوا أم أحزاب أو أفراد يرددون الآن ما يردده ترامب ويرتفع عندهم سقف آمال (التغيير المنشود).
إذن: المؤشرات كلها تصب في صالح الاستنتاج بأن حقبة ما قبل ترامب التي تتضمن دعماً ورضاً مفتوح وتصريح بالموافقة التامة عن كل ما تريده وما تقوم به إيران في العراق وفي المنطقة قد انتهت وأيضاً انتهى معها صك الإجرام المفتوح لحكومة الاحتلال وقواتها الأمنية الميليشياوية وحشدها الشعوبي. 

ما هو البديل السليم وكيف يتحقق.
١- عودة الجيوش الأمريكية ومعها حلفاءها السابقون أو حلفاء جدد سينتج عنه تبديل احتلال باحتلال يرفضه شعب العراق ولن يحقق للعراق ولا للعراقيين الاستقلال والسيادة. 
٢- الإبقاء على العملية السياسية ومحاولة حقنها بسلسلة إصلاحات يجب أن تتضمن:
أ- إلغاء الدستور أو على الأقل تعديل الفقرات التي سببت الكثير مما عاناه العراق وشعبه من آلام ومحن أضيفت إلى محنة الغزو ومن بين ذلك إلغاء المقدمة التي تمنح المرجعية (الدينية في النجف) صفة المرشد الأعلى والفيصل في كل الشؤون العراقية الكبرى. 
ب- إلغاء قانون اجتثاث البعث تحت أي غطاء يشاء من يقوم بالإلغاء التخندق خلفه ومن بين ذلك جريمة اعتماد الاجتثاث كوسيلة لاجتثاث أجزاء من طيف العراق الاجتماعي. بدون إلغاء الاجتثاث لن يجلس العراق على مصطبة استقرار لأن الاجتثاث أطاح بحياة ومعيشة واستقرار ما لا يقل عن ٥ مليون عراقي.
ج- إعادة تشكيل الجيش الوطني وإعادة الاعتبار لضباطه الشهداء والذين عانوا من الملاحقة والتهجير وإعادة الأحياء منهم وفي عمر العمل المنتج أو إحالة من يرغب على التقاعد بنفس الراتب التقاعدي الذي منح لمن عمل وزيراً أو برلمانياً في حكومات الفساد والفشل وبشرط حق التعويض الرجوعي إلى يوم الاحتلال المشؤوم.
د- إعادة كل من أحيل من العراقيين إلى التقاعد قسراً أو بطلب منه فرضه عليه الاجتثاث أو ظروف الاحتلال وبيئة الإرهاب التي خلقها الاحتلال والعملية السياسية.
ه - إعادة أموال العراق التي نهبتها النخب السياسية الاحتلالية والأفراد المتعاونين وإحالة كل من تلطخت يده بالدم العراقي إلى المحاكم. 
٦- تعويض كل عراقي تضرر بعد عام ٢٠٠٣ وإعمار محافظات العراق كلها بما يجعلها مساوية خلال السنوات الخمس الأولى بعد التغيير لما هو عليه حال مركز محافظتي كربلاء والنجف الذي وصلتا إليه قبل الغزو وبعده. مدن العراق كلها مقدسة وكلها فيها مراقد ومزارات وجوامع وكنائس.
٧- إلغاء المليشيات التي وافق بريمر على دمجها بالجيش وتلك التي وافق على إنشاءها أو التي أنشأت لاحقاً ونزع سلاحها وخاصة بدر وميليشيات الدعوة وحزب الله العراق وميليشيات منظمة العمل الإسلامي والحشد الشعوبي الإيراني بكل مكوناته.
٨- إقامة حكومة انتقالية لا يشترك فيها أي من القوى السياسية التي شاركت بالعملية السياسية تحدد واجباتها الأساسية بفترة انتقالية.
هذه النقاط التي لا يمكن الحديث عن تغيير في العراق ولا عن إصلاح لحاله لا تدريجي ولا بصيغة صفقة بدونها.
حسنا: إذا افترضنا أن اليد السياسية التي ستعمل على التغيير قد وضعت بحسابها هذه النقاط كلاً أو جزءاً... كيف السبيل للإنجاز؟
من يسقط احتمالية المقاومة المسلحة من قبل إيران وأعوانها غلطان ومتوهم. وعليه فإن منح المقاومة العراقية حقوقها الوطنية الكاملة باستكمال استراتيجها المرسوم لإعادة استقلال البلاد هو جزء لا يتجزأ من خطة التغيير الحقيقية. والمقاومة حين تصبح آمنة من الجو ومدعومة بالسلاح تقوم ضمن تشكيلاتها المعروفة والتي تنكر لها الجميع وعملوا على تحجيمها بدعم المليشيات وقوات الدمج وإرهاب داعش والتي تضم القوى الحية لشعب العراق من الوطنيين والقوميين والإسلاميين الأحرار بواجبات تطهير العراق من شماله إلى جنوبه من إيران وأحزابها وميليشياتها. ويمكن لقوات عربية إسلامية حصراً وتحديداً أن تقدم الدعم اللوجستي الضروري لتشكيلات المقاومة ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية الوطنية وضباطها من الذين صنعوا نصر العراق والأمة في قادسية صدام المجيدة البطلة. 
أما الدعوة إلى تجييش مماثل لذلك الذي حصل قبل عام ٢٠٠٣ فهو قد يفضي إلى طرد إيران من العراق وتحجيم أو إنهاء خطط توسعها على حساب العرب غير أنه سيبقي العراق محتلاً وينتقل به من ضفة من ضفاف الموت والدمار إلى ضفة أو ضفاف أخرى لأن شعب العراق لن يرضى بغير الحرية والاستقلال الناجز.
لاحظوا: أن العالم الآن قد اتجه وهو يعمق الاتجاه إلى ما قاله العراقيون المقاومون الرافضون وإن ما كان غير مسموح التصريح به إعلامياً صار الآن مادة للإعلام وهذا لعمري نصر من الله لمقاومة الشعب العراقي البطل وصموده ومقارعته للاحتلال ولما أنتجه من ظلم وإرهاب. إنه النتيجة الطبيعية لنهر الدم الذي سال من رقاب مليونين ونصف المليون أو أكثر من شعبنا الأبي يتقدمهم شهيد الأمة الرئيس صدام حسين وقيادة وكادر البعث وضباط جيشنا الباسل ورجال المقاومة الشجعان. والله أكبر.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018