نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
وبدمج انتصارات حزب الله في معاركة مع اسرائيل الغربية ومنجزاته التي تمت بدعم مادي ايراني شامل ، وهو ما اعترف به حسن نصرالله رسميا في خطاب قال فيه بان سلاح وطعام وشراب حزب الله كله من اسرائيل الشرقية،توفرت امكانية الانتقال من الصلة الوطنية القطرية والصلة القومية العربية لكتل من المواطنين العرب الى اعتبار الطائفية هوية تتخطى حدود الطائفة التقليدية
وبدمج انتصارات حزب الله في معاركة مع اسرائيل الغربية ومنجزاته التي تمت بدعم مادي ايراني شامل ، وهو ما اعترف به حسن نصرالله رسميا في خطاب قال فيه بان سلاح وطعام وشراب حزب الله كله من اسرائيل الشرقية،توفرت امكانية الانتقال من الصلة الوطنية القطرية والصلة القومية العربية لكتل من المواطنين العرب الى اعتبار الطائفية هوية تتخطى حدود الطائفة التقليدية
ويراد لها ان تكتسب بنزعة ارادية جامحة سمة (قومية) بهدف الحط من شأن ودور القومية الام والاصلية وهي القومية العربية واكمال مقومات العمل المباشر باسم هذه الهوية بغض النظر عن تناقضها مع القومية العربية .
ان دور حزب حسن نصرالله العسكري المباشر في سوريا والعراق واليمن ودول الخليج العربي والمتمثل بمساهمته الرئيسة في تنفيذ المخطط المشترك الصهيوني -الايراني -الامريكي وهو ابادة ملايين العرب وتهجير ملايين اخرى من العراق وسوريا ، ودوره التعبوي والاعلامي والنفسي في بقية الاقطار العربية والعالم الاسلامي كان العامل الاكثر حسما في اكمال مقومات الانتقال الى هوية طائفية ضاجة بأساطير مصطنعة ومغرقة في السذاجة والتساذج المتعمد يفوق تطرفها حدود الهوية الطائفية ،وهو ما نراه الان في العراق مثلا، وتلك هي اللحظة المفصلية التي كانت مطلوبة ايرانيا وصهيونيا وامريكيا في ان واحد لاعلان ماسماه اللبناني مهند الحاج علي مؤلف الكتاب وايده صاغية ب(القومية الشيعية) .
ان الدعم الامريكي والصهيوني التام للمخطط الايراني القائم على تخليق (قومية شيعية) يعود اساسا لحقيقة ان اصطناع هذه الهوية هو تأسيس واضح لاطلاق حالة جديدة في الوطن العربي تتمثل في بروز هوية تتفوق في قوة جذبها على الهوية الاصلية الجامعة للعرب وهي القومية العربية وتدفع بها الى الخلف وتصبح ، اي (القومية الشيعية ) ، المحرك الرئيس لكتل من العرب لدعم المشروع الايراني المعلن والمشاركة الجوهرية فيه وهو تحقيق انقلاب طائفي مدمر في الوطن العربي والعالم الاسلامي كله لن ينتهي حتما الا بخراب وهزيمة كل العرب شيعة وسنة لان الهدف المشترك للغرب الاستعماري والصهيونية والشوفينية الفارسية هو تدمير الرابطة الاكثر متانة للعرب وهي هويتهم القومية العربية الجامعة لكافة الاديان والطوائف والاثنيات تحت مظلة المواطنة المتساوية بينما (القومية الشيعية) ومكملها ورد فعلها المنتظر (القومية السنية) تفرقان وتشرذمان العرب بحدة .
ورغم ان اعتبار الطائفية هوية قومية ليس مألوفا ولا مقرا من قبل مدارس ومنظري القومية في العالم منذ ظهرت القوميات الاوربية فان السابقة الوحيدة لها كانت مقدمة يمكن استخدامها لدعم ما يسمى ب(القومية الشيعية) وهي سابقة اعتبار الصهيونية للديانة اليهوية هوية قومية رغم تناقض ذلك مع الاسس المعترف بها عالميا لنشوء القوميات التي تتخطى الهويات الدينية وتعدها بعض المدارس في القومية فرعية ومن مكونات الهوية القومية .
والمفارقة الكاشفة للغرض هنا هي ان من فبركت اطلاق (قومية شيعية) وهي اسرائيل الشرقية تتمسك بشدة بالقومية الفارسية بدليل ان الدستور الذي وضع في زمن خميني ليترجم اهدافه وافكاره يمنع منعا باتا حتى البرلمان الايراني من التنازل عن اي ارض ايرانية لاي طرف اجنبي رغم ان كل جيران اسرائيل الشرقية مسلمين ولا فرق بين مسلم واخر الا بالتقوى حسب الاسلام . اضافة الى اصرار نظام خميني وخامنئي على حماية مصالح ( ايران القومية ورفض اي تفريط بها مع اي طرف ) وهذا ما يتجلى في التمييز بين المسلم العراقي الذي لجأ اليها وبين المسلم الايراني حيث حرم العراقيون رغم ولاءهم لها من العمل والاختلاط ولم يعامل مثل الايراني وهي حقيقة اعترف بها كل من لجأ او عاش في اسرائيل الشرقية وهم كلهم اتباعها !
5- بعد احتلال العراق ونظرا لفشل خميني وخامنئي في اشعال فتن طائفية وبدعم غربي صهيوني فان اول خطوات المحتل كانت وضع دستور المحاصصات الطائفية والعرقية ، عمدا وبأوامر مركزية امريكية ،وفيه ثبت بول بريمر نسبة افتراضية ليس هناك في الواقع العراقي ما يدعمها ، فكما قلنا لم يحصل اي احصاء على اساس طائفي ومن ثبت نسب الطوائف في الدستور هو بريمر اعتمادا على نغول الاحتلال ذاتهم كما اعترف حينما سئل عن مصدر فكرة الاغلبية والاقلية في العراق ، ومع ذلك روجت اسطورة (الاغلبية الشيعية والاقلية السنية) وكأنها حقيقة لاشك فيها مع انها تلفيق بريطاني خبيث .وسبب تضمين الدستور مبدأ المحاصصة هو ايصال العراق لمرحلة الصراع الطائفي بين (الاغلبية الحاكمة الجديدة والاقلية التي فقدت الحكم) كما روج كذبا وتضليلا ، وجعل الانتقام – مم الانتقام ولم يضطهد احد قبل الاحتلال لاسباب طائفية او عرقية ؟– هدفا للاحزاب التي سلمها الاحتلال الحكم .
6-احتكار الحكم من قبل الاغلبية الافتراضية واضطهادها المبرمج والعلني والوقح للاقلية المفترضة والتنكيل القاسي بها ودفعها للجوء للطائفية المضادة وهي الطائفية السنية كرد فعل متوقع بل مرسوم امريكيا وبريطانيا ، بعد ان فقدت كل شيء وابيد مئات الالاف من ابناءها في كل محافظة وسلبت ممتلكاتها وهجرت الملايين من وطنها .فتكوّن معسكران متعاديان طائفيا ، طبعا في الاطار السياسي وليس الشعبي العام ! ولكي يوصل الصراع بين الطائفيين الى حد اللاعودة واستحالة التراجع منعت امريكا ايقاف صراعهما وغذته ونمته لاجل احداث جروح بالغة العمق ولا تندمل فيهما وتأسيس نزعة ثأر متطرفة لدى الطرفين .
7- بعد الانسحاب الاضطراري الامريكي وتسليم العراق لاسرائيل الشرقية لاكمال مهمة تدميره والاعداد لتقسيمه تعاظم الاضطهاد الطائفي وزاد بشاعة ووحشية لاجل جعل تقسيم العراق (حلا وحيدا للتخلص من الاضطهاد الطائفي العنصري المتطرف) في ظل الاحتلال الايراني ،كما يردد بعض المرتدين رغم انه ليس الحل الوحيد . خصوصا بعد ان اخذت اسرائيل الشرقية تعمل للسيطرة على كل العراق وهذا يتطلب المزيد من تهجير العرب خصوصا السنة بزيادة اضطهادهم بصور بشعة وتحت غطاء الانتقام من جرائم داعش .
8-تأسيس الحشد الشعوبي كان مقدمة لتحويل الميليشيات التابعة لاسرائيل الشرقية الى جيش نظامي لاحقا يستخدم كاداة ل(القومية الشيعية) واخضاع الجيش الحكومي للميليشيات المجيشة مثلما فعل خميني في بلده . ولهذا تم تجيير كل العمليات ضد داعش الى الحشد وتجريد الجيش الحكومي من كل اعماله العسكرية ضد داعش .
9-قبل اكمال تحطيم دولة داعش واجبارها على النزول تحت الارض اشعل صراع بين اربيل والمنطقة الخضراء وفي الحالتين كانت المخابرات الامريكية هي المهندس الرئيس لكل هذه التطورات ، وهكذا تولد نوعان من الصراعات الخطيرة في العراق احدهما طائفي متطرف توسعت فيه بحار الدم والدموع التي تفصل المتصارعين بحيث لم يعودوا قادرين على التفاهم الحقيقي ، اما الثاني فهو عنصري -طائفي فظهر تيار سني يدعم مطاليب اربيل ضد التيار الشيعي الرافض لها والمتمسك بالموقف الايراني ، وهنا نلاحظ قرون الشيطان السني تظهر استعدادا لاعلان (القومية السنية) كما ظهرت قرون الشيطان الشيعي واعلن عن القومية (الشيعية ).
10-لقد ظهر الهدف المركزي الابعد والمشترك بين الاسرائيليتين وامريكا وهو تعزيز الدور (الشيعي) في العالم الاسلامي والعمل على تحويل الاقلية الشيعية فيه الى قوة ضاربة اكبر بعد ان تنجح في تشييع بعض السنة ليقوم توازن شبه متكافئ بين الطائفتين مع الاصرار على عدم السماح باي حالة توافق بينهما ، بل على العكس يجب زيادة حدة وعدائية الصراعات بينهما ومنع مصالحتهما ،كما يجب منع حسم الصراع لصالح ايا منهما ليصل الصراع الى مرحلة الصراع الاقليمي السني -الشيعي ، بعد اكمال استنزاف العرب سنة وشيعة في صراع لايمكن حسمه ، ولهذا يجب ان يكون هناك مركزين احدهما سني جاذب للسنة واختيرت تركيا له والاخر شيعي جاذب للشيعة وكانت اسرائيل الشرقية مختارة منذ عقود لهذا الدور .
عندما نصل لهذه المرحلة فان الصراع يكون قد تبلور بعدة اشكال :
أ-صراعات طائفية حادة ودموية داخل الاقطار العربية ب-صراعات طائفية اقليمية بين دول ج-تبلور حالة توازن بين المعسكرين المتقاتلين يمنع الحسم بينهما لاجل تحقيق اكبر استنزاف ممكن لهما . د-الصراع بين المركزين الاقليميين يعزز الدور الصهيوني ويقدم لامريكا افضل الفرص لزيادة تغلغلها .ه- توفر امكانية الدعوة ل(قومية شيعية) واخرى (قومية سنية) تتويجا لظاهرة التمحور حول طائفة دفاعا عن النفس ، فقط عبر تحويل الطائفية الى حالة تشبه القومية من حيث الارتباط وقوة الولاء يمكن قطع اخر شعيرات الارتباط بين السني والشيعي وهو ما خططت له كل من امريكا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية وهذه الخطة ضحيتها الاساسية القومية العربية التي ستواجه حالة فقدان ليس فقط قوة جذبها بل الاخطر انها ستجد نفسها خلف الهويتين الجديدتين في المنطقة الهوية الشيعية والهوية السنية ، طبعا في حالة نجاح المخطط .
و-استحواذ الصراع السني–الشيعي على الوقت والمال والمشاعر بحيث تصبح الصراعات التقليدية وابرزها الصراع العربي الصهيوني ثانوية الاهمية والدور وتابعة للصراع الطائفي الاقليمي والداخلي. وهذه الصراعات المتعددة والمتمحورة حول الطائفة والعرق يجب ان تشغل وتستنزف المنطقة وشعوبها لعدة عقود لايصالها لوضع جديد كليا ومختلف عما كان عليه وهو وضع تظهر فيه اسرائيل الكبرى الغربية ومقابلها مكملتها اسرائيل الشرقية مع وجود اقمار تابعة تدور في افلاك هذه الاطراف الثلاثة وهي بقايا الدول العربية وتقود هذه الدول امريكا. اي ان تركيا ستقسم ايضا اما اسرائيل الشرقية فهي ستتعرض لتغيير طبيعة النظام بصورة سلمية وهنا تظهر كافة متطلبات النظام الاقليمي الجديد وتتوفر .
ز- المطلوب امريكيا وصهيونيا وفارسيا هو انهاء الصراع الاصلي وهو نضال العرب من اجل تحرير اراضيهم المغتصبة خصوصا في الاحواز وفلسطين والعراق وسوريا لان هذه الاقطار هي مفاتيح نصر الامة او هزيمتها وما لم تكمل عملية انشاء اسرائيل الكبرى المسيطرة على ثروات ما بين الفرات والنيل فلن تبقى اسرائيل الغربية ،وبالتبعية لن تدوم غزوات اسرائيل الشرقية وستنكفئ على نفسها وتبدأ عملية تقسيمها لان مصدر دعمها الرئيس هو الصهيونية الامريكية .
ولان امريكا تعتمد بصورة رئيسية في تقدمها الاستعماري على انجازات الاسرائيليتين اللتان تعملان وفقا لستراتيجية مشتركة معها محورها الرئيس شرذمة العرب فانها بفشل المشروعين الصهيوني والفارسي سوف تهزم في العراق والمنطقة كلها وهنا يكمن مقتلها ، ولذلك فان النجاح في تقسيم العراق وانهاء هويته الوطنية يعد خطوة البداية في شرذمة كل الاقطار العربية وتركيا .وبالعكس فان خلاص العرب وتحررهم رهن بتحرير العراق والمحافظة على وحدته وهويته ، الكارثة من العراق حيث انتقلت العدوى منه الى العرب والترك والخلاص في العراق حيث تحريره اجتثاث لجذور التشرذم كلها .يتبع .
Almukhtar44@gmail.com
ان دور حزب حسن نصرالله العسكري المباشر في سوريا والعراق واليمن ودول الخليج العربي والمتمثل بمساهمته الرئيسة في تنفيذ المخطط المشترك الصهيوني -الايراني -الامريكي وهو ابادة ملايين العرب وتهجير ملايين اخرى من العراق وسوريا ، ودوره التعبوي والاعلامي والنفسي في بقية الاقطار العربية والعالم الاسلامي كان العامل الاكثر حسما في اكمال مقومات الانتقال الى هوية طائفية ضاجة بأساطير مصطنعة ومغرقة في السذاجة والتساذج المتعمد يفوق تطرفها حدود الهوية الطائفية ،وهو ما نراه الان في العراق مثلا، وتلك هي اللحظة المفصلية التي كانت مطلوبة ايرانيا وصهيونيا وامريكيا في ان واحد لاعلان ماسماه اللبناني مهند الحاج علي مؤلف الكتاب وايده صاغية ب(القومية الشيعية) .
ان الدعم الامريكي والصهيوني التام للمخطط الايراني القائم على تخليق (قومية شيعية) يعود اساسا لحقيقة ان اصطناع هذه الهوية هو تأسيس واضح لاطلاق حالة جديدة في الوطن العربي تتمثل في بروز هوية تتفوق في قوة جذبها على الهوية الاصلية الجامعة للعرب وهي القومية العربية وتدفع بها الى الخلف وتصبح ، اي (القومية الشيعية ) ، المحرك الرئيس لكتل من العرب لدعم المشروع الايراني المعلن والمشاركة الجوهرية فيه وهو تحقيق انقلاب طائفي مدمر في الوطن العربي والعالم الاسلامي كله لن ينتهي حتما الا بخراب وهزيمة كل العرب شيعة وسنة لان الهدف المشترك للغرب الاستعماري والصهيونية والشوفينية الفارسية هو تدمير الرابطة الاكثر متانة للعرب وهي هويتهم القومية العربية الجامعة لكافة الاديان والطوائف والاثنيات تحت مظلة المواطنة المتساوية بينما (القومية الشيعية) ومكملها ورد فعلها المنتظر (القومية السنية) تفرقان وتشرذمان العرب بحدة .
ورغم ان اعتبار الطائفية هوية قومية ليس مألوفا ولا مقرا من قبل مدارس ومنظري القومية في العالم منذ ظهرت القوميات الاوربية فان السابقة الوحيدة لها كانت مقدمة يمكن استخدامها لدعم ما يسمى ب(القومية الشيعية) وهي سابقة اعتبار الصهيونية للديانة اليهوية هوية قومية رغم تناقض ذلك مع الاسس المعترف بها عالميا لنشوء القوميات التي تتخطى الهويات الدينية وتعدها بعض المدارس في القومية فرعية ومن مكونات الهوية القومية .
والمفارقة الكاشفة للغرض هنا هي ان من فبركت اطلاق (قومية شيعية) وهي اسرائيل الشرقية تتمسك بشدة بالقومية الفارسية بدليل ان الدستور الذي وضع في زمن خميني ليترجم اهدافه وافكاره يمنع منعا باتا حتى البرلمان الايراني من التنازل عن اي ارض ايرانية لاي طرف اجنبي رغم ان كل جيران اسرائيل الشرقية مسلمين ولا فرق بين مسلم واخر الا بالتقوى حسب الاسلام . اضافة الى اصرار نظام خميني وخامنئي على حماية مصالح ( ايران القومية ورفض اي تفريط بها مع اي طرف ) وهذا ما يتجلى في التمييز بين المسلم العراقي الذي لجأ اليها وبين المسلم الايراني حيث حرم العراقيون رغم ولاءهم لها من العمل والاختلاط ولم يعامل مثل الايراني وهي حقيقة اعترف بها كل من لجأ او عاش في اسرائيل الشرقية وهم كلهم اتباعها !
5- بعد احتلال العراق ونظرا لفشل خميني وخامنئي في اشعال فتن طائفية وبدعم غربي صهيوني فان اول خطوات المحتل كانت وضع دستور المحاصصات الطائفية والعرقية ، عمدا وبأوامر مركزية امريكية ،وفيه ثبت بول بريمر نسبة افتراضية ليس هناك في الواقع العراقي ما يدعمها ، فكما قلنا لم يحصل اي احصاء على اساس طائفي ومن ثبت نسب الطوائف في الدستور هو بريمر اعتمادا على نغول الاحتلال ذاتهم كما اعترف حينما سئل عن مصدر فكرة الاغلبية والاقلية في العراق ، ومع ذلك روجت اسطورة (الاغلبية الشيعية والاقلية السنية) وكأنها حقيقة لاشك فيها مع انها تلفيق بريطاني خبيث .وسبب تضمين الدستور مبدأ المحاصصة هو ايصال العراق لمرحلة الصراع الطائفي بين (الاغلبية الحاكمة الجديدة والاقلية التي فقدت الحكم) كما روج كذبا وتضليلا ، وجعل الانتقام – مم الانتقام ولم يضطهد احد قبل الاحتلال لاسباب طائفية او عرقية ؟– هدفا للاحزاب التي سلمها الاحتلال الحكم .
6-احتكار الحكم من قبل الاغلبية الافتراضية واضطهادها المبرمج والعلني والوقح للاقلية المفترضة والتنكيل القاسي بها ودفعها للجوء للطائفية المضادة وهي الطائفية السنية كرد فعل متوقع بل مرسوم امريكيا وبريطانيا ، بعد ان فقدت كل شيء وابيد مئات الالاف من ابناءها في كل محافظة وسلبت ممتلكاتها وهجرت الملايين من وطنها .فتكوّن معسكران متعاديان طائفيا ، طبعا في الاطار السياسي وليس الشعبي العام ! ولكي يوصل الصراع بين الطائفيين الى حد اللاعودة واستحالة التراجع منعت امريكا ايقاف صراعهما وغذته ونمته لاجل احداث جروح بالغة العمق ولا تندمل فيهما وتأسيس نزعة ثأر متطرفة لدى الطرفين .
7- بعد الانسحاب الاضطراري الامريكي وتسليم العراق لاسرائيل الشرقية لاكمال مهمة تدميره والاعداد لتقسيمه تعاظم الاضطهاد الطائفي وزاد بشاعة ووحشية لاجل جعل تقسيم العراق (حلا وحيدا للتخلص من الاضطهاد الطائفي العنصري المتطرف) في ظل الاحتلال الايراني ،كما يردد بعض المرتدين رغم انه ليس الحل الوحيد . خصوصا بعد ان اخذت اسرائيل الشرقية تعمل للسيطرة على كل العراق وهذا يتطلب المزيد من تهجير العرب خصوصا السنة بزيادة اضطهادهم بصور بشعة وتحت غطاء الانتقام من جرائم داعش .
8-تأسيس الحشد الشعوبي كان مقدمة لتحويل الميليشيات التابعة لاسرائيل الشرقية الى جيش نظامي لاحقا يستخدم كاداة ل(القومية الشيعية) واخضاع الجيش الحكومي للميليشيات المجيشة مثلما فعل خميني في بلده . ولهذا تم تجيير كل العمليات ضد داعش الى الحشد وتجريد الجيش الحكومي من كل اعماله العسكرية ضد داعش .
9-قبل اكمال تحطيم دولة داعش واجبارها على النزول تحت الارض اشعل صراع بين اربيل والمنطقة الخضراء وفي الحالتين كانت المخابرات الامريكية هي المهندس الرئيس لكل هذه التطورات ، وهكذا تولد نوعان من الصراعات الخطيرة في العراق احدهما طائفي متطرف توسعت فيه بحار الدم والدموع التي تفصل المتصارعين بحيث لم يعودوا قادرين على التفاهم الحقيقي ، اما الثاني فهو عنصري -طائفي فظهر تيار سني يدعم مطاليب اربيل ضد التيار الشيعي الرافض لها والمتمسك بالموقف الايراني ، وهنا نلاحظ قرون الشيطان السني تظهر استعدادا لاعلان (القومية السنية) كما ظهرت قرون الشيطان الشيعي واعلن عن القومية (الشيعية ).
10-لقد ظهر الهدف المركزي الابعد والمشترك بين الاسرائيليتين وامريكا وهو تعزيز الدور (الشيعي) في العالم الاسلامي والعمل على تحويل الاقلية الشيعية فيه الى قوة ضاربة اكبر بعد ان تنجح في تشييع بعض السنة ليقوم توازن شبه متكافئ بين الطائفتين مع الاصرار على عدم السماح باي حالة توافق بينهما ، بل على العكس يجب زيادة حدة وعدائية الصراعات بينهما ومنع مصالحتهما ،كما يجب منع حسم الصراع لصالح ايا منهما ليصل الصراع الى مرحلة الصراع الاقليمي السني -الشيعي ، بعد اكمال استنزاف العرب سنة وشيعة في صراع لايمكن حسمه ، ولهذا يجب ان يكون هناك مركزين احدهما سني جاذب للسنة واختيرت تركيا له والاخر شيعي جاذب للشيعة وكانت اسرائيل الشرقية مختارة منذ عقود لهذا الدور .
عندما نصل لهذه المرحلة فان الصراع يكون قد تبلور بعدة اشكال :
أ-صراعات طائفية حادة ودموية داخل الاقطار العربية ب-صراعات طائفية اقليمية بين دول ج-تبلور حالة توازن بين المعسكرين المتقاتلين يمنع الحسم بينهما لاجل تحقيق اكبر استنزاف ممكن لهما . د-الصراع بين المركزين الاقليميين يعزز الدور الصهيوني ويقدم لامريكا افضل الفرص لزيادة تغلغلها .ه- توفر امكانية الدعوة ل(قومية شيعية) واخرى (قومية سنية) تتويجا لظاهرة التمحور حول طائفة دفاعا عن النفس ، فقط عبر تحويل الطائفية الى حالة تشبه القومية من حيث الارتباط وقوة الولاء يمكن قطع اخر شعيرات الارتباط بين السني والشيعي وهو ما خططت له كل من امريكا واسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية وهذه الخطة ضحيتها الاساسية القومية العربية التي ستواجه حالة فقدان ليس فقط قوة جذبها بل الاخطر انها ستجد نفسها خلف الهويتين الجديدتين في المنطقة الهوية الشيعية والهوية السنية ، طبعا في حالة نجاح المخطط .
و-استحواذ الصراع السني–الشيعي على الوقت والمال والمشاعر بحيث تصبح الصراعات التقليدية وابرزها الصراع العربي الصهيوني ثانوية الاهمية والدور وتابعة للصراع الطائفي الاقليمي والداخلي. وهذه الصراعات المتعددة والمتمحورة حول الطائفة والعرق يجب ان تشغل وتستنزف المنطقة وشعوبها لعدة عقود لايصالها لوضع جديد كليا ومختلف عما كان عليه وهو وضع تظهر فيه اسرائيل الكبرى الغربية ومقابلها مكملتها اسرائيل الشرقية مع وجود اقمار تابعة تدور في افلاك هذه الاطراف الثلاثة وهي بقايا الدول العربية وتقود هذه الدول امريكا. اي ان تركيا ستقسم ايضا اما اسرائيل الشرقية فهي ستتعرض لتغيير طبيعة النظام بصورة سلمية وهنا تظهر كافة متطلبات النظام الاقليمي الجديد وتتوفر .
ز- المطلوب امريكيا وصهيونيا وفارسيا هو انهاء الصراع الاصلي وهو نضال العرب من اجل تحرير اراضيهم المغتصبة خصوصا في الاحواز وفلسطين والعراق وسوريا لان هذه الاقطار هي مفاتيح نصر الامة او هزيمتها وما لم تكمل عملية انشاء اسرائيل الكبرى المسيطرة على ثروات ما بين الفرات والنيل فلن تبقى اسرائيل الغربية ،وبالتبعية لن تدوم غزوات اسرائيل الشرقية وستنكفئ على نفسها وتبدأ عملية تقسيمها لان مصدر دعمها الرئيس هو الصهيونية الامريكية .
ولان امريكا تعتمد بصورة رئيسية في تقدمها الاستعماري على انجازات الاسرائيليتين اللتان تعملان وفقا لستراتيجية مشتركة معها محورها الرئيس شرذمة العرب فانها بفشل المشروعين الصهيوني والفارسي سوف تهزم في العراق والمنطقة كلها وهنا يكمن مقتلها ، ولذلك فان النجاح في تقسيم العراق وانهاء هويته الوطنية يعد خطوة البداية في شرذمة كل الاقطار العربية وتركيا .وبالعكس فان خلاص العرب وتحررهم رهن بتحرير العراق والمحافظة على وحدته وهويته ، الكارثة من العراق حيث انتقلت العدوى منه الى العرب والترك والخلاص في العراق حيث تحريره اجتثاث لجذور التشرذم كلها .يتبع .
Almukhtar44@gmail.com
12-10-2017
لقراءة الجزء الأول يرجى الضغط على الرابط ادناه http://3orouba.blogspot.com/2017/10/1.html