نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
ألمراجع والأبحاث والكتب والمقالات الّتي تناولت موضوع القومية لا تعدّ ولا تحصى سواء على المستوى القومي العربي أو على الصّعيد العالمي.ورغم مناهضة البعض لها وتأييد البعض الآخر لكنّ الجميع أقرّوا بأنّ القومية واقعٌ لا بد منه .
لا يمكن أن نتخيّل مجتمعاً متماسكاً ومتفاعلاً ومتآلفاً إذا لم يكن مبنيّاً على أسسٍ حضاريّةٍ سليمةٍ تجتمع فيها العادات والتقاليد والتراث والمعتقدات واللّغة والتّاريخ والجغرافيا والمصير الواحد.فلو لم تكن هذه العوامل من الثّوابت الإنسانية لما تميّزت المجتمات البشريّة عن غيرها من باقي الكائنات. وبما ان الإنسان قد بدأ ينظّم حياته وطرق عيشه ويضع الأعراف والقوانين ويلزم نفسه بها منذ زمن الخليقة وتوالي الرّسل والأنبياء فهذا يعني أنّ الدّين عاملٌ فكريٌّ من العوامل اومعتقدٌ إنسانيّ وإجتماعيٌّ وأخلاقيٌّ وليس بديلاً عن القومية ولا متعارضا معها كهوية انسانية ..
بالرّغم ممّا نراه اليوم من انتشار واسعٍ للتّطرّف الدّيني والتّعصّب المذهبي والطائفي في كلّ أنحاء العالم والّذي دعمته وغذته مافيا المال والسّلاح تحت شعار(فرّق تسد) وبعد أن بدأت الأمور تخرج عن سيطرة المتآمرين والمستعمرين وبعد انتقال العدوى إلى مطابخهم في بلدانهم لم يجدوا لهم خياراُ إلا الرّبط بين القومية والمذهبية بهدف تشويه الدّين وتحويل القومية إلى حالةٍ تعصّبيّةٍ مفروضةٍ وضروريّةٍ تبنى على أساسها الدّول والامبراطوريات الاستعمارية الّتي تخدم مصالحهم كالكيان الصهيوني مثلاً وكما هو التوجه المستحدث للنهج الفارسي التوسعي . لذلك بدأنا نسمع بالقوميّة الشّيعيّة و ستليها القومية السّنّيّة لتصبح رديفا و مبرّرات للقوميّة اليهوديّة الّتي يحلم الكيان الصهيوني في ترسيخها على أرضنا إلى الأبد.