نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
ألتّنظيم هو عمليّة تنسيقٍ وترتيبٍ لعلاقات الأفراد فيما بينهم ضمن المجتمع الواحد.وهو تقاسم الأدوار والمهام كلٌّ في مكانه المناسب حسب إمكاناته وكفاءاته.
كان الإنسان قبل التّاريخ بدائيّاً لا تختلف حياته عن باقي المخلوقات يعيش فقط من أجل البقاء.ولا همّ له إلا تأمين قوته اليومي والدّفاع عن نفسه والتّزاوج من أجل التّكاثر ولكنّ
العقل الّذي وهبه الله له جعله يدرك أنّ الجماعة تشكّل قوّة وهي بدورها تحتاج إلى استقرار اجتماعي واقتصادي وسياسي ومن هنا تكوّنت المجتمعات ونظّم أفرادها حياتهم فوضعت القوانين العرفيّة الّتي أنتجت العادات والتّقاليد الّتي ألزمت كلّ أفراد القبيلة الانضواء تحتها لضبط نظام حياتهم وسلوكهم وتصرّفاتهم ثمّ بدأت تظهر أهميّة التّنظيم في حياة الأفراد والمجتمعات حتى بدأت الرّسالات السّماويّة تتوالى عبر أنبياء ورسل لتهذيب سلوك البشر وتطوير حياتهم وتنظيم أدوارهم وتقييم أعمالهم.
لماذا البعث؟
ولماذا لا خلاص للأمّة العربيّة إلا به؟
مع مرور الزّمن تطوّر التفكير البشري وتطوّرت معه العلوم والمعارف لاسيّما الفلسفة أمّ العلوم جميعاً والّتي ساهم أصحابها في وضع القوانين والدّساتير الّتي تبنى على أسسها الدّول والأنظمة وحصلت حروبٌ وتغيّرت أنظمةٌ وأزيلت دولٌ وولدت أخرى وعمّ الإستقرار لمدّة لا بأس بها في معظم بلدان العالم إلا في العالم العربي بالرغم أنّه يضمّ بلاد الحضارة وأمّ الشّرائع ومنبت الحرف ومهد الأنبياء لكنّ هذه الثّروات الفكريّة الهائلة كلّها لم تلبَّ طموح الأمّة العربيّة ولم تنقذها من الصّراعات الدّاخليّة المستمرّة الّتي سهّلت الطّريق ومهّدت لتدخّل الطّامعين والحاقدين في شؤون العرب الدّاخليّة والخارجيّة.
لقد آلم هذا الواقع المريض أستاذ الفلسفة القائد المؤسّس أحمد ميشال عفلق ومعه مفكرين عرب اخرين فلم يجد سبيلاً للقضاء على العصبيّة في المجتمع العربي الّتي جعلت العروبة شوفانيّة متطرّفة عند البعض وحوّلت الدّين إلى طوائف ومذاهب متناحرة وتحالفت مع الأعداء ضدّ أبناء جلدتها. لم يجد أمامه إلا التّوحيد بين القوميّة العربيّة كفكر وكهوية والدّين كروح والجسد الّذي يحمل الإثنين معاً هو الأمّة.وبناءً على ذلك ولد حزب البعث العربي الاشتراكي تحت شعار
أمّةٌ عربية واحدة.ذات رسالةٍ خالدة.
ولم يكتفَ القائد المؤسّس بوضع خارطة طريق لإنقاذ الأمّة العربيّة من واقعها المنّسم بالتّخلّف والتّجزئة والإستغلال بل ذهب أبعد من ذلك حيث وضع نظاماً إقتصاديّاً وإجتماعيّاً وسياسيّاً متكاملاً فيه إستمراريّة لهذه الأمّة تحت اهداف الحزب المعروفة
وحدة حرية إشتراكيّة.
محالٌ أن تموت وأنت حيٌّ.
فكيف يموت ميلادٌ وجيلْ فبعث الموت أمرٌ مستطاعٌ.
وموت البعث أمرٌ مستحيلْ.