بِسْم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
قيادة قطر العراق
وحدة حرية أشتراكية
البعث يدين الهجوم على كركوك
يا ابناء شعب العراق العظيم ،يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
لعل من أهم الاهداف التي جاء لتنفيذها الاحتلال الامريكي للعراق بتخطيط وتشجيع وتحريض من الصهيونية العالمية ، هو تدمير العراق ، وتفكيك منظومات مجتمعه المادية والمعنوية والاخلاقية ، ونسف أواصر الاخوة والتآخي بين أبنائه ، وخلق حالة من الانقسام والاحتقان والاصطفاف العرقي والديني والطائفي والمناطقي والعشائري ، ووضع العراق على طريق التجزئة والتقسيم الى دويلات عرقية وطائفية متصارعة ومتناحرة من اجل المصالح والسلطة والمال ، وفق مخطط مدروس تحت ظلال العملية السياسية الاستخبارية الفاسدة التي أنشأها الاحتلال وتقودها ايران وتيارها الصفوي وميليشياتها المسلحة ، والتي كانت هي السبب في ماوصل اليه العراق من صراعات دموية دفع ثمنها شعب العراق بكافة قومياته وأطيافه ومحافظاته ومدنه وقراه .
إن الاحتلال الايراني الصفوي للعراق والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها الميليشيات المسلحة يومياً ، وسياسة الاجتثاث وتهديم المدن وتهجير الناس ومنعهم من العودة ، والتغيير السكاني الواسع الذي مارسته تحت حجة محاربة داعش ، ونشر الفكر الصفوي التضليلي الارهابي المتخلف ، كل ذلك أدى الى إفقار الشعب وتجهيله واذلاله وتخلفه وحرمانه ، وكانت هذه السياسة تمثل العنوان الابرز لهذا المخطط الخبيث الذي أوقع العراق برمته بين كماشتي الصهيونية العالمية ومخططاتها وادواتها الهادفة الى تقسيمه من جهة ، وبين الفارسية الصفوية ومشروعها وأذرعها الهادفة الى احتلاله والهيمنة عليه من جهة اخرى .
وتأتي عملية الهجوم على محافظة كركوك العراقية،مدينة التأميم الخالدة ، ضمن حلقات هذا المخطط الذي ينفذه الحرس الثوري الارهابي بقيادة مجرم الحرب ( قاسم سليماني ) ومجموعة الموالين له من الميليشيات التي تتحكم وتعبث بمصير العراق وشعبه وذلك بهدف السيطرة على هذه المدينة الباسلة الغنية باهلها وتاريخها وثرواتها ، مثلما فعلوا في المحافظات العراقية التي رفضت وقاومت احتلالهم وهيمنتهم وسيطرتهم . وفِي ضوء ذلك ، فإن قيادة قطر العراق لـحزب البعث العربي الاشتراكي في الوقت الذي تنبه فيه العراقيين لخطورة هذا المخطط الذي يستهدف وجودهم وحاضرهم ومستقبلهم ، فإنها تؤكد على موقفها الثابت برفض كافة انواع الاحتلال والتدخل والنفوذ الاجنبي في العراق . وتدين بشدة الدور الذي تمارسه ايران وحرسها الثوري الارهابي بقيادة مجرم الحرب ( سليماني ) ليس في قضية كركوك فحسب ، بل في مدن وقصبات ومحافظات العراق كله .
كما وإن القيادة تدعو تركيا الى مراجعة موقفها وعدم التدخل في قضية كركوك كونها قضية عراقية وشأن داخلي ، وعليها اذا أرادت أن تحافظ على مصالحها الوطنية المستقبلية مع العراق وعلى أمنها القومي ، عدم الاندفاع والانجرار وراء تحالفات اقليمية ضارة بالعراق ومصالحه العليا ، وأن لاتكون جزءاً من الحلف المعادي له ولأقطار الامة وتطلعات شعبها ومنه الشعب الكردي العزيز .
إن حزب البعث ومناضليه وهو يتصدى بوعي عال ويقدم التضحيات الجسيمة جراء مواجهة هذا المخطط الشرير ، فإنه يدين المواقف الانتهازية المزدوجة للولايات المتحدة الامريكية وصمتها على ما حصل في كركوك ، وسكوتها على تدخل ايران ومليشياتها المسلحة التي سرقت ثروات العراق ، وقتلت خيرة ابنائه وعلماءه ومثقفيه ، وهجرت الملايين من أبناء شعبه بعد أن هدمت بيوتهم ودمرت مدنهم، أمام أعينها وبغطاء جوي منها ، في وقت تعلن فيه ( أنها قد وضعت الحرس الثوري على قائمة الاٍرهاب !!! ) . ولذلك فإن البعث يحمل أميركا وحلفائها كامل المسؤولية على ماأقترفته من جرائم بحق شعب العراق منذ احتلاله وحتى عملية القرصنة الايرانية في كركوك ، مروراً بما حصل في مدن العراق الاخرى في ألشمال والجنوب وخاصة في الموصل وصلاح الدين وديالى والانبار ، والعاصمة بغداد .
أمام هذه التداعيات الخطيرة التي يتعرض لها العراق فإن شعبه الحر الابي يعي خطورة وابعاد هذه المؤامرة الصهيونية - الفارسية الصفوية التي تحيق به وتستهدف وحدته وهويته وحاضره ومستقبله ، وأن هذا الشعب الباسل سيبقى يناضل من اجل تحرير العراق من كافة انواع الاحتلال ومن العملية السياسية الاستخبارية الطائفية العنصرية الفاسدة ، وسينتصر على قوى الظلم والطغيان ، مهما طال الزمن . ومهما غلت التضحيات ، ومن الله العون والتوفيق .
قيادة قطر العراق لـحزب البعث العربي الاشتراكي
٢١ تشرين الاول ( إكتوبر ) ٢٠١٧