سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...


الطائفية السياسية استخدام مشين للدين وتهديم للأواصر الوطنية والقومية...


 أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

من الغريب والمؤسف أن ينغلق عقل الإنسان على أقرب الحقائق المكونة لكينونته ووجوده العضوي وهي حقيقة أنه ابن أبيه وأبوه ابن جده وهكذا وصولاً إلى الخلق الرباني الأول فيتصرف على أساس أنه الحقيقة المطلقة الوحيدة في الكون وأنه الحق الأبلج الذي لا يطاله باطل فينفرد وحيداً رغم أنه يدعي الانتماء إلى جماعة ويتشظى رغم أنه يتصرف على أنه كتلة واحدة. هذا هو حال معظم المنتمين للطائفية عموماً ومنها انطلقوا في رحاب السياسة الوجودية المعاصرة في منهجية تناقض التصور الأول فغابوا في متاهات الذاتية المنحسرة المحبوسة في كواليس النرجسية والانقطاع عن سلسلة الخلق وتناسل الأجيال من جهة وفي جب فلسفة عقيمة فحواها أن الطريق إلى الله والأديان والمذاهب لا بد أن تمر
عبر أحزاب وضعية هي في جوهرها أحزاب لها برامج مصالح وغايات دنيوية ليس بينها وبين الله سبحانه وبين أديانه وخاتمها إسلامنا الحنيف من صلة سوى الخديعة:
ونقول الخديعة لأن هذه الأحزاب المذهبية السياسية ترتكز في فلسفة وجودها وبناءها الهيكلي والتنظيمي الكمي البشري على الدخول على الناس من أبواب يقدسونها وينقادون لها انقياداً فطرياً وعفوياً تلك هي أبواب الإيمان بالله ومهابته ومخافته وإجلال رسالته وكتابه ورسوله والأولياء الصالحين في سفر دينه القيم. الدين والمذهب عند أحزاب الإسلام السياسي هو مفتاح الكسب الجماهيري ومفتاح الإقفال التي تربط على جماجم وعقول الناس فتجعل كل فرد فيهم لا يعدوا أن يكون سوى حصان عربة ليس بمقدوره أن ينظر إلى يمين أو شمال رأسه وهو منطلق في خط سيره بحكم الأصفاد التي ربطت رأسه إلى رقبته وجسده. الدين والمذهب عند هذه الأحزاب هو الستار الذي يغطي عوراتها وشططها وانحرافات بعضها السلوكية والأخلاقية ومصالحها الأنانية الضيقة.
الأحزاب الطائفية تكريس لضغائن التاريخ رغم أن هذه الأحزاب وأفرادها منقطعين عن التاريخ كما أسلفنا. وهي تجمعات تعتاش على الكراهية للآخر وعلى استعداءه إلى حد الإيمان بضرورة فناءه. ومحنتها الكارثية أنها تمارس التقديس لذاتها وتنشره ضاربة عرض الحائط سماحة الدين وشموليته وكونه منزل من خالق الكون الذي يدبر أمر اليابسة بمكوناتها والمياه بأغوارها..
الأحزاب الطائفية السياسية تكفر الآخر وتبيح قتله مع أن الله سبحانه هو من خلقه وهو من وهبه العقل والإدراك وهداه النجدين.. ومع أن الله سبحانه قد وسعت رحمته العالمين وهو يهدي من يشاء ويظل من يشاء ومع أن الله سبحانه قد جعل العقاب والثواب في شؤون الصلة بالذات الإلهية المقدسة حصراً به وأسس الآخرة كمال حتمي لجميع الأرواح ويوم القيامة يوم حساب الجميع حجراً وشجراً وبشر.
الأحزاب الطائفية السياسية تجزء ولاء المواطن على أساس الولاء للعقيدة السياسية المذهبية وليس على أساس الولاء لله وللأرض (الوطن) وتقع في محظور خطير هو الولاء للأجنبي الذي تروج له على أنه شريك في العقيدة المذهبية وهو في حقيقته دولة وسياسة واقتصاد وحركة حياة متكاملة تمارس مصالح شعوب أخرى.
الطائفية السياسية متاجرة بالدين وبالاجتهاد العقلي الذي جاد به من انغمسوا بحب الله وكتابه وسنة نبيه فحاولوا من خلالها توضيح مكامن الغموض على العامة وتنوير مسالك الإيمان لمن لا يجيد الدخول بنفسه إلى تلك المسالك إما بسبب جهله وأميته أو بسبب قصور إدراكه. متاجرة تنتهي بنتيجة واحدة هي استخدام الله جل في علاه ودينه وكتابه وسنة نبيه وصلة رحم النبي للوصول إلى منافع عبر السلطة والحكم وما يقدمانه من مداخل للوصول إلى المال العام والتحكم برقاب خلق الله.
ماذا فعلت الأحزاب الطائفية في العراق مثلاً؟
# لجأت للقوة الغاشمة لأمريكا وبريطانيا والمحافل الماسونية للوصول إلى السلطة بعد أن عجزت وسقطت وفشلت وسائل الاستخدام التقليدي للدين والمذهب في تجييش الشعب لإسقاط الدولة والسلطة.
# خضعت لسلطة الاحتلال والغزو الغاشمة وانتهجت ما اختطته لها من سياسات المحاصصة الطائفية والعرقية العنصرية التي رسمها ومنهجها الغزاة لتتماهى وتتماشى وتتناغم مع فلسفة السلطة المذهبية الغبية المجرمة فوضعت البلاد والعباد في أتون محرقة ومسلخة بدأت ولم تنتهي.
# فشلت أحزاب الإسلام السياسي فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون البلاد من صغيرها وحتى كبيرها فتحول العراق تحت سلطتها المسنودة من أمريكا وبريطانيا والمحافل الماسونية إلى الدولة الأكثر فشلاً في العالم.
# صارت أحزاب الإسلام السياسي وميليشياتها قوى فساد وإفساد مالي وأخلاقي وإداري وتحول العراق تحت سلطتها المحمية أيضاً من النظام الماسوني المجوسي الصفوي الإيراني كطرف من أطراف غزو العراق واحتلاله تحت إدارة أمريكا إلى البلد الأول في الفساد بمختلف عناوينه.
# فتحت العراق للاحتلال الإيراني الصهيوني الصفوي المجوسي الطامع بإقامة إمبراطورية صفوية على أرض العرب.
الأسوأ من هذا كله .. أن الأحزاب الطائفية الإيرانية وميليشياتها المجرمة قد مارست بإسناد ودعم من دول الغزو إيران وأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني جرائم إبادة بشعة بحق طيف عراقي مسلم نقي طاهر أصيل العروبة لتؤسس لقواعد رد الفعل الطائفي. إن الخطأ الفادح الذي يقع فيه البعض ومنهم دعاة الطائفية في ضفتها الثانية المقابلة أن من يقوم بحرب الإبادة ضد عرب العراق في المدن الثائرة هم شيعة ..
ونحن نقول ببساطة متناهية:
إن الأحزاب التي جلبها الاحتلال وخاصة تلك التي أدخلها من إيران هي أحزاب سياسية صفوية الدين مجوسية الأصل صهيونية الولاء ولا تربطها بالإسلام ولا بالمذهب الجعفري العربي أية رابطة غير الادعاءات الزائفه التي يقصد منها بث الفتنة المذهبية المدمرة.
إن أحزاب الإسلام السياسي الطائفية هي أحزاب وضعية أرضية لا صلة لها برب الكون سبحانه ولا بكتبه ولا بالرجال الذين حملوا ونشروا الرسالة ولا بأهل بيت الرسول. هي أحزاب تسعى للسلطة ومنافعها وتعمل عبر تحشيد مؤسس على الجهل والتخلف وعبر طقوس وشعائر وممارسات تشوه الإسلام وأهل الإسلام. أحزاب الإسلام السياسي الطائفية تشرذم المجتمع لأن كل منها يكفر ويخون ويسعى لإبادة الآخر وهكذا ممارسات تقوض أركان الدولة وتلغي صلة المواطنة وتحول الوطن إلى دكاكين وكانتونات بائسة:
لنأخذ مثلاً آخر لأحزاب الطائفية المصابة بطواعين التطرف والغلو ونراجع بعناية وموضوعية ما فعلته في مدننا المنتفضة الثائرة والمحتضنة للمقاومة الباسلة:
لقد جردوا المقاومين من سلاحهم.
اعتقلوا وقتلوا المئات من المجاهدين الذين رفضوا بيعة التطرف والإرهاب.
مهدوا الأرض التي كانت عصية على الفرس وأعوانهم فدنستها جيوش كسرى ورستم وسليماني وعاثت بها تقتيلاً وحرقاً وتخريباً وتهجيراً واغتصاباً.
مسكوا الأرض لتصير هدفاً لطيران تحالف دولي لم نر يوماً جثة لقتيل منهم بل رأينا الرمادي وتكريت والفلوجه خرائب وحرائق وشعب نازح تذبحه حراب الحشد الصفوي الصهيوني.
قتلوا الأبرياء من المخدوعين من أبناء الجنوب في سبايكر وهم عزل وبلا سلاح ووجودهم في سبايكر مخطط ليكونوا حطباً لحرائق الطائفية وضعه نوري المالكي وأعوانه ضمن مخطط إنتاج الإرهاب ليكون شماعة وذريعة لتدنيس مدن الإباء والشرف.
جعلوا بممارساتهم الإجرامية شعب الموصل وأرضها العراقية موضعاً لأهداف التشرذم والتفتيت بحجة حماية الأقليات والأعراق التي تعرضت للاضطهاد على يد الإسلام السياسي الطائفي في نموذجه الذي صمم ليكون بعبعاً عجيباً خرافياً لا يمكن لعاقل أن يصدق صورة القوة والتمكن التي جعلته في ليلة وضحاها يقارع نصف العالم.
الإسلام دين رباني لم تقدم قوى التحزب بكل أنواعها سطراً واحداً من ثوابته الأخلاقية ولا ممارسة واحدة من قواعد عدله بل برهنت أنها تعمل بالضد منها وتحارب الوحدة التي دعا إليها وطبقها في أرض العرب أولاً تحت راية العروبة والتوحيد ومنها انتشاراً في كل البقاع المسلمة تحت راية التوحيد والعدل والمساواة والحب والتسامح والسلام.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018