سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د.كاظم عبد الحسين عباس : قانون حظر البعث إهانة جديدة وتنكيل بالعراقيين 



الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والأعلام 


 الإهانة الأولى التي تقبلها (بعض) العراقيين هي القبول بالأمر الواقع الذي فرضه الغزاة والمحتلين ومن اعتمدهم الغزاة ممن جاءوا خلف الاحتلال  من خارج العراق وهم مجاميع من المنبوذين والساقطين أخلاقياً وممن باعوا أنفسهم لإيران وأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وغيرها من الجهات التي عملت على تسويغ الغزو وساعدته سواء كانت عربية أو أجنبية.

وكل ما قامت به سلطة الاحتلال ابتداءاً ببول بريمر ووصولاً إلى حيدر العبادي  من إجراءات وما أصدرته من قوانين هو إهانات وتنكيل بالعراقيين عموماً. وفكرة  إلغاء الدولة الوطنية العراقية برمتها وإقامة نظام على وفق ما ارتأته خطط ومشاريع الاحتلال ومنها الدستور والمحاصصة المذهبية والعنصرية والاجتثاث وحل الجيش والأمن والإعلام كلها إهانات لم يقصد بها فقط تغيير النظام الوطني الذي عبر بالعراق إلى ضفة التطور والتقدم والازدهار والقوة والمنعة بل تركيع الروح العراقية الشامخة وانتزاع المنعة والكبرياء الذي حققته إنجازات العراق المدنية والعسكرية المعروفة. لقد جاء الغزو لإنهاء عروبة العراق وتمزيق نسيجه والقبول بمثل هكذا إجراءات تركيعية إذلالية هي من بين أهم الأهداف التي سجلت في صفحات التخطيط لغزو العراق لتتاح الفرصة لإيران والكيان الصهيوني من الهيمنة الكاملة على الإنسان والثروات والمقدرات. 
لقد كانت الطائفية والعنصرية سلاح أمريكي صهيوني إيراني زود به من زود من العراقيين ليمارس بوعي أو بدون وعي إلغاء ذاته الوطنية وتغييب إنسانيته وكرامته. وصورت هذه الأسلحة الخبيثة على أنها حقوق كانت مسلوبة وأعادها الأمريكان للعراقيين وتقبل (بعض) العراقيون هذه الأسلحة فاندفعوا للموت برصاص داعش أو بتفجيرات حزب الدعوة وميليشيات الصدر أو بمناهج السيستاني المجوسية الصفوية الخبيثة النافذه بنعومة جلود الأفاعي  في نفس اللحظة التي كانوا يغذون فيها وتضخ إلى صدورهم لغة رفض الاستشهاد في حرب الشرف دفاعاً عن وطنهم في قادسية صدام المجيدة لتنتزع لغة النصر العربي العراقي التي لا تخدم مخططات أميركا ومنها حماية أمن الكيان الصهيوني التي هددها العراقيون هي الأخرى. 
فالعشيرة التي قبلت أن يجتث أبناءها بحجة انتماءهم للبعث وهي التي كانت تهزج وتهتف للبعث الذي يحميها ويغذيها وتحول شيخها الى أمير ومقاول في معسكرات الاحتلال.
والأحزاب والقوى التي أرتضت لنفسها أن يباد جزء من شعبها تحت طائلة الذرائع التي سوقها الغزاة وأذنابهم.
وكل عراقي تصرف سلبياً بالسكوت على إجراءات وممارسات الغزاة والمحتلين أياً كانت مبرراته  في هذا السكوت.
هؤلاء (البعض) كلهم شاءوا أم أبوا قد وقعوا تحت طائلة الذلة والخنوع والإهانة وفي نفس الوقت سمحوا لأبواب التآمر والخديعة أن تفتح على مصاريعها ضد العراقيين المقاومين والرافضين للاحتلال وإجراءاته المختلفة. وقد تنوعت أبواب التآمر والخديعة وسبل الإيقاع والتنكيل بين:
 ١ - الاعتداء على مقدسات الإسلام في العراق لزيادة فرص انتشار ردود الفعل المذهبية وتقويض ركائز اللحمة الوطنية.
٢- اعتماد لعبة الإرهاب ومداخلتها مع الروح والمنهجية الطائفية لتأجيج الاصطفافات الطائفية تحت ذريعة حماية المقدسات.
 ٣- تشكيل الحشد السيستاني الإيراني للتنكيل بشعبنا في المدن الثائرة وسلب ممتلكاتهم لذات الغرض الطائفي الإجرامي اللئيم المسموم.
إن ما قام به الاحتلال وأحزاب إيران وزبائن العملية السياسية منذ عام ٢٠٠٣ إلى الآن هو محاولات مستميتة لتطويع الشعب العراقي وإسقاط المتبقي من حصون الوطنية عند بعضه. وقد كانت التظاهرات الأخيرة وخاصة تلك التي اخترقت حصون المنطقة الخضراء وأسقطت البرلمان ومقر الحكومة العميلة وهتفت للبعث وللعراق الواحد المستقل وطالبت علنا بطرد إيران وممثليها في سلطة الاحتلال قد أظهرت واقعاً لا يسر أميركا ولا إيران ولا الاتباع الآخرين قريبهم وبعيدهم على السواء إذ كشفت أولاً عن اتساع رقعة الجزء الرافض والمقاومين من العراقيين على حساب الصامتين والمتخاذلين (وجماعة الذي يأخذ أمي يصير عمي) عن عمق الوعي الشعبي لخطر الاحتلال الإيراني والرابط بقوة بين الفساد والافلاس وبين الاستثمار الفارسي لثروات العراق عبر حكومات  حزب الدعوة العميل وباقي تشكيلات حكومة الامتداد ل بول بريمر. 
لهذا أقر قانون حظر حزب البعث والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية وحظر العراقيين عموماً المتمسكين بوطنيتهم وعروبتهم ودينهم. فالقانون ليس موجهاً ضد البعث حصراً كما يظن البعض بل ان مواده تجرم كل عراقي ينتمي إلى عراقيته وعروبته بطريقة أو بأخرى.ويأتي إقرار القانون أيضاً ليكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في ما يسمى بمشاريع إنقاذ العراق المخلصة منها والتجارية النفعية على حد سواء. فأفكار المصالحة الوطنية المبنية على أستعادة حقوق العراق والعراقيين قد قضت مضاجع عبيد إيران بشكل خاص ووضعتهم في عنق زجاجة لا مخرج منه إلا بهزة تقوض المشاريع الوطنية فلم يكن أمامهم أفضل من إقرار قانون الحظر وبالطريقة التي تشمل كل التوجهات وكل التطلعات (السنية والشيعية) التي تتعاطى بمفردات العروبة والوطنية والاستقلال والحرية. فالحظر  يمكن أن يطال ويشمل مثلاً مشروع غسان العطية ومشروع جمال الضاري ومشروع خميس الخنجر ومشروع التيار الصدري في شقه الذي يدعي العروبة والوطنية ولو رياءاً فضلاً عن الأحزاب القومية الناصرية والأحزاب اليسارية إضافة إلى الحزب الذي سمي القانون باسمه ألا وهو حزب البعث العربي الأشتراكي دون أن ننسى درجات التركيز المختلفة على كل من هذه الأطراف أو سواها.
الحظر يقصد منه إنهاء الجزء المعارض من شعبنا للاحتلال بكل أنواعه وأطرافه.

الحظر يقصد منه إضعاف المد الشعبي المعارض للفساد والفشل في نظام بول بريمر.
الحظر يقصد منه زيادة نفوذ واحتلال إيران للعراق.
الحظر يقصد منه إيجاد منافذ جديدة للثأر الفارسي ورفع درجات التنكيل والإذلال والإهانة بشعب القادسيتين.
هم… لهم حسابات البقاء بعض الزمن تحت حماية من يحميهم بطائراته ودباباته وقنابله النووية .. ولشعبنا وقواه الباسلة وفي مقدمتها البعث العظيم حسابات ستأتي بما لا يسر أميركا ولا إيران ولا من باعوا الأرض والعرض من أجل الوصول إلى السلطة المحكومة بعون الله وتأييده. .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018