امريكا وهي تختار الحثالات اداة اساسية لها ، كانت تقصد اهانة شعبنا بتسليم الدولة والمجتمع لهم كي يعيثوا بهما فسادا وافسادا وتدميرا ، فليس اضمن لتدمير امة من البدأ بتدمير منظومة قيمها العليا ، ولا يوجد افضل من الحثالات من يستطيع تدمير القيم العليا ، ولهذا فاختيار الحثالات حكاما وادوات للاحتلال ليس الا ثمرة خطة مسبقة وليس سوء تقدير . ورأينا ذلك في الواقع الذي خلقه الاحتلال خصوصا في البرلمان والوزارات وباقي اجهزة الدولة حيث ساد الحثالات والساقطون اخلاقيا وانصاف الاميين المتخلفين اجتماعيا وثقافيا فكان طبيعيا ان يصل العراق الى حالته الكارثية الحالية والتي جعلته من بين اسوأ دول العالم في العيش والامن والامان .
حينما ينصب حثالة رئيسا للوزراء اي الشخص الاول في الحكومة ، وحينما يفرض رئيسا للبرلمان عاهر ضمير ، وحينما يعين رئيس الجمهورية اصم ابكم لكنه يتقن عملا واحدا النهب ، وعندما يستلم الاعلام الامي النابت في بيئة اخلاقية منحطة والفاقد لابسط تأهيل دراسي فالتخريب سيكون هو النتيجة الحتمية في المجتمع والدولة . وما ان يصل الى ذروته كما نرى الان حتى ترتفع اصوات الشرفاء الذين صمتوا ردحا من الزمن لاسباب متنوعة لكنهم وبعد ان فقدوا كل امل في الاصلاح اطلقوا صرختهم المدوية : اذا كان الله يعطف علينا فليعد النظام السابق برجاله وقياداته .
الحمد لله والشكر له رغم الكوارث التي حلت بعراقنا وامتنا العربية فقد فرزت القوى وتحددت هوية من كان غامضا ويقف بين الاسود والابيض ، فنحن الان نرى الحثالات على حقيقتها العارية وتلاشت كافة الاصباغ التي لطخت على الوجوه للتمويه وتضليل الناس البسطاء ، وتحقق كل ما قلناه قبل الغزو من انه ليس لاجل التغيير نحو الافضل بل هدفه هو رمي الشعب في الجحيم تخطيطا وتعمدا بعد تدمير الدولة والمجتمع ونسف قيم العدالة والاخلاق من خلال الحثالات .
برلمانات العالم المنتخبة فعلا تمثل شريحة مثقفة ومجربة غالبا وتعرف معنى القانون والاخلاق والمسؤولية فتؤدي واجبها بصورة صحيحة ، لكن نوابنا ووزراءنا ورؤوساء جمهوريتنا بعد الغزو ليسوا اكثر من حثالات بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى التقطتهم امريكا واسرائيل الشرقية من مكامن القمامة وازقة السقوط الاخلاقي ليكونوا نوابا وحكاما باسم العراق ، وهانحن نراهم عراة من كل شيء باميتهم وانحرافاتهم الاخلاقية المتوجة بسرقة اكثر من تريليون دولار وتعمدهم تحويل اكثر من 30 مليون عراقي الى معذبين بالجوع والفقر وتهديد الموت واهانة الكرامات الانسانية .
كل هذا تعمدته امريكا وخططت له ومن ينكر ذلك لا يفهم قواعد اللعبة الامريكية الصهيونية الايرانية او انه خادم فيها ، فكل ما جرى ويجري منذ الغزو متعمد واهدافه واضحة الان وهي نسف اللحمة العراقية بعد تعريض الانسان الى اقسى معاناة ووضعه عند حافة الموت وجعل نار جهنم تشوي قدميه وتصعد تدريجيا لبقية جسده فيتوسل البعض بكل شيء حتى المحرمات للتخلص من كارثته فيسقط في بؤرة القيء الاشد تنفيرا للنفس والنظر .
والاعلام فيه نفس السمة فمن يقود الاعلام وكما نراه في الفضائيات ،العراقية بالاسم فقط ، يصاب بالصدمة فما يقدم ليس اكثر من تقيؤ الحثالات وبما ان الحثالات هم القذارة في اشد صورها تنفيرا للنفس فان ما نراه في الفضائيات ليس اكثر من تقيأأت مخمرة كجثة ميت مضى عليها شهر فتفجرت نتيجة تضخمها بالغازات وانتشرت روائحها تلوث العين والضمير والسمع .
بل ان المخابرات المعادية تبنت جيوشا الكترونية من نفس الطينة طينة الحثالات فلم يجدوا الا الحثالات التي لديها الاستعداد للشتم الرخيص وتلفيق الاكاذيب الوسخة كضمائرهم ومحاولتهم الاساءة لمن قاوم الاحتلال طوال 13 عاما ورفضوا اي مساومات او تقديم اي تنازل فسخروا هذه احثالات التي لا تفهم الا لغة الشتم وتلفيق الاكاذيب ظنا منهم ان الناس لا تعرف معادن رجال العراق المجربين طوال فترة حكم البعث وبعد الغزو حيث رفضوا كل المساومات وتحملوا كل التضحيات وشهد العدو قبل الصديق بنقاوتهم ونظافة يدهم وقدرتهم على تحديد الطريق الصحيح .
الحثالات هؤلاء لا يستحقون سوى الاحتقار ورميهم في المكان الطبيعي لكل حثالة : مكامن القمامة وبؤر القيء ،
وهنا يكمن سبب شكرنا لله رغم كل الكوارث فما دام من يعادينا هم الحثالات ولا يوجد بينهم فارس واحد فذلك دليل مضاف على اننا معسكر الحق المقتدر ، وهذا الواقع هو الذي يفسر لم اخذ ابناء العراق الشرفاء ، وكل عراقي حقيقي انسان شريف ، يرفع صوته عاليا بلا خوف او تردد من البصرة الى اربيل مطالبا بعودة رجال النظام الوطني حراس العراق ، رغم تعرض من يطالب للقتل بعد اطلاق صرخاتهم في التظاهرات والفضائيات .
وما نتلقاه من رسائل من ابناء شعبنا العراقي يجعلنا نزداد فخرا وايمانا بقضيتنا وعدالتها فمن كل العراق نتلقى رسائل الدعم وابداء الاستعداد للتضحية بالغالي من اجل المشاركة معنا في تحرير العراق ، وهذا هو كنزنا وهذا هو مصدر شرعيتنا وهذا هو العامل المضاف الذي يحعلنا نسمو فوق الاحقاد والصغائر .
ايها البعثيون انه عصركم وقد احتشد في مدن العراق العظيم الواحد الاف المتطلعين لكم ، اتركوا الكلاب تنبح والخنازير تطلق قباعها ( اسم صوت الخنزير) مخنوقة بعار العمالة ، ولا ترموا حجارة على من يخدش صفحاتكم فذلك هو ما يريدونه وهو تسليط الضوء عليهم بشتم الكبار ، غذوا السير على طريق تحرير العراق وانتم تحلقون في سماء قيمكم العليا. وكما ان امريكا تبنت الحثالات ادوات لها فعلينا ان نعبر عن احتقارنا للحثالات باهمالهم فالاعوج لا يعدل الا بالنار التي اما ان تحرقه او تحرق انحرافه ، تذكروا ذلك ولا تلتفتوا للخلف ، من يبني المستقبل ينظر للامام وليس للخلف .
ايها البعثيون انه عصركم ، لا تلفتوا لما سمي ب(العفو العام ) فهو عفو عن الحثالات ذاتها التي سرقت وخانت ، ورجال العراق الاوفياء الشرفاء هم من يمنحون العفو لانهم صناع العراق القوي ومن سيعيد بناءه .
Almukhtar44@gmail.com
28-8-2016