سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د.كاظم عبد الحسين عباس :إيران: شرطي وبغل وحمالة الحطب






في الاتفاق النووي, وافقت إيران على فتح منشآتها النووية والمنشآت الساندة للتفتيش. أي أنها قد وافقت ضمناً على التنازل عن جزء من سيادتها لأن من المعروف أن فرق التفتيش تضم رجال أمن ومخابرات وليست حرفية خالصة. وفي الاتفاق النووي وافقت إيران بعد مماطلة طويلة خاسرة على التخلي عن جهد ومال وخسائر طائلة أنفقتها على البرنامج النووي وهذا القبول هو الآخر يمثل تنازلاً عن قرار سيادي طالما تبجحت به إيران واعتبرته حق تنازلت عنه بموافقتها على إيقاف توجهاتها النووية العسكرية. تنازل إيران هذا يتناقض مع ادعاء القوة والمنعة والسياسة الحرة المستقلة. وقد كتبنا في حينه أن إيران تعتبر خاسر كبير في الاتفاق النووي بناء على رؤية علمية قبل أن تكون سياسية وما زلنا نصر عليها لأن يقيننا بأن هناك نقاطاً في الاتفاق النووي تسلب إيران وتجردها من التبجح والنفاق والمكابرة الكاذبة حتى لو اقتضت اللعبة السياسية الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً منح  النظام الإيراني مكاسب مادية هي مظهرية في جوهرها أكثر من كونها حقيقية.

ورغم أننا لا نتعارض قطعاً مع وجهات النظر التي تذهب إلى التعاطي الناعم بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين النظام الإيراني ولكننا نرى أن هذا التعاطي لا يتجاوز حدود المصلحة الأمريكية والصهيونية وأن إطلاق يد إيران في بعض الحالات ليس سياسة مبدئية أمريكية ثابتة ولا دائمة بل هي آنية تكتيكية لا تعدو ولا تتجاوز منهجية أمريكية تجعل من إيران مجرد شرطي في فصيل من فصائل خدمة الإمبريالية والصهيونية وليس جواد سبق ولا كياناً له توقير واحترام يعادل شعرة واحدة في رأس الكيان الصهيوني. 
إيران بالسياسة والتوجهات الأمريكية لا تعدو أن تكون مطية أو بغل جبلي تعلف وتسقى بقدر محسوب يتناسب مع مهمات المطية أو الشرطي الذي يمكنه القتل تحت حماية المخطط والموجه بالقتل ولا يوجد قانون يمنع اعتقاله بل وحتى إعدامه إن اقتضت مصلحة الأمر والموجه بتنفيذ الجريمة ذلك.
لإيران توجهاتها العدوانية الطائفية الاحتلالية المعروفة وقد التقطتها الإمبريالية والصهيونية وقررت منحها فرصة أن تخطو خطوات قليلة محسوبة في اتجاهها وهذا توريط واستخدام للنزق الفارسي ليس إلا وسرعان ما سيقوض وينتهي.
لقد غرقت إيران في أحراش سوريا حيث تدخلت برعاية وتوجيه ودفع أمريكي وتحت تأثيرات دوافعها الذاتية الجشعة المتعجرفة. لقد ظنت إيران واهمة أنها ستستثمر التغافل الأمريكي الصهيوني لصالح غاياتها غير أنها لم تحسب حساب الدوافع الأمريكية والصهيونية لتوريطها في سوريا. ظنت إيران أنها تلعب دور القائد سياسياً وعسكرياً في حماية نظام الأسد في المواجهة التاريخية بين الشعب السوري وبين النظام. غير أن الرياح جرت في غير وجهة إيران الغاشمة.
إن الاحتلال الروسي لسوريا قد وضع إيران في حجمها الطبيعي الذي لا يعدو حجم الشرطي المنفذ والقاتل الأجير حيث تسقط هي وميليشياتها التي تحمل الهوية العربية العراقية أو اللبنانية زوراً وتدليساً في شر أعمالها واستهتار منهجها وتوجهاتها البغيضة الحاقدة على العرب والمسلمين. وتدقيق المشهد السوري في مرحلة ما بعد الدخول الروسي يبرهن أن إيران قد فقدت صدر الفعل كقاتل لشعب سوريا وكحارس للنظام وصارت مجرد أداة من أدوات روسيا الإجرامية في إبادة الشعب السوري البطل. 
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الإيراني أمس والتي ندد فيها بإقدام روسيا على إعلان استخدامها للأراضي الإيرانية كقاعدة للطيران وللصواريخ الروسية الموجهة لحرق المدن والمدنيين في سوريا خير دليل على عهر النظام الإيراني وانحطاطه وصغر الأدوار المناطة به من قبل الكبار. إن تلك التصريحات المستكينة تشبه صراخ عاهرة تعاملت مع قوادها والزانين بها بثقة على أنهم لن يعلنوا على العالم بأنها فاجرة ورخيصة ومنبطحة ولم يبق في جبينها قطرة حياء. وقد نسى أو تناسى وزير دفاع إيران أن سقوط السيادة الإيرانية تحت أزيز طائرات وصواريخ روسيا مكشوف للعالم كله ولا يمكن قط إخفاءه أو التكتم أو التستر عليه وكانت تصريحاته تنم عن غباء وخسارة جدية.
مرة أخرى.. في واقعة استخدام الروس للأرض الإيرانية كقواعد برهان أكيد أن إيران مجرد أداة بيد الكبار وليست دولة ذات وزن ولا احترام لنفسها.  
وفي العراق.. تواجه إيران مصيراً أسوداً يعلن عن حاله الآن عبر ما تنفذه من جرائم وما تتخبط به من ممارسات طائفية ستنقلب وبالاً عليها وعلى أحزابها وميليشياتها بمجرد أن ترفع أميركا يدها عن حماية العملية السياسية الاحتلالية في العراق وهو أمر مرهون بقرار الرئاسة الأمريكية الذي قد يصدر في الشهر الأول لوصول الرئيس الجديد للحكم بعد رحيل أوباما وهذا ما تشي به توجهات الحملات الانتخابية الأمريكية. إن ما حققته إيران من وجود احتلالي عدواني في العراق ليس بقوتها الذاتية بل عبر بيع شرفها للمارينز الأمريكان الذين ملئوا بطنها سفاحاً ونجاسات.
الاستعداء الإيراني للعرب عموماً واستقطابها لنسبة مذهبية سياسية واهمة منتفعه من العرب لا تتجاوز نسبتهم واحد بالألف من العرب هو الآخر يعلن عن إفلاس آتٍ لإيران لا جدل ولا غبار عليه. فالارتزاق وبيع وشراء الذمم ليس طريقاً ولا تكريساً لمظاهر القوة والاقتدار بل هو هوس ومقامرة ومغامرة غير محسوبة العواقب.
إيران تعتدي على العروبة المسلمة المؤمنة وعلى الإسلام في حقبة زمنية طارئة خلقتها نتائج غزو العراق وتدميره ومنها مد بعض الحبل لإيران لتعاون الغزاة الأمريكان والروس في تحقيق أهدافهم في حقبة انتقال نوعي لسياسات ومراكز استقطاب وتشكيلات القوى الجديدة في العالم وفي المنطقة ونحن نعرف أن ركوب الموجات الطارئة لقوى أجنبية ذات مصالح متناقضة قد تعلن عن نجاحات موضعية وآنية ولكنها في الواقع لا تتجاوز نجاح شرطي أجير مرتزق وضيع فيه من العلل ومواقع الوهن الداخلية الكثير. 
إيران تواجه أزمات داخلية وقنابل اجتماعية وسياسية واقتصادية موقوته كثيرة ومن يعول عليها خاسر مثلها تماماً. إيران محض حشرة تلعب في مراقص وساحات الكبار وجعجعتها تصم آذان الضعفاء فقط لا غير. أما نحن.. فنحن نفضح نهجها ونكشف عوراتها ونهتك ما تريد ستره من خطاياها وعهرها وفي الأثناء.. نمزق صفحاتها ومناهجها العدوانية وغداً لناظره قريب.


الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والأعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018