سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د.كاظم عبد الحسين عباس:سبلنا للبقاء وضمن توازن المعادلات






برهنت حقبة حكم الأمة في العراق (١٩٦٨ -٢٠٠٣م ) أمرين جوهريين:
الأول: أن العرب لا يعوزهم غير الإرادة لكي يقيموا دولة مهابة متقدمة قادرة على امتلاك مقومات المدنية والمعاصرة والازدهار والمنعة.
الثاني: إن بناء هكذا دولة سيواجه معوقات ومطبات وربما كوارث لأن تضاد وتقاطع المصالح الإمبريالية والصهيونية وأدواتهما ومنها الطائفية
السياسية وفرسها المستهترة إيران الصفوية الصهيونية لن تستكين أمام مسلك عربي يقوض تلك المصالح ويطيح بها ويضعفها أو يقننها لصالح العرب ضمن إطار ما يعرف بالمصالح المشتركة التي تتعاطى بها معظم دول الكون إلا أنها غير مسموح بها للعرب الذين وضعوا في حقول الأبقار الحلوب.
على العرب والعالم كله أن يدرك ويفهم ويعي أن نضالنا وجهادنا كعراقيين وكبعثيين لا يعني بالضرورة إعادة دولة ونظام البعث في العراق بل يعني إعادة التأسيس في كل الأقطار العربية لتجربة مماثلة أو لنقل على الأقل تجربة تأخذ بإيجابيات دولة وحقبة حكم البعث وتقييم ما واجهها وصنف حقاً أو باطلاً على أنه سلبي لتعبر من على ضفافه إلى الأفضل. 
إن من يظنون أننا نقاتل من أجل إعادة نظام البعث في العراق واهمون وقاصرون عن فهم حقيقتنا: نحن نقاتل لإقامة تجربة عربية تشبه تجربة العراق البناءة العملاقة  جغرافيتها من حدود الوطن الشرقية عند ديالى العراقية وصولاً إلى شواطئ الأطلسي في موريتانيا خاصرة الأمة الغربية ومن شواطئ الأبيض المتوسط وصولاً إلى خليج عدن. العراق محطة من محطاتنا وجزء من كل وهو السر الأعظم الكامن فينا والمحفز لطاقاتنا ليس لأنه العراق فقط بوزنه وثقله وجلال عظمته بل لأنه الساحة التي برهنت أن بوسعنا أن نكون ونؤثر عبر تلك الكينونة المباركة.
تم ضرب تجربتنا في العراق لأنها قدمت الأدلة والبراهين أن بوسعنا أن نعبر الفجوات العلمية والتكنولوجية التي خلقتها حقب الاستلاب والتغييب وضمناً أننا قادرون على قهر الاستلاب والتغييب وهذا أمر في غاية الخطورة والأهمية. غير أن الإنجاز الثوري العميق الواسع كان يقتضي:
- أن نجبر الأطفال وآباءهم على التعلم فصرنا (دكتاتورية).
- أن نجبر شرطتنا على تطبيق القانون فصرنا (ظلاماً).
- أن نجبر عمالنا وفلاحينا على زيادة الإنتاج فلصقت بنا تهم (الجور).
- أن نرغم أبناء الوطن جيشاً وشعب على التدريب والقتال دفاعاً عن الوطن والأمة فوصفنا (بالمعتدين).
أعطونا دليلاً واحداً من سفر البشرية كله يحصل فيه انتقال نوعي من حالة التخلف إلى حال الرقي بدون خسائر وبدون إرهاصات وبدون ضغوط اجتماعية وسياسية. أعطونا نموذج لديمقراطية واحدة في العالم نشأت من خلالها ثورة صناعية أو علمية أو تقنية إذ أننا نزعم أن الثورات والإرهاصات المخاضية التي أنجبت مجتمعات ودول مدنية تمتلك أدوات الرقي هي التي أنجبت النظم المؤسساتية المستقرة الديمقراطية وليس العكس.
لنكن مثل إيران أيها الواقعون في عشق إيران.
لنكن مثل تركيا أيها الواقعون في عشق تركيا.
هم جيراننا وبوسعنا أن نرى بلا مجاهر ولا عدسات مكبرة تجاربهم, إخفاقاتهم ونجاحاتهم, لنرى كيف صاروا في قلب الأحداث وخاصة بعد: غزو الأمة وتدمير تجربتها في العراق. 
لكي نكون ونبقى ونؤثر ونشكل عوامل اتزان في معادلات الكون:
لابد لنا أن نؤمن بذاتنا الوطنية والقومية.
أن نرى قدراتنا البشرية العملاقة وطاقاتها العظيمة القادرة على الإنجاز.
أن نغادر الاستهانة بأصلنا وهويتنا وإمكاناتنا وعلو كعبنا في خط سير الإنسانية.
أن نرى عوامل الثراء العربية في الهواء والشمس والمياه والبشر وما فوق وما تحت الأرض. 
أن نغادر الاستسهال ومنه أن نغادر السلبية المميتة في التغني والولاء للأجنبي تحت أي عنوان وأية راية وأن نؤمن أن بناء الذات وحمايتها هي وما يحيط بها من بيئة ثرية ولودة منتجة إيجابية هو السبيل الأمثل لإقامة العلاقات مع الجيران والبعيدين.
نحن نمتلك كل المقومات.. كلها بلا استثناء ونقول بلا استثناء لأننا نمتلك المقومات الروحية والمادية والعقلية لامتلاك ما لا نمتلكه.
نحن نعرف كيف ننقل ونطوع التقنيات والتكنولوجيا مثلما نجيد ونقدر على إنتاجها في مرحلة النقل والتطويع وما يليها. 
كيف نفعل وننفذ توقنا وإرادتنا التي هي الحق بكل توصيفاته:
١- أن نلتحق بتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي وننهل من عقيدته وفكره الوحدوي التقدمي الثائر الاشتراكي المؤمن بالله وبحق الأمة في الحياة والرقي والذي أثبت أنه قادر على نقل الأمة كلها إلى مواقع القوة والمنعة والعلم والتعلم والصحة والإنتاج. وها نحن نقولها بوضوح ربما لأول مرة وبشكل مباشر وبلا مواربة: البعث هو الحل وهو المنقذ.
٢- في الوقت الذي ندعو فيه إلى تبعيث مجتمعنا فإننا نعلن وبوضوح أيضاً أن البعث يؤمن بالتعددية السياسية شرط أن تكون وطنية مؤمنة بحقوق الأمة وقومية تشارك البعث نهجه المؤمن بالعروبة والإيمان والوحدة وإسلامية وسطية لا تغالي ولا تتطرف ولا تتاجر بالدين ومشتقاته المذهبية والفرقية. 
نحن أغنى من إيران 
نحن أغنى من تركيا 
نحن أغنى من أميركا وأوروبا 
نحن أغنى من روسيا ومن الصين ومن الهند
لكننا لا نمتلك مقدرات ثرواتنا وكانت تجربة البعث في العراق (مجرمة ودكتاتورية) لأنها حررت هذه الثروات ووظفتها في الإعمار والبناء والعلم والتقدم وتغيير الإنسان إلى الأفضل حياة وعطاءاً. كانت تجربة البعث في العراق (عدوانية) لأنها نجحت في حماية نفسها عبر حماية العراق من المؤامرات والعدوان الداخلي والخارجي ولأكثر من ٣٥ عام.
كانت (مكروهة) لأنها أكبر من عقول (العقال المتخلف المتراجع الدوني المرتد سواءاً كان عقالاً عراقياً أو سواه حاشا العقال العربي الشريف طبعا ).
لأنها رفضت الخنوع والاستسلام للمشاريع التي إن استقرت في وطننا فإننا سنبقى إلى يوم الدين: نقتتل في كتابة الهمزة وفي قصيدة نسبت لعمر بن كلثوم!!!!.
لكي نكون ونبقى وندخل عنصر اتزان في كل معادلات الحياة في الكون كله: علينا أن نكون عرباً مسلمين ومؤمنين وأحرار وهذا يتطلب أن ندخل أمتنا في مخاض (عراقي) فيه (دكتاتورية وظلم وجور وتعسف واضطهاد) لأن الولادة فيها كل هذه المصائب.. ولأننا قد رأينا ما فعلته بنا الديمقراطية المفروضة إقحاماً: دمار وأنهار دم وتشرذم وضياع..
ولنتذكر جميعاً أفراداً وقوى وجمعيات: دولاً وشعب عربي:
أن العالم المتطور قد كان متخلفاً وأن أمريكا وأوروبا والهند والصين وروسيا قد عانت وكابدت كل أشكال المعاناة قبل أن تصير ما هي عليه الآن وبعض ما هي عليه الآن ناتج من الدكتاتورية والجور والظلم والتعسف والاضطهاد الذي أوقعته علينا.

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018