سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

وقفة: ومن باب عرّفوا بالفاسق حتّى يخشاه النّاس إيران تعدم عالما نوويّا بتهمة التّجسّس لصالح الولايات المتّحدة الأمريكيّة.


وقفة: ومن باب عرّفوا بالفاسق حتّى يخشاه النّاس
إيران تعدم عالما نوويّا بتهمة التّجسّس لصالح الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
قد يبدو هذا الخبر عاديّا إذ أنّ مصير الخونة المحتوم هو الإعدام، وهو ما تنصّ عليه جميع الدّيانات السّماويّة والأرضيّة كما تتّفق حوله كلّ القوانين والأعراف البشريّة، إلاّ أنّه لا بدّ من الوقوف طويلا عند هذا الخبر وتجلية ما ينضح به من ازدواجيّة في المعايير ونفاق عالميّ في التّعاطي مع مثل هذه الأحكام.
منذ مدّة قصيرة، أقدمت السّلطات السّعوديّة على إعدام المجرم الإرهابيّ نمر باقر النّمر بتهمة الخيانة العظمى والضّلوع في جرائم إرهابيّة ضدّها وخاصّة تجسّسه وعمله لصالح إيران، وهو ما أثار حفيظة النّظام الفارسيّ وأطلقت أبواقه الدّعائيّة فارسيّة وأعرابيّة حملة هوجاء ضدّ السّعوديّة، وتباكى الحقوقيّون عربا وعجما على حقوق النّافق المنتهكة وأفاضوا وأسهبوا في تنديدهم بحكم السّلطات السّعوديّة، كما تعالت أصوات غربيّة شاجبة قلقة ومستاءة من تلك الخطوة.
هذا وتفرّد نغول إيران في تونس والوطن العربيّ بإطلاق عقيرتهم بأعلى الأصوات وأكثرها نشازا وحبّروا البيانات وحشّدوا الحشود تنديدا واستنكارا لما أسموه بديكتاتوريّة نظام السّعوديّة..
لكن، ويا للعجب، عالم نوويّ لا نخال بحال من الأحوال أنّ دجّالا ومعمّما طائفيّا يروّج للفتن ويذكي نوازع الاحتراب والاقتتال ويروّج لولاية الفقيه أكثر المنظومات تخلّفا ورداءة وشعوبيّة في العالم بل وفي تاريخ الإنسانيّة كلّها، أفضل منه ولا أهمّ ولا أنفع للبشريّة، يعدم هكذا دون أن تهتزّ ضمائر أولئك الأحرار حسب الطّلب.
إنّ منطق هذا الزّمن الصّهيو أمريكيّ غدا واضحا أكثر من أيّ وقت مضى، حيث تخضع فيه كلّ القيم والأعراف والقوانين لتلازميّة خدمة المشروع العالميّ الجديد القائم على استعباد الأمم وتطويعها وحملها قسريّا على الدّخول لبيت الطّاعة وخاصّة الأمّة العربيّة بعد أن ظلّت الأمّة الوحيدة المتمرّدة لحدّ اللّحظة على هذا الواقع المشوّه والمطبوع بالدّماء والعنجهيّة والاستكبار والبغي.
هو إذن، الأمر الذي يضطرّ حقوقيّو الصّدف والارتزاق، ليصمتوا عن جريمة إعدام العالم النّوويّ الإيرانيّ المشكوك في تبعيّته لأمريكا وهو الحليف الاستراتيجيّ للفرس، وهو نفس الدّافع الذي بسببه يغفل نغول إيران حقيقة الطّابع الإجراميّ المتأصّل في العقيدة الفارسيّة حيث تحلّ منظومة الشّرّ والرّذيلة في طهران في المركز الثّاني على الصّعيد الدّولي بعد الصّين في سلّم الدول التي تعمل بعقوبة الإعدام، ويحتلّ العرب حصرا في الأحواز العربيّة المرتبة الأولى في ضحايا تلك القوانين البالية.
هؤلاء لا يتحرّكون إلاّ حسب ما يخّ في أرصدتهم البنكيّة من تومان وأوروات ودولارات وشيكلات.  

أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في ٨\٨\٢٠١٦

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018