نزلاء القمامة العرب 4
صلاح المختار
نحن لا نقول إننا جزء من إيران نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران إبراهيم الأمين القيادي في حزب الله لقد ثبت في الواقع المعاش وكما ورد في ملاحظاتنا وبالادلة القاطعة ما يلي: 1-لم تحارب اسرائيل الشرقية امريكا ابدا الا اعلاميا ودعائيا
، اخطر من ذلك تعاونت معها ضد العراق وشاركتها في احتلاله وتنفذ مخططا لتغيير هويته العربية بتهجير ملايين العرب منه وتوطين الفرس المجلوبين منها فيه وبالملايين التي تجاوزت ثلاثة ملايين غير عراقي منحوا الجنسية العراقية ، وتحولت في سوريا الى محتل مباشر كما في العراق بعد عام 2011 ، وانتشرت بفضل الدعم الامريكي الغربي لها في الكثير من الاقطار العربية لتعيث فيها خرابا وفسادا! الخ . فاين مقاومة اسرائيل الشرقية اذا كانت تقوم بتدمير الاقطار العربية بشرذمتها طائفيا ؟ 2- اما حزب الله فهو بنيويا حزب طائفي ايديولوجيا وبشريا وولاءه الرسمي لاسرائيل الشرقية على اسس طائفية وليس لاسباب تتعلق بالتحرر ، وبعد فترة عمل ضد الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان انتهت ضرورة المقاومة عندما اكمل تأهيله في حرب عام 2006 وتوقف نهائيا عن القيام بعمليات ضد اسرائيل الغربية وحول سلاح المقاومة لقتل اللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم ، ونزع برقع المقاومة عندما اعلن حسن ان معركته الاشرف والاهم هي مع السعودية وليس مع اسرائيل الغربية مع ان الاخيرة مازالت تغزو فلسطين والجولان واجزاء من لبنان مثل مزارع شبعا . فاين يقاوم الان حسن نصرالله ؟ وان وجدت فليقل لنا نزلاء القمامة العرب اين؟ ربما في جزر الواق واق . ولكشف تزوير حزب الله لمعنى المقاومة يجب التذكير بمعناها السابق بالنسبة لهذا الحزب ومن معه فقد اكدوا مرارا ان المقاومة تعني اولا واخيرا مقاومة الكيان الصهيوني بل ان حزب الله ونزلاء القمامة اكدوا بأن البوصلة الوحيدة الصحيحة للمقاومة هي بوصلة فلسطين ، والان تتكشف حقيقة واضحة وهي تحويل سلاح حزب الله المخصص للمقاومة الى قتل عشرات الالاف من العرب في سوريا والعراق واليمن والتأمر على امن الكويت والبحرين والسعودية وكافة الاقطار العربية من اجل انجاح الغزو الامبريالي الايراني للوطن العربي وعلنا وبلا تردد ! اذا كانت اسرائيل الشرقية هي ونغولها العرب لاتقاوم امريكا ولا اسرائيل الغربية فمن يقاومهما عمليا ورسميا ؟ اين وقعت المقاومة الاخطر في التاريخ الحديث وهزمت فيها امريكا ؟ ومن يمثل معسكر المقاومة والتحرر ؟ ومن تعده الصهيونية الامريكية العدو الرئيس لها وتخوض معه صراعا ستراتيجيا جبارا انتظم الاحداث في الوطن العربي والشرق الاوسط برمته خصوصا منذ عام 1991 وحتى الان ؟ اذا نظرنا الى الواقع سنرى ان ساحة الصراع الستراتيجي الرئيسة مع امريكا والكيان الصهيوني هي الساحة العراقية وان المقاومة الاصيلة المعتمدة على الذات وليس على الغير وذات البنية الستراتيجية الفعالة الاهم في التاريخ العالمي الحديث وليس تاريخ العرب فقط هي المقاومة العراقية . لماذا ؟ قد يعتقد البعض ان هذا التأكيد مجرد تعصب قطري لهذا يجب لفت نظر الجميع خصوصا ضحايا لعبة استبدال الصراع الرئيس ستراتيجيا ، وهو الصراع في وحول العراق ، بصراعات متفرعة منه لادخال العرب في نفق صراع عبثي لا مخرج منه وهو ما يقوم به حزب الله وسادته الفرس وخدمه نزلاء القمامة العرب ونظرة واحدة لما وصل اليه حزب الله في لبنان تؤكد ذلك . ولكشف الاصل علينا تذكر ان اسرائيل الغربية قوة ليست اصيلة بل هي كيان مصطنع يعتمد على الغير ، اي امريكا والصهيونية العالمية ، وليس على الذات في تحقيق انتصاراته على العرب ، ولهذا فانه بدون حماية ودعم الغير لا يستطيع البقاء وحرب اكتوبر عام 1973 اثبتت ذلك فقد وصلت اسرائيل الغربية الى حافة الانهيار رغم محدودية تلك الحرب فقررت غولدا مائير استخدام السلاح النووي لمنع انهيارها ؟ الواضح حتى للبسطاء ان امريكا هي من انقذت الكيان وهي مصدر قوته وحمايته ، ولهذا فالنبع الام الذي يزود الابناء بالقوة هي امريكا ، هنا يمكننا رؤية ام الحقائق وهي ان من يدحر امريكا ويحبط مخطط غزوها للعراق وهي المقاومة العراقية بكافة فصائلها هو القوة الحاسمة وطليعة المقاومة الحقيقية وبلا منازع وان المقاومات الاخرى في الساحات الاخرى تقاوم الفرع والتابع وهو الكيان الصهيوني ،صدقا كالمقاومة الفلسطينية وكذبا كحزب الله ، واهدافها فرعية كتحرير جنوب لبنان او تحرير الضفة الغربية وغزة والتخلي عن 80% من فلسطين ، والسؤال الحقيقي والذي تهرب العرب منه هو : كيف يمكن تحقيق النصر على الكيان الصهيوني من دون (تحييد) امريكا بالمقاومة ؟ وتحييد امريكا ليس بالهزيمة العسكرية بالضرورة ، رغم اننا نؤكد وفي ضوء تجربة المقاومة العراقية انها ممكنة ايضا ، بل في كافة مجالات الحياة خصوصا الاقتصادية فحينما يتوحد العرب او بعضهم ويتحولوا الى قوة عصرية متقدمة كما كان العراق قبل الغزو ، يمكنهم اجبار امريكا على الانسحاب من ساحة فلسطين كما اجبرت على الانسحاب من ساحة العراق لكنها عادت من الشباك بفضل تعاونها مع اسرائيل الشرقية وعندما تنسحب امريكا من الصراع يصبح تحرير فلسطين حتميا اما عندما نخوضه وامريكا هي اسرائيل الغربية فهو عبث . هنا وعندما نصل لاهم الحقائق الميدانية وهي ان العراق تعرض لكافة انواع التأمر وتوج بغزوه لسبب جوهري هو انه انفرده بأمتلاك المشروع القومي العربي النهضوي الشامل وتطبيق مراحله التمهيدية في العراق وهو ما يمهد لامكانية تحييد امريكا فعلا فكان لابد من نشوء رد فعل صهيوغربي معاد للمشروع النهضوي القومي في العراق اتخذ الخطوات التالية والتي تحدد من يقاوم فعلا ومن يخدم المخطط الصهيوامريكي فعلا: أ- بما ان الاستعمار والامبريالية ظاهرتان تقومان على الاستحواذ على ثروات الامم بكافة الطرق فان تحرير الثروات الوطنية من السيطرة الاجنبية هو اول واهم معايير الموقف الوطني الحقيقي ، والعراق بدأت صراعاته الفعلية مع القوى الاستعمارية الغربية في عام 1972 بنجاح تأميم النفط وهو الثروة الاساسية في العراق وقتها، والنفط كان طبقا (لمبدأ كارتر ) اهم مادة ستراتيجية في القرن العشرين ومازالت حتى الان كذلك . ولهذا فمعركة تحرير الاقتصاد العراقي وقمتها معركة تأميم النفط كانت البداية الحقيقية للحرب الاكبر في الوطن العربي التي مازالت تدور حتى الان على ارض العراق بين القوى الاستعمارية الغربية بقيادة امريكا وخلفها الصهيونية ، وبين حركة التحرر الوطني العربية وكان العراق هو قاعدتها المحررة ، ونتيجة لذلك اصبح نظام البعث العدو الرئيس للقوى الاستعمارية الغربية وليس اسرائيل الشرقية التي توافقت مع الغرب لضرب العراق المتحرر في زمن الملالي كما في زمن الشاه . ب- كسر البعث محظورا اهم على العرب وهو اعادة بناء الانسان من خلال تحريره من الامية والفقر والتخلف وتحويله الى انسان عالم ومبدع ويعتمد على النفس وينتج مثل باقي شعوب العالم. وبما ان الستراتيجية الصهيونية قامت على احتكار التقدم التكنولوجي العلمي وحرمان العرب منه لضمان تفوق الاقلية اليهودية المؤهلة علميا على الاغلبية العربية الامية او نصف امية والمتخلفة ، فأن خطوة العراق بتحويل العراقي الى انسان عالم او متعلم منتج كانت ضربة ستراتيجية خطيرة للمشروع الصهيوني ، ج-اثبتت الوقائع الميدانية بان اسرائيل الشرقية لم تجعل تحرير فلسطين هدفا ستراتيجيا لها ومارست لعبة تضليل تكتيكي لتغطية خططها لغزو الاقطار العربية بالحديث عن تحرير القدس وليس فلسطين ، وتحرير القدس هدف فرعي وجزئي ويمكن حله بالتفاهم ، لكن تحرير فلسطين هدف ترفضه الصهيونية والغرب . د- ان اهم اهداف الصهيونية والغرب الاستعماري والتي جسدتها قرارات لجنة بنرمان هي منع العرب من تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي والعراق هو وحده من تجاوز الخطوط الحمر التي وضعت لابقاء العرب تابعين ومتخلفين وطفيليين . وفي هذا الحدث المفصلي في التاريخ الحديث نرى اسرائيل الشرقية مصطفة رسميا الان كما في زمن الشاه مع المعسكر الصهيوامريكي ضد مركز التقدم والمقاومة العربية وهو العراق . 4-نأتي الان الى ماجرى فعلا في الواقع منذ نصبت الصهيونية الغربية خميني حاكما : أ-اسقطت المخابرات الغربية ( الامريكية والبريطانية بشكل خاص ) نظام الشاه لانه فشل في تحقيق دوره المفترض وفرض الغرب خميني حاكما على اسرائيل الشرقية تحقيقا للهدف الستراتيجي الاعظم في النصف الثاني من القرن العشرين وهو احداث انقلاب ستراتيجي في العالم ينهي الصراع التقليدي بين الرأسمالية والشيوعية ويفرض محله (صراع الحضارات) خصوصا صراعات الاديان ، ثم ينبش في القبور ليحيي الاصول العرقية ويغذيها لتصبح مصدرا للصراعات ! وهكذا فان امريكا نفذت خطة الانقلاب العالمي وكان خميني والمجاهدين الافغان ومعهم القاعدة هي المولودات الرئيسة التي اعدت لتدمير الشيوعية وحركات التحرر الوطني ونقل العالم الى عصر صراعات الاديان والطوائف والاعراق ، فتخصص (المجاهدون) الافغان والقاعدة في تدمير الاتحاد السوفيتي وخميني ونظامه تخصص بتدمير القومية العربية واحلال الرابطة الطائفية محل الرابطة الوطنية القطرية والرابطة القومية العربية . عندما وصل خميني طهران كان اول هدف له يتمثل في شعار ( ان تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد ) . وكان موقف خميني هذا متطرفا لدرجة انه هو وليس جورج بوش الصغير من رفع شعار (من ليس معنا فهو ضدنا ) وهناك احداث لابد من ذكرها الان لاهميتها في اسقاط كافة اسس حجج من يدعم اسرائيل الشرقية من العرب . وربما كان المرحوم ياسر عرفات اول من بادر لايقاف التدهور بين العراق واسرائيل الشرقية لمنع انقلاب اقليمي يحول البوصلة من فلسطين الى صراعات جديدة مختلفة لكنه فوجئ عندما بدا حديثه عن ضرورة تهدئة الامور مع العراق والتفاهم معه من اجل فلسطين والقدس مرفوض فقد قاطعه قائلا بحدة (انا لا اقبل ان تكون وسيطا بيني وبين صدام فاما ان تقف معي ضد صدام او انك تقف مع صدام ضدي ) . وكشف مؤخرا الكاتب العراقي مؤيد عبدالقادر المهمة التي كلف الشهيد صدام بها احد كوادر البعث وقتها وهو علي رضا باوة بمقابلة خميني في باريس والذي كان مكلفا برعاية خميني ومن معه عندما كان ضيفا على العراق فنشأت بينهما صلة ود قوية ، فماذا حصل ؟ يقول السيد باوة طبقا للسيد عبدالقادر (وفعلاً ذهبتُ إلى مقر إقامته ، وادخلوني عليه لمجرد وصولي ، وكان سعيداً جداً وعلائمُ الفرحِ واﻻنتصارِ باديةٌ على محيّاه .. فتقدمتُ منه ، وقبّلت يده كعادتي منذ أولِ لقاء به يومَ كان يقيم في مدينة النجف اﻷشرف ، وتقبيلُ أيدي رجال الدين ، أفهم اهميته كوني شيعياً وألمُّ بهذه اﻷصولِ عند مقابلة رجال الدين الكبار منذ يفاعتي ، وكانت تحيتي له صادقةً ، بسببِ الودّ القديم الذي بيننا .. لكنّه فاجأني وهو يقول لي ضاحكاً : أهلاً بك أيها الصديق العدو .. فسألته وأنا أضحكُ ، بعد أن اجلسني إلى جواره باهتمام ومحبة واضحة جداً : موﻻي .. صديق عرفنا .. ولكن كيف أكونُ عدواً وصديقاً في وقت واحد ؟ ضحكَ ، وقال لى : اسمعْ علي ، أنت إنسان طيّب وشيعي منّا ،ولن انسى ما حييتُ مواقفكَ ، لهذا أنتَ صديقٌ .. لكن لكونكَ ( بعثياً ) فأنتَ عدوٌّ .. ، لكنَّ الخميني انفجرَ ، وهو يتحدث بحنقٍ عن ( النائب ) صدام حسين ، وقال بالحرف : علي .. اسمع ، لن انسى موقف صدام وتآمره مع الشاه بوساطة بومدين على المعارضة اﻹيرانية في اتفاقية الجزائر ، ولمجرّد استقر في طهران ، لن اتركه يحكم العراق )! ما معنى ونتائج هذا الموقف العدائي للعراق قبل استلام خميني للحكم فعلا وقبل اي مناوشات مع العراق ؟ ولم اصر خميني على ان يبدأ باسقاط نظام البعث مع انه عرف انه سيجر حتما الى تغيير البوصلة من فلسطين التي كانت القضية المركزية لكل العرب الى صراعات اخرى تخلق قضايا مركزية لكل قطر عربي مهدد ؟ يتبع . Almukhtar44@gmail.com 8-11-2016