الان وقد وصلت فضائح نغول الاحتلال من الشيعة والسنة على حد سواء الى مرحلة نزع ورقة التوت بالكامل فان الامر يتطلب الاشارة الى مغزى عراكهم الحالي .عركة البرلمان ليست عملية فضح مخططة فقط بل هي وهذا هو الاهم والاخطر تمهيد لخطوات تكمل الخطوات الايرانية السابقة ومنها ما يلي :
1-قبل معركة الموصل الصورية يجب اعداد المسرح لكنس الوجوه التي استهلكت وتنصيب وجوه اخرى اما جديدة او الاقتصار على من تختاره اسرائيل الشرقية خصوصا نغولها الذين ثبتوا على موالاتها فحتى المالكي ملوث وتعرف اسرائيل الشرقية انه مكروه من العراقيين خصوصا من الاغلبية الساحقة من شيعة العراق بالذات .
2- انهاء فترة صراع الحرامية الفوضوي بعقلنته الذي ساد الفترة الماضية وجعل نهب اموال العراق منظما ولمصلحة اسرائيل الشرقية ولتمويل غزواتها بالدرجة الاولى ، وهذا يتطلب اقامة حكومة قوية تابعة لها تنفذ بلا ابطاء ما تريد . وهذه الحكومة تتولى تنفيذ خطوات هي الاكثر خطورة منذ الغزو محورها تنظيف طريق الفرس من العقبات العراقية القوية .
3-ان اقرار قانون حظر البعث ليس امتداد لما نوقش خلال السنوات السابقة بل هو اعداد لما سيأتي ، فالقانون اعد كي يكون مقصلة لمن يحرك ذيله مخالفا اسرائيل الشرقية ولو في امور ثانوية ممن سيبقون ارضاء لامريكا وغيرها .
4- لضمان السرعة في اتخاذ اقرارات وتنفيذها خدمة للتحرك الايراني العام ودعما مباشرا له لابد من احكام طهران لقبضتها على كل مفاصل الدولة وتفصيليا .
5- وصلت اسرائيل الشرقية مرحلة من الضعف والاستنزاف قربتها من الانهيار نظرا للخسائر الهائلة بشريا وماديا في سوريا والعراق واليمن وتكاليف تمويل نغولها العرب في المشرق ، خصوصا حزب الله ، والمغرب العربي والتي تضاعفت بطريقة غير مسبوقة ، ولذلكفضبط حالة العراق احد اهم شروط توفير موارد مالية عراقية داعمة اكثر وادوات بشرية للقتال تجند من العراق .
6-اذا كنا كعرب شعبا مظلوما معذبا وحكاما نريد الخروج من المحنة الاكبر لامتنا العربية فعلينا ان نقتنع ، كما اقتنع الرئيس التركي طيب رجب اردوجان ، بان امريكا هي المتأمر الاخطر على العرب كما على تركيا لانها تنفذ المخطط الصهيوني التقليدي –تقسيم الاقطار العربية ومحو هويتها العربية –وتعزز تعاونها مباشرة ورسميا مع العدو الاكثر حقدا على العرب وهو اسرائيل الشرقية من اجل تنفيذ ذلك المخطط ، فبدون قبول هذه الحقيقة التي تدعمها عشرات الادلة والوثائق والمواقف الرسمية وبدون التخلص من رهاب امريكا الذي يجعل حكاما عربا يتجنبون اتخاذخطوات انقاذ يعرفون انها حتمية سنبقى نسير بأقدامنا نحو نهايتنا ونساعد اعداءنا على انجاح مخططاتهم ضدنا .لنتذكر ان اردوجان قرن اكتشاف ان امريكا تتأمر على تركيا بموقف صلب منها مستقل ومختلف ولم يخدع بمقولة انها حليف ستراتيجي .
7-هل تريدون الدليل القاطع ؟انظروا فقط الى سوريا والعراق سترون ان الواقع الحقيقي وليس الظاهري يؤكد بلا شك ان امريكا هي الماسك الاقوى بزمام حركة الاحداث وليس روسيا ولا اسرائيل الشرقية ، فلولا امريكا لما بقيت حكومة العملاء في بغداد ولسقطت بقوة مقاومة الشعب العراقي في عدة مناسبات اهمها معركة مطار بغداد في صيف عام2014 ، فهي تواصل وبلا اي تغيير تنفيذ مخططها الاصلي الذي غزت العراق من اجله . وما يجري في سوريا يقدم لنا دليلا ساطعا اخرا على صواب ما نقوله فقد كانت امريكا تعول كثيرا على حسم معركة حلب لصالح النظام لاجل تحقيق ما بشر به قادة الجيش والمخابرات في امريكا مرارا من ان سوريا لن تبقى وستقسم حتما وكذلك العراق ، ولتحقيق ذلك دعمت امريكا وبقوة تنظيمات انفصالية كردية وغيرها ورفضت بأصرار ممارسة اي ضغط على بشار وروسيا او اسرائيل الشرقية لقبول الحل السلمي لان تواصل الحرب هو القابلة التي تولد التقسيم في سوريا كما رسمت امريكا .
8-لم يعد ثمة شك لدى امريكا واسرائيل الشرقية بان اكثر من طرف اصبح مقتنعا بان تواصل الحرب السورية سوف يؤدي الى ليس تقسيم سوريا فقط بل لتقسيم العراق وتركيا واكمال اعدادات اسرائيل الشرقية لغزو السعودية وبقية دول الخليج العربي ، ولهذا فان اطرافا معينة قررت تغيير مجرى الصراع في سوريا وايقاف تقدم النظام ومن يدعمه والهجوم الصاعق للمقاومة السورية والمعارضة السورية كان ردا على المخطط الامريكي الايراني ورفضا له .وهو ما ادى الى الاستعداد الامريكي والايراني في العراق لعواقب فشل احتلال النظام لحلب وربما نجاح المقاومة في اكمال تحرير كل حلب ، وهي عواقب ستراتيجية دون شك . هذا التطور وان بدا غامضا الا انه يلعب دورا اساسيا في احداث كبيرة تجري الان .
9-كشفت صحيفة الوول ستريت جورنال الامريكية المتنفدة عن قيام الرئيس الامريكي اوباما بأرسال مبلغ 400 مليون دولار بطائرة خاصة ورفضه الانتظار من اجل اكمال التحويل بالطرق التقليدية !!! فاسرائيل الشرقية الموشكة على الانهيار خصوصا في سوريا بعد الهجوم الكبير للمعارضة السورية في حلب يتطلب دعما امريكيا فوريا لها كي لا تنهار وينهار معها المشروع الصهيوامريكي العام والذي تولى خميني اطلاق تنفيذه في العراق ومنه انتشر فيما بعد . ارسال هذا المبلغ عمل واضح جدا انها خطوة طوارئ وعملية انقاذ لاسرائيل الشرقية ، وتوقيتها يؤكد ذلك فلو كان الامر ارجاعا لاموال ايرانية مجمدة لم انتظر عاما بعد توقيع الاتفاقية النووية ولم يعيدها مباشرة ؟ ولم ارسل المبلغ بطائرة خاصة ؟ علما انه ارسل فور توقيع الاتفاقية مبالغ كان اولها 120 مليار دولار . هذا الدعم المالي تعزيز امريكي مباشر ورسمي للدور الايراني العام .
10-ان الاعلان الرسمي عن تولي قاسم سليماني قيادة معركة الموصل تأكيد لكل ما سبق فهذه الوقاحة تنتظر ما سيأتي بعدها ، فمن السذاجة تصور انه عمل مثل سوابقه لانه مقدمة لخطوة نوعية اكبر واخطر .
11-معركة الموصل ليست هي الاخطر ولا الاكبر لانها معركة مرسومة سلفا كما سترون وهدفها تغيير البنية السكانية للموصل ومحافظة نينوى كلها ، وهو تطور مدعوم امريكيا لانه يقرب هدف تقسيم العراق فمن دون انهاء عروبة نينوى ستبقى هناك كتلة سكانية عربية قوية تتحدى التقسيم وتغيير السكان ، ولهذا لم نرى اعتراضا امريكيا ولا حتى انزعاجا امريكيا ، رغم ان امريكا وطبقا للاتفاقية الامنية مسؤولة عن امن واستقرار العراق .
12- بعد معركة الموصل الصورية ستبدا خطوات اخرى تكميلية للانتقال الى مرحلة اخطر من المخطط الدولي وهي تحويل العراق الى اهم منطلقات التوسع الاستعماري الايراني فقد تدهورت سوريا كمنطقة ستراتيجية في حسابات اسرائيل الشرقية بعد ان استحالت السيطرة عليها كلها وتحولت الى فخ استنزاف مميت لها، ولهذ وبصمت تحول التركيز الى العراق ليكون هو المصد الاول والاهم الذي يحمي اسرائيل الشرقية من جهة ويوفر لها مددا بشريا وماليا من جهة ثانية ، وهذا هو التفسير الاكثر ترجيحا لتولي قاسم سليماني علنا ورسميا قيادة المعارك في العراق وليس في سوريا حيث تتعرض طهران وحلفاءها الى هزيمة واضحة .
المعارك القادمة الاهم بعد معركة حلب ستكون في وحول العراق هذا ما يجب توقعه ،واذا كسبت اسرائيل الشرقية معركة العراق ستكون مكة والمدينة في قبضتها حتما ، وبأسمهما ومن العراق ستنطلق الجيوش الناطقة بالعربية خصوصا باللهجهة العراقية لغزو بقية الاقطار العربية واسقاط انظمتها اذا رفضت الخضوع وتغيير البنية الطائفية لكل العالم الاسلامي ليكون درعا يحمي المشروع القومي لاسرائيل الشرقية ويوفر لها مصادر التحول الى امبراطورية عظمى عالميا تفرض الشراكة على امريكا واوربا وغيرهما .
هل الحكام العرب يعرفون ذلك ؟ واذا عرفوا هل لديهم الخطط الكفيلة بقبر المشروع الايراني في قاعدة انطلاقه المفترضة العراق ؟ نأمل ان لا ينتظر العرب حتى يفقدوا كل الفرص وعندها لن يفيدهم الندم فالميت لا يندم .
Almukhtar44@gmail.com
4-8-2016