لم يعد خافيا على أحد من العرب وخصوصا المتابعين والعارفين بحقيقة المتغيّرات الجيوبوليتيكيّة ما يستهدف الأمّة العربيّة من تهديدات مصيريّة اشتدّت ذروتها
بعد التّحوّل الجذريّ لكلّ الموازنات بعد غزو العراق من قبل أمريكا ومن تحالف معها عام 2003، ولا يمكن في هذه الأثناء الاقتصار في رصد هذه المخاطر ولا حصرها في العدوان العسكريّ والتدخّل المباشر لأنّ من شأن هذا القول إغفال اعتداءات أخرى أشدّ فاعليّة وفتكا بل إنّه لا فرص للأعداء بالنّجاح في تنفيذ مؤامراتهم بدونها.
فمن نافلة القول إنّ من بين أخطر ما استهدفت به الأمّة العربيّة هو الاستيلاب والغزو الحضاريّ الذي شنّه أعداؤها التّقليديّون والمستحدثون على حدّ سواء، حيث حرصوا على إغراق الجماهير العربيّة بسيل من القصف العشوائيّ المتواصل على مدارات اليوم عمد الأعداء عبره إلى ضرب مقوّمات المناعة والحصانة الفكريّة والثّقافيّة تطوّرت فيما بعد إلى نسف الرّصيد العربيّ الواسع من الأخلاق والتّقاليد العربيّة الاجتماعيّة المستندة إلى مخزون قيميّ زاخر بالفضائل وسخاء الرّوح وعلوّ الهمم. ورسف الوطن العربيّ طويلا تحت عمليّة تسطيح وتمييع وتصحير ثقافيّ وفكريّ تلاه حملات تشكيكيّة رهيبة كان الهدف منها هدم الشّخصيّة العربيّة وإلحاق مختلف الهزائم النّفسيّة بها ليسود ويسيطر عليها الإحباط والسّخط والتّراخي ثمّ التّعوّد على التّعايش مع واقع مريض فاسد مخزي لا يتوافق وتاريخ الأمّة العريق والمترع عطاء وشموخا رغم ما يعتري خيمتها من هزّات عنيفة ولا يتلاءم أبدا مع مخزونها الفكريّ وإرثها الحضاريّ الفريد.
لقد تناوبت الدّول الاستعماريّة الكبرى والصّهيونيّة على استهداف الأمّة علنا خصوصا منذ اغتصاب فلسطين وانتشار وسائل الدّعاية التي وفّرت لهما الوسيلة الأغلى لتحقيق تلك المآرب، ولكن كانت هناك مساع تخريبيّة لا تقلّ عنها من حيث الوحشيّة والنّزعة العنصريّة والرّغبة المحتدمة في إلحاق شتّى الأضرار بالأمّة، حيث ظلّت " إسرائيل الشّرقيّة " وهي المسكونة بثارات تعود لقرون خالية على عدوانيّتها وكراهيّتها ونقمتها على العرب وحافظت على سياساتها التّوسّعيّة على حساب العرب وهي ركن ثابت في عقيدتها وفي مخطّطاتها، بل إنّه لا مغالاة إن أكّدنا على أنّ معاداة إسرائيل الشّرقيّة للعرب تتماهى وتتطابق تماما مع عداء إسرائيل الغربيّة لهم بل وتتجاوزها أحيانا بأشواط، وذلك بالنّظر لتاريخ الفرس الطّويل من غدرهم وتآمرهم على الأمّة العربيّة.
قد يتوجّب علينا استذكار أهمّ حلقات تآمر إسرائيل الشّرقيّة على العرب وتحالفهم التّاريخيّ مع كلّ أعداء الأمّة من صهاينة ومغول وبرتغاليّين في عهد إسماعيل الصّفويّ ومع الغرب منذ زمن بعيد، كما ينبغي أنّ نذكّر بالأدوار القذرة التي لعبتها باستمرار لمعاونة أعداء العرب، ولعلّ أهمّها على الإطلاق تعاون كورش مع اليهود لإساقاط بابل وخيانة بن العلقميّ وتسهيله لإحراق بغداد زمن هجوم التّتار عليها، لنربط بالتّالي بين ما أعلنته سلطات إسرائيل الشّرقيّة وتفاخرت به من إسهامها المتقدّم في إسقاط العراق عام 2003.
كانت إسرائيل الشّرقيّة على مرّ التّاريخ أحد أشدّ الأعداء حقدا على العرب بل ولم تعدم الحيل لتمزيقهم وتعويق مسيرتهم، وتنفّلت علاوة على الجيرة بعوامل كثيرة ساعدتها في تكدير صفوهم، ولعلّ من أهمّ تلك العوامل استغلالها للعامل الدّينيّ والطّائفيّ للتّغلغل داخل الجسم العربيّ وتقطيعه، وليس من أدلّ على ذلك إيهامها باعتناق الإسلام وهو المنطلق الذي استغلّته لتزيد من وتيرة إنهاكها للعرب بعد أن غدت راعية لكثير منهم وملهمة لهم ومسؤولة عنهم يدينون لها بالولاء ويقدّمون مصالحها على مصالح أمّتهم، فسرّبت بهذه الطّريقة كلّ وسائلها الشّعوبيّة وزرعت عيونها في العرب في كل المجالات، حتّى غدا كثير من جواسيسها رموزا يحتفي بهم العرب ويخلّدونهم سواء كانوا شعراء أو فنّانين أو غير ذلك، بل سيطر شعوبيّوها لأحقاب مهمّة على مفاصل الحياة دينيّا وسياسيّا واجتماعيّا معوّلين على تقيّة الفرس الصّفويّين التي مكّنتهم من تحقيق مآرب إسرائيل الشّرقيّة في غالب الأحيان.
لقد عاود الفرس اعتماد خلط الأوراق مجدّدا وقرّروا بتحالف لا يخطئه ذوو بصر وبصيرة مع الصّهيونيّة العالميّة والقوى الكبرى وخصوصا أمريكا، وحاكوا معهم كلّ الدّسائس والمؤامرات لتنفيذ المخطّط الأشدّ خطورة في تاريخ العرب كلّه وهو الذي تلا غزو العراق والذي عبّرت عنه تلك الدّوائر بتغيير الخارطة الجغراسياسيّة وحتّى الدّيمغرافيّة للوطن العرب وهو المقسّم منذ اتّفاقيّة سايكس بيكو.
وباستنساخ تامّ وعبر إحياء كلّ الثّوابت المتأصّلة في سياسات الفرس الصّفويّين، أفلحت إسرائيل الشّرقيّة في تدجين قسم واسع من العرب تنكّروا لانتمائهم ولأمّتهم واستبدلوا عروبتهم بل وتخلّوا عنها إلاّ بما يضمن لهم ولأسيادهم في طهران الفلاح في مساعيهم التّخريبيّة المكشوفة والتي عبّرت عنها تصريحات كبار السّاسة ورجالات الدّين والعسكر في إسرائيل الشّرقيّة بإحياء الامبراطوريّة الفارسيّة وعاصمتها بغداد. فأضحى الشّعوبيّون الجدد لا يتورّعون عن التّبشير بالفضل الفارسيّ على العرب، كما أوجدوا التّبريرات الفقهيّة والسّياسيّة والأخلاقيّة وحتّى الفكريّة لتسبيق مصلحة إسرائيل الشّرقيّة على مصالح العرب مشدّدين على أنّه لا سبيل لدرء ما يتهدّد العرب من مخاطر إلاّ توثيق التّحالف والتّعاون مع الفرس بل وتذيّلهم باعتبارهم قادة محور المقاومة والممانعة وحاجز الصدّ الأخير أمام الخطر الصّهيونيّ متناسين الحقيقة المخزية للتّحالف الاستراتيجيّ بين الإسرائيليّتين وتبادلهما للأدوار على نهج إبادة العرب.
هؤلاء البيادق الطّيعة بيد إسرائيل الشّرقيّة، نجحوا بدورهم في استغلال حالة الجزر القوميّ الذي استبدّ بالعرب خصوصا بعد خطيئة تدمير العراق وما تلاه من نتائج وتداعيات كارثيّة لطالما نبّه إليها مفكرّون ومستشرفون عرب أمناء كثر، وتكفّلوا بالتّشكيك في طرحهم ذاك متستّرين بغطاء مقاومة الصّهيونيّة وهم المنفّذون للأجندا الفارسيّة الصّفويّة، وتمكنّوا من التّنفّذ في مواقع وأطر وفضاءات متقدّمة شديدة الحساسيّة وصار لنغول إسرائيل الشّرقيّة ثقلا سياسيّا رهيبا مباشرا في أكثر من قٌطر عربيّ كالعراق واليمن ولبنان ناهيك عن حليفهم السّوريّ، ولم يكتفوا بذلك بل أحكموا في السّنوات الأخيرة تسلّلهم لمنابر لا طابع سياسيّ لها وعانق فلَاَحٌهم مداه بتشديد قبضتهم على المؤتمر القوميّ العربيّ.
إنّ اختراق المؤتمر القوميّ العربيّ لم يمثّل أبدا ذروة الخرق الشّعوبيّ الفارسيّ الصّفويّ لصفوف الأمّة ووحدتها، ولم يتوقّف خطره الكارثيّ عند ذلك الحدّ، فلقد تبعت ذلك سيطرة نغول إسرائيل الشّرقيّة على كلّ مؤسّسات المؤتمر القوميّ العربيّ بما فيها مخيّم الشّباب القوميّ العربيّ حيث ليس من خطر أكبر ولا فاجعة أشدّ فتكا من تغلغل المدّ الشّعوبيّ الفارسيّ واستقراره بشريحة شديدة الحساسيّة كفئة الشّباب.
فليس بوسع هذا المخيّم منطقيّا وإداريّا وتراتبيّا الخروج عن الخطّ العامّ للمؤسّسة الأمّ، ولمّا حاد المؤتمر القوميّ العربيّ وزاغ عن كلّ أهدافه وانبرى إطارا تبشيريّا صفويّا يعمل القائمون عليه بقيادة زياد الحافظ وعراّب مشروع إسرائيل الشّرقيّة معن بشور على تمرير الأجندا الفارسيّة وإقناع العرب بها وحضّهم على الاستسلام لنظام الوليّ الفقيه بتعلّة التّعبئة لتحرير فلسطين قافزين على كلّ الجرائم المفزعة للاحتلال الفارسيّ في الحواز العربيّة والعراق ودوره المتقدّم في تدمير سوريّة ومسعاه لخلخلة الأمن القوميّ في الجزيرة العربيّة ومصر والسّودان والمغرب العربيّ الكبير، فإنّه بات في حكم المسلّم به أنّ مخيّم الشّباب القوميّ العربيّ لن يكون إلاّ فضاء خاضعا لرهانات وسياسات وإملاءات قادة إسرائيل الغربيّة. فهل يعقل أن يتكلّم الرّضيع فور تعلّمه النّطق بغير لغة والديه؟؟
قد يغيب عن بعض شبابنا المغرّر بهم والمدفوعين لتأثيث هذا المخيّم الغرض منه في هذه الظّروف والملابسات والمتغيّرات، وقد يفتقرون للإلمام بكلّ تفاصيل الصّراع العربيّ الفارسيّ الممتدّ في الزّمن إلماما دقيقا، وقد لا يقدّرون خطر الانسياق وراء مثل هذه الملتقيات وما لها من تداعيات في المستقبل المنظور، ولكنّنا نلامس بالحجج والبراهين أنّ من بين غالبيّة المشاركين فيه شباب ينتمون لأحزاب تدّعي القوميّة العربيّة وتتاجر بها، شديدو التّحمّس والدّفاع عن أحقّية إسرائيل الشرقيّة بتنزيلها منزلة الحليف الاستراتيجيّ للعرب في صراعهم مع إسرائيل الغربيّة وهم بذلك يردّدون تنظيرات الشّعوبيّ معن بشور ويأتمرون بتوجيهات الشّعوبيّ الآخر زياد الحافظ، بل إنّنا نحتفظ بأسماء شباب كثيرين منهم فاعلين في هذا المخيّم يرتدون قلائد توشّحها صور المقبور الخميني والإرهابيّ الشّعوبيّ الطّائفيّ حسن نصر الله.
فما الذي يدفعنا للتّأكيد على ما لهذا المخيّم من استتباعات مضرّة أيّما إضرار بالمصلحة القوميّة العربيّة الاستراتيجيّة؟ وما الذي يجعلننا نطنب في تناوله والدّعوة لمقاطعته والسّعي لهدمه؟
بل ما الذي يولّد فينا كلّ هذا التّوجّس ويبعث فينا ريبة لا تنقطع كلّما هممنا بعرض أمر هذا المخيّم؟
لقد تعمّدنا في مقدّمة مقالنا هذا التّذكير بسياسات إسرائيل الشّرقيّة وبطبيعة تعاملاتها مع العرب منذ فجر التّاريخ، كما بسطنا باقتضاب خطورة حملات تسطيح الشّباب العربيّ وردمه في مهاوي سحيقة من الغربة العزلة النّفسيّة والاكتئاب لدفعه للكفر بعروبته وبانتمائه الطّبيعيّ لهذه الأمّة وتجذّره في هذه الأرض وبالتّالي تحييده واضطراره للقعود في كلّ المعارك الحاسمة القادمة لا محالة، إن كانت بثوب العدوان من الآخر أو طردا لاحتلا جاثم في مصر من امصار الوطن العربيّ الكبير. وكان ذلك في تقديرنا ضروريّا للخلاص للنّتيجة الحتميّة بالنّظر لطبيعة المشرفين على المخيّم الشّبابيّ المنعقد في تونس وكذلك استنادا لارتباطاتهم بعدوّ واضح لا يرعوي عن المجاهرة بسعيه لإلحاق مزيد من الأذى بالعرب، وتتمثّل هذه النّتيجة في أنّ مخيّم الشّباب القوميّ العربيّ في تونس ليس سوى خطوة شعوبيّة جديدة على طريق ضرب الهويّة العربيّة.
إذ كيف سيستوي الحديث عن الهويّة العربيّة وشباب الأمّة يهرولون لأشغال مخيّم لا هدف من ورائه في أيّامنا هذه سوى التّطبيع مع عدوّ قاتل لأطفالنا في العراق واليمن وسوريّة وينفّذ عشرات الإعدامات الجائرة يوميّا بحقّ شعبنا العربيّ في الأحواز؟ وما معنى الادّعاء والتدثّر برداء قوميّ عربيّ لا علامات له ولا امارات إلاّ تحبير البيانات الهابطة بلغة الضّاد، والمراد من هيئات يزجّ فيها بالشّباب زجّا تبييض الحقائق السّوداء القاتمة لإسرائيل الشّرقيّة؟
أليست من ثوابت القوميّة العربيّة التي يتوجّب أن يتمّ تلبية الشّباب العربيّ الأصيل عليها هي الاعتزاز بالانتماء لأمّة العرب والتّطوّع للدّفاع عن أمنها ومصالحها وكلّ شبر من أراضيها وطرد المحتلّين وملاحقة عملائهم واستراد ما سلب منها وبسط النّفوذ على مقدّراتها؟
أليس من أبجديّات القوميّة العربيّة وبديهيّاتها أنّ لا تعايش ولا سلم ولا تفاوض ولا اعتراف ولا صلح مع المغتصبين لأرضنا العربيّة وقتلة أبناء أمّتنا؟؟
فما الذي يفعله المؤتمر القوميّ العربيّ أكثر من الدّعوة للانفتاح على إسرائيل الشّرقيّة، ويحرص في سبيل ذلك على تحاشي الإشارة ولو بالبنان لجرائم الإبادة التي تخطّها إسرائيل الغربيّة في العراق خصوصا، ألم يسهم هذا المؤتمر في التّضييق والتّشكيك بل وفي إنكار المقاومة العراقيّة الباسلة وهي صمّام أمان الأمّة ونبراس العروبة وإكسير القوميّة العربيّة الأسمى؟؟
فما موجب التئام هذا المخيّم وهو سليل ذلك المؤتمر الخيانيّ التّحريفيّ؟؟
أليس الغرض من هذا المخيّم إذن تمييع المسألة والفكرة القوميّة العربيّة الثّوريّة الأصيلة؟
أمن شعوبيّة أسوأ من هذا؟؟
إنّ رعاية هذا المخيّم الشّبابيّ من تلك المجاميع المرتدّة المنسلخة من جلدتها، والتي باتت تقتات وتتمعّش من تفويتها في عرض الأمّة والتّآمر علنا على مصالحها الاستراتيجيّة، ليس سوى عمل خبيث وخطّة ماكرة تستهدف خلق جيل مستكين متصالح مع عدوّ حقيقيّ يمنّي النّفس بإحياء أمجاده الغابرة على حساب العرب مستفيدا من واقع دوليّ فاسد ومتخلّف لن تقبل الشّعوب الحرّة بدوامه طويلا، وهو المسعى الذي لن يتحقّق إلاّ بتغييب الشّباب عن قضايا أمّتهم المصيريّة باعتبارهم الجدار الواقي الأقوى في أيّة امّة تسعى للحفاظ عن كينونتها والدّفاع عن وجودها.
هذا ويبقى أخطر ما في هذا المنحى الشعوبيّ العنصريّ، إغراق الشّباب في سيل من المغالطات والادّعاءات الواهية من قبيل تثبيت مفاضلات وأرجحيّات لا سند لها على أرض الواقع، كتلك القائلة بأحقّية الصّراع العربيّ الصّهيونيّ عمّا سواه، والحال أنّ للإسرائلييّتين الشّرقيّة والغربيّة نفس الغايات والأهداف علاوة على التّنسيق الحثيث فيما بينهما كلّما تعلّق الأمر بدسّ الدّسائس بحقّ العرب والعروبة فضلا عن اشتراكهما في نفس الأساليب العنصريّة والسّياسات الاستيطانيّة القائمة أساسا على تهجير السّكّان الأصليّين والتّنكيل بهم وتشريدهم وتذبيحهم واستبدالهم بأقوام غرباء وافدين من شتى أصقاع الدنيا، بل تتفوّق إسرائيل الشّرقيّة عن حليفتها الغربيّة من حيث مساحة الأرض التي تغتصبها ومن حيث الخسائر الفادحة التي تكبّدها العرب في صراعهما معها سواء كانت خسائر ماديّة أو بشريّة أو معنويّة فما تحتلّه إسرائيل الشّرقيّة يعادل أضعاف مضاعفة من مساحة فلسطين والجولان والجزء من سيناء وهي الأراضي التي تحتلّها إسرائيل الغربيّة.
فكيف يقبل شبابنا القوميّ العربيّ اليافع، أن يقحمه روّاد التّطبيع مع إسرئيل الشّرقيّة مثلا بكلّ جرائمها، وبطمسها لمعالم الحضارة العربيّة الزّاخرة؟؟
أفلم تراقب وتشجّع إسرائيل الشّرقيّة سرقة آثار العراق وهدم معالمه الحضاريّة، وكذا فعلت في اليمن وسورة؟؟ ألم تغيّر كلّ المعالم جغرافيّة كانت وحضاريّة في الأحواز العربيّة؟
فأين تصنّف كلّ هذه الجرائم؟؟ وأيّ حكم ينطبق عليها؟؟
زبدة القول إن أي حزب أو تجمع أو تكتل أو جمعية تدعي العروبة الآن عليها أن تعلن موقفا واضحا جليا من احتلال إيران للعراق وتعاونها مع الغزو وأن يدين سلطة الأحزاب التابعة لإيران وميليشياتها العابثة بحياة وأمن وسيادة واستقرار العراق وأن يعلن إسناده ودعمه للمقاومة العربية العراقية الباسلة وأن يدين احتلال الأحواز العربية ويعزز صمود شعبها ومقاومتها وإلا فهو شعوبي صفوي صهيوني ليس له من شعاراته وراياته وخطاباته غير الزيف والخداع والتضليل وهذا هو وصف وحال المخيم القومي ومن يقف وراءه.
إنّه فقط خطوة شعوبيّة على طريق محو الهويّة العربيّة.
أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 18-08-2016