1-الانقلاب الستراتيجي الاخطر في قرنين : اول واهم تحول نتج عن خطة خميني لغزو الاقطار العربية كان تحقق اخطر انقلاب ستراتيجي اقليمي في القرن العشرين – بعد الحرب العالمية الثانية - وهو نقل ما يسمى ب( الشرق الاوسط ) من تناقضه الرئيس الذي ساد منذ عام 1948 بغزو فلسطين وتأسيس كيان غريب بالقوة على ارضها هو اسرائيل الغربية والذي عرف باسم الصراع العربي الصهيوني ، فقد تحولت ، جبريا وتحت ضغط تهديدات خميني المترجمة الى افعال يومية ، كافة عوامل القوة العربية نحو مواجهة الخطر الايراني بدل الاستمرار في حشد الطاقات العربية لمواجهة الغزو الصهيوني . لقد برز نظام خميني بصفته الخطر الاشد تدميرا واتساعا وتغلغلا من الخطر الصهيوني لسبب بسيط هو انه شمل كافة الاقطار العربية، وليس فلسطين فقط ، وتسبب بخلق اكثر من فلسطين في العراق وسوريا واليمن ، واستمر نظام الملالي يقاتل لخلق فلسطينات اخرى في السعودية ودول الخليج العربي والمغرب العربي عبر تنفيذ خطة محو الهوية العربية وفرض التشيع الصفوي ليكون غطاء لتفريس الاقطار العربية .
ولكي نؤكد هذه الحقيقة لابد من التذكير بان الصراع قبل وصول خميني للحكم كان بين العرب واسرائيل الغربية وداعميها الغربيين اما الصراعات الاخرى فكانت ثانوية.وهنا لابد من التأكيد على ان الانقلاب الستراتيجي الذي حققه خميني كان جزء من خطة امريكية عالمية لنقل العالم من حروب الرأسمالية والشيوعية الى حروب الاديان والطوائف والاعراق والحضارات .
2- نشر الفتن الطائفية : ومن نتائج الانقلاب الستراتيجي الخطير انتشار فتن طائفية داخل الكثير من الاقطار العربية بصورة مخططة ومتعمدة وبالاعتماد على الاكاذيب واستغلال فقر الملايين وجعل تشيعهم شرطا للحصول على المال والزوجة الفارسية والعمل كما حصل في سوريا ولبنان وغيرهما ، ومن الضروري تذكر ان الظاهرة الطائفية لم تكن موجودة قبل خميني الا في لبنان وكان السائد في الاقطار العربية هو الهوية الوطنية التي تشمل ، وتساوي بين، كل المواطنيين دون تمييز طائفي او ديني او عنصري او مناطقي ...الخ ، والمهندس الرئيس للفتن الطائفية هو النظام الايراني اذ نه ينفرد من بين كافة دول العالم بتثبيت ان الدولة والنظام يعتنقان هوية طائفية محددة في دستور الدولة هي المذهب الاثنى عشري الشيعي ، وهذا سبق فارسي لم تقدم عليه حتى اسرائيل الغربية التي تريد الان فرض الهوية اليهودية على الدولة وسط معارضة شديدة لكن نظام خميني وخامنئي فرض التشيع الاثنى عشري في دستور الدولة في تأكيد حاسم على انه يريد نشر الطائفية وفقا لهذا المذهب في كل مكان ولهذا تضمن الدستور ايضا فقرة تنص على نصرة ( جمهورية ايران الاسلامية ) لكل مضطهد شيعي في كل مكان ، وهي فقرة حاسمة في تأكيد نهج التدخل في شؤون الدول الاخرى بكافة الوسائل تحت غطاء (حماية المظلومين ) وهذا التطور انتج حالة عداء بين اسرائيل الشرقية وكل دولة تعرضت للتدخلات الايرانية وخلخل الاستقرار الاقليمي .
3-التخطيط لانقلاب في الوعي البشري : كشفت كل الاحداث والوقائع ان اسرائيل الشرقية مصممة ليس على غزونا فقط بل وعلى ما هو اخطر وهو تدمير هويتنا القومية ومحو تاريخنا عبر تحقيق انقلاب قسري في الوعي البشري مصحوبا بتهجيرات سكانية قسرية ملايينية للعرب من العراق وسوريا وقبلها بالهجرة الفارسية المبرمجة منها الى اقطارنا وسكن كتل ضخمة من الفرس في الاقطار العربية واكتسابها الجنسيات العربية وبعد ذلك اخدت تستخدمها لتفريس تلك الاقطار تدريجيا كما حصل في البحرين. ولاجل تحقيق هذه الاهداف خاضت ضدنا حروبا مختلفة الاشكال كلفتنا ملايين القتلى وعشرات ملايين المعوقين نفسيا وجسديا وتبددت الاف المليارات من مواردنا وضاعت فرص التنمية والتقدم ودمر التقدم الذي حققه العرب في عقود ما قبل خميني . ان الحرب التي ابتدات اسرائيل الشرقية بشنها على العراق بعد عام من تسلم خميني للحكم بسبب اصراره على نشر ما سماه (الثورة الاسلامية) اقترنت ب ، واعقبتها مسلسلات حروب وتدخلات واعمال ارهابية في المشرق العربي ونشر الفتن الطائفية تخطيطا وتعمدا .
وهذه الحقيقة نراها الان في العراق وسوريا مجسدة بوجود ملايين الايرانيين الذي منحوا الجنسية العراقية او السورية وهناك ملايين اخرى تنتظر منحها الجنسية في اقطار عربية وسط دعم امريكي واضح .
4- غزو اقطار عربية : اعترفت اسرائيل الشرقية واكدت انها تسيطر على اربعة اقطار عربية وسمتها بالاسم وهي العراق وسوريا واليمن ولبنان واكدت بفخر انها وصلت للبحر الابيض المتوسط ! واعلنت انها تريد اكتساح بقية الاقطار العربية في المشرق وبدأت تزرع بذور نبتاتها في المغرب العربي للانتقال اليه لاحقا . بل انها اكدت انها تريد فتح قواعد بحرية عسكرية في سوريا واليمن واسست فعلا قواعد عسكرية ضخمة في العراق وابرزها قاعدة النخيب على الحدود السعودية مع العراق وفيها يتمركز الحرس الثوري الايراني مع ميليشيات عراقية تابعة لها . ووصلت العنجهية الايرانية حد قول اية الله يونسي بان( بغداد اصبحت عاصمة الامبراطورية الاسلامية الايرانية ) !
5- تغيير مناهج الدراسة العراقية : بعد غزو العراق شرعت اسرائيل الشرقية بتغيير مناهج الدراسة كلها وحذفت كل الكتب والفصول المتعلقة بعروبة العراق وتاريخه ووضعت مناهج تخدم دولة فارس مباشرة وفتحت مدارس كثيرة لتعليم اللغة الفارسية وهدم النظام التعليمي العراقي عمدا لاجل تسييد الجهل والامية والخرافة وهي عوامل تسهل الغزو ومحو الهوية الاصلية للعراق، وبما ان التعليم هو عماد وعي ورقي وتقدم ونهوض وتماسك اي شعب ومصدر قوته فان تدمير التعليم كان من بين اهم اهداف كل من امريكا واسرائيل الشرقية .
6-زرع الشذوذ والمخدرات : نشرت اسرائيل الشرقية اضافة للخرافات المدمرة وسط شعب كان كله متعلما وليس فيه امي واحد المخدرات والايدز –وكان العراق خاليا منهما قبل الغزو – والشذوذ الجنسي بكافة اشكاله وزواج المتعة والذي صار بلاء خطير فكك الاف الاسر ونشر الايدز على نطاق مخيف في العراق نظرا لسهولة ممارسة الجنس والتشجيع عليه خصوصا بتدفق مئات الالاف من الفارسيات الى العراق تحت غطاء زيارة الاماكن المقدسة ، ناهيك عن تورط عشرات الالاف من النساء العراقيات في هذه الممارسات المشينة ، وهذه العمليات الايرانية كانت جزء من خطة تدمير المجتمع والاسر العراقية لتسهيل تدمير العراق واحكام السيطرة عليه فمن دون القيم العليا والروابط المقدسة النظيفة ينهار المجتمع وتتفكك الدولة .
7- قواعد الحرس الايراني : لاجل منع تحرير العراق من الغزو الايراني دخلت قوات الحرس الثوري الايراني مباشرة بعد الغزو وتمركزت في قواعد مهمة في جنوب العراق ومنها اخذت تنتشر في الوسط وغرب وشمال العراق وكانت عملية الانتشار هذه تحت غطاء مساعدة الحكومة في بغداد وكانت هذه القوات ومازالت تحت قيادة قاسم سليماني والذي يتحدث كانه القائد العسكري للعراق بلا منازع وتحت امرته كافة الميليشيات العراقية التابعة لطهران يحركها كما يشاء بل انه يؤكد كلما تحقق تقدم عسكري بان من حققه هو قواته بالذات ومعها وتحت امرتها الحشد الشعوبي .
8- نهب العراق : سرقت اسرائيل الشرقية اموالا عراقية غير محددة الارقام بدقة ومنها اموالا نقدية مثل التي قدمها نوري المالكي لها وتقدر ما بين 600 و800 مليار دولار اضافة لسرقة يومية للنفط العراقي والغاز والاستيلاء على الاف القطع العسكرية مثل الدبابات والطائرات والمدفعية وتفكيك المعامل ونقلها الى اسرائيل الشرقية بحيث لم يبق معملا واحدا كبيرا في العراق ، ووضع اليد على املاك عراقية في مدن الجنوب واسكان عشرات الالاف من الايرانيين فيها .
9-براغماتية مفرطة : تعاونت اسرائيل الشرقية مع كل طرف دولي واقليمي كان مستعدا لدعمها تجاريا او سياسيا من اجل اكمال غزو العراق وغيره من الاقطار العربية وفي مقدمة تلك الدول الشيطان الاكبر طبقا لتسمية خميني اي امريكا ، والشيطان الاصغر وطبقا لتسمية خميني ايضا اي اسرائيل الغربية ،من اجل الحصول على الدعم العسكري والمخابراتي وكانت ايرانجيت مجرد مثل واحد على التعاون والدعم المتبادل بين الطرفين ، وقد نشرت وثائق ايرانية من داخل النظام تؤكد بان خميني شخصيا هو من وافق على الحصول على السلاح من اسرائيل الغربية ومن بين من اكدوا ذلك ابو الحسن بني صدر اول رئيس (لجمهورية ايران الاسلامية ) الذي اعلن ذلك من قناة روسيا اليوم بكل وضوح . وقد اثبتت تلك التعاملات ان النظام الايراني مستعد لاي عمل ومع اي طرف ومهما كانت هويته ونظرته اليه .
10-التقية : استخدم النظام الايراني مفهوم التقية وهي التظاهر بغير ما يضمر فكان يكذب ويخدع برفع شعارات محببة للناس لكنه لم يكن يؤمن بها فعلا ، ويزور الوقائع والتاريخ والاحداث بصلافة وينكر الحقائق المادية مثل تدخله في الاقطار العربية ويتظاهر بالمحبة في حين انه كان يكن العداء والكراهية .
11- اكبر راش في العالم : اضافة لتسخير ما سرقه لنظام الايراني من العراق من اموال نقدية وعينية فانه خصص اكثر الموارد الايرانية لدعم تنفيذ خطط توسعه الاستعماري في الاقطار العربية سواء بتمويل الميليشيات الارهابية او رشوة الساسة والاعلاميين والخبراء والاحزاب والدول ولفتح مراكز التضليل في كل مكان رغم ان هذه التخصيصات المالية قد افقرت الايرانيين وخلقت بطالة وصلت الى اكثر من 40% من السكان وهو ما ساعد على انتشار هائل للدعارة والمخدرات بل وتنامت ظاهرة بيع الاطفال من قبل العوائل الفقيرة وبيع الاعضاء البشرية فصارت اسرائيل الشرقية احدا اهم مراكز الرقيق الابيض والمخدرات والمتاجرة بالاعضاء البشرية . لقد اختارت القيادة الايرانية تجويع شعبها ودفعه للانحرافات من اجل التوسع الاستعماري في الوطن العربي وغيره ،وهذه الحقيقة انتبهت اليها المعارضة الايرانية بل الكثير من زعماء النظام ونبهوا اليها ولخطورتها ولكن النظام ماض فيها لانها تساعده على تحقيق اهداف الاستعمارية . وبناء عليه لابد من التأكيد على ان نظام الملالي هو اكثر نظم العالم اعتمادا على الرشا المالية والجنسية .
هذه بعض الجرائم التي اتكبتها اسرائيل الشرقية ضد الامة العربية والاطار العام لها هي انها حللت لنفسها غزونا والتدخل في اقطارنا والهيمنة هل صنع القرار فيها وقتل الملايين وتهجير ملايين اخرى ونهب ثرواتنا وافساد مجتمعاتنا ...الخ، فكيف يجب ان يكون الرد ؟ هل تصلح قاعدة (العين بالعين والسن بالسن ) لتطبيقها ضد اسرائيل الشرقية وكيف ؟ يتبع .
Almukhtar44@gmail.com
2-8-2017