"
أبو خضير" سبق وان أعار صايته لأحد العرسان الفقراء الذي لا يملك أن يشتري صاية جديدة لعرسه. ولمن لا يعرف الصاية من غير العراقيين، أقول أنها جلباب طويل يشبه جبة رجال الدين مفتوح من جهته الأمامية حيث الأزرار والحزام الذي يزيده أبهة وزينة واناقة وليس لها أكمام وتلبس مع القميص الأبيض والسترة لتكوِّن مع غطاء الرأس الغترة والعقال أو الجراوية الزي التقليدي لكثير من العراقيين.
المهم أن" أبو خضير" هذا كان لا ينفك عن تذكير العريس بصايته بمناسبة أو بغير مناسبة معيِّرا إياه في محضر من يحضر قبل زفة العرس أو أثناءها ملوحا للحاضرين بان صاية العريس هي صايته وانه لولاها لما كان هذا العرس ليتم(1).
وحيث ان الأمثال تضرب ولا تقاس فإن حكاية "أبو خضير" تذكرنا بحديث الساسة عن الديمقراطية والسلام المتحققين في العراق بحيث نمسي ونصبح على تشدقهم ومغالطاتهم كل يوم عبر منابرهم الخاصة والعامة والحكومية بأنهم حققوا وعملوا وانجزوا ، فهذا يطلب من الناس الحمد والشكر على انجازاتهم البامياوية والفاصولية النافخة وآخر( يغني) بالقول ان العراق أفضل بلدان المنطقة العربية بدليل انه خال تماما من الاضطرابات والفتن والأمراض وليس فيه سوى فساد واغتيالات وجهل وتجهيل وتردي خدمات وانقطاع كهرباء مزمن وتوزيع رتب عسكرية لكل من نطق براشد يزرع وقدري قاد بقرنا والمايعرف تدابيره الماطور كتال صاحبه!!. وشوية بطالة واستيراد ادوية مغشوشة وأطعمة فاسدة وأي تعيين (بكم دفتر من جلد ولد الخايبة) وزلاطات على طماطات وبابا غنوج وماما سعدية وخالة كرجية .
طبعا ياريت (صفينة ) على فعل "أبوخضير" فالأخير على الأقل أعطى وفضح المعطى إليه في حين جماعتنا يفضحون ويطبلون ويملأون الدنيا زعيقا بدون ( قبض ) أوأي عطاء أصلا .
ان العراقيين وإن اختلفت مشاربهم وأفكارهم لكنهم ينشدون السلام .. وهذا كله لن يتحقق الا بتخلي الحكام والمتنفذين وأصحاب القرار عن مغريات الحياة الدنيا والنأي عن المصالح الخاصة والأحقاد الدفينة ونبذ الطائفية اللعينة التي مزقت نسيجنا الاجتماعي ولحمتنا مع ضرورة التأكيد على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية يراعى فيها وحدة البلاد ولم شمل العباد وليست مصالحة مآدب طعام يتحلق حولها سياسيون ظالمون متخمون هم أصلا مشاركون في العملية السياسية بل مع ملايين الوطنيين من أصحاب العقول النيرة والكفاءات
الذين هاجروا إلى أصقاع العالم وهم يتطلعون منذ زمن للعودة من أجل تضميد جراح أهلهم والمساهمة في إعادة اعمار وبناء البلاد ، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية طالما غايتنا العراق أرضا وشعبا وتأريخا ومستقبلا من كل النواحي.
ان الاصرار على صم الآذان وكأن فيها وقرا ، وإغماض الأعين عما يجري من تدهور عام عمدا ، يعني ان العريس سيخلع صايته وسيلعن اليوم الأسود الذي تعرف فيه على "أبو خضير" وان كان قد لعنه بالفعل من اول يوم صادفه ، ولكن اللعنة هذه المرة ستكون مصحوبة بردة فعل قوية قد تنهي لامحالة حياة "ابو خضير" وذكرى "صايته" الى الأبد..!!.
1. صاية (أبو خضير) ودرنفيس النائب في الزمن الكردي وحكاية الذل العراقي، ابوالكيا البغدادي ، الحوار المتمدن ، 3-11-2007
للطلاع على اعداد المجلة زيارة موقع المجلة
أبو خضير" سبق وان أعار صايته لأحد العرسان الفقراء الذي لا يملك أن يشتري صاية جديدة لعرسه. ولمن لا يعرف الصاية من غير العراقيين، أقول أنها جلباب طويل يشبه جبة رجال الدين مفتوح من جهته الأمامية حيث الأزرار والحزام الذي يزيده أبهة وزينة واناقة وليس لها أكمام وتلبس مع القميص الأبيض والسترة لتكوِّن مع غطاء الرأس الغترة والعقال أو الجراوية الزي التقليدي لكثير من العراقيين.
المهم أن" أبو خضير" هذا كان لا ينفك عن تذكير العريس بصايته بمناسبة أو بغير مناسبة معيِّرا إياه في محضر من يحضر قبل زفة العرس أو أثناءها ملوحا للحاضرين بان صاية العريس هي صايته وانه لولاها لما كان هذا العرس ليتم(1).
وحيث ان الأمثال تضرب ولا تقاس فإن حكاية "أبو خضير" تذكرنا بحديث الساسة عن الديمقراطية والسلام المتحققين في العراق بحيث نمسي ونصبح على تشدقهم ومغالطاتهم كل يوم عبر منابرهم الخاصة والعامة والحكومية بأنهم حققوا وعملوا وانجزوا ، فهذا يطلب من الناس الحمد والشكر على انجازاتهم البامياوية والفاصولية النافخة وآخر( يغني) بالقول ان العراق أفضل بلدان المنطقة العربية بدليل انه خال تماما من الاضطرابات والفتن والأمراض وليس فيه سوى فساد واغتيالات وجهل وتجهيل وتردي خدمات وانقطاع كهرباء مزمن وتوزيع رتب عسكرية لكل من نطق براشد يزرع وقدري قاد بقرنا والمايعرف تدابيره الماطور كتال صاحبه!!. وشوية بطالة واستيراد ادوية مغشوشة وأطعمة فاسدة وأي تعيين (بكم دفتر من جلد ولد الخايبة) وزلاطات على طماطات وبابا غنوج وماما سعدية وخالة كرجية .
طبعا ياريت (صفينة ) على فعل "أبوخضير" فالأخير على الأقل أعطى وفضح المعطى إليه في حين جماعتنا يفضحون ويطبلون ويملأون الدنيا زعيقا بدون ( قبض ) أوأي عطاء أصلا .
ان العراقيين وإن اختلفت مشاربهم وأفكارهم لكنهم ينشدون السلام .. وهذا كله لن يتحقق الا بتخلي الحكام والمتنفذين وأصحاب القرار عن مغريات الحياة الدنيا والنأي عن المصالح الخاصة والأحقاد الدفينة ونبذ الطائفية اللعينة التي مزقت نسيجنا الاجتماعي ولحمتنا مع ضرورة التأكيد على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية يراعى فيها وحدة البلاد ولم شمل العباد وليست مصالحة مآدب طعام يتحلق حولها سياسيون ظالمون متخمون هم أصلا مشاركون في العملية السياسية بل مع ملايين الوطنيين من أصحاب العقول النيرة والكفاءات
الذين هاجروا إلى أصقاع العالم وهم يتطلعون منذ زمن للعودة من أجل تضميد جراح أهلهم والمساهمة في إعادة اعمار وبناء البلاد ، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية طالما غايتنا العراق أرضا وشعبا وتأريخا ومستقبلا من كل النواحي.
ان الاصرار على صم الآذان وكأن فيها وقرا ، وإغماض الأعين عما يجري من تدهور عام عمدا ، يعني ان العريس سيخلع صايته وسيلعن اليوم الأسود الذي تعرف فيه على "أبو خضير" وان كان قد لعنه بالفعل من اول يوم صادفه ، ولكن اللعنة هذه المرة ستكون مصحوبة بردة فعل قوية قد تنهي لامحالة حياة "ابو خضير" وذكرى "صايته" الى الأبد..!!.
1. صاية (أبو خضير) ودرنفيس النائب في الزمن الكردي وحكاية الذل العراقي، ابوالكيا البغدادي ، الحوار المتمدن ، 3-11-2007
للطلاع على اعداد المجلة زيارة موقع المجلة