{{ المقاومة العراقية هي الوحيدة المؤهلة لرسم خطوط الفصل بين الحق و الباطل ، بينالميداني ــ و ــ السوقي أي بين ما هو استراتيجي و ما هو سياسي تكتيكي }}
إذا كانت اﻹستراتيجيا تعريفا هي : مجموعة السياسات والأساليب والخطط والمناهج المتبعة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في أقل وقت ممكن وبأقل جهد مبذول…
لو طبقنا هذا التعريف علي دخول القوات العراقية الكويت في 02 أوت 1990 هل سنجد ما يؤشر علي ان العراق و نظامه الوطني قد وضع سياسة أو جملة اساليب و خطط تستهدف ضم الكويت أو حتي دخولها ؟
قطعا الجواب سيكون بالنفي باعتبار أن العراق ان كان في جانبه السياسي أو الشعبي لم يكن في وارد فعله أن يلجأ في علاقته مع الكويت الي استخدام القوة باعتبار أن الكويت في ضمير الشعب في العراق محافظة عراقية حتي و هي تدار بصيغة امارة ، كما هو اﻷمر في ضمير أبناء محافظة الكويت، و من ﻻ يأخذ هذا الكلام بجدية ما عليه اﻻ القيام بسبر لآراء أبناء الكويت أساسا .ﻻ الكبار منهم بل للفئة العمرية التي تتراوح اعمارها بين 25 و 45 سنة أي التي ولدت بعد حادثة 02 اوت 1990أو كانت في سن الطفولة ، و سيري مدي صدقية و صحة هذا
الكلام ...
هذا الكلام ليس تخمين و إنما حقيقة يرددها كل عراقي حتي اللحظة سواء كان مع النظام الوطني أو مناهضا له حتي بعد كل الذي حدث ؛ و كل العراقيين يعرفون من أن جغرافية اﻹمارة جغرافية مصطنعة تطورت من مدينة الي ما نلاحظه اليوم من مجال جغرافي …
اذن القول بالخطأ اﻹستراتيجي يمكن قوله سياسيا في لحظته باعتبار ما قاد اليه من نتائج يحتسبها القائل بالخطأ كنهاية الفعل ... إذ لو تبني العرب مقترحات العراق في المسألة و تمسكوا بها كحل ـ أي انسحاب عراقي من الكويت متزامن و انسحاب صهيوني من اﻷراضي المحتلة سنة 1967 ... لكان الكلام غير ما يتداول اليوم ، و يردده البعض بمفهوم الخطأ ؛ و لكان الكلام من ان استعادة العراق للكويت هو بداية جواز العرب في عبورهم لسايكس بيكو بمختلف افرازاتها و دخولهم عصر تقريرالعرب لمستقبلهم بارادة و بصيغة مستقلة ...
ﻻ بداية دخول العرب في دوامة جديدة لسايكس بيكو جديدة مردها فعل يستبطن العمالة بكل ما تعنيه من سقوط و تردي اشتركت فيه كل الأنظمة العربية إما ماديا و معنويا خطابة ... و ﻻ زال بعض العرب رغم كل المآسي يستبطنه رؤية و ﻻ يتردد في التصريح به علانية بمنطق الرؤية العقلانية.
ما يجب أن يعترف به العالم كل العالم هو أن ما قام به العراق و نظامه الوطني، و بالرغم من كل النتائج التي تحملها العراق و نظامه الوطني لوحده يعد و بكل المقاييس نقطة تحول في الفعل البشري المتطلع ﻷمتلاك ارادة فعل بصيغة مستقلة .
صحيح تضحيات ترتقي لمرتبة الكارثة في جوانب عديدة منها ... و لكن الفضل كل الفضل في ايقاف و تخريب الفرصة التاريخية التي توفرت لقادة اﻹمبراطورية اﻷنجلو ــ صهيو ــ أمريكية في بناء ما سموه بالقرن الأمريكي سيكتب قطعا للعراقي كما كتبت له و عبر مراحل التاريخ البشري جملة اﻹنجازات التي ﻻ يتجرأ أي كان من حجبها ، فالعراق بنظامه الوطني انطلق مع سقوط و تلاشي المنظومة اﻹشتراكية من ثابت نضالي يقول {{ إذا لم تستطع أن توظف الفرصة التاريخية لصالحك فخربها على عدوك حتى تخلق الحالة التي تجعل عدوك مضطرا للإنسحاب أو قابلا لشروطك }} و بادارة العراق لصراعه مع التحالف الدولي منذ ان اعلن عن نفسه غداة اﻹنتصار العراقي علي الخمينية
في أوت 1988 ...
يتاكد لنا يوما بعد يوم من ان هزيمة هذا التحالف حقيقة معاشة و من ان عديد القوي الدولية في حد ذاتها ممن قبلت بان تربط أمريكيا ممثلة في قادتها علي أكتاف قادتها و هم مطأطئي الرؤوس ، أصبحت ﻻ تتردد في ابعاد يد القادة الأمريكان قبل ان تصل حد أكتاف قادتها ...
و الفضل في ذلك يعود للمقاومة العراقية ...
و هي قطعا التي ستخط برؤيتها ملامح العلاقة بين الحق و الباطل قريبا .
يوغرطــــــــــــــة السميري ؛ المهدية ــ تونس 04/08/2017
d.smiri@hotmail.fr