انتهت حلقات مقابلة المحامي سليمان الجبوري مع قناة الفلوجة الذي توكل للدفاع عن بعض الرفاق اعضاء القيادة وغيرهم من معتقلينا واسرانا في سجون الاحتلال الامريكي ، وكنت قد قررت الانتظار لحين انتهاءها كي تتكون لدي صورة كاملة عما قاله ، ولهذا اوضح الان وقد اطلعت على كل
الحلقات حقيقة كشف عنها نفس المحامي وهي انني كنت انسق معه طوال المحاكمات – كما نسقنا مع غيره - واوصل لاسرانا عبره ما يصدر عن الحزب من بيانات وتقارير اعلامية ومعلومات عن الوضع في العراق ومقاومته وعن الحزب ، اضافة لرسائل دعم وتقدير لمواقفهم ورسائل شخصية من عوائل الاسرى ، وكل تلك الرسائل كانت عاملا مهما في تحقيق انفراج نفسي لدى اسرانا ، واثبت هنا وللتاريخ بأن المحامي سليمان الجبوري كان صادقا وامينا ولم ينلاعب بما كلف بنقله وتجنب استغلال دوره هذا لتحقيق مكاسب شخصية وهذه حسنات تحسب له .
وعلينا ان نتذكر بان المحامي الجبوري تعرض لمخاطر الدفاع حيث استشهد اكثر من محام بسبب تبنيهم لقضية الدفاع عن اسرانا ، وما قام بنقله اضافة لطمأنةاسرانا كان عاملا مهما في تعزيز المعنويات لديهم فتعمقت ثقتهم بحزبهم بعد فترة عزلة كاملة وترهيب وتصفيات دموية ونشر معلومات على الاسرى من اسريهم تقول بان الحزب انتهى وتعاظم شعورهم بانهم ليسوا وحدهم وانما هناك حزب جبار خلفهم .
وبعد هذا ادون رايي بما قاله :
1-ان تقويم المقابلة كي يكون منصفا وموضوعيا من الضروري ان يتجنب الرأي الشخصي بالمحامي فالبعض لديه راي سلبي فيه والبعض الاخر لديه راي ايجابي وكلا الرأيين لا صلة له بشهادته لان اهم ما فيها هو ما قاله وليس ما عليه او له سابقا .
2-كان عرضه عموما ايجابيا فقد دافع عن الاسرى وعن الحزب والنظام الوطني خصوصا عن الرئيس الشهيد بلا تردد وكان واضحا جدا .
3- وقعت بعض الاخطاء الصغيرة وهي نتاج عدم تعامله مع الاعلام والذي يخلق رهبة ويربك من يظهر لاول مرة وكان الموقف المسبق المعادي لمقدم البرنامج سببا في ارتكاب بعض الهفوات الثانوية حيث كان يتعمد ارباك المحامي الجبوري ومنعه من تواصل افكاره .
4- يبرر البعض نقده للمحامي الجبوري بقوله انه قدم معلومات عن وجود اسرى انهاروا ولم يصمدوا ، ولهذا علينا ان كون واضحين جدا : هل نريد بناء سمعتنا على معلومات ناقصة والتاريخ سيكشف كل شيء غدا او بعد غد ؟ المعلومات التي انتشرت عن صمود قادة البعث صحيحة ولم تنقضها شهادة المحامي الجبوري لسبب بسيط وهو ان من اظهر ضعفا لم يكن عضو قيادة وهذا يحفظ للقيادة الاسيرة سمعتها النقية . اما من يتصور ان حزبا تعرض لما يتعرض له البعث وقيادته يخلو من الضعفاء فهو واهم والتاريخ سيشهد انكشاف ما لم يكشف فلم الانتظار لوقت اخر في كشف من ضعف من الاسرى وهي حالة انسانية طبيعية ؟
5- ان التعرض للعذاب الجسدي والنفسي من قبل اسرانا كان مؤلما وعلينا ان لا نقلل من هول ما تعرضوا له كلهم وعلينا عدم التنكيل حتى بمن ضعف فلكل انسان قدرة خاصة به .
في ضوء ما تقدم فان المحامي سليما الجبوري كان ايجابيا وامينا وعراقيا اصيلا ويستحق الاحترام والتقدير وليس التشهير ، ومن لا ينصف الاخرين لن ينصفه غيره .
almukhtar44@gmail.com
20-8-2017