بعد غزو العراق واحتلاله, أوكلت مهمة شيطنة وتجريم النظام الوطني وقيادة العراق التاريخية وحزب البعث العربي الاشتراكي الى عشرات القنوات الاعلامية الفضائية فضلا عن الصحف والمجلات وقنوات التواصل الاجتماعي.
واضح ان الحرب الكونية على العراق قد أفردت للأعلام ومهامه أهميات استثنائية لتحقيق غايات الغزو المتمثلة بقبول الاحتلال والتعاطي معه واعتباره بديلا للدولة الوطنية ولرسم صورة ايجابية في عقول الشعب عن موظفي الاحتلال الذين جاء بهم من خارج الوطن أو الذين أستقطبهم مباشرة أو بالتدريج من الداخل. ومن بين مهام الاعلام الاحتلالي التي برزت بشكل واضح هي غض الطرف عن فشل وفساد السلطة الاحتلالية أو التقليل من أهميته وكوارثه وتهميشها مقابل تضخيم ما ينتقونه من قصص الشيطنة والتخوين وما تجود به قرائح المتخصصين بابتكار مواقف وأفعال لم تحصل قط أو ان بعضها قد حصل على هامش حياة الشعب والدولة على مدار ٣٥ عاما من الحكم الوطني.
فعندما تتم محاكمة الدولة الوطنية على تجريمها لما يسمى ب (الاحزاب الدينية) مثلا من قبل سلطة من كوادر هذه الاحزاب التي سلطها الاحتلال فلا يتوقع أحد أن تنصف الدولة الوطنية ورجالها من قبل محكمة يديرها قادة أحزاب (دينية) تعتبر كل ما مورس بحقها كأحزاب عميلة ارهابية خائنة على انه جريمة. وعندما تكون سلطة الاحتلال هي سلطة محاصصة بين أحزاب وميليشيات الطوائف والأعراق والمذاهب فمن السذاجة أن يتوهم أحد أن تكون هذه السلطة موضوعية ومنصفة بل أن تقترب ولو خردلة من الحق في محاكمة من قزمها ومنع ارهابها وحجر عليها تنفيذ مآربها الخادمة للأجنبي.
ان الكثير من القنوات الفضائية الاحتلالية التي تروج وتنطق بأسماء أشخاص وأحزاب وميليشيات من سلطة الاحتلال تبحث عن سبل إدامة الهجوم الاعلامي الظالم الجائر وتبتكر وتجتهد في سبل تجديده وتطعيمه وتعميقه كنهج ثابت يشكل أحد أهم مظاهر وممارسات الاحقاد والضغائن والكراهية التي اتسمت بها حقبة ما بعد الغزو . وهنا , يتوجب على الوطنيين والاحرار ومن لا صالح ولا مصلحة لهم بالانخراط أو المساعدة في هذا الخط الاجرامي المتوحش أن يضعوا أرجحيات وأولويات في الادوار المتاحة لهم أو في الفرص القليلة التي تتاح لهم في مواجهة هذا السيل من التزوير والبذاءة وانحطاط الاخلاق.
ان الكم من اللؤم والخبث والاحقاد التي تحرك عددا من الاعلاميين العراقيين يرغمنا على توجيه الدعوة لكل أحرار العراق بعدم التعاطي معهم والنأي بأنفسهم عن البرامج الحوارية التي يقدمونها وفي مقدمة هؤلاء أنور الحمداني والمدعو حميد عبد الله.
ان دعوتنا للابتعاد في هذه المرحلة عن توجيه أي نقد من أي نوع كان وتحت أي مسوغ لحكمنا الوطني ورموزه الوطنية تدفعنا اليها حقيقة ان عدونا الاعلامي فضلا عن عدونا السياسي المحرك لماكنات الاعلام شرس وبلا أخلاق وبوسعه أن يحول أية ملاحظة نقدية الى تشهير وتخوين وشيطنة. هذا الفعل الخسيس يجبرنا على رفض النقد والمراجعة على الفضائيات لنتركها الى قناتها الأهم والمشروعة الا وهي مؤتمرات الحزب . ونحن لا يهمنا قط أن تتأخر هذه المراجعة طالما ان البعث يمر بظروف مميتة تقييد أو تمنع حراكه بكل انواعه وطالما ان معظم أعضاءه ينتمون الى المقاومة الباسلة فاعظم مراجعة تنظيمية وادارية وأخلاقية هي التي تنطلق مع الرصاص المجاهد.
الاولويات التي يجب العمل عليها الان :
كشف جرائم الاحتلال وحكوماته المتعاقبة.
كشف خيبات ومساوئ واجرام العملية السياسية الاحتلالية .
العمل على تعرية الاحتلال الايراني للعراق وكشف جرائمه.
تسليط الاضواء على صلة الاحتلال بالعملية السياسية واسقاط الادعاء بالاستقلال .
تصعيد الجهاد والكفاح عبر دعم وتوسيع دوائر المقاومة الباسلة.
ونرى أن لا جدوى ولا فائدة من اندفاع بعض أخوتنا ورفاقنا من تناول مجريات محكمة الاحتلال وبعض أسرارها.. يكفي النظام الوطني فخرا ان يكون الشهيد صدام حسين هو قائده. ويكفيه فخرا أن يكون طه ياسين رمضان وعلي حسن المجيد وبرزان إبراهيم الحسن وعواد حمد البندر أسوده التي أعتلت المشانق دون أن تسمح لذرة غبار من ان تلتصق بثيابها الطاهرة.
الا يتهمون الشهيد صدام حسين بالدكتاتورية؟ لماذا اذن يسلطون الضوء على مواقف توصف بالوهن لمن لم يكن له قول أمام الدكتاتور؟
نظامنا الوطني قمة .. وحقبة الاحتلال بئر أظلم فلتتوقف هنا كل الكلمات.