لم يكن يتوقّع أحدٌ أنّ العرب الّذين كانوا قبائل تحكمهم العصبيّات والأعراف ويدينون بالولاء إلى القبيلة وتنتشر بينهم الحروب والغزوات سيجتمعون على رأيٍ واحد ٍ ويتّخذون موقفاً صلباً وخاصّةً عندما جهّزوا جيشاًقويّاً حاربوا به الفرس في معركة(ذى قار)الشهيرة وانتصروا عليهم بعد أن كان الفرس يعتقدون أن العرب عراة حفاة يسهل التّلاعب بهم والتحكّم بمصائرهم.
ثمّ توالت أمجاد العرب زانتصاراتهم على الرّوم في بلاد الشّام وعمّوريّة.والفرس في القادسيّة والأوروبّيين في بلاد الأندلس والمغول في بغداد والصّليبيين في فلسطين.وكان آخر انتصارات العرب المؤزّرة (ألقادسيّة الثّانية) الّتي دحرت قطعان فارس وأعادت الهيبة والمنعة للشّعب العربي وحمت بواباته الشّرقيّة من عربدة الفرس واعتداءاتهم المتواصلة على البشر والحجر.
لقد شعر كلّ إنسانٍ عربيّ في 8|8|1988 أنّه استطاع ولأوّل مرّةٍ في تاريخه الحديث أن ينتصر ويفرض شروط الفائز على عدوّه المنهزم فيتقبّلها الأخير دون تردّد وكأنه يتجرّع كأس السّمّ حسب قوله.
جاءت فرحة النّصر بعد عدّة هزائم خلال الصّراع العربي الصهيوني ومن وراءه وبعد خيبة الأمل الّتي كانت تملأ النّفوس والصّدور قبل القادسية الثانية.
ويعود الفضل في النّصر العظيم ألى قادةٍ عظام وجنودٍ بواسل آثروا على أنفسهم الحياة بذلّ وفصّلوا بدلاً منها الموت المشرّف متمسّكين بقول الشّاعر:
وإذا لم يكن من الموت بدٌّ فمن العجز أن تموت جبانا.
والآن وبعد تسليم القوى الإستعماريّة والإمبرياليّة العراق إلى إيران أرضاً مباحةً وأموالاً منهوبةً وشعباً مغلوباً على أمره ودولةً منهارة.
هل سيأتي اليوم الّذي يعيد ألينا أمجاد صلاح الدّين وخالد وسعد والقعقاع وصدام حسين وغيرهم؟