أمة العرب تجدد وانبعاث
خالد الشيخ
حدثنا التاريخ و ما زال عن الشواهد والأمم السابقة وعن حضارات قد تلاشت بعد أن تركت أثرا يتحدث عنها ،وعن وجودها السابق في ذاكرة شعوب لم يبق منها سوى حطام و ذكرى.
هنا يتساءل المرء عن سبب اندثار أمم وحضارات و الاسباب الموجبة لتلك الحضارات في أن تفقد مبرر وجودها و غيابها على المستوى البشري و الانسانى و تلاشى الدور في تطور الحياة البشرية رغم نتاجاتها الثقافية و الماديه و التى انطبعت على جدران الازمنه و التاريخ.
قد تكون تلك الأمم قد تعرضت لغزوات من أمم أخرى و قد تكون ضعفت في مرحلة ما و قد يكون فتكت بها الأهوال و الأمراض والعوامل الطبيعية و امور اخرى ،وهنا اطرح السؤال التالي ؟
لقد تعرضت الأمة العربية إلى أكثر من ذلك وأكبر ضررا لا بل قد جمعت في الضرر اللاحق بها كل ذلك و اكثر من اضعاف مضاعفه و لماذا لم تندثر وتتلاشى ؟. و ما سر بقائها؟.
ان الاجابة على السؤال تندرج في شرح مواصفات و امكانيات أمة العرب و التي تميزت بها عن بقية الأمم و هي كالتالي:
أمة العرب أمة الرسالات ،فهي مهبط الأديان السماوية الثلاث و ارض الانبياء و هذا يعطي للأمة البعد الروحي و هو الميزة الأولى للأمه و التي تضفي عنصر التفوق الأول على كثير من الأمم، و الذي استدعى حكما وجود العنصر الثاني ألا وهو عنصر التفاعل الحضاري في نقل الرسالات السماوية إلى البشرية جمعاء.
انيطت للأمة الدور الرباني في مسيرتها الحضارية و تحتم عليها التفاعل ونقل المعرفة الدينية والإنسانية فكان التأثر و التأثير و تهيء للأمة الدور الإنساني في نشر النور عبر ظلمات المادة ادخلت مفردات التجدد والانبعاث للأمة في سياق دور جديد يستمد قوته من الرسالات السماوية إضافة إلى ما تمتلكه الأمة من قيم و عادات و تقاليد صبت في اختيار الأمة لنقل الرسالة. ،اذا اصبحت الامة العربية تمارس دورها الانسانى بما تملكه من بعد روحى اختصت به و بعد مادي بما تملكه من قيم عليا جعل قوتها و مسيرتها متعددة الأبعاد و النجاحات فتفاعلت مع الآخرين و اعطت الإنسانية و طورت ما لديها.
البعد الثالث لقوة الأمة: إضافة إلى الرسالات السماوية والقيم التي يتمتع بها المجتمع هناك البعد الثالث المتمثل بقدرة أبناء الأمة على التحمل و الاقتباس و الشجاعة والتحمل تلك الصفات جعلت من الأمة أمة الشهداء المدافعين عن أرضها و حضارتها وقيمها،عبر التاريخ ومن هنا نؤكد على تلك الخصوصيات و التي اجتمعت في أمة العرب حصرا ،تلك الخصوصية جعلت الأمة حالة متجددة وحيه تكاملت فيها عناصر الروح و المادة و معهما عنصر القدر الذي أعطى للأمة البعد الانسانى و حملها رسالة للبشر جميعا تلك الأمة لديها من مكامن القوة لتحول الضعف قدرة نهوض و الفشل ركيزة للنجاح و للشهاده انبعاث للحرية و للتضحيه مشروع للبناء.تلك الامة خالده برساله سماويه و قيمة بشرية و لن تموت أمه تحتاج الى مخلصين لينفضوا عنها غبار المتخاذلين والجبناء امه تحتاج الى رجال يستمدون القوة من الله ثم المبادئ . أمة تحتاج إلى من يبعث فيها مشروعها الانساني و القومى ،امه تحتاج البعث ليحمى ترابها ،لن تموت وإن ضعفت طالما الطبيب المعالج موجود وطالما البعث ارتضى أن يكون المعالج والدواء.تحيه لرجال الله على أرضه و تحية لباعث رسالتها يحمل مشروعها.عاشت الامه العربيه المجيده و عاش ابطال البعث وحمى الله حماتها من رجالات سطروا للتاريخ أن للأمة من يجدد انبعاثها . .