سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إطلالة الرّفيق عزّة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ على جماهير الأمّة العربيّة من تونس: دلالات وعبر.



- الجزء الأوّل -
موقف نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
أطلّ الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم الأمين العامّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ القائد الأعلى للجهاد والتّحرير على الجماهير العربيّة يوم الأثنين 15-05-2017 من خلال جريدة " الشّارع المغاربيّ " التّونسيّة في حوار مطوّل وشامل أجرته معه الصّحفيّة التّونسيّة اللاّمعة صوفيّة الهمّامي.

وبالاطّلاع على مضمون الحوار، وبالنّظر لطبيعة الأسئلة التي اتّسمت بجرأة واقتحاميّة واضحتين، يخلص القارئ للأهمّية الاستراتيجيّة القصوى للمادّة المنشورة حيث جاءت أجوبة الرّفيق القائد عزّة إبراهيم على قدر كبير وواسع من الوضوح والصّرامة والاستمرار على ذات المبادئ والأهداف الكبرى التي يتصدّى لها الرّجل وفق مسؤوليّاته النّضاليّة والأخلاقيّة والتّاريخيّة تجاه الأمّة العربيّة وقد ادلهمّت عليها الخطوب على نحو غير مسبوق ووفق مهامّه القياديّة سواء منها الحزبيّة أو السّياسيّة أو في ريادة ركب المقاومة والمقاومين المجاهدين الذين يقارعون أعتى أدوات التّدمير وأشرس آليّات الاجتثاث الموجّه للعرب والعروبة بعيدا عن حصرها في حزب البعث العربي الاشتراكيّ.
فلقد جاءت أجوبة القائد لتعمّق النّهج المبدع الخلاّق الذي دأب عليه في حوارته وخطاباته ورسائله المتعدّدة والمتلاحقة والموجّهة لجهات مختلفة كلّ حسب ضرورتها ورهاناتها، وخاصّة ذلك النّهج الذي أفصح عنه في خطابه التّاريخيّ الفارق بمناسبة الذّكرى السّبعين لتأسيس الحزب في السّابع من نيسان – أفريل 2017 ألا وهو نهج المصارحة والمكاشفة بعيدا عن اللّغة الفضفاضة والشّعارات الرّتيبة نظرا لدقّة المرحلة الخطيرة والمنعطف الكارثيّ الذي تشهده الأمّة في أغلب ساحاتها.
وبعيدا عن هرطقات ممتهني الصّيد في المياه الآسنة، ودون الوقوف طويلا على كثير من الإشارات الواردة سواء في الأسئلة أو الأجوبة التي تدلّل على مواصلة الرّجل الرّجل لمهامّه ومباشرة دوره الرّياديّ الطّلائعيّ في صدّ المؤامرات الكونيّة الخسيسة التي استهدفت الحزب ونظامه الوطنيّ في العراق كما استهدفت العراق والأمّة وتسقط تماما تلك العلكة التي يلوكها باستمرار جمع المتساقطين والمتخرّصين والمهزومين نفسيّا والخاوية عقولهم والمتعلّقة بمصير الرّجل وحياته، فإنّ الرّفيق القائد عزّة إبراهيم خاض في هذا الحوار التّاريخيّ في أغلب ما يؤرّق الجماهير من جهة، وفضح الدّسائس والأكاذيب التي يفبركها الأعداء في إطار حملتهم الشّعواء على العرب والعروبة من جهة ثانية، وبسّط وأسهب في تفسير المنهاج السّياسيّ والاستراتيجيّ العامّ للحزب وللمقاومة على حدّ سواء، وهو ما شكّل مثابة كلّ محتوى المادّة الفريدة.
هذا ولقد تدرّج الرّفيق القائد بطريقة سلسة وبمنتهى المرونة في بسط معالم المؤامرة الكونيّة التي قادتها قوى البغي والاستكبار العالميّة الشّيطانيّة بقيادة امريكا وحلفائها خصوصا الصّهاينة والفرس المجوس ضدّ الحزب والعراق والأمّة.  وفصّل تفصيلا شاملا ودقيقا خلفيّات المخطّطات المعادية بتعدّد واجهاتها ومصادرها ورافعاتها ضدّ الأمّة العربيّة في أغلب أقطارها في العراق والأحواز وفلسطين وليبيا واليمن ومصر وتونس والخليج العربيّ وإن تغيّرت مظاهرها حسب كلّ ساحة وظروفها.
ففي هذا الحوار التّاريخيّ، سفّه الرّفيق القائد أوهام المتقوّلين والأدعياء والمراهنين على تركيع العرب، فأكّد على استمراريّة نهج المقاومة واتّساع رقعتها خصوصا في العراق وركّز تركيزا عاليا على الدّعم الجماهيريّ الشّعبيّ في العراق للحزب ومقاومته الباسلة كما شدّد على أنّ دعمها محصور على أبناء العراق الغيارى الأصلاء وندّد بتخاذل الأنظمة العربيّة في أداء دورها المفترض نحوها.
كما أبرز الرّفيق القائد في معرض كلامه العقيدة الاستراتيجيّة التي تقود حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ وأوضح بما لا يدع مجالا للرّيبة أنّه لا مفاضلة بين مأساة قٌطر وآخر وما تستوجبه من استحالة المفاضلة بين احتلال وآخر، وهي إحدى أهمّ النّقاط التي ركّز عليها القائد عزّة إبراهيم وذلك للحسم نهائيّا في أمر جلل وخطير يتمثّل في محاولة التّقليل من الخطر الفارسيّ الإيرانيّ الصّفويّ الذي يتهدّد مصير العرب دونما استثناء، فلقد رصد أجندات الفرس وحقيقة برامجهم العدوانيّة العنصريّة الشّعوبيّة التي يعملون على تنفيذها في الوطن العربيّ وخصوصا العراق والأحواز وسوريّة واليمن، وأفاض في تعرية النّزعة الإجراميّة الإرهابيّة للفرس خصوصا لما ارتكبوه من سلسلة جرائم إرهابيّة غير مسبوقة أينما تنفّذوا وأينما وطئت أقدامهم أرض العرب، كما جدّد فضح الدّور الخبيث الذي لعبته الامبرياليّة الأمريكيّة وحليفتها الصّهيونيّة العالميّة وتحالفهما الشّرّير مع إيران ولولاه لما استباحت إيران العراق وعملت فيه أداة القتل والتّدمير والتّخريب وكلّ مظاهر المعاناة الهائلة التي يرزح تحتها العراق اليوم أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة، وسفّه ادّعاءات الفرس ونغولهم وبيادقهم وافتراءاتهم وحيلهم التي يسعون من خلالها لاستدرار مشاعر التّعاطف لدى قطاعات واسعة من أبناء العروبة الذين اختلطت عليهم الأمور بفعل مأساويّة المشهد والواقع الذي يتخبّطون فيه، وفي هذا الصّدد تحديدا عرّى العقيدة الفارسيّة العنصريّة الحاقدة على العرب وأمّتهم ووصف حكّام إيران اليوم بالقوميّين الفرس الشّوفينيّين العنصريّين ونفى أيّ علاقة لهم بالإسلام الحقّ، كما كذّب بالأدلّة والحجج العلميّة حكايات الفرس ورواياتهم حول نصرة فلسطين ومعاداتهم للكيان الصّهيونيّ، وبذلك يكون قد بوّب ورتّب الأعداء ترتيبا منهجيّا متلائما مع مجريات الأمور وتطوّرات الأوضاع فجعل إيران الفارسيّة الصّفويّة عدوّ العرب الأوّل دون أن يسقط ذلك عن العدوّ الصّهيونيّ نزعته الإجراميّة الإرهابيّة وبطلان اغتصاب الصّهاينة للأرض العربية في فلسطين وغيرها، وشدّد على الأسباب الدّاعية لذلك علاوة على احتلال الفرس للأحواز والعراق والجزر الثّلاث وسيطرتها على لبنان واليمن وبثّها للقلاقل والفتن في البحرين والسّعوديّة حيث أنّه عدّ المخطّط الفارسيّ الصّفويّ كعامل أساسّ وداعم رئيسّ للمخطّط الصّهيونيّ القاضي بتأبيد انخرام الوضع العربيّ والحؤول دون تحقيق العرب لتطلّعاتهم في الوحدة والحرّية وإقامة المجتمع العربي الاشتراكيّ وبسط سيادتهم على ثرواتهم وتحقيق تحرّرهم وانعتاقهم الاجتماعيّ شأنهم كشأن غيرهم من الأمم والشّعوب الأخرى.
ولعلّ أهمّ ما يضفي على هذا الحوار التّاريخيّ من أهمّية قصوى هو ذلك القدر الكبير من الجرأة والشّجاعة في تناول مسألة داعش التّنظيم الإرهابيّ، حيث أوضح أنّ داعش لم تقتل 1 بالمائة ممّا فعله الأمريكان والفرس في العراق وكذلك الرّوس والفرس في سوريّة وكذلك في اليمن، ووضّح بالأرقام عدد القتلى مثلا في محافظة صلاح الدّين من الجانبين ناهيك عن عدد المنازل المهدّمة وغيرها ممّا يجري في الموصل وغيرها. كما بيّن حقيقة الجهات الدّاعمة والرّاعية لهذا التّنظيم والغايات منها، بل وأضاف في توصيف دقيق علميّ وواقعيّ على أنّ خطر الفرس على العرب أشدّ من خطر داعش بأن قال إنّ داعش حالة طارئة ومنبوذة من كلّ العرب بينما إيران جار تاريخيّ مقيم ودائم للعرب، ولكنّها جار سوء تضمر الأحقاد والشّر للعرب جميعا.
ورفض الرّفيق القائد شيخ المجاهدين رفضا قاطعا للتّقارير المخابراتيّة والإعلاميّة التي تتحدّث عن التحاق ضبّاط الجيش العراقيّ الباسل بداعش، ورفض بشكل لا مخاتلة فيه نسب الجيش العراقيّ البطل للرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين لأنّ في ذلك إهانة لروحه وتاريخه من جهة وإهانة للجيش العراقيّ ومساعي مذمومة لطمس حقيقته وطبيعته الوطنيّة والقوميّة وإنكار لما حقّقه من انتصارات وما لعبه من أدوار قوميّة خالدة في كلّ مراحل الصّراع العربيّ سواء ضدّ الفرس أو الصّهاينة أو الامبرياليّة من جهة أخرى، وشرح بالأرقام أيضا وبالوقائع دوافع منتسبي الجيش العراقيّ للالتحاق إمّا بالأجهزة الأمنيّة التي اوجدها الاحتلال أو بالأحزاب السّياسيّة النّاشئة عقب الغزو واتّخاذ أعداد كبيرة منهم لمواقف بالضّدّ من مواقف الحزب وسياساته وتوجّهاته بل ومنهم من ساهم في ملاحقة وتشريد زملائه السّابقين وكذلك مطاردة وتقتيل عدد كبير من القيادات البعثيّة، واستهجن إنكار كلّ هذه الوقائع وفي المقابل وفي إطار تلطيخ سمعة جيش العراق ودرع الأمّة وحامي بوّابتها الشّرقيّة في وحل الإرهاب وغيره من الأكاذيب، رغم أنّ العالم يدرك أنّه وفي عهد الجيش العراقيّ الباسل لم يعرف العراق الإرهاب قطّ إلاّ عبر أحزاب إيران كالدّعوة والمجلس الأعلى لما يسمّى بالثّورة الإسلاميّة وغيرها.
وفي مسألة متعلّقة بالدّور الإيرانيّ الخبيث في الوطن العربيّ، تحدّث الرّفيق القائد عن جرائم الفرس في سوريّة، وأعلن بمنتهى الوضوح عن أنّ الفرس وميليشيّاتهم وخصوصا حزب الله اللّبنانيّ والرّوس هم الحكّام الحقيقيّون لدمشق وأنّ النّظام السّوريّ مجرّد تابع ذليل لهذا الثّالوث المجرم، وذكر في ذات السّياق بالدّور التّأمريّ والخيانيّ لحافظ الأسد ولكلّ زمرته الطّائفيّة التي استولت على سوريّة وفوّتت فيها للفرس بل ووقفت ضدّ الأمّة العربيّة في كلّ معاركها المصيريّة وشدّد على أنّ منظومة الأسد جرّدت الجيش العربي السّوريّ العظيم من عقيدته القوميّة وحوّلته لأداة طيّعة  بيد العصابة النّصيريّة.
كما شدّد الرّفيق القائد على أنّ مخطّط الفرس بلغ من الخطورة مراحل متقدّمة جدّا تنبئ بمزيد من الخراب والدّمار اللّذين سيعمّقان من مآسي العرب، وهو ما دفع الحزب لمباركة التحالف العربيّ الإسلاميّ، ذلك انّ دقّة المرحلة وخطورة العدوّ تقتضي رصّ كلّ الصّفوف العربيّة وتوحيد كلّ الجهود لاستئصال هذا الورم الأصفر الخبيث النّاسف للوجود العربيّ في الصّميم.

يتبع
أنيس الهمّامي
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 16-05-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018