في المعنى العام فإن الإصلاح هو التغيير والتعديل نحو الأفضل لوضع شاذ أو سيء، ولا سيما في
ممارسات وسلوكيات مؤسسات فاسدة أو متسلطة أو مجتمعات متخلفة أو إزالة ظلم أو تصحيح خطأ
ويشير مفهوم (التغيير أو الإصلاح السياسي) إلى مجمل التحولات التي تتعرض لها البنى السياسية في مجتمع ما بحيث يعاد توزيع السلطة والنفوذ داخل الدولة نفسها ، كما يقصد به أيضا الإنتقال من وضع استبدادي إلى وضع ديمقراطي.
إذا فإن (التغيير أو الإصلاح السياسي) هو خطوات فعالة وجدية مفترضة تقوم بها الحكومات والمجتمع المدني نحو إيجاد نظم ديمقراطية حقيقية تكون فيها (الحرية) القيمة العظمى والأساسية وأن يحكم الشعب نفسه بنفسه من خلال التعددية السياسية التي تؤدي إلى تداول السلطات، وتقوم على احترام جميع الحقوق مع إلزامية وجود مؤسسات سياسية فعالة :
*برلمان منتخب
*قضاء عادل ونزيه ومستقل
*حكومة خاضعة للمساءلة الدستورية والشعبية
*أحزاب سياسية بكل تنوعاتها الفكرية .
اذاً هي مقدمات وخطوط استباقية لا بد من الاستناد إليها قبل أي خطوة على درب الجلجلة في مسيرة أي انتفاضة على واقع
مزري يحيط بالشعب من كل جوانبه !!!!
بداية ؛
بدت الخريطة التي رسمتها بريطانيا وفرنسا للشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى (سايكس-بيكو) أوشكت على الترنح لانتهاء مفعولها بعد خدمة أكثر من مائة سنة بكل جدارة وحرفية عالية وإدارة مميزة !!!!!
إذا، بدأ الغرب وأميركا العمل على مشروع سايكس-بيكو ٢ فور تطبيق بنود سايكس-بيكو ١ لضمان دوام السيطرة على الشرق الاوسط وكنوزه وبدقة أكثر على الوطن العربي،
ابتداءً بحل الاتحاد السوفييتي والتخلي عن شاه ايران شرطي الخليج الوفي للإدارة الأميركية والإتيان بالخميني وعقيدة الولي الفقيه وتصدير الثورة واجتياح الوطن العربي وايقاظ الفتنة المذهبية بين أبناء الدين الواحد الذي تصدى لها العراق ونظامه الوطني العروبي في حرب عدوانية دامت ثماني سنوات انتهت بتجرع الخميني السم، الأمر الذي ازعج مبرمجي سايكس-بيكو ٢ و اضطرارهم لإدخال تعديل على خطتهم بشأن العراق
الوطني، وفرض حصار ظالم طال البشر والحجر، وصمود العراق الأسطوري بوجه الحصار الجائر الذي أدى إلى وفاة ما يقرب من المليون طفل ورضيع !!!
وافتعال كارثة تفجير مبنى التجارة العالمي في أميركا الذي قام بتنفيذها مولودهم الفذ وعنينا به تنظيم القاعدة لتكون ذريعة وحجة لاحتلال العراق وتدميره عبر تحالف اكثر ثلاثين دولة وحتى يكتمل مشروع سايكس-بيكو٢ ويطمئن على أمن اسرائيل الغربية مرفقا بإعطاء الضوء الأخضر لربيبتها اسرائيل الشرقية (ايران الصفوية) لحسن سير وتنفيذ إيقاظ الفتنة الدينية والمذهبية
ونشير الى ان ((داعش تشكيل قام بصناعته كل من اميركا وايران والنظام السوري ليكون حصان طروادة في المدن والقرى العراقية والسورية التي ما زالت متمسكة بهويتها العربية وبغية إحداث تغيير ديموغرافي كهدف استراتيجي يواكب طموح إيران في استعادة أمجادها)) تمهيدا لتفتيت وتمزيق الدول العربية التي طالها وباء (الربيع العربي) وصولا الى الامبراطورية الفارسية المنشودة
وهنا سؤال مهم يطرح نفسه حول نتائج ما بعد [الربيع العربي] ،
هل الدولة السورية والعراقية، التي جرى رسْم حدودهما كما هي الآن، ستبقى في شكلها الحالي كدولة واحدة أم لا؟؟؟
وكذلك ليبيا، التي لا يستطيع المرء التكهن بشأنها. فقد نجح الفرنسيون والبريطانيون في إسقاط النظام الليبي ، لكنه لم يتمكن من ضمان أن يحل محله الربيع المزعوم والديمقراطية والاستقرار !!!!
وهل دعم الولايات المتحدة الأمريكية للأنظمة العربية الرجعية، الذي أكده اعتراف وزيرة الخارجية السابقة، كوندوليزا رايس، بتصريحها في عام ٢٠٠٥ الذي قالت فيه: “لقد سعت الولايات المتحدة الأميركية على مدار ٦٠ عاما من أجل تحقيق الاستقرار على حساب الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط،
هل سوف يتوقف هذا الدعم ؟؟؟؟؟
وما مصير فلسطين بعد فشل كل المفاوضات (الفلسطينية-الإسرائيلية) التي جرت لحل القضية الفلسطينية و تشعباتها؟؟
وما هو مصير العراق المحتل من أميركا التي أعطت تفويضا لإيران، في تشكيل العملية السياسية القابضة على السلطة فيه عبر احزابها وزمرها الهمجية الطائفية والمذهبية من حشد وغيره التابعين لإيران ووليها (الفقيه) !!!!؟؟؟؟؟
و لتقييم نتائج (الربيع العربي)
لفت نظري ما أعلنه المنتدى الاستراتيجي العربي في دراسته، بأن الدول العربية تكبدت خسائر فادحة نتيجة ما يسمى بـ“ثورات الربيع العربي”، تقدر بأكثر من (٨٣٣ مليار دولار أميركي)، إضافة إلى مليون وخمسمائة ألف قتيل وجريح، نتيجة الحروب والعمليات الإرهابية.
وأضاف المنتدى، في تقرير أصدره بعنوان (تكلفة الربيع العربي) أن العالم العربي تكبد خسائر كبيرة نتيجة الأحداث والثورات، التي اندلعت ما بين عامي ٢٠١٠، و٢٠١٤، تقدر بأكثر من ٨٣٣ مليار دولار أمريكي، شاملة تكلفة إعادة البناء، وخسائر الناتج المحلي، والسياحة، وتكلفة اللاجئين، وخسائر أسواق الأسهم والاستثمارات.
ولمن فاته الأمر وللتذكير نحن على وشك الانتهاء من النصف الاول لعام ٢٠١٧ ومازلنا نتلظى بترددات الربيع العربي وآثاره الكارثية ...
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام