لا يختلف مجتمعنا العربي عن مجتمعات العالم حيث ان التطرف والتكتل في مجموعة متماسكة
حماية للفرد وملجأً له إذا تعرض إلى خطر داهم سواء كان من الطبيعة أو من عدوّّ خارجي .
وفي معظم الحالات كانت تلك التكتلات تقوم على روابط النسب أو العرق أو اللون ، ومن ضمن هذا ولغرضه برز دور للقبائل .
لقد اندلعت حروبُ لا حصر لها عبر التاريخ ارتكبت خلالها مجازر لا تمتّ إلى الإنسانية بصلة.
لذلك بدأت الرسالات السماوية تتوالى بواسطة أنبياء ورسل لتوعية الناس وتعليمهم حب الفضيلة ومعنى الإنسانية ، ثم وضع العقلاء من البشر شرائع وقوانين وأنظمة لترتيب وتنظيم أساليب حياة الناس ومجتمعاتهم ، فتكونت الدول وانتقل الإنسان من البداوة إلى الحضارة.
ورغم تطور العقل البشري مع تقدم الزمن لم تتخلص المجتمعات من هذه المشكلة التي كانت ولا تزال السبب الرئيس في تفكك المجتمع وانحلال الدول..وبعد العناء المضني في البحث والتمحيص فإن الحل الوحيد لهذه المعضلة يختصر بأمرين اثنين هما
1~الدمج التام بين أفراد المجتمع الواحد بمختلف شرائحه وأطيافه .
2 ~العمل على تعليم أبنائه لكي ينخرطوا في معترك الحياة فيتقبلوا بعضهم البعض و يملأوا الفراغ النفسي والمعنوي المثير لمختلف الأوهام والتهيؤات.
لقد عانى وطننا العربي من مشكلة التطرف ولا يزال يعاني حتى يومنا هذا لأنه لم يكد ينهض من احتلال حتى يقع تحت نير احتلالِ آخر منذ ما قبل التاريخ وحتى اليوم بسبب غنى أرضه بالمواد الأولية والموارد الطبيعية الأمر الذي جعل الطامعين والمغتصبين يعملون جاهدين وبتخطيط مسبق على تغذية التطرف بكل أشكاله لتمهيد الطريق أمام تقدمهم والقدرة على استغلالهم وسيطرتهم .
وبما أن حزب البعث العربي الاشتراكي ولد من رحم الأمة العربية فمن الطبيعي أن يكون معنيا بشكل مباشر بهواجسها وهمومها لذلك كانت الوحدة أول هدف من أهدافه كما أنه اعتبر العلمية سمة من سمات البعثي الثائر على واقع هذه الأمة المريض .
ولأنه تمكن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من النهوض بالأمة العربية وتحريك الحس القومي العربي نحو التضامن والتكامل تضافرت جهود قوى الشر والعدوان إقليمية كانت ام دولية للقضاء على تطلعات الحزب وتوجهاته لكي لا يتمكن من إنقاذ أمته من براثنهم
والمؤسف إن معاداة البعث لم تأتِ من القوى الطامعة الغريبة فقط بل من أبناء جلدتنا ايضا .
لقد بدأت المواجه مع العدو الصهيوني عند احتلال فلسطين وبعد ذلك تتالت المواجهات من إفشال الوحدة بين سوريا ومصر إلى انقلاب نظام الردة واغتصاب الحكم في سوريا والهجمة الشرسة على الحزب في لبنان فالقادسية الثانية وكان آخرها أم المعارك والآن يعملون على اجتثاث البعث .
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
يظنون أنهم سيسقطون البعث ولقد نسوا أو تناسوا أن وجود البعث مرهون بوجود الأمة لأنه حزب الأمة لبعثها من جديد وبناء مستقبلها ومستقبل اجيالها ..
قاسم فرحات
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام