سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

صلاح المختار - واخيرا دفنت جيفة حافظ اسد.


 يوم الاحد الماضي دفنت جيفة حافظ اسد بقرار من جيفة ولدت من رحمه بعد نصف قرن من عرض جثة ميتة وتركها تفوح بكل انواع الروائح الكريهة لحد التقيأ ! ولعل ما ابقى جثة حافظ معروضة امام الناس هو عقاب الله له على السمات الفريدة لخيانته لامته العربية وابرزها استعداده  المتطرف للغدر باقرب الناس اليه وتطوعه المبكر للاندماج باخطر خلايا الموساد تحت رعاية ايلي كوهين صديقه الحميم . وكل تلك السمات حولت سوريا من قلب العروبة النابض ومصدر الاشعاع القومي في العصر الحديث الى اخطر مركز للتأمر الفارسي على العرب  والعروبة .

ولمن لايعرف درجة ونوعية خيانة حافظ اسد لسوريا والامة العربية ولكل الانسانية لابد من الاشارة الى واحد من اقذر اعماله واشدها عداء للعروبة ، فاعيد نشر ما كشف عنه توأمه ونائبه مصطفى طلاس في موقعه الالكتروني اذ سرد قصة لايصدقها اي عربي يملك ذرة من الشرف والانتماء القومي ، وتكفي لوحدها لجعل حافظ اكثر جيف الحكام العرب قذارة.يقول طلاس : في عام 1991 سمع حافظ ان القيادة الايرانية قررت المصالحة مع العراق فركب الطائرة وبلا دعوة وغادر الى طهران والتقى بالرئيس الايراني والقيادة الايرانية التي ابلغته بان قرار المصالحة مع العراق قد اتخذ ولارجعة عنه لان مصالح ايران تقتضي انهاء حالة العداء بين العراق وايران ، ولكن حافظ اصر على الاعتراض وبقي مجتمعا مع اعضاء القيادة الايرانية لعدة ايام  يجادلهم الى ان اقنعهم بالتخلي عن قرار المصالحة مع العراق ومواصلة سياسة العداء له .
 ربما لم تهزني كل نجاسات حافظ اسد بقدر هذه النجاسة ، فالمصالحة لو تمت بين العراق وايران  لما كان لدينا الان اسرائيل ثانية اشد عداء للعرب من اسرائيل الاولى ، ولما تعرض العراق للكوارث التي يمر بها وحتى عند تعرضه لتنفيذ عدوانات امريكية فان عدم مشاركة اسرائيل الشرقية  بها تجعلها اخف وطأة واقل ضررا .وكل عراقي يعرف الان ان الكوارث الاخطر التي حلت بالعراق بعد الغزو كانت اسرائيل الشرقية ورائها وكانت امريكا هي التي دعمت نزعات اسرائيل الشرقية  العدائية للعراق والعرب  لانها كفيلة بتحقيق ما تريده الصهيونية الامريكية من تدمير شامل للعراق وصولا لتقسيمه .
كانت حرب الثمان سنوات التي فرضها خميني على العراق رغم ان الاخير حاول بكافة الطرق تجنبها اكبر كارثة حلت بالعرب والايرانيين حتى وقوعها ولهذا ما ان مات خميني حتى بدات الاصوات ترتفع داخل اسرائيل الشرقية مطالبة بالمصالحة مع العراق وكانت اغلبية واضحة تريد المصالحة بعد ان ادركت ومن خلال دروس حرب احرقت الاخضر واليابس بان استمرار الصراع مع العراق سوف يبقى اهم مصادر الكوارث المتعاقبة والمتراكمة ، وكانت تلك هي الفرصة الذهبية التي انتظرها العراق طويلا لغلق ملفات الحرب والصراع والانصراف للتنمية وتعويض ابناء العراق عن سنوات الحرمان والحرب والحصار وتجنيب العرب كلهم ما يواجهونه الان من فتن طائفية وعرقية اشعلها نظام طهران بدعم امريكي واضح ، وابقاء قضية فلسطين القضية المركزية لكل العرب وعدم السماح ببروز تحديات وجودية اخرى تحول اجباريا الدعم العربي من فلسطين للنضال من اجل حماية الاقطار العربية المهددة بالتقسيم مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا .
 من هنا فان مبادرة حافظ اسد بأقناع القيادة الايرانية بالتراجع عن المصالحة مع العراق كان ضربة موجعة للعراقيين ولكل العرب تجلت في كل الكوارث التي حلت بالعراق بعد عام 1991 وتوجت بالغدر الايراني غير المسبوق بدمويته واتساع نطاقه وانتقال النيران من العراق الى سوريا واليمن ولبنان وليبيا والسودان وكل قطر عربي ، فلو تمت المصالحة في عام 1991 بين العراق واسرائيل الشرقية لكانت خريطة الاحداث قد تغيرت بصورة ملموسة ولبقيت امريكا عاجزة عن غزو العراق ، وهو ما اعترف به بيل كلنتون حينما كان رئيسا بعد فشل عملية ثعلب الصحراء في عام 1998 عندما قال بانه (لا امل بتغيير النظام في العراق من دون التعاومن مع ايران) ،  ثم اعترف قادة اسرائيل الشرقية بعد عام 2003 بانه (لولا مساعدة ايران لما نجحت امريكا في غزو افغانستان والعراق ) فتخيلوا ايها العرب خصوصا في العراق وسوريا واليمن ولبنان كيف كانت ستكون حالتنا لو تمت المصالحة  بين بغداد وطهران في عام 1991 ؟! اول نتيجة للمصالحة كانت انفراد امريكا وبريطانيا بالعدوان والغزو وهو ما كان سيجعلهما تصلان الى نقطة ميتة اي الفشل نتيجة تفوق كفة خسائرهما على كفة مكاسبهما في الحرب والغزو لان ما جعل الغزو ينجح ويستمر هو  قيام اسرائيل الشرقية ونغولها العراقيين بتولي مهمة مقاتلة المقاومة العراقية والبعث دعما للغزو .
حافظ الجيفة الاكثر نتانة في تاريخنا الحديث دفن اليوم في دمشق باعلان حل ما سمي بالقيادة القومية للقميص الذي ارتداه حافظ لخداع الناس وهو قميص كتب عليه اسم مقدس هو البعث وكنا نعرف ومتيقنين من ان حافظ وجيفه كلها سوف تنزع حتى القميص المقلد يوما ما ، ومع ترك جيفة حافظ تنشر روائحها الكريهة في سوريا والوطن العربي ممثلة بدعمه الشامل لاسرائيل الشرقية ضد العراق اثناء حربها العدوانية التي شنتها ضده ، وتسخير جيش سوريا العربي لخدمة الصهيونية الامريكية عندما وضعه تحت قيادة الجنرال شوارزكوف في الحرب على العراق في عام 1991 ففقد الجيش هويته الوطنية وتحول الى اداة طائفية صفوية تستخدم لقهر الشعب العربي السوري وخدمة الاهداف الصهيوفارسية  في كل الوطن العربي علنا وبلا خجل او تردد .
جيفة حافظ تفسخت تحت ضوء الشمس واعلن ابنه دفنها وتخويل الفروع اطلاق اي تسمية تريدها على تنظيمها مثلما تقرر استخدام تسمية احزاب وليس حزب واحد  لوصف نغول جيفة حافظ في بعض الاقطار العربية والذين تولت اسرائيل الشرقية دفع رواتبهم الشهرية كي يبقوا مع بشار ومعها  رغم انهم جيف مثل حافظ واشد نتانة منه لانهم مجرد مرتزقة .البعث كان ومازال وسيبقى اقوى من كل متأمر من داخله يحاول مسخ هويته القومية  واستغلالها لتحقيق اهداف بني صهيون وبني فارس بني العم سام ولهذا بقي عصيا على المضللين والمخادعين الذين استخدموا اسمه لمسخ هويته ، والان تم التخلص من اخر صلة شكلية للنظام السوري الصفوي بالبعث وهي التسمية ولم يعد هناك الان الا  البعث الاصيل والفعلي حتى في مجال التسميات ، والذي يمثله صمود البعث في العراق ومقاومته الفريدة في دورها وخصائصها وخوضها اخطر صراع في تاريخ العرب مع الامبريالية الامريكية واجبارها على الانسحاب العسكري .
 هذا البعث لا يقبل الا بهوية قومية عربية لاتعرف المساومات السوقية لحافظ ونغوله او لنغول اسرائيل الشرقية ، ولا يعرف الا التنظيم القومي الواحد العقائدي المجسد لصورة الامة العربية عندما تتوحد تحت راية واحدة وعلم واحد واسم واحد ، ولا يعمل الا تحت قيادة قومية متعالية على الاهواء الفردية – وهي ما ورط جيفة حافظ في الخيانة - وتعرف معنى الانتساب للعروبة وهويتها ومتطلبات نضالها وابرزها تجنب اعلاء القطري على القومي .
تحية للقائد عزة ابراهيم الامين العام للحزب الذي بنهوضه نهض الحزب قوميا وبصموده صمد الحزب قوميا وبوعيه القومي حافظ على هوية الحزب قوميا من الطفيليات مثل حافظ وبشار والمسوخ الاخرى التي سلمت هويتها لعبيد الولي الفقيه ، فلولا مقاومة الرفيق عزة ابراهيم ورفاقه الطليعيين  للغزاة ولولا عزمه وقيادته للحزب على مسار اصالته وعقيدته القومية الاشتراكية لما توفرت للبعث اقوى اسلحة انتصاراته وبقاءه وتحديه للاجتثاث ونجاحه في تحشيد ملايين العرب حوله خصوصا في العراق .      
العالم يعرف الان ويعترف بان البعث بصموده الاسطوري في العراق وبفضل تضحيات اكثر من 170 الف شهيد بعثي وعشرات الالاف من الاسرى والمعتقلين المعذبين في سجون الاحتلال الايراني وقبله الامريكي واكثر من تلك الاعداد من المهجرين قدم كافة اسباب نهوضه وصار البعث في العراق الرافعة الاساسية للبعث في كافة الاقطار العربية والمهجر ، واجبر الاعداء قبل الاصدقاء على الاعتراف بعظمة البعث واستحالة اجتثاثه ،
المجد والخلود لصدام الذي شخص مبكرا خيانة الجيفة حافظ وقاوم انحرافه بصلابة ، ويكفي فخرا للامة العربية ان يكون صدام الامين العام للبعث احد اعظم رموزها القومية قاطبة في كل التاريخ العربي فالبعث دخل المجد من اعظم ابوابه وهو الشهادة والتضحيات والانجازات بينما دخل من خان البعث مثل جيفة حافظ من باب ايلي كوهين !
Almukhtar44@gmail.com          
            16 -5-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018