سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور خضير المرشدي - من مصلحة العالم أن يعود العراق دولة حرة مستقلة قوية ومهابة .



الدكتور خضير المرشدي

الادارة الامريكية الجديدة بعد أن إعترفت بأن غزو العراق كان أسوء قرار قد أتخذ في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية على الاطلاق ، وإن من يحكم العراق ليسوا بعراقيين ، وإن إيران صاحبة اليد الطولى فيه ، فإن المسؤولية التاريخية والقانونية تفرض على الولايات المتحدة الامريكية في أن تعترف رسمياً بجريمة الغزو والاحتلال وأن  تعتذر لشعب العراق وقيادته
الوطنية ، وأن تدفع التعويضات المادية والمعنوية للعراق وشعبه جراء تلك الجريمة العظمى التي ارتكبتها بحقه والتي سقط ضحيتها اكثر من مليوني شهيد من العراقيين   وتهجير الملايين منهم مع تدمير هائل في الدولة والمجتمع .

إن من مصلحة دول العالم القريبة منها والبعيدة ، هي في أن يعود العراق دولة حرة مستقلة ذي سيادة ، تحقق التوازن في العلاقات الدولية ، وتضمن المصالح المشتركة وتحافظ على الامن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي .

إن التجربة التاريخية أثبتت إن عراقاً حراً موحداً مستقراً وقوياً ، يحكمه نظام حازم ينتهج سياسة وطنية متوازنة ، ناجح في ضبط الامن وتوفير الخدمات وتطوير الاقتصاد وفق رؤية حديثة ، ويحقق المساواة والعدالة ، ويمتلك القرار المستقل ، سيكون مفيداً لدول المنطقة وللعالم كله ...

إن ذلك ليس مستحيلاً ، في ظل الواقع المعقد حالياً ، بل يتحقق بتنفيذ المشروع الوطني للحل الشامل والعادل الذي اعلنه حزب البعث العربي الاشتراكي ، والذي ينص على إزالة كافة العوائق التي تقف في طريق الاستقلال والحرية والبناء وفِي مقدمتها الاحتلال الإيراني وحتمية إنهائه بمختلف الوسائل المشروعة ، وحل ميليشياته الارهابية المسلحة وتصفية نفوذها ، وازالة مخلفات الاحتلال الامريكي ونتائجه ، ورفض ومقاومة قوى الارهاب والطائفية ، وكل أنواع النفوذ والتدخل الاجنبي ، والسعي لعقد مؤتمر وطني تحضره جميع القوى والاطراف العراقية وبضمانات عربية ودولية ملزمة ، لاتخاذ قرارات شجاعة وإستثنائية لتغيير العملية السياسية الفاسدة وإعادة كتابة دستورها الملغوم ، والبدء بعملية انتقالية جديدة ، تتضمن تشكيل جمعية وطنية وحكومة مؤقتة تأخذ على عاتقها ضبط الامن وتوفير الخدمات وتنفيذ مايتم الاتفاق عليه في المؤتمر اذا ماتم انعقاده ، وفِي مقدمتها إلغاء القوانين المنتهكة للحريات العامة والخاصة ، وإلغاء سياسة المحاصصة وقرارت الاجتثاث والحظر والاقصاء والملاحقة ، وإطلاق سراح المعتقلين والسجناء لأسباب سياسية ، وبناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية على وفق قوانينها وانظمتها وتقاليدها الوطنية ، تمهيداً لانتخابات برلمانية ورئاسية بعد انتهاء الفترة الانتقالية ، والمباشرة ببناء نظام سياسي واداري حديث يستفيد من التجارب العالمية في بناء الدول ويحافظ على الخصوصية الوطنية ، يفصل بين الدين والسياسة بشكل تام ، ويتعامل مع الاديان والمعتقدات بطريقة متوازنة تحقق حرية الاختيار وبما لا يخل بأمن الفرد والدولة والمجتمع ، ووضع خطة شاملة لبناء وإعمار العراق من خلال الاستثمار الأمثل لثرواته وخاصة النفطية منها وفق مبدأ النفط مقابل البناء والإعمار .
أما سياسة التلويح باقامة قواعد عسكرية أمريكية دائمة في ألعراق ، والسيطرة على ثرواته ، والاصرار على ديمومة السلطة التي أنشأها المحتل ، فإنها ستؤدي لمزيد من الأزمات وتعرقل مشروع الحل وتزيد من الفوضى والفساد والجريمة والارهاب !!!

إن الظلم وإلاجتثاث والملاحقة والفساد والإفساد والتجهيل والتخلف والإذلال المسلط على بلدنا وشعبنا ، وبفتاوى مضللة وباطلة يصدرها عملاء المحتل واعوانه ، سيكون دافع لهذا الشعب المقهور في مقاومة الباطل مهما تنوعت مصادره وكبرت إمكانياته .

شعب العراق وإن كثرت جراحه وتلاطمت من حوله الامواج ، فإنه لن يسكت على من ظلمه وانتهك حقوقه وأهان مقدساته ، ولن يرضخ لارادة محتل أو غازٍ أو معتدٍ أثيم .
هذا الشعب الأبي سينهض حتماً لمقاومة المعتدين وسيقدم مزيداً من التضحيات من أجل نيل حريته واستقلاله واعادة كرامته ، وسيقتلع جذور وبؤر العمالة والتجسس والخيانة من أرض العراق الطاهرة .
وعلى قوى الباطل والعدوان أن تعلم إن الليل مهما طال سيعقبه فجر جديد ، فجر للامل والحرية والحق  .

- ربما يتسائل أحدكم ويقول عن أي أمل تتحدثون ؟ وعن أي انتصار تتوعدون ؟ في مثل هذا الواقع المتردي الذي يعيشه العراق الآن ؟

نقول بثقة المؤمنين ، إن ثورة شعبية عراقية أصيلة تعيد العراق دولة حرة موحدة ومهابة يسودها العدل والانصاف والسلام والتسامح والمواطنة الحقة ، باتت ظروفها مهيئة وستنطلق حتماً .

يبقى من واجب القوى الوطنية أن تتمسك بحقوق العراق دون مساومة أو تنازل ، وأن تعلنها وتتحدث عنها وتطالب المجتمع الدولي للاعتراف بها ، وهي الخطوة الاولى على طريق الانتصار ،،، فليس من حق أحد كائن من كان ، وبأي عنوان كان ، أن يتنازل أو يساوم على هذه الحقوق من أجل مكسب في سلطة أو جاه أو مال .

وإذا لم يستطع هذا الجيل أن يحقق الظفر لاسمح الله بسبب ماهو مفروض عليه من واقع مزيف وبقوة السلاح ، فإن جيلاً من الشباب العراقيين الوطنيين قد وُلِدَ ، وإنه سوف من يقود العراق نحو المجد والكرامة والاستقلال والحرية والوحدة والعدالة ، وهو من سيحقق مالم يستطع جيل الحاضر تحقيقه .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018