سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أبو محمد عبد الرحمن...تجار الدين أثبتت الوقائع أنهم لن يثبتوا على عهد.


الفتن التي تتخفي وراء قناع الدين تجارة رائجة جداً في عصور التراجع الفكري للمجتمعات (ابن خلدون)

تمكنت إيران من خلال المال

المتأتي من عائدات تجارة المخدرات إحكام قبضتها على فصيل فلسطيني استمد كيانه من وحي تعاليم الاخوان المسلمين كمرجعية روحية، واتخذ اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشعاره تحرير فلسطين من العدو الصهيوني.
وأول ما قام به هذا الفصيل بداية هو التحالف مع ولاية الفقيه لمصالح لا تمت إلى تحرير فلسطين بصلة، فقط لأن إيران تختبئ وراء شعارات المقاومة والممانعة لتلفت نظر العرب والمسلمين وتخدعهم بواسطتها كما تتخذها طهران وسيلة للتأثير على مشاعر العالمين العربي والإسلامي وسبيلا للتغلغل والتوغل في أقطارنا العربية  لأن إيران الممول المالي الرئيسي  لحماس.

لقد استفادت طهران من هذا الفصيل كونه يشغل موقعا جغرافيا متقدما في فلسطين وتم استغلاله كورقة ضغط تستخدمها إيران بصفتها من القوى الإقليمية المؤثرة في الشرق الأوسط!!! 
وفات هذا الفصيل "الإسلامي" أو لربما (بلع الموس) كما يقال و ليتضح لاحقا أنهم باتوا لا يملكون زمام أنفسهم وأصبحوا أداة طيعة في خدمة مخطط الفرس ومشروعهم لاستعادة حلم امبراطورية فارس..

فالمشهد السوريالي كما يقال (التقى المتعوس على خايب الرجا) هذا في الأمثال الشعبية، جاء على خلفية فصيل فلسطيني مسلح تحركه إيران مموله الرئيس وتستخدمه بذكاء لضرب عصفورين بحجر واحد.

 *ورقة ضغط إقليمية مع تقديرنا للشهداء الذين استشهدوا في المواجهات مع العدو الصهيوني.
* إحداث شرخ في مسيرة النضال الفلسطيني و قضيتهم المحقة بتحرير كامل التراب الفلسطيني من الصهاينة وتقزيم دور منظمة التحرير الفلسطينية الجامعة لكل تلك الأحزاب والفصائل والقوى بل وتعداها إلى التفرد في القرار وإقصاء منظمة التحرير من غزة.
إن أحداث سورية ودور ايران التخريبي فيها أدى إلى فتور في العلاقات مع إيران والنظام السوري  وامتعاض حماس من ممارسة النظامين بحق الشعب السوري ومغادرة خالد مشعل الأراضي السورية في بداية عام ٢٠١٢ لأنه بات محرجا من جراء القمع الدموي الذي مارسه النظام السوري بوجه المحتجين والمعارضين السوريين وارتفاع أعداد القتلى بين صفوف المعارضة الذين من بينهم الكثير ممن يعتبرون حلفاء حماس من جماعات الإخوان  !!!!
وتصاعد البرود والفتور في العلاقة مع إيران بعد تسريب تسجيل لموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، يشكو عدم تقديم إيران مساعدات للحركة، وواجهت حماس حملة إعلامية كبيرة من وسائل إعلام إيرانية، وأخرى مقربة من إيران، أعقبت هذا التسريب.
وجاء التحول الجديد مؤخراً بانتخاب يحيى السنوار قائداً لحماس، وهو الأقرب في القيادة إلى الجناح العسكري المدافع تقليدياً عن العلاقة مع حزب الله وإيران.
وسبق انتخاب السنوار، زيارة عضو المكتب السياسي أسامة حمدان إلى طهران، لإعادة الدفئ إلى العلاقات بين حماس وطهران، على هامش تقديم العزاء بوفاة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني. 
ويبدي الكثير من الدول العربية والإسلامية، المنشغلة في مواجهة السياسة الإيرانية في المنطقة، قلقاً متزايداً، من إعادة التقارب بين حماس وطهران إلى سابق عهده.
وتقدر تلك الدول أن مثل هذه العلاقة قد تشكل استفزازاً للمحور العربي التركي الساعي إلى الحد من المساعي التوسعية الإيرانية في المنطقة.
وفي ظل إعادة الحرارة في العلاقة مع إيران، قامت حماس بالإعلان عن الوثيقة الجديدة في هذا الوقت، وفي ظل الحراك السياسي للإدارة الأميركية الجديدة، والتسريبات التي تجري عن تحركات عربية ودولية من أجل استئناف عملية السلام، ولفتح صفحة جديدة في أسرع وقت ممكن.
وفي تحول جذري من تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر، والتصدي للمشروع الصهيوني واعتبار صراعها مع الاحتلال "صراع وجود وليس صراع حدود". 
وأن الجهاد بأنواعه وأشكاله المختلفة هو السبيل لتحرير التراب الفلسطيني، وفجأة قررت الحركة تغيير مواقفها، منها القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ دون الاعتراف "بإسرائيل".
 فقد قررت حماس أن تعلن عن وثيقتها، والتي جاءت في أربعين بنداً وأكثر، بعد عامين من التداول الداخلي في مؤسساتها.
 ومع إعلان الوثيقة ينهي خالد مشعل دوره كرئيس للمكتب السياسي للحركة.
وتركز وثيقة حماس على قبول الحركة بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس ضمن حدود ١٩٦٧،  «كصيغة توافقية وطنية مشتركة»، لكن من دون الاعتراف بإسرائيل.
وفي الوثيقة الجديدة التي تتضمن ١١ فصلاً و٤١ بندا، تعيد حماس صياغة هويتها وتعرض المبادئ والمنطلقات التي تستند إليها في تكوين رؤيتها، وبناء خطابها، وتحديد سلوكها وأدائها السياسي، قياسا بالميثاق الأصلي للحركة الذي كتب قبل ٣٠ عاما، ووثيقة حماس السياسية الجديدة تحذف الدعوة الصريحة لتدمير إسرائيل، وتنأى بنفسها عن الإخوان المسلمين، في مسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع مصر.

أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018