انا لست متخصصا بالعلاقات الدولية ولكن اعرف جيدا ان لغة المصالح هي التي تفرض منطقها ضمن منظور العمل السياسي والاقتصادي ، وتحاول الدول الذكية ان تتصرف برؤيتها التي تبغي من خلالها الحفاظ على وجودها الوطني والاقليمي .
لقد سعت دول مجلس التعاون الخليجي العربية وبحكمة ومنذ زمن على الدفاع عن وجودها ضد امواج التغيير التي تحصل في العالم ، وهذا يحسب لها بغض النظر عن طبيعة توجهات الكثيرين منا في عدم التقائهم مع سياساتها في الوطن العربي .
إن القمم التي عقدت في المملكة العربية السعودية في حسابات الصراع تصب لصالحها قبل من قبل او رفض من رفض ، فهي في خط مواجهة مع ايران التي عملت ومنذ مجئ الخميني الى السلطة على تصدير الطائفية الى الوطن والإجهار بذلك دون ادب او وازع اخلاقي او دبلوماسي واستمر هذا الصلف الى تشكلت مليشيات طائفية في كل بلد من بلدان الوطن العربي بعضها يعمل بشكل واضح ومكشوف مثل حزب الله في لبنان او مليشيات الحوثي في اليمن او الكم الهائل من المليشيات في العراق والمليشيات الجديدة في سوريا ، اما المليشيات الاخرى فموجودة في البحرين والسعودية وتعمل على زعزعة الامن والاستقرار فيهما.
وهنا لابد لي من القول وبصراحة ان المشهد السلبي القائم بين عدد من الدول العربية وإيران يخدم الكيان الصهيوني ووفر له الكثير من الاستقرار . فمن شارك في هذا الخراب القومي والإسلامي ؟ اعتقد ان ايران تتقدم على جميع الدول العربية منذ عام ١٩٧٩ وان كل شعاراتها بتحرير فلسطين ماهو الا كلام فارغ وان دعمت بعض فصائل المقاومة الفلسطينية كان لغايات طائفية تخدم التوجه الايراني ، والدليل انسحاب عدد الفصائل عن ايران لان غاياتها مشبوهة.
وفِي الجانب الاخر عملت بعض من دولنا العربية والخليجية على مهادنة الكيان الصهيوني والاستسلام لطروحاته وقبول أعماله الاجرامية بحق شعبنا الفلسطيني ، كما ان تدمير العراق وإسقاط نظامه الوطني كان بجهد مشترك ساهمت فيه ايران وبعض دول الخليج.
وهنا لابد من التذكير و بتساؤل مشروع من اسهم في احتلال أفغانستان عام ٢٠٠١ ؟ ومن مهد وساعد باحتلال العراق عام ٢٠٠٣ ؟ اليس ايران وباعتراف قادتها ، فهل حقا هنالك عداء بين ايران وأمريكا ؟
أسئلة بريئة في جو عاصف ...
يتباكى عدد من العراقيين ويشتمون السعودية على احتضان هذه القمم ، ونسوا ان من جاء بكل قاذورات المنطقة الخضراء هم الأمريكان ، ولو لا امريكا لما احتل العراق .
كما ان هنالك من يشتم دول الخليج وعلى رأسها السعودية بسبب هذه القمم مع امريكا ، ولم يعترضوا على التحالف الروسي - الايراني ولم يصفوا روسيا بالكافرة ولم يعترضوا على ما قامت به ايران وروسيا من قتل وتهجير وتشريد للشعب السوري . اليس من حقنا ان نتسائل ونقارن ؟ ام الامام الروسي اشرف من الامام الامريكي ؟
كما لابد لي من الاشارة لبعض الصور والتعليقات التي يتداولها الكثير من الإخوة والاخوات وبشكل كاريكاتيري لترامب او الملك سلمان ، فأقول لمصلحة من هذا الترويج ؟ اعتقد اننا بذلك ننفذ اجندة الدعاية الإيرانية و نروج لها دون قصد ، وهي بالنتيجة تخدم ايران وتضعف الحملة الدولية ضد السلوك الايراني ، والذي ذقنا منه المر والمرارة وخاصة اهلنا في العراق و سوريا .
اعتقد اننا كعرب علينا ان نستثمر انتهاء شهر العسل الايراني- الامريكي ونعمل على تقليم أظافر ايران في الداخل من خلال دعم المعارضة الإيرانية الرافضة لحكم الملالي واستغلال حقد الشعب الايراني على رجال الدين .
الى جانب العمل بكل قوة على إركاع كل المليشيات المساندة لإيران في وطننا العربي وانهاء وجودها وتشكيل قوة عربية سياسية و دبلوماسية بل وحتى عسكرية للوقوف بحزم ضد كل من يتحدث ويعمل باسم ايران حكومات ومليشيات وشخصيات وجمعيات ، و بهذا الفعل نوقف الزحف الطائفي الذي صدّرته لنا دولة ولاية الفقيه ، ونظرة سريعة لكل عاقل للتواجد الايراني يجد انها جلبت الخراب والدمار والقتل لبلدان كانت تعيش استقرارا ، وكان نسيجها الاجتماعي متآخيا دون تفرقة او حقد.
قد آكون منحازا للقمم الخليجية والعربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الامريكية ، والسبب قذارة ايران ودورها التخريبي للإسلام والاساءة لله ورسوله وال بيته واصحابه.
نعم نبحث عمن يخلصنا من الجراد الطائفي الايراني وتدخلاته ، فقد بلغ السيل الزبي ..
والله من وراء القصد