نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام ليست مجرد وسيلة تواصل بين مجموعة من الأفراد من باب التّسلية، ولا هي محطّة للدّعاية والتّرويج لبضاعة كاسدة.
إنّها إحدى منارات الثّقافة والإعلام وهي صوت المجاهدين ليس في العراق فحسب بل في كلّ أنحاء الوطن العربيّ وفي المهجر.
وفي المقابل هي ليست غاية رغم أنّها تضمّ من تمثّل واقع الأمّة المرير من الأحرار الشّرفاء الذين ينافحون بالكلمة الصّادقة والهادفة في سبيل إنقاذ أمّتهم من التّجزئة والتّخلّف والاستغلال، ورغم مكابدتهم لشتّى ضروب العناء إذ يعاني أهمّ عناصرها المرض والتّهجير والتّشريد والملاحقات، فإنّ تعلّقهم بأرضهم وأمّتهم وقضاياها العادلة يدفعهم للبذل والعطاء بمنتهى السّخاء دون مغادرة شعورهم بالتّقصير إزاء الأمّة وما تستوجبه من تحفّز وصمود، ولا يقعدهم عن دورهم ورسالتهم التي اختاروها أغلى التّضحيات.
فهي أداة ووسيلة يسعى القائمون عليها والمشاركون في تأثيث موادّها لطرق غايات نبيلة عديدة أهمّها فضح المؤامرات التي تستهدف الأمّة وعروبتها، والدّفاع عن الحقوق المغتصبة، وتحفيز الجماهير وحضّهم على الالتفاف حول ملاحم الأمّة في المقاومة ومقارعة المخطّطات والأجندات السّاعية لاجتثاثهم واجتثاث عروبتهم وطمس هويّتهم وتخريب موروثهم ومخزونهم الفكريّ والحضاريّ والعقائديّ والأخلاقيّ والقيميّ والإنسانيّ.
إنّ كل من ينتمي إليها أو يتعامل معها يدمن عليها فيتحيّن الفرصة ليختلي بها كطفل يبحث عن أمّه أو حبيب ينتظر كلمة عطف من حبيبته.
وبفضل القائمين على إدارتها، ورغم قلّة الإمكانيّات، انتشرت نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام انتشار النّار في الهشيم لتعيد الحياة إلى النّفوس العطشى للحرّيّة والتّوّاقة لتبديد ظلمة الجهل والعبوديّة والتّبعيّة (إنهّا نبض الأمّة ولا ريب، الذي يستمرّ بفضل البعث والبعثيّين).
وإنّي لا أبالغ إذا اعترفت بأنّني أصبحت كتلميذ يخاف من إهمال واجبه المدرسيّ اذ اضطرّ للابتعاد عنها لظروف قاهرة فيهرول مسرعا علّه يلاحق بعض ما فاته أو يتابع ما يتسارع أمامه من أخبار وأفكار.
كيف لم تكن وسيلةً وغايةً معآ وهي التي تضمّ مجموعة متكاملة في الفكر والعقيدة متفاعلة في المشاعر النّبيلة يتعامل أفرادها كعائلة واحدة الكلّ للواحد والواحد للكلّ.
إنّ نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام خلاصة الفكر المزيّن بصور البيان ومحسّنات البديع لتخرج مقالاتها للقرّاء لوحات فنّية تتناغم حروفها مع معانيها لتواكب كلّ المجريات والتّطوّرات.
قاسم فرحات
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام