سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

موقف نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام..إطلالة الرّفيق عزّة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ على جماهير الأمّة العربيّة من تونس: دلالات وعبر - الجزء الثّالث-




موقف نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام

إنّه وبناء على ما سبق، وفي ظلّ الحديث عن
حزب البعث ومنجزاته ومشاريعه وخططه المستقبليّة، تحدّث الرّفيق القائد عزّة إبراهيم وبالتّفصيل عن التّدابير السّياسيّة التي رافقت مقاومة الحزب للغزو منذ يومه الأوّل فعدّد المكتسبات العديدة والتي يبقى أهمّها على الإطلاق إنشاء وإقامة الجبهة الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة التي تضمّ كلّ الأحزاب والمنظّمات والتّيّارات والفئات والشّرائح الشّعبيّة اجتماعيّة وعشائريّة، والتي اتّخذت موقفا مشرّفا ومسؤولا استند لمبدأ رفض مشروع الغزو برمّته ومحاربته ومطاردة فلوله وبيادقه ومقاومته مقاومة مفتوحة ومنازلته نزالا لا ينتهي إلاّ برحيل الاحتلال بعناوينه المختلفة سواء كان أمريكيّا أو إيرانيّا فارسيّا صفويّا،  وإنّ العمل الجبهويّ لمن لا يعرف، تقليد وثابت سياسيّ وموروث نضاليّ ثوريّ ومبدئيّ في عقيدة البعث، وهو بالتّالي كفيل لوحده لإثبات بطلان المزاعم التي يطلق أصحابها العنان لخيالهم المريض فينكرون على المقاومة والبعث العمل والفعل السّياسيّ، وهو ما لم يتوقّف حصرا عند هذا فحسب بل تعدّاه لمدى اوسع وأشمل لينضاف إليه المجلس السّياسيّ العامّ لثوّار العراق الذي يضمّ أغلب عشائر العراق وفصائل المقاومة وينهض لتنظيم العمل الميدانيّ وتقنينه وضبطه لتحقيق أعلى ضمانات النجاح في المهمّات الكفاحيّة والجهاديّة والسّياسيّة لأحرار العراق، وليس يخفى على متابع للشّأن العراقيّ ولطبيعة المعركة فيه في الحدود الدّنيا الدّور الكبير والنّجاحات المهمّة التي حقّقها هذا المجلس.
ويواصل الرّفيق القائد عزّة إبراهيم تعديد منجزات البعث السّياسيّة بالحجج والبراهين القاطعة، في ذات الإطار العامل على دحض اتّهامات البعث بإغفال الجانب السّياسيّ، فيوضّح أنّ أحد اكبر منجزات البعث السّياسيّة هو حتما ذلك الالتفاف الجماهيريّ الهائل حول البعث ومقاومته وكذلك دعمها المتواصل له كما سبق وأن أشرنا لذلك، وإنّه ما كان لمثل هذا الالتفاف أن يتحقّق على الأرض لولا المجهود السّياسيّ الجبّار الذي بذله البعث ولا يزال، فمن البداهة بمكان أنّ الجماهير لا تنخرط في المشاريع الحزبيّة او العسكريّة لأيّ حزب او تيّار أو فصيل ما لم تدرك وتقتنع تماما بصدقيّته وأمانته وتلامس فعله سياسيّا واجتماعيّا ونضاليّا وعسكريّا، وإنّ الكلام يطول في هذا الصّدد لتبيان حقيقة هذا الالتفاف الجماهيريّ الواسع والإقبال المطّرد على البعث وتنظيمه ومشروعه السّياسيّ وبرنامجه الرّساليّ الكفاحيّ التّحرّريّ في الوطن العربيّ وفي العراق تحديدا وخصوصا بعد الغزو الأمريكيّ الجائر لبلاد ما بين النّهرين، حيث يعرف التّنظيم البعثيّ توسّعا واكتساحا متناميا لكلّ مدن العراق وقراه وأريافه، بل إنّه يتوغّل بسلاسة ويسر في مناطق كانت  شعبيّة البعث فيها متواضعة حتّى زمن التّمكين والحكم، وهذا ما تؤيّده أحداث عديدة موثّقة كحادثة تغطية مناشير البعث لمدن الأعظميّة وغيرها قبل أكثر من ثلاث سنوات، ناهيك عن تكرّر استقبال الجماهير الشّعبيّة في مدن العراق ومحافظاته وخاصّة في الجنوب لرموز العمليّة السّياسيّة الجاسوسيّة بالهتافات والشّعارات والملصقات الجداريّة التي تهتف للبعث وتمجّد رجالاته ورموزه وقاداته كالرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين والرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم، ناهيك عن الشّعارات المدوّية التي تهزّ كلّ مدن العراق في كلّ المناسبات ومنها خصوصا مدينتي كربلاء والنّجف على خلاف ما يخطط له الفرس وعملاؤهم ونغولهم لتثبيته حقيقة لا تقبل ردّا، وهي حقيقة مغلوطة ومفبركة ومكذوبة، حيث صدحت حناجر العراقيّين عشرات المرّات بالشّعار الأكثر إحراجا وإزعاجا للمحتلّ الفارسيّ ومضمونها الشّهير (إيران بره بره بغداد والنّجف وكربلاء تبقى حرّة  ) فضلا عن تمزيق صور الخميني والخامنئي والمالكي والجعفري وغيرهم، علاوة على تنامي اعترافات أقطاب جيوب العمالة والخيانة بأنّه لا مجال للمقارنة بأيّ حال من الأحوال بين العراق زمن البعث وما بعد استهداف نظامه الوطنيّ جرّاء الغزو، وما هذه الأحداث إلاّ برهان علميّ متين وصلب ومؤشّر ثابت على العمل السّياسّ الكبير الذي اعتمده البعث فتوصّل عبره لانتزاع اعتراف شعبيّ محلّي ووطنيّ وعربيّ ودوليّ بدوره المجيد في صنع الأحداث في العراق ويكفه شرفا أنّه لولا صموده ونشاطه السّياسيّ والعسكريّ لكان العراق أثرا بعد عين.  
ولعلّ من أعظم المنجزات السّياسية للبعث التي أشار إليها الرّفيق القائد عزّة إبراهيم هو نجاحه في مهمّتين سياسيّتين كبريين اثنتين:
1-النّجاح الباهر في إعادة علاقات البعث مع أغلب الدّول العربيّة ومع كلّ المنظّمات الإقليميّة والأمميّة ومع أغلب دول العالم في مختلف أصقاع المعمورة في أروربا وأمريكا اللاّتينيّة وآسيا وإفريقيا، وهو منجز عظيم لم يتحقّق لولا العناية الكبرى التي أولاها الحزب ولا يزال للعمل السّياسيّ، وهو أيضا مجهود جبّار للمكاتب المركزيّة القٌطريّة والقوميّة  في هذا الميدان.
2-تحقيق الحزب لمستوى إعلاميّ واسع لا يقارن البتّة حتّى مع المستوى الإعلاميّ للحزب أيّام حكمه، وذلك بسبب ما أنشاه الحزب وأسّسه من شبكات إعلاميّة مجاهدة تميّزت بالعطاء الغزير وبالصّدقيّة والموضوعيّة والاحترافيّة العالية ما بوّأها ومكّنها من أن تصبح مرجعا لكافّة الدّول ومراكز البحوث والمراكز الإعلاميّة وللإعلاميّين في كلّ العالم وخصّ بالذّكر شبكتي البصرة وذي قار ناهيك عن عشرات المواقع على الشّبكة العنكبوتيّة كالفيسبوك وغيره، زيادة على اللّجان الإعلاميّة المدافعة عن العراق محليّا وإقليميّا ودوليّا.
إنّ هذين المنجزين السّياسيّين الكبيرين، لم ينتجا من فراغ ولم يتّسم العمل عليهما بالفوضى أو الارتجاليّة، بل إنّهما جاءا ثمرة لتوجيهات ورؤى سياسيّة شاملة وعميقة لقيادة البعث والمقاومة، وما التّنويع والتّناغم في الأداء فيهما وخضوعها لأعلى درجات الانضباط والصّرامة والإحساس العالي بالمسؤوليّة إلاّ دليل آخر على استحالة ان يكون الحزب قد اهمل فعلا الجانب السّياسيّ كما يدّعي أعداؤه ومناوئوه.
ولقد ترتّب عن هذا الجهد السّياسيّ الجبّار والمقتدر انتزاع اعتراف دوليّ واسع بوجاهة طرح البعث ورؤاه ومواقفه وخطّه السّياسيّ والاستراتيجيّ العامّ، وهو ما أدّى بالتّالي لتعامل العالم كلّه مع البعث باعتباره كيان مؤسسّاتيّا راسخا وواسعا ذا تنظيم ثوريّ يغطّي ساحة الوطن العربيّ كافّة ولكونه وريث ثورة تمّوز المجيدة ووريث النّظام الوطنيّ وتجربته الوطنيّة والقوميّة والاشتراكيّة والإنسانيّة الرّائدة وما حقّقه خلالها من منجزات حضاريّة وانتصارات تاريخيّة دفاعا عن العراق والأمّة العربيّة، بالإضافة لما له من رموز معروفة تحظى بالسّمعة الجيّدة وثقة الآخرين بها.
فلو تمعّن المتابع لهتين الخطوتين السّياسيّتين وتدبّر فيهما، فإنّه سيخلص حتما وبلا أدنى عناء لمدى خطورتهما من جانب، ولخراجهما السّياسيّ من جانب آخر.
فالمعروف أنّ دهاقنة الغزاة حسبوا أنّ فتح أعتى أدوات التّقتيل واستجلاب أشرس الأسلحة وأشدّها فتكا وتدميرا للبشر والحجر والشّجر، وظنّوا أنّ استخدامها في العراق سيضمن لهم إنهاء حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ فكرة وأداة ثوريّتين طلائعيّتين رساليّتين، والقضاء على رجالاته وأعضائه ومناضليه، وبالتّالي سيمكّن كلّ ذلك لوأد برامجه وقبر تجربته. ومع أنّ القائمين على المخطّط الشّيطانيّ الذي خصّ به البعث ومن خلاله العراق والأمّة العربيّة جمعاء قد استفرغوا كلّ وسائل تحقيق تلك الغايات الشّرّيرة، بل وزادوا عليها بتخصيص مئات الوسائل الإعلاميّة سواء كانت تلفزيّة أم إذاعيّة أم صحفيّة أم مواقع الكترونيّة رصدت لها ميزانيّات ضخمة وطاقات وموارد بشريّة هائلة لشيطنة الحزب وتشويهه عبر بثّ الأكاذيب وقلب الحقائق، ثمّ انتهجوا سياسة التّضييق الإعلاميّ عليه لخنق صوته ومنعه من بسط وجهة نظره وبرامجه ومنعه من الدّفاع عن العراق والأمّة العربيّة، فإنّ ما حقّقه الحزب من صمود أسطوريّ لم يتوقّف على الجانب العسكريّ فحسب بل وشمل العمل الدّيبلوماسيّ والقانونيّ والإعلاميّ وبالتّالي إدامة طرقه لكافّة أبواب إيصال صوته يعتبر نجاحا باهرا وتاريخيّا بالنّظر للفوارق غير المتناهية في الإماكنيّات والموارد، بل ويعتبر نصرا سياسيّا فريدا لم يخطّه حزب غيره أو أنظمة بحالها. 
وفي الواقع، فإنّ الاعتناء الدّقيق بالجانب السّياسيّ في حزب البعث لا يشمل ما سبق فقط، بل إنّ يتجاوزه لمدارات أوسع بكثير، وهو ما استعرضه الرّفيق القائد بالتّفصيل في إجاباته عن الأسئلة الأخرى التي طرحتها المحاورة التّونسيّة الصّحفيّة الأستاذة صوفيّة الهمّامي، فتحدّث الرّفيق القائد بعمق عن المشاريع السّياسيّة التي قدّمها البعث في إطار رؤيته لحلّ المسألة العراقيّة، وذكرّ بالتّفصيل المشروع المتكامل للمصالحة الذي قدّمه الحزب في وقت مبكّر وشرّح فيه معاني المصالحة وضوابطها وقوانينها وثوابتها التي لا تتناقض بأيّ حال من الأحوال مع خطّ الحزب الوطنيّ وثوابته المقدّسة الوطنيّة والقوميّة بل هي تنطلق منها على اعتبارها مرجعيّة ومثابة لا حياد عنها، وفصّل المرامي الحيويّة والرّهانات والغايات الحقيقّة للمصالحة والتي تتمحور أساسا في الحفاظ على هويّة العراق الوطنيّة والقوميّة وسيادته واستقلاله وإلغاء كلّ ما فرضه الاحتلال من قوانين وأنظمة وخاصّة الدّستور الذي زرع الطّائفيّة والعرقيّة والمناطقيّة والمحاصصة ثمّ رفض أيّ تدخّل خارجيّ أجنبيّ في العراق، ناهيك عن التّشديد على التمسّك بعروبة العراق من خلال الحقيقة الطبيعيّة التّاريخيّة البديهيّة وجوهرها أنّ العراق جزء لا يتجزّأ من الأمّة العربيّة وأيضا التّمسّك بوجوب إعادة الموال المسروقة والمنهوبة من العراق واعتماد مبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات بعيدا عن الطّائفة والجنس والعرق وغيرها، مع ضرورة عقد مؤتمر دوليّ تحت إشراف الأمم المتّحدة والجامعة العربيّة وتوفير الضّمانات اللاّزمة لتنفيذ مقرّراته، كما ذكّر الرّفيق القائد ببقيّة المواقف والمشاريع السّياسيّة للحزب وآخرها رؤية البعث ومشروعه للحّل الشّامل للقضيّة العراقيّة وما جاء فيه وخاصّة مشروع المصالحة الوطنيّة وهو الذي نشر مؤخّرا على أوسع نطاق، فضلا عمّا سبقه من مشاريع أخرى كمشروع الحزب للعراق المحرّر ومشروع التّحرير والاستقلال، وهي كلّها مشاريع متكاملة ومتجانسة توفّر الإطار الأمثل لأيّ حلحلة للوضع العراقيّ وفق المصلحة العليا للعراق وشعبه بعيدا عن تلاعب الأعداء وحيلهم ومؤامراتهم ومخطّطاتهم.   
إنّ هذه البسطة الشّاملة لأداء الحزب التي وضعها الرّفيق القائد عزّة إبراهيم في معرض إجابته عن الأداء السّياسيّ للبعث، شكّلت ردّا ملجما للذين يعملون على صرف أنظار الجماهير في الوطن العربيّ عن حقيقة الصّراع من جهة ويعمدون لبثّ الأكاذيب وطمس الحقائق من جهة أخرى وخصوصا فيما يتعلّق بالفعل السّياسيّ الجبّار لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ وقيادته الحكيمة الخبيرة.  
لقد جاء الحوار التّاريخيّ وإطلالة الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم على الجماهير العربيّة من تونس ليبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولكي يقطع بالحجج والأرقام مع سياسات العداء ووسائل مكرهم وأكاذيبهم، وكما وفّر الحوار مادّة غنيّة عرّى فيها الرّفيق القائد ما يحاك للأمّة في دهاليز العداء وخصوصا المشروع الفارسيّ الصّفويّ، وإبراز الفعل السّياسيّ العظيم للحزب، فإنّه مكّن كذلك من الحديث عن أوضاع عدد من الأقطار العربيّة استدعت طبيعة الحوار وظروفه وتاريخه التركيز عليها كليبيا والسّعوديّة ومصر وتونس.
فماذا قال عنها  وما أهمّ توصياته لحكّامها ولجماهيرها؟  

يتبع
أنيس الهمّامي 
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 16-05-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018