سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

موقف نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام- الجزء الثّاني -إطلالة الرّفيق عزّة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ على جماهير الأمّة العربيّة من تونس: دلالات وعبر

إطلالة الرّفيق عزّة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ على جماهير الأمّة العربيّة من تونس: دلالات وعبر

- الجزء الثّاني -


موقف نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام


..وفي هذا الإطار دوما، لم يخرج تصنيف

بشّار الأسد عن تصنيف والده حيث ورث عنه الحكم وورث عنه كلّ الخيانات والأدوار القذرة التي لعبها النّظام الأسديّ طيلة حياته، وشدّد على استمرار رأس النّظام الأسديّ في سوريّة وإصراره على شقّ وحدة الصّفّ العربيّ والتّخندق ضدّ مصلحة العرب العليا من خلال الاستقواء بالأجنبيّ ومواصلة الانخراط في سياسة المحاور والأحلاف وهي سياسات لا علاقة لها مطلقا لا من قريب أو بعيد بالمواقف والاستراتيجيّات القوميّة العربيّة المعروفة والمعلومة. فلم يحدث في تاريخ العرب أن استعان رئيس عربيّ بميليشيّات طائفيّة تعادي العرب وتعمل على ذبح العروبة مثلما فعل بشار الأسد الذي أصبح متذيّلا لميليشيّات إيرانيّة وأفغانيّة ولبنانيّة تأتمر بأوامر قاسم سليماني والحرس الثّوريّ الإرهابيّ ومن خلفهم جميعا منظومة ولاية الفقيه.
ذكّر الرّفيق القائد عزة إبراهيم وتوقّف مطوّلا بنصائح حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ ونظامه الوطنيّ لكلّ الأنظمة العربيّة خصوصا فيما يتعلّق بإيران وغاياتها التّوسّعيّة وأجنداتها التّخريبيّة في الوطن العربيّ منذ قيام الثّورة في العراق، وبيّن أنّ نصائح الحزب للأنظمة العربيّة لم تشذّ عنها سواء بعد مجيئ الخميني أو قبله، وبيّن كيف فوّت العرب على أنفسهم فرصا تاريخيّة سانحة لهم بالتّوقّي من الخطر الفارسيّ الأصفر الذي ما قدّروه حقيقة قدره واستخفّوا بتحذيرات البعث والبعثيّين واختاروا التّعويل على أصدقائهم الغربيّين والأمريكان خاصّة، ليفيقوا في نهاية المطاف على وقع صدمة الواقع المرّ حيث تخلّى عنهم الأمريكان بل ووثّقوا عرى تحالفهم مع إيران ليعانق مرتبة التّحالف ما بعد الاستراتيجيّ وهو ما يتّضح بجلاء كبير في العراق، وهنا تحديدا وجّه الرّفيق القائد توبيخا صارما للنّظام الرّسميّ العربيّ بكلّ عناوينه ومؤسّساته واتّهمهم صراحة بالتّخاذل والتّقاعس بعد أن أفلت من بين أيديهم كلّ زمام المبادرة قائلا: " أقول لإخوتي الحكّام العرب إنّ السّكوت على جرائم إيران في العراق وسوريا واليمن سيكون ثمنه باهضا على السّاكتين ولو أنّ العرب قاتلوا إيران في العراق ما زحفت إلى سوريا، ولو أنّهم قاتلوها في العراق وسوريا ما أشعلت النار في اليمن وهكذا ستزحف نار الفرس في وطننا الكبير فلا ينجو منها أحد إلاّ من استعدّ وشمّر لقتالها قبل أن تصله نارها."  
وفي إطار المرونة والسّلاسة والمنهجيّة التي شكّلت حلّة بهيّة مخصوصة للحوار التّاريخيّ للرّفيق القائد عزّة إبراهيم مع جريدة "الشّارع المغاربيّ"، فإنّ التّأكيد على نصائح حزب البعث ونظامه الوطنيّ في العراق وأثناء خوضه لغمار ملحمة مقاومته الأسطوريّة للاحتلالين الأمريكيّ والإيرانيّ الصّفويّ للعراق، لم تكن مسقطة أو منفصلة عن سير الحوار، فلقد كان ذلك ربطا بين أداء البعث ومواقفه وخطّه السّياسيّ العامّ ومنهجه الاستراتيجيّ المقاوم وقراءته للواقع العربيّ والدّوليّ وبين الوقائع على الأرض اليوم، بل إنّ ما قدّمه البعث من نصائح وتوجيهات ثمينة للنّظام العربيّ الرّسميّ واستباقه لكلّ الأخطار والتّحدّيات سواء الظّاهرة المكشوفة أو تلك المقنّعة والنّاعمة أو الخفيّة والمؤجّلة كما هو الشّأن بالنّسبة للخطر الإيرانيّ الفارسيّ الصّفويّ.   
إنّه وفي سياق الحديث عن حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، لم يعدم الرّفيق القائد عزّة إبراهيم ولم يسقط شاردة أو واردة إلاّ وأتى عليها بمنتهى الشّفافيّة والوضوح الكاملين، فلقد أكّد أنّ كلّ ما تعرّض له الحزب من استهداف امبرياليّ وصهيونيّ وإيرانيّ فارسيّ صفويّ إنّما كان الغرض منه الإجهاز على أحلام العرب وتوقهم ومساعيهم ونضالاتهم في سبيل تحقيق وحتهم وإنشاء دولتهم القوميّة وهو حقّهم الطّبيعيّ الذي تكفله كلّ الأعراف والمواثيق والقوانين السّماويّة والأرضيّة، ذلك أنّ حزب البعث باعتباره حزبا رساليّا قوميّا عقائديّا طلائعيّا ثوريّا إنسانيّا، شكّل ولا يزال طليعة القوى السيّاسيّ العربيّة المدافعة عن حقّ العرب في العيش بكرامة وحريّة وأن يحقّقوا سيادتهم ويمتلكوا نواصيهم ويحرّروا أرضهم من المغتصبين بتعدّد مسمّياتهم وعناوينهم ومثّل مقدّمة نخب الأمّة في الذّود عن هويّتها وبصمتها وكيانها، وهو ما تنضح به مسيرة الحزب على امتداد سبعة عقود كاملة، وشدّد الرّفيق القائد على تواصل عطاء البعث المبدع الخلاّق واستمرار صموده ووقوفه كالطّود الشّامخ في وجه الأعداء وعملائهم وعرض بالأرقام والإحصائيّات المؤكّدة والموثّقة قوافل شهداء البعث في العراق بان بلغ عددهم 160 ألف شهيد تتقدّمهم القيادة بأغلب أعضائها ورموزها، وتحّدث بإطناب عن عدد البعثيّين المهجّرين والمطاردين والمنفيّين والميتّمين والمصادرة حقوقهم كافّة والتّضييقات المفزعة وغير المسبوقة التي تعرّضوا لها خصوصا بفعل القوانين العنصريّة والأكثر تخلّفا في تاريخ الإنسانيّة من اجتثاث وحظر وتهم الإرهاب وهي ممارسات ساديّة وسياسات عنصريّة سنّها أركان الاحتلال الأمريكيّ الصّهيونيّ الامبرياليّ للعراق واستنسخها الاحتلال الإيرانيّ الفارسيّ الصّفويّ فيما بعد الصّفقة الأمريكيّة الإيرانيّة.   
هذا ورغم بشاعة الأرقام وهول الفظاعات التي رزح تحتها البعث والبعثيّون، فإنّ الرّفيق القائد عزّة إبراهيم وضّح وتعهّد في هذا الحوار على أنّ البعث صامد ومواظب على طريق النّضال والمقاومة والجهاد، وأنّه لن يتأخّر ولن يقعد عن دوره الكفاحيّ الجهاديّ المقاوم مهما غلت التّضحيات، وتوعّد الغزاة والمحتلّ الفرسيّ بالملاحقة والمطاردة إلى غاية التّحرير النّاجز وطردهم من أرض العراق، كما جدّد التأكيد على أنّ كلّ هذا العطاء الغزير والأداء المبهر للبعث ورغم ما يحيط به من أمواج عاتية متلاطمة ورغم تخاذل العرب الرّسميّين في  دعمه لا لذاته وإنّما من منطلقات كونه المتراس وقلعة الدّفاع الأخيرة عن العرب والعروبة إذ يتوقّف كلّ المصير والوجود والمستقبل العربيّ على ما ستفضي إليه نتائج المنازلة التّاريخيّة التي ينهض لها البعث في العراق ويستبسل في إجهاض مخطّطات الاجتثاث الشّيطانيّة الآثمة للعروبة بأسرها وهو ما لم يدركه العرب وخصوصا في شقّهم الرّسميّ بعد، ورغم التّفاوت الكبير في الإمكانيّات، فإنّ كلّ ذلك لن يفتّ في عضد البعث ورجالاته ومناضليه ومقاتليه ولن ينال من عزمهم وإيمانهم الرّاسخ بمزيد من البذل والعطاء.
ولقد أفاد الرّفيق القائد أنّ عطاء البعث وما يبذله من تضحيات جسيمة أعجزت الأعداء واضطرّتهم للاعتراف به واعتباره الرّقم الأصعب في موازنات المعادلات لا المتعلّقة بالسّاحة العراقيّة أو الإقليميّة فحسب بل والدّوليّة أيضا، حيث لا سلام ولا أمن في المنطقة والعالم إلاّ باستقرار الوضع في العراق وإلغاء كلّ ما نتج عن الغزو، ولا سلام في العراق إلاّ بالإنصات وبجدّية وبمنتهى الاحترام لرؤى البعث وقراءاته ومشاريعه للحلّ الشّامل، وهو الأمر الذي بات في عداد المسلّمات البديهيّة والحقائق الثّابتة التي يعترف بها الجميع بما فيهم أقزام العمليّة السّياسيّة المخابراتيّة المتهالكة فيما يعرف  بالمنطقة الخضراء.
لقد تحدّث الرّفيق القائد عزّة إبراهيم بمنتهى الفخر والاعتزاز والزّهوّ  بحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، وهو الفخر وهو الاعتزاز وهو الزّهوّ الذي يعتمل في صدر كلّ عراقيّ وعربيّ حرّ شريف كلّما ذكر البعث وتناول الوضع العراقيّ والعربيّ عموما خاصّة بعد انجلاء الغشاوات التي تفنّن دهاقنة الأعداء في تثبيتها من خلال حروبهم الإعلاميّة الشّرسة المبنيّة عل التّلفيق والغشّ والكذب والخداع والتّضليل وفبركة الحداث وقلب الحقائق وتشويهها. وليس في كلام الرّفيق القائد عزّة إبراهيم عن حزب البعث في حواره التّاريخيّ لجريدة "الشّارع المغاربيّ" التّونسيّة  أيّ مبالغة أو تضخيم، بل كان جليّا حرصه الشّديد على الالتزام بالموضوعيّة التّامّة، وهو ما تدلّل عليه إجابته الشّافية والضّافية عن الأسئلة المتعلّقة بحقيقة الفعل البعثيّ في العراق سواء العسكريّة أو السّياسيّة. ففي هذا الصّدد رفض الرّفيق القائد رفضا قاطعا كلّ الادّعاءات التي حرص على ترويحها الأعداء في إطار تشويه الحزب والتّعتيم على ملاحمه العظيمة التي فاقت حدود العقل البشريّ بلا شكّ، والتي تشير تلميحا حينا وتصريحا أحيانا أخرى إلى إهمال الحزب في سياق المقاومة للجانب السّياسيّ وتركيزه فقط على الجوانب العسكريّة، وذكّر في هذا الغرض بما تتحوّز عليه قيادة البعث والمقاومة من علم وخبرة وتجربة ومعرفة وكفاءة ووعي عال وتخطيط استراتيجيّ يؤهّلها للنّظر إلى الصّراع مع الغزاة من منظار شامل وعميق وبعيد المدى ما يجعل نضالها وكفاحها يمتد إلى كلّ ميادين الحياة العسكريّة والسّياسيّة والاقتصاديّة والإعلاميّة والاجتماعيّة ثمّ ميدان العمل الأمنيّ والاستخباراتيّ والمخابراتيّ ثمّ إلى ميدان الإعداد والتّعبئة، وهو ما تجسّد بمرافقة العمل السّياسيّ للمقاومة وفعلها منذ يومها الأوّل ليعدّد بذلك المنجزات السّياسيّة للحزب والمقاومة فينسف نسفا نهائيّا مثل تلك التّخرّصات.
فما هي تلك المنجزات، وما هي مشاريع البعث وخططه للمراحل المقبلة كما حدّدها الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم الأمين العامّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ القائد الاعلى للجهاد والتّحرير؟

يتبع

أنيس الهمّامي 
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 16-05-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018