سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) ترامب في أرض العرب خير منه في بلاد فارس




كاظم عبد الحسين عباس 

ليس بوسع أحد أن ينكر على أميركا قدراتها العظيمة في كل المجالات التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية وتاثيرها الواضح في العلاقات الدولية. وليس ثمة غموض أو تستر أمريكي على نمط سياساتها التي تسير عليها في منطقتنا فهي سياسة عدوانية احتلالية تصب في كل تفرعاتها لصالح رأس المال الأمريكي وأمن الكيان الصهيوني. 
بعد سقوط الأتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية  انتهت حقبة الخيار (التقدمي التحرري) في علاقات العرب مع دول العالم  لأن روسيا عملياً صارت هي الأخرى إمبريالية ولا تقيم وزناً للأخلاق ولا للوفاء ولا لمصالح الغير بل يحركها ذات الاهتمامات الأمريكية وهي مصالحها ومناطق النفوذ وأمن الكيان الصهيوني.
 لذلك تساوى المطر على أنظمتنا وتساوت أمامها الخيارات خاصة مع غياب وانهيار قدرات العرب الدفاعية واضمحلال قرارات استخدام المتاح منها إلا في اتجاه واحد تقريباً هو محاربة الشعب العربي. وهنا نشير أيضًا إلى ان معظم الحروب الداخلية لم تكن خياراً عربياً بل جاءت نتيجة تدخل أجنبي تحت عناوين فضفاضة زيفها أكثر بكثير من صلاحها ونقاءها كمثل ما سمي بالربيع العربي الذي ظهرت مكنوناته الحقيقية في كونه استخدام للدين السياسي والطائفية لإنهاك العرب ونشر الفوضى والاحتراب العربي العربي بالإنابة عن الأجنبي وهي المنهجية التي اتبعها باراك أوباما تحت ستار دعم طرف من أطراف الإسلام السياسي والذي كان في حقيقته تستر على دعمه للمنهج الفارسي وتأجيجه للفتن الطائفية والمذهبية في أحقر سياسة خسيسة عرفها العالم.
من زاوية أخرى، فإن المنطق والتعامل الواقعي، يجعلنا نفاضل بين أن يزور الرئيس الأمريكي أرضاً عربية بدأت تظهر عليها ملامح الرفض والمواجهة للعدوان والتغول والاستعمار الفارسي لأجزاء من وطننا وبين أن يكون زائراً لأرض إيران النظام الفارسي الكهنوتي المجرم. إن العقل والحكمة يجب أن تدفع باتجاه استقطاب الاهتمامات الأمريكية ما دامت لا فرق بينها وبين روسيا أو فرنسا فكلهم في هوى الجشع والخنوع للصهيونية واحد.
ما يمكن أن يرتفع في سقف أمنياتنا كعرب هو:
أولاً: أن يستحضر مسؤولونا مصالح الأمة ولو في حدها الأدنى وهم يصوغون علاقات الصداقة مع أميركا.
 ثانياً: أن يعود من عاون أميركا على غزو العراق واحتلاله إلى الوراء قليلاً ليقدر حجم الأضرار الكارثية التي وقعت عليه ذاته وعلى الأمة وبالتالي يحاول أن يدفع بأميركا للمراجعة هي الأخرى وإصلاح ما خربته في العراق على مستوى الأرض والشعب على الأقل حيث ان ما ذبح لن يعود إلى الحياة. وأية سياسة إيجابية أمريكية لا تتزامن مع طرد إيران وأعوانها لن تكون بلسماً على الجراح العراقية.
ثالثاً: أن يستفيد العرب من الاندفاع الأمريكي المادي لإنشاء صناعة عسكرية ومدنية متقدمة لكي لا تتحول ملياراتهم إلى فضلات تلفظها البطون المتخمة فحسب.
رابعاً: ان يعي العرب وعياً نهائيًا ان إيران بنظامها القائم أخطر عليهم من أميركا ومن (إسرائيل) وان يدفعوا بكل قدراتهم لتحجيمها وإعادتها إلى داخل حدودها وان توضع استراتيجيات مواجهة حاسمة مع المنهج الفارسي المتستر بالدين لتمزيق العرب أرضاً وتاريخ وثروات.
على العرب أن يتفقوا على ان إيران أخطر من الكيان الصهيوني وان إخراج إيران من أرضنا التي احتلتها وأولها العراق ضرورة صارت تتقدم كل الضرورات وان لا تحرير لأرض عربية وأولها فلسطين دون تحرير العراق. ومن يخدعون أنفسهم بترديد نغمة مركزية القضية الفلسطينية إنما هم الضائعون في وقع خطاهم والإدراك الوحيد الذي يحركهم هو التمسك بالشعار الذي ما حقق شيئًا يوم كان عند العرب بعض إرادة حقيقية للتحرير تنطلق من العراق فكيف به وقد ذبح هذا الخيار لأن التمسك بالمستحيل هو علاج نفسي لمرض التخاذل والاستسلام إنه محض تعلق بالوهم كسياسة لخداع مشاعرنا القومية … فلسطين وكل الأرض العربية لن نتقدم منها خطوة واحدة بدون العراق ..الذي كان. وبالمناسبة .. كل العرب القوميون الحقيقيون يعرفون الطريقة التي يعود بها العراق .. يعرفونها ويعرفون السبيل إليها فدعاة القومية يعرفون من هو الأمين عزة إبراهيم ويعرفون كيف السبيل إليه ..غير ان معطيات الحال تجعل الطريق الآن إلى المرشد الأعلى أسهل وأكثر ثراءاً طبعاً. 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018