سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

( موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام ) اللغز القطري


  كاظم عبد الحسين عباس

  الجميع يعرف اننا ترفعنا عن ممارسة النقد لهذا الطرف أو ذاك لانشغالنا بما نراه أهم وأوجب من النقد في هذه المرحلة من حياة أمتنا الا وهو تغذية وتكريس خطنا الجهادي للتحرير من الاحتلال كأولوية لا تتقدم عليها أية أولوية أخرى. وعليه فان تناولنا للوضع العربي وشؤون الأمة يأخذ اطار تقييم ما هو ملح من الاحداث والمواقف .
  وحيث ان الاعلام قد تناقل مواقف سياسية متناقضة بعد قمم الرياض العربية والاسلامية مع الرئيس الأمريكي رونالد ترامب التي عقدت في السعودية فان مراجعة المواقف القطرية صارت ضرورة لا يمكن تجنبها وسننحى  كما قلنا , منحى تقيم وتذكير عله ينفع في ما يهمنا من الأمر الا وهو تعزيز التوجه الخليجي المواجه للتغول والاحتلال الايراني لاجزاء من وطننا العربي تحت الحماية الأمريكية . ونؤكد انه توجه يجب أن يتصاعد ويتحول الى فعل ميداني وينتقل الى مراحل الفعل في العراق أولا وقبل أي مكان اخر .
  ومن المهم أن ننبه قبل الدخول في المذاكرة القطرية أن نؤكد اننا لم نغادر قط تقييمنا ومعلوماتنا المؤكدة عن التفاهمات الامريكية الايرانية التي أدت الى تسليم العراق كدولة محتلة من القبضة الأمريكية المعتدية الغاشمة الى القبضة الفارسية الايرانية المجرمة . وان رؤيتنا لا زالت مستقرة على ان الحديث عن تحول في السياسة والمواقف الامريكية ازاء الوضع الكارثي الذي خلقه الغزو والعملية السياسية وبالذات ازاء الاحتلال الايراني للعراق لم يتجاوز لحد الان التكهنات والمواقف الاعلامية اللفظية وعليه فان المواقف القطرية لم تخرج الى الان عن خيمة التوافق مع أميركا .
    مراجعة المواقف , المتوافقة والمتناقضة , التي أردنا المرور عليها هنا تبدأ من الساحة السورية :
  يقال ان قطر تدعم الأخوان المسلمين والاخوان هم أحد الفصائل التي أنخرطت في مقاتلة نظام بشار الأسد . ويقال ان للاخوان مسميات عديدة نالت بركات الدعم القطري ( السخي ) . ولان النظام الايراني وميليشياته المعروفه متورط في سوريا لصالح النظام فان السنوات الأربع الأخيرة على الأقل من عمر محنة الشعب السوري كانت تشهد مواجهة بالبنادق والمال القطري مع شبيحة النظام السوري وميليشيات ايران .
  ويقال:
 ان لقطر يد طويلة أمتدت بالمال والسلاح لتكون شريك الناتو في أحتلال ليبيا وايصالها الى ما وصلت اليه من تشظي وخراب وارهاب وفتن قد بدأت ولا يلوح في الافق المنظور من حل لها . قطر هنا أيضا اشتغلت عبر أذرع لها ذات صبغة أخونجية بهذا القدر أو ذاك. ويقال أيضا ان ايران متناقضة مع الاحتلال الناتوي المدعوم قطريا لليبيا .
  وقطر:
    واجهت محنة مواطنين أختطفتهم ايران عبر ميليشياتها في العراق وطبيعي ان نذهب الى تأكيد تورط حكومة حيدر العبادي في تلك العملية لان هذه المليشيات هي جزء من الحشد الشعوبي ومن المخطوفين وبينهم أولاد عم  وأقرباء للعائلة القطرية الحاكمة ودامت محنتهم قرابة سنة وسبعة شهور . وسبق وكتبنا عن بعض مسارات وخفايا هذا الاختطاف والذي انتهى بمؤتمر صحفي للعبادي يعلن فيه عن وضع اليد على مبلغ يقرب من مليار ونصف المليار دولار جلبته طائرة قطرية الى مطار بغداد كفدية للمليشيات دفعت مقابل اطلاق سراح المختطفين وبعدها اتهم قطر بجريمة تبيض أموال ووعد بأحالة القضية الى القضاء ثم ساد صمت من جميع الأطراف عن القضية يشبه صمت أهل القبور .
  وقيل : ان ايران والنظام السوري كانا أطرافا أساسية في المفاوضات مع قطر بشأن أسراها الذين جاءوا ضيوفا للعراق وبحماية الداخلية الخضراوية تم أسرهم وأختطافهم .
 هنا أيضا محطة تناقض غريبة بين قطر من جهة وايران ونظام الاسد ونظام الخضراء من جهة أخرى يصعب هضمها على أية معدة ولو كانت من معدات المجترات.
   وقطر كانت أحد الاطراف الحاضرة في قمم السعودية التي قيل انها أنتجت أمرين :
 الأول :عقود وهدايا بمليارات الدولارات لامريكا ولترامب وعائلته .
 الثاني : موقف أمريكي عربي اسلامي يدين ايران ويتوعدها بالويل والثبور ويطالبها بنفض يدها من العراق وسوريا قبل أن تقوم القيامة. !!
  ولم تمر ساعات على مغادر ترامب وانفضاض القمم ( التاريخية ) حتى تسرب اعصار كسر السد القطري - الخليجي دفعة واحدة وأعلن الولاء القطري  لايران والتعاطف معها ضد ( أي عدوان محتمل ) . وتزامن مع هذا الموقف اضطرابات أمنية في البحرين توجه أصابع الاتهام فيها لايران وأعلنت أطراف فارسية تحكم العراق دعمها وتعاطفها مذهبيا مع الحراك الفارسي في البحرين وأيضا ظهرت تسريبات عن انقلاب أو محاولة انقلاب في الكويت هدفها تقويض ( التقارب الكويتي الايراني) .
   والسؤال الأهم الذي يفرض حاله:
 اذا كانت قطر قد أختارت شق وحدة قرارات قمة السعودية فهل تقوى على منع قاعدة العيديد على توجيه صواريخها وطائراتها ضد ايران ان وصل الامر الى حد الاحتراب ؟ وهل بوسع قطر أن تحمي ايران ان هي صارت هدفا للتحالف العربي الأسلامي؟. فاستهداف ايران ليس نزوة عربية ولا سياسة تنتهجها حكومة من الحكومات العربية بل هو رد فعل عربي على عدوان ايران على العرب  وليس بوسع قطر ولا غيرها أن تسقط أو تقلل من أخطار الدستور المذهبي لايران وعمامة ولي الفقيه لا على نفسها ولا على العرب فايران ماضية في منهج شراكة الكيان الصهيوني في احتلال بلاد العرب المفتتة و عديمة القدرة على حماية نفسها .
  الجواب واضح … ولكنه جواب يعمق اللغز القطري ويزيد التوجه القطري غموضا وتناقضات .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018