في الفقرات السابقة هناك ادلة على ان اللغة التي كانت مستعملة في اوربا قبل وصول الهندو اوربيون قبل المسيح بمائتي عام تقريبا هي اللغة العروبية بكافة لهجاتها المحلية مثل البابلية والاكدية والكنعانية والقبطية والامازيغية ، كما يسميها الباحث عثمان والباحث عبدالرحمن وكلاهما بربريان جزائريان يؤكدان في كافة بحوثهما ان البربر او الاومازيغ اصلهم عرب ومن اليمن وانهم توغلوا في اوربا قبل اي هجرة اليها من قبل السكان
الاوربيين الحاليين معتمدين على اثار ونقوش موجودة الان واعترافات خبراء اوربيين معروفين . بل ان هناك من يذهب ابعد فيترجم كلمة اوربا (Europe) على انها تعني (عروبة ) وهذا امر يحتاج لبحوث علمية وعملية اكثر لاثباته او نفيه .
3- ونشرت صحيفة الشرق الاوسط ( 15-6-2008 ) تقريرا مهما يقول ما يلي : أفاد باحثون في العلوم الجنائية بجامعة كوبنهاغن، درسوا بقايا جثامين في موقعين قديمين لدفن الموتى يعودان الى العصر الحديدي، بأنهم اكتشفوا شخصا يبدو انه يعود الى أصول عربية ! كان العلماء الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «أميركان جورنال أوف فيزيكال أنثروبولوجي» المتخصصة بعلم الإنسان، قد دققوا في أجداث الأموات المدفونين في القسم الجنوبي من جزيرة زيلاند الدنماركية، حيث توجد مقبرتا بوغبيجغارد وسكوفاغارد، اللتان يعود تاريخهما الى ما بين (0 و400) سنة قبل الميلاد. وحسب لينيا ميلتشور من فريق البحث في الجامعة، الذي اشرف على الدراسة، ان الباحثين حللوا الحمض النووي ....وعثروا على خصائص جينية لدى رجل أشارت الى أنه يعود الى أصول عربية . )انتهى .
وهنا نشير الى فيلم امريكي معروف بطله انتونيو بانديرا واسم الفيلم )المقاتل الثالث عشر( وفيه يلعب دور سفير الدولة العباسية الى اسكندنافيا التي كانت تعيش في حالة تخلف مرعب فقام بتوعيتهم ونشر النظافة والثقافة بينهم وعلمهم فنون الحرب الحديثة .
4- هل وصل العرب الى اوربا قبل ما بين 10و40 الف عام وتركوا بصماتهم الجينية في اكثر من 80% من سكانها فقط كما تؤكد نتائج البحوث الجينية ام انهم ايضا منحوها ثروة حيوانية كبيرة القيمة ؟ من المفارقات المحزنة والمفرحة انه حتى ابقار اوربا اصلها عربي وهي مفخرة عدة دول اوربية تصدر مشتقات الالبان التي تعد من اهم مصادر دخلها ، كيف وصلت الابقار العربية الى اوربا واستقرت هناك ؟ ذكرت دراسة علمية حديثة، لمعهد العلوم البيولوجية بجامعة مدينة "ماينتس" الألمانية، أن الأبقار الموجودة حالياً في أوروبا، تعود إلى أصول عربية، انتقلت إلى وسط وغرب القارة الأوروبية، قبل نحو ستة آلاف عام.وقالت الدراسة، التي نشرت الجمعة، إن أصول البقر وأنواعه المختلفة، كالوعل والغزال، الموجود في أوروبا، تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصة مناطق في سوريا وشرق تركيا، بالإضافة إلى عدد من دول الخليج العربي .وذكرت الدراسة أن باحثو المعهد الألماني، توصلوا إلى نتيجة بأن هذه الأبقار لم تكن موجودة في القارة الأوروبية، كما أنها لا تنتمي لسلالة "البقر الوحشي"، التي انقرضت من أوروبا، قبل نحو 400 عام .
وقال بيان، وزعه المعهد: "لقد ثبت للجنة علمية تابعة للمعهد، بالتعاون مع لجنة أيرلندية ألمانية مشتركة، قامت بإجراء بحوث حول أصول الجينات الخاصة بهذا الحيوان، بأن البقر وأنواعه الموجودة في أوروبا الوسطى، والجزيرة البريطانية، واسكندنافيا، لا تعتبر من سلالة البقر الوحشي."ووفقاً للتقرير، فان هذه الحيوانات انتقلت إلى أوروبا قبل حوالي ستة آلاف عام، وبالتحديد بعد العصر الجليدي، حيث جاءت من تلك المناطق، لتستوطن ألمانيا وأوروبا الوسطى.وحسب الباحثين، فإن جزم العلماء يؤكد بأن الحيوانات الداجنة الأخرى، مثل الخراف والماعز، يرجع أصلها هي الأخرى، إلى الاقطار العربية في الشرق الأوسط وتركيا، حيث لم تكن موجودة أيضاً في أوروبا. المصدر :
http://arabic.cnn.com/2007/scitech/4....jpg_-1_-1.jpg
هذا الاكتشاف العلمي ماذا يعني تحديدا ؟ انه يعني عدة حقائق لا تدحض : اولها حقيقة ان الابقار والكثير من حيوانات اوربا الحالية اصولها عربية بلا شك وما يترتب عليها ، وهو الاهم ، ان من نقلها الى اوربا هم عرب فليس منطقيا ان تكون هي من انتقلت الى اوربا خصوصا وان الادلة الاخرى المعترف بها تؤكد بان العرب وصلوا اوربا قبل فترة ما بين 10 و40 الف عام وفي هجرات متتابعة او متقطعة وقبل وصول الانسان الابيض اليها بعشرات الالاف من السنين . وهذا ما تحاول اوربا الاستعمارية اخفاءه !
5-هل هذا كل شيء وصل من ارض العرب الى العالم البعيد عن الجزيرة العربية ؟ كلا فمنذ عدة سنوات أثبت علميا أن أفضل أنتاج قمح فى العالم هو القمح الذى يزرع فى المكسيك وتبين تاريخيا بواسطه علماء الأثار والمخطوطات أن بذور القمح المكسيكى كانت تزرع فى مصر ونقلت من مصر القديمه فى أوانى وزرعت فيها .).
هذه التقارير تؤكد بان العرب وصلوا الى جنوب ووسط اوربا قبل ظهور المسيحية بالاف السنين وصارت جيناتهم فيها سائدة بنسبة 80% ثم وصلوا الى شمال اوربا وتركوا بصماتهم الجينية هناك ، وان ابقار وماعز وخراف اوربا بما في ذلك بريطانيا ، وقمح امريكا اللاتينية اصولها عربي ونقل من منطقة الخصب وهي وادي الرافدين ووادي النيل والشام والمغرب العربي ، انها حقائق جينية ثابتة ولم نكتشفها نحن ولم نعلنها نحن بل هم من اعلنوها لانهم عاجزون عن انكارها بعد ان اكتشفت وصار مستحيلا اخفاءها ولكنهم ولخبثهم وانانيتهم المفرطة فسروها بطريقة تضيع على العرب حقهم ودورهم الانساني . في ضوء ذلك ما الذي يفرض نفسه علميا وعمليا ويدحض كافة ما يناقضه ؟ اهم وابرز الحقائق هي ان العرب في هجراتهم التي لم تبدء بعد العصر الجليدي الاخير قبل حوالي 12 الف عام فقط بل حصلت هجرات عربية قبل ذلك بالاف السنين ، وفي تلك الفترة لم تكن كل الارض مغطاة بالثلوج فقد تخللتها وكما تؤكد الاثار المادية عصور دفيئة قصيرة او طويلة سمحت بانتشار البشر انطلاقا من الوطن العربي ( العراق والشام ومصر ) الى المغرب العربي ومنه الى اوربا .
وهنا نتوقف قليلا لنوجه الضربة القاضية للنظرية التي تنكر الاصل العربي للمغرب العربي : فلكي يصل العرب الى اوربا لابد ان يمروا قبل ذلك وبالاف السنين بالساحل الجنوبي للبحر الابيض المتوسط من تركيا الى موريتانيا ، لسبب بسيط جدا وهو ان طرق العبور الى اوربا تنحصر فيما يسمى اليوم بايطاليا واليونان وفرنسا واسبانيا وتركيا ، والاخيرة كانت لم تشهد بعد وصول الاتراك لها وكانت مسكونة بقبائل عربية عراقية ، فكان منطقيا وعمليا تأكيد انهم استوطنوا المغرب العربي الاف السنين واقاموا فيه حضاراتهم المتعددة قبل انتقالهم الى اوربا وتسييد جيناتهم وهويتهم اللغوية هناك . والا علينا ان نسأل من اين مروا الى اوربا في زمن لم تكن فهي طائرات تنقل المسافرين جوا ؟
وهذه الحقيقة تدعمها اللقيات الاثرية ونظم الري القديمة ، كما كشف الباحث اللامع د. احمد سوسة المختص بنظم الري القديمة ، والتي تؤكد بان خط الهجرة الكبيرة الاخيرة تاريخيا ابتدأت قبل اكثر من 12 الف عام من اليمن الى الفرات الاوسط اي سوريا واستقر العرب هناك الفي عام وبعدها نزلت جماعات منهم الى جنوب الفرات اي العراق واسست حضارات العراق المعروفة ، بينما سارت جماعات اخرى الى المغرب العربي واستقرت هناك واسست حضارات فينيقية امازيغية ملتحقين بعرب الموجات الاقدم ، ويضيف باحثون اخرون منهم د. عثمان سعدي بان هجرات اخرى حدثت واخذ العرب ينتقلون الى اوربا ويتوغلون فيها تدريجيا حتى وصلوا اسكندنافيا . علما بان المؤرخين المنصفين مثل الذين استشهدنا بهم يؤكدون بان هجرات عربية اقدم كثيرا حدثت خلال فترات بين 12و40 الف عام .
وهناك نظرية تقول بان الانسان الاول نشأ في جنوب افريقيا وهناك نظرية اخرى تقول بان الانسان الاول نشأ في اثيوبيا ولكن كلا النظريتين تؤكدان على ان الانسان الاول هاجر من افريقيا الى العراق ومنه الى سواحل البحر الابيض المتوسط الجنوبية ومن هناك انطلق الى اوربا وبقية قارات العالم ، وفي كل الاحوال فان هناك اجماعا على ان الهجرات الى اوربا انطلقت من اقطار عربية هي العراق وسوريا ومصر وان نظرية ظهور الانسان الاول في افريقيا تحتاج لاثبات لانها مجرد نظرية وضعها غربيون وعلينا ان نشكك بكل ما دون الغرب عن التاريخ لانه تزوير وطمس للحقائق .
اذا الحقيقة المذكورة ترسخ الاقتناع بان العرب وصلوا في هجرات سابقة للتاريخ المكتوب والمعترف به الى المغرب العربي واستقروا فيه الاف السنين قبل الانتقال الى اوربا ، في هجرات متتابعة ونشروا لغتهم وحضارتهم هناك والتي تعود جذورها الى جنوب الجزيرة العربية ، فمن المنطقي عدم الهجرة مجددا الا بعد الاستقرار ومعرفة طبيعة المناطق القريبة ومقارنتها بالتي سكنوا فيها ثم الهجرة ، خصوصا وان العربي المنطلق من الصحراء او من منطقة جدب وفقر وشحة موارد ، وهذا هو الدافع الاجباري للهجرة ، كان لا يعرف البحر وسمى المحيط الاطلسي ب(بحر الظلمات) لغموضه وحجمه الضخم مقارنة بانهار العراق ، وبناء عليه يمكن تأكيد ان العرب وصلوا المغرب العربي في فترات تتراوح بين 10 و40 الف عام وليس مع الفتح الاسلامي .
الحضارات وابداع البشر يعود لفترات اقدم من التاريخ المكتوب من قبل مؤرخين اوربيين لم يكن فيها الانسان بدائيا كما يصوره تاريخ العالم الذي يقول بان الحضارات بدأت تظهر بعد انتهاء العصر الجليدي الاخير اي قبل حوالي 12 الف عام . والان يشهد الغرب خصوصا امريكا موجة عارمة من البحث عن اسرار واسباب وجود اثار اعمارها ترجع الى الاف السنين قبل التاريخ المعروف خصوصا بعد ان عثر على اثار كالاهرامات المصرية واثار بعبلك في لبنان وفي امريكا اللاتينية وافريقيا تشبه اهرامات مصر وتعود لعشرات الالاف من السنين وليس لعشرة الاف عام فقط ، كما عثر على مواد ليست من صنع الانسان ولا يمكن صنعها الا بادوات متقدمة جدا وعمرها ايضا اكثر من 12 الف عام .
ولدينا مثال ساطع : ما تمت معرفته بالتصوير الجوي هو ان الجزيرة العربية التي نراها الان صحراء جدباء كانت قبل انتهاء العصر الجليدي منطقة غابات مطيرة وانهار كثيرة وقامت فيها حضارات مجهولة كتابيا وان كنا نرى بعض اثارها المادية شاخصة حتى الان ، ولكن ابرز اثارها واهمها اطلاقا هو اللغة العربية والتي تعد وبحق لغة منطقة مزدهرة وخضراء ومتقدمة وليست لغة صحراء بالاصل واهم سبب هو ان اللغة اي لغة لاتنشأ ولا تتوسع الا بفضل الاختراعات او اكتشافات الاشياء والتي تحتاج لتسميتها فليس معقولا ان تسمي شيئا لايوجد ما يقابله ماديا ، ودائما تسمية شيء تعني انه وجد او اكتشف ويحتاج لتسمية فما سر اللغة العربية والتي تعد وبلا اي منافس اللغة الاغنى بالمفردات في العالم وتبلغ 12 مليون مفردة ( بينما اوسع لغة بعدها هي الانكليزية وتبلغ مفرداتها 600 الف مفردة ) والتي تصف كل كلمة حالة معينة وهي سمة لا توجد الا في اللغة العربية كقاعدة عامة ؟
في بيئة مزدهرة كبيئة الغابات والمناطق الخضراء تظهر الحيوانات والطيور والحشرات البرية والبحرية بالاف الانواع والاشكال وتخترع الاف الادوات وكل هذه الاشياء تحتاج لاسماء . وهنا نجد انفسنا بأزاء سؤال منطقي : هل توجد في الصحراء حيوانات وحشرات وطيور كثيرة ام انها قليلة جدا مقارنة بغابات في مناطق مطيرة ؟ اذا اول ادلة ان اللغة العربية لم تكن اصلا لغة صحراء هو ثرائها ووجود الاف الاسماء لمخلوقات لا توجد في الصحراء وانما توجد فقط في مناطق مطيرة خضراء . وهذا يؤكد اضافة للقيات مادية كثيرة ان الجزيرة العربية كانت منطقة حضارات سادت ثم بادت بسبب التصحر ولدينا اساطير كثيرة وقصص زاخرة باحداث تروى كأنها اساطير لكنه في الواقع بقايا تاريخنا المغدور، فدعونا نتخيل ماذا حصل في الجزيرة العربية قبل 30 الف عام مثلا ! يتبع.
Almukhtar44@gmail.com
11-5-2017