اذا كانت صدمة غزو العراق وأحتلاله قد أغشت أبصار البعض في حينها فأن سنوات ما بعد الصدمة كان يجب أن تظهر صحوة المئات بل الآلاف ممن حسبوا على الدولة الوطنية العراقية وقيادتها التاريخية وحزب البعث العربي الأشتراكي وبشكل خاص الصحفيين والكتاب والاعلاميين لينتفضوا لحقوق وطنهم وشعبهم ويؤدوا واجب المقاومة الوطنية النبيلة بأصواتهم وأقلامهم.
لا نريد الخوض في مجريات ووقائع ما مضى ولن نطالب أحد بتسديد فاتورة من أي نوع كان لأي سبب كان غير ان الدفاع عن الشعب والوطن واجب يؤديه من يتحلى بالوطنية والوفاء والشجاعة ولا نزعم ان من كانوا فرسان الزمن الايجابي قد غابت عنهم هذه الخصال الأساسية غير اننا نرى ان على من أنزوى لأن اليأس قد أخذ منه مأخذا أن ينهض من جديد لان في الآفاق ألف رجاء وألف أمل خلقته مقاومتنا البطله بفضل الله سبحانه وتعالى بعملياتها البطولية التي أرغمت جيوش الاحتلال على الهرب وجعلت العملية السياسية التي تبناها الأحتلال تغور في قعر بحار من الفشل والفساد .
لقد خرج الاف من رجال الصحافة والاعلام والفنانين والرسامين والشعراء من العراق مهجرين قسرا من بلدهم وأقاموا في مشارق الأرض ومغاربها في بلاد لا تقيم الحدود ولا تمنع الكتابة والتصريح بل تتمتع بحريات كاملة وكأن بوسع أصحابنا أن يكتبوا ويتداخلوا في برامج تلفازية ويعملوا معارض وينشروا الشعر ويكتبوا المقالات ويتحركوا على وسائل الاعلام والشخصيات والاحزاب والمنظمات , لو أنهم استحضروا واجباتهم تجاه شعبهم المظلوم وبلدهم الذي قد أدخل في دوامات الدمار والتفتيت . وكان بوسعهم الالتحاق بعراقيين عددهم قليل غير انهم نحتوا على الحجر وأسسوا اعلام المقاومة ومارسوا كسر الحصار المجرم الذي فرض عليها وشوه سمعتها وشيطن رجالها وفصائلها وثبتوا على عهد الوطن يقاتلون على عشرات الجبهات حتى تمكنوا بفضل الله من فتح ثغرات واسعة في جدار الحصار الاعلامي على قضيتهم التي هي قضية الشعب ، وهي الاشرف في سفر البشرية كلها .
لقد عشنا وعاش رجال فيلق الاعلام السابقين أحداثا تهز الضمير وتحرك الحجر الجامد من أجرام جيوش الأحتلال وأحزاب العمالة والخيانات والمليشيات التي عبثت بحياة شعبنا و في سيادة وأمن وطننا ولا يكاد الأحرار يصدقون انها ما حركت ساكن في نفوس من تركوا الوطن تمزقه الحراب وعزت عليهم الكلمة وصوت الرفض والاحتجاج.
بعد مرور أربعة عشر سنة على ما جرى وما يجري في العراق حتما الحديث سيكون مؤلم عندما نتذكر اعداد اعضاء نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب واتحاد الادباء ، وعدد ضباط التوجيه السياسي في القوات المسلحة والشرطة ، واعضاء اللجان الثقافية في الفروع والشعب والفرق ، ومسؤلي دوائر الاعلام بالوزارات والمؤسسات ، وعدد العاملين في صحيفة الحزب الثورة ومن يكتب فيها ، وكذلك صحف الجمهورية والقادسية والزوراء ومجلة الف باء وآفاق عربية ، وعدد كبير من صحف المحافظات والمنظمات الجماهيرية .. كل هؤلاء الا القلة منهم سكتوا وحطموا اقلامهم ومزقوا اوراقهم . لا بسب شيء سوى لانهم كثروا بوقت الطمع وقلوا في وقت الفزع . في حين انه يسنوجب ان يكون موقفهم عكس ذلك وهم النخبة المثقفة التي يفترض ان تدرك الاحداث وتتخذ الموقف المطلوب شرعيا ووطنيا قبل غيرهم ، وهم من درسوا التاريخ وعرفوا تكريم سيدنا الرسول العربي صلى الله عليه واله وسلم لموقف الاتصار وهو القائل ( نعم القوم الانصار . يكثرون حين الفزع ويقلون حين الطمع ). فأين انتم ايها الساكتون من هذا ؟.
أليس من المعيب أن يسكت الشعراء وتنتخي الماجدة سيمراء العبيدي تدوي بقصائدها التي سيسجلها التاريخ مثلما سجل قصائد تسواهن في ثورة العشرين ؟.
أليس من المعيب أن يسكت الصحفيون وتنتخي الماجدة سعاد العبيدي لتكتب في كل مكان تستطيع ان تنشر مقالاتها ؟.
أليس من المعيب يسكت الكتاب وتنتخي الماجدة كلشان البياتي لتملأ الفراغ عن الرجال في صفحات الفيس بوك ومواقع الاعلام المقاوم ، وتصدر الكتب؟.
ألا يجوز أن يبرز طبيب أو أستاذ كيمياء أو فيزياء لم يسبق له أن كتب بصحيفة عراقية ، ولم يحصل على تكريم أو قطعة أرض من نقابة الصحفيين أو إيفاد بدورة صحفية ، مثلما حصلتم ، ويكتب عن المقاومة ودورها بطرد المحتل ، ويكشف الخونة والعملاء وجرائمهم ، وأنتم ( أصحاب الاختصاص الاعلامي ) لم يكتب أحداً منكم حرفا واحدا !!!!! . هل أنه عراقي ووطني فقط وأين أنتم من هذا؟.
عندما نكتب هذا فأننا نحرص على ان يكون لكل عراقي دور ضمن اختصاصه في مواجهة الاحتلال وهو بمثابة تذكير لمن لم يدرك ما مطلوب عليه لان التاريخ سيسجل كل شيء ليس للأشخاص فقط بل حتى للأولاد والاحفاد فاحرصوا على ان يسجل موقف لأولادكم واحفادهم بدلا من ان ينعتوا بأولاد واحفاد المتخاذلين.
اللهم انا بلغنا اللهم اشهد .