كاظم عبد الحسين عباس
(( قل لي من هو عدوك ..أقول لك من أنت ..))
بالعودة إلى العموميات المتداولة , فإن بوسعنا ان نقول ان العداء ينتج البغضاء وان التصرف السياسي المرفوض يقود إلى الكذب وهذا بالضبط ما حصل بين البعث ودولته وأعدائهم . وبوسعنا أن نعيد للأذهان حقيقة قانونية وحقوقية
قد غابت عن أذهان كثيرين في إصدار التقييمات والنقد وأحكام التجريم ضد النظام البعثي الوطني القومي في العراق الا وهي ان الباطل بعينه والكيدية المفضوحة والتطرف الأخرق المجافي لكل قواعد العدل والأخلاق والمروءة والإنصاف هو أن يترك الخصم والعدو اللدود يقوم بدور الحكم والقاضي في محكمة التاريخ وفي محاكم الاحتلال . فالخصم لا يحاكم في قضايا السياسة والمجتمع لأن أحكامه مسبقة و مشخصنة ونابعة من روح العداء بعيدا عن الحق والعدل والإنصاف . أحكامه كلها منحازة لصالح رؤية أحادية ومنطق أحادي الجانب هو الآخر وبذلك يكون العدو بلا ميزان ولا ثوابت أخلاقية يعتمدها بل وبلا قانون أصلا لأن القانون لا يطبق إلا من قبل محايد في كل السنن والشرائع .
هذا ما حصل في حالة العراق ونظامه الوطني إذ صار الجلاد هو الإعلامي وهو القاضي وهو الحاكم وهو الذي يسجل التاريخ ويحقق في الأحداث وينتقي منها ما يشاء . هو معد المسرحية وهو مخرجها وهو الممثل ومدير الإضاءة وبواب المسرح وهو من ينتقي الجمهور ويوجه له إشارات الاحتجاج .
لم يكن نظام العراق البعثي الوطني القومي قاسيا ولا ظالما ضد شعبه بل على العكس كان رؤوفا رحيما خادما محبا وبانيا ومعمرا ومعلما وحاميا وأكبر دليل على ذلك هو زيارات ومقابلات الرئيس الشهيد صدام حسين وباقي المسؤولين للمواطنين التي لم يحصل لها مثيل في تاريخ العرب والدول كلها .
وكانت حماية الشعب والوطن والأمة تقتضي :
أولا : أن يتم إعدام عزرا ناجي زلخا ومجموعة جواسيس اليهود لتطهير العراق من الاختراق الصهيوني الذي يعرفه العرب والعجم انه اختراق يخرب العامر ويحرق الأخضر وييبس الرطب ويجفف الآبار والأنهار فضلا عن واجباته في توليد خلايا الإرهاب والقتل وخلق الفتن والمؤامرات.
الصهيونية هي إحدى الجهات الرئيسية التي عادت النظام البعثي وجهزت وشاركت في اغتيال النظام واحتلال العراق وجهزت كل مصطلحات الشيطنة والتبشيع وأقامت محاكم التجريم ومازالت .
ثانيا : ايران واتباعها المعروفين ومنهم الاحزاب الطائفية المتسترة بالدين والتشيع الصفوي الخارج عن الإسلام . والعالم كله يعرف اليوم أكثر من أي وقت مضى أن إيران قد اعتدت على العراق في حرب الثمان سنوات وقتلت مئات الالاف من أبناءه ودمرت اقتصاده وعطلت خططه التنموية . وإيران هي الأخرى من شارك في خطط غزو العراق واحتلاله .
الأحزاب التابعة لإيران حاسبها قانون الدولة العراقية وقزمها وحجم أدوارها الإجرامية وحكم على ناشطيها بما هو منصوص عليه ومعلن من قوانين وتشريعات .
العالم كله يرى الآن بالعين المجردة ما تقترفه هذه الأحزاب من جرائم مذهبية ضد شعب العراق في كل مدنه شمالا وجنوبا وما تقترفه من إرهاب وتوطين للخرافات والممارسات الغريبة على مجتمعنا العربي وتحولها إلى ميليشيات لتكريس وحماية الاحتلال الإيراني للعراق وسوريا ولبنان وبلاد أخرى من أمتنا وممارسة الإرهاب العابر للحدود والاختطاف والبلطجة والفساد بمختلف أنواعه.
ان الدولة العراقية البعثية الوطنية القومية قد واجهت إيران وعصاباتها وقاتلتها حتى حدث الغزو الأمريكي لتظهر الافاعي والعقارب رؤوسها من جحورها وتمارس الغدر والبغضاء والثارات البغيضة.
ثالثا: واجهت دولة البعث كذلك تجار الدين من الإخوان المسلمين وتفريخاتهم الطائفية ومؤامراتهم المدبرة في لندن وتل أبيب وسواها . وهؤلاء هم أيضا تعاقدوا مع الغزو وصاروا أبواق للتجريم والشيطنة .. ولسان حال كل عراقي شريف الان يقول عنهم ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) سورة الزخرف.
رابعا : تجار الأزمات والحروب الذين حاولوا التلاعب بأمن الوطن والمواطن من ناحية الغذاء والتجهيزات الأساسية في زمن الحصار .
إذن:
نظامنا لم يظلم أحدا من شعبنا بما في ذلك من عارض بروح وطنية ولم يتعاون مع مخابرات أجنبية ولم يتحول إلى متسول متسكع في سوق النخاسة. وإذا ما استثنينا هذه الفئات التي عاقبها القانون فإننا لا يمكن أن نلغي احتمالات وقوع خطأ هنا أو هناك غير أنه ناتج عن مسيرة الحياة التي لا تخلو من أخطاء كما أننا لا يمكن أن نسقط الاختراقات التي حصلت هنا وهناك في أجهزة الدولة من قبل بعض غير الملتزمين والذي جرى معاقبة الكثير منهم على تصرفاتهم غير المنضبطة .
لقد كانت دولتنا تؤمن بالإنسان وتعمل وتخطط وتنتج وتطور وتصنع وتزرع وتطبب وتعلم من أجل سعادته . ألا فليخسأ الباطل والتزوير .