أثار سخطي وحفيظتي تصريح مايسمى برئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي ضد اهلنا من المسيحيين والصائبة ، وهذا الخطاب يؤسس الى بث "الكراهية" ضدهم ، وان وصفهم بـ"الكفار"، خروج واضح عن كل القيم السماوية وقوانين الارض .
والظاهر ان علاء هذا ينفذ اجندة عميلة تسعى الى تحطيم ما تبقى من النسيج الاجتماعي العراقي ، والذي عمل من جاء بهم الاحتلالين الامريكي والايراني على تحطيم وتهشيم روح المواطنة العراقية الحقة والتي عشنا منذ زمن بين روح سماحتها وانفاسها الطيبة ، وفات علوش افندي ان تاريخ الاسلام منذ عهد الرسول صل الله عليه وسلم اكد على العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين ، حيث قال عز من قائل :
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82) ؟
كما أن رسول الله صل الله عليه وسلم عندما وصل المدينة عمل على صحيفة تنظم العلاقات بين كل مكونات مجتمع المدينة ، ولم يفرق بين احد .
ولما فتح العراق ارسل سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه رسالة الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و حدثه عن اقوام تدين باديان سماوية ( الصابئة والمسيحية واليهودية ) فطلب منه الرأي في التعامل معهم ، فكان الجواب اطلب منهم الدخول الى الاسلام وان لم يقبلوا ذلك لا تكرهم فلا اكراه في الدين وحافظ على كنائسهم ومعابدهم وكل ما يملكون وتكرر ذلك في القدس والعهدة العمرية معروفة .
وفي العهود التي سبقت احتلال العراق عام 2003 تبؤا اخوتنا من الميحيين والصابئة مواقع يستحقونها ضمن حقوق مواطنتهم وخبراتهم وامكانياتهم وكانوا نعم القادة والاوفياء لوطن اسمه العراق .
لقد كان النظام الوطني نظام شعب وليس طائقة او مذهب او قومية ، كان كل عراقي له حقوق وعليه واجبات ، وكان الأمن والأمان عنوانا بارزا في حياة كل العراقيين ومثلما دافع المسلمون عن العراق دافع المسيحيون والصائبة عن ارض العراق العزيزة .
وسؤالي هنا لعلاء ولحكومة المنطقة الخضراء ، ماذا قدمتم للعراقيين خلال اربعة عشر عاما غير الدمار والخراب والنهب والسلب وسرقة المال العام ، ودعم اقتصاد ايران واجندتها الطائفية في سوريا واليمن ولبنان وباقي الدول العربية والعالم ؟
إنك بدل ان تتحدث عن المطالبة بحقوق الناس وتتقي الله في امر من يعيش على ارض العراق ، وتدعوا حكومتك في تعديل مسار انحرافها كي تعمل على خدمة الشعب ، تظهر علينا بفرية حقيرة باستعادة كلام حول الجهاد وتصف فيه المسيحيين والصابئة بالكفار وداعيا الى شن الجهاد ضدهم" فإننا ندعو المو سوي الى مراجعة أفكاره في هذا الصدد وهي أفكار تنسجم تماما مع ما تطرحه داعش من رؤى فقهية، والاعتذار من المواطنين العراقيين المسيحيين".والصابئة .
أن "إثارة هذا الموضوع يتعارض مع مفهوم المواطنة القائم على أساس الانتماء الى الوطن وعدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو المذهب أو القومية، إن خطابات خطابات الكراهية والتمييز ، خطاب لا ينتمي الى الاسلام والمسلمين بل هو خطاب اعوج وباطل .
الا تعلم ان مرجعيتك الايرانية في طهران تتعامل مع اليهود بكل طيب وسماحة وهم لا يتجاوزون المائة الف ، حيث لهم 200 معبد يهودي يمارسون طقوسهم بكل حرية ، وهم حبايب مع دولة الكيان الصهيوني وهذا العشق من ايام الشاه الى يومنا هذا .
إن المسيحيين والصابئة هم ابناء العراق وهم ورود بستانه الكبير ، وهم جزء منا ونحن جزء منهم ، ولا نفرط بهم مهما كلفنا ذلك من تضحيات فالعراق وطن الجميع وليس وطنك او وطن الغزاة الذين ادخلتهم حكومتك ارض العراق ومنحتهم الجنسية العراقية من الايرانيين وغيرهم .
نحن بلد كل القوميات والاديان والمذاهب ، نحن العرب والكرد والتركمان والاشوريين والكلدانيين والسريان ، نحن بلد المسلمين والمسيحيين والصابئة ، نحن ابناء الله واحباءه من حقنا ان نعيش على ارض العراق ونشم عطر ترابه الطاهر ، ونحن له وهو لنا .
وليخسأ الخاسئون من الذين ابتلينا بهم بعد عام 2003 ...